البنية و الأسلوب
د. مصطفى عطية جمعة
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « البنية و الأسلوب » للناقد والباحث والمفكر "د. مصطفى عطية جمعة". ويقع الكتاب في 252 صفحة من القطع الكبير.
جاء عنوان هذا الكتاب النقدي "البنية والأسلوب"، ليكون أساسًا للرؤية النقدية في الدراسات التي اشتمل عليها، فقد انطلق المؤلف في قراءاته من منظور جمالي، يتمثل في التعامل مع النصوص أيًّا كانت أدبية أو نقدية أو بلاغية، من بُعدين: البنية والأسلوب، أو بعبارة أخرى: البُعد الرأسي ويتمثل في البنية الكُلية للنص، والبُعد الأفقي والذي نجده في أسلوب النص. فينظر الناقد إلى النص رأسيًا ليتوقف عند بنائه، ويعمد إلى الأسلوب ليتعرف على خصائصه وجمالياته. ومن خلال التحليل للبُعدين، تتضح الكثير من الدلالات والرؤى التي يحتويها النص. فالنص أيًّا كان لا يمكن الاقتصار في دراسته على الجانب المضموني/ الطرح فقط، وإنما هناك أبعاد أخرى يجب النظر إليها، وتحليلها، مثل بنية النص الكُلية وكيف عبَّرت عن الرؤية المطروحة، في ترتيب الفصول، وطريقة البرهنة والتدليل، والترتيب في محاور وفقرات وفصول، وأيضًا دراسة أسلوب التعبير النصي، وأبرز سماته ومدى توفيق المؤلف/ المنشئ في التعبير عن القضايا المطروحة.
في ضوء ذلك، جاءت الدراسات في هذا الكتاب، فالدراسة الأولى المعنونة بـ(قضايا الأسلوب وخصائصه في كتاب "تحفة النظار" لابن بطوطة)، تتناول أبرز ما اشتمل عليه كتاب أدب الرحلات الشهير لمؤلفه ابن بطوطة، وكيف أن هناك إشكالات أسلوبية اشتمل عليها، تتمثل في أن مؤلف الكتاب استعان بكاتب آخر وهو "ابن جزي" من أجل أن يصوغ له كتابه، فرأينا كتابًا مصاغ بغير أسلوب المؤلف، وهو ما يعدّ إشكالية لابد من دراستها، بجانب دراسة أسلوب الكتاب ذاته، وكيف وُفِّق في تصوير وقائع رحلات ابن بطوطة.
أما الدراسة الثانية: (تحليل خطاب المقدمات في كتاب كليلة ودمنة) فهي تتوقف عند ظاهرة المقدمات المتعددة في كتاب كليلة ودمنة، وهو الكتاب الأشهر في العالم، فلاشك أن كتابًا قديما يحوي مقدمات عديدة، تشير كل واحدة منها إلى قضية من القضايا التي أراد مترجم الكتاب "عبد الله بن المقفع" أن يثيرها للقارئ العربي، ومنها رسائل عديدة، يسعى فيها أن يخاطب القارئ في العصر العباسي، ويراعي ثقافته وتلقيه لهذا الكتاب الفريد في سرده ومبناه ومعناه. كما أن الكتاب فيه إشكالية كبرى، ألا وهي أنه مترجم عن لغة وسيطة بين العربية والهندية، وهي اللغة الفارسية، والمفارقة أن الأصل الهندي المكتمل قد ضاع، وكذلك الترجمة الفارسية، وبقيت الترجمة العربية بأسلوب ابن المقفع البليغ، ومن ثم تمت ترجمتها للغات العالم استنادًا إلى الترجمة العربية، كما يتوقف الباحث فيه عند علاقة المقدمات بمتن الكتاب/ سرده. فالدراسة تناولت جزءًا من بنية الكتاب ألا وهي مقدماته، وعلاقتها ببنية الكتاب الكلية، وكذلك بأسلوبه السردي.
في الدراسة الثالثة: (السياق في الفكر البلاغي عند "عبد القاهر الجرجاني") يتبنى الباحث قضية أسلوبية وهي السياق، حيث يؤصل المفهوم في منظور الدراسات الأسلوبية، ومن ثم يدرس السياق في فكر الناقد والبلاغي العظيم "عبد القاهر الجرجاني"، وكيف كان واعيًا لهذه القضية في مؤلفاته البلاغية.
