الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشيخ يعقوب بقلم:محمد جبر الريفي

تاريخ النشر : 2020-10-10
الشيخ يعقوب بقلم:محمد جبر الريفي
نصوص قصصية
(الشيخ يعقوب)

عرفت الشيخ يعقوب منذ ذلك اليوم وانا في طريقي إلى المنزل عاىدا من مدرسة صلاح الدين الابتدائية . عصاه الحمراء الطويلة التي كان يحملها بيديه المتدليتين وراء ظهره جلبابه القديم والحذا ء المرقع وسبحته السوداء الملفوفة حول رقبته وراسه المغطي بعمامة خضراء..تمنيت في تلك اللحظة أن اشتري له من دكان الزهري القريب زجاجة كولا أو سفن أب باردة لتطفي عطشه في ذلك اليوم الحار .. ربما يتمنع في البداية ويستمر ماشيا في الشارع بدون هدى كعادته لكنه بسبب الجو الحار وشدة العطش الذي يشعر به دائما لعدم جلوسه سيتلقفها بعد ذلك بيده ألمرتعشة ثم يدلقها في جوفه الملتهب دفعة واحدة .. كان الشيخ يعقوب دائم التجوال بصمت في شوارع أحياء المدينة .. الابتسامة لاتفارق محياه وفي الليل ينام بمسجد قديم تم إصلاحه فيما بعد في مقبرة ام مروان.؛ اما الشيخ عمر فهو يقضي النهار متجولا هو الآخر و في الليل يأوي في مقبرة الإنجليز التي تقع الان امام المستشفى المعمداني سابقا أو بتسميته الحالية الاهلي العربي لكن الشيخ عمر كان لا يلوذ بالصمت كالشيخ يعقوب فقد كان ينادي بأعلى صوته في أعماق الليل قاىلا؛؛ الله حي _ الله حي لتسمعه كلا أحياء المدينة.... كانت ظاهرة الرجال المساكين المتجولين الذين يقول عنهم الناس انهم رجال على باب الله منتشرة بتلك ألفترة الزمنية في مدينة غزة.. كانوا يطوفون في شوارع الاحياء الشعبية وفي الليل يلوذون في أماكن مهجورة بعيدة عن العمران ومنهم أيضا بالإضافة إلى الشيخين يعقوب وعمر الشيخ شحته وتوتو وهكذا في كل مرة كنت أرى فيها الشيخ يعقوب كنت اراه ماشيا في الشارع مطأطأ الراس لا يتكلم فهو لم يكن متسولا كالذين يأتون من الشمال والجنوب كما كانت عمامته الخضراء الكبيرة تجلب له التقدير والاحترام حيث يظن بعض الناس أنه من اتباع الزوايا الدينية وإنه