أما الدراسة الرابعة: (الذات بين الإفناء والإحياء قراءة في البنية والأسطورة والجماليات،
د. مصطفى عطية جمعة
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « البنية و الأسلوب » للناقد والباحث والمفكر "د. مصطفى عطية جمعة". ويقع الكتاب في 252 صفحة من القطع الكبير.
جاء عنوان هذا الكتاب النقدي "البنية والأسلوب"، ليكون أساسًا للرؤية النقدية في الدراسات التي اشتمل عليها، فقد انطلق المؤلف في قراءاته من منظور جمالي، يتمثل في التعامل مع النصوص أيًّا كانت أدبية أو نقدية أو بلاغية، من بُعدين: البنية والأسلوب، أو بعبارة أخرى: البُعد الرأسي ويتمثل في البنية الكُلية للنص، والبُعد الأفقي والذي نجده في أسلوب النص. فينظر الناقد إلى النص رأسيًا ليتوقف عند بنائه، ويعمد إلى الأسلوب ليتعرف على خصائصه وجمالياته. ومن خلال التحليل للبُعدين، تتضح الكثير من الدلالات والرؤى التي يحتويها النص. فالنص أيًّا كان لا يمكن الاقتصار في دراسته على الجانب المضموني/ الطرح فقط، وإنما هناك أبعاد أخرى يجب النظر إليها، وتحليلها، مثل بنية النص الكُلية وكيف عبَّرت عن الرؤية المطروحة، في ترتيب الفصول، وطريقة البرهنة والتدليل، والترتيب في محاور وفقرات وفصول، وأيضًا دراسة أسلوب التعبير النصي، وأبرز سماته ومدى توفيق المؤلف/ المنشئ في التعبير عن القضايا المطروحة.
في ضوء ذلك، جاءت الدراسات في هذا الكتاب، فالدراسة الأولى المعنونة بـ(قضايا الأسلوب وخصائصه في كتاب "تحفة النظار" لابن بطوطة)، تتناول أبرز ما اشتمل عليه كتاب أدب الرحلات الشهير لمؤلفه ابن بطوطة، وكيف أن هناك إشكالات أسلوبية اشتمل عليها، تتمثل في أن مؤلف الكتاب استعان بكاتب آخر وهو "ابن جزي" من أجل أن يصوغ له كتابه، فرأينا كتابًا مصاغ بغير أسلوب المؤلف، وهو ما يعدّ إشكالية لابد من دراستها، بجانب دراسة أسلوب الكتاب ذاته، وكيف وُفِّق في تصوير وقائع رحلات ابن بطوطة.
أما الدراسة الثانية: (تحليل خطاب المقدمات في كتاب كليلة ودمنة) فهي تتوقف عند ظاهرة المقدمات المتعددة في كتاب كليلة ودمنة، وهو الكتاب الأشهر في العالم، فلاشك أن كتابًا قديما يحوي مقدمات عديدة، تشير كل واحدة منها إلى قضية من القضايا التي أراد مترجم الكتاب "عبد الله بن المقفع" أن يثيرها للقارئ العربي، ومنها رسائل عديدة، يسعى فيها أن يخاطب القارئ في العصر العباسي، ويراعي ثقافته وتلقيه لهذا الكتاب الفريد في سرده ومبناه ومعناه. كما أن الكتاب فيه إشكالية كبرى، ألا وهي أنه مترجم عن لغة وسيطة بين العربية والهندية، وهي اللغة الفارسية، والمفارقة أن الأصل الهندي المكتمل قد ضاع، وكذلك الترجمة الفارسية، وبقيت الترجمة العربية بأسلوب ابن المقفع البليغ، ومن ثم تمت ترجمتها للغات العالم استنادًا إلى الترجمة العربية، كما يتوقف الباحث فيه عند علاقة المقدمات بمتن الكتاب/ سرده. فالدراسة تناولت جزءًا من بنية الكتاب ألا وهي مقدماته، وعلاقتها ببنية الكتاب الكلية، وكذلك بأسلوبه السردي.
في الدراسة الثالثة: (السياق في الفكر البلاغي عند "عبد القاهر الجرجاني") يتبنى الباحث قضية أسلوبية وهي السياق، حيث يؤصل المفهوم في منظور الدراسات الأسلوبية، ومن ثم يدرس السياق في فكر الناقد والبلاغي العظيم "عبد القاهر الجرجاني"، وكيف كان واعيًا لهذه القضية في مؤلفاته البلاغية.
أما الدراسة الرابعة: (الذات بين الإفناء والإحياء قراءة في البنية والأسطورة والجماليات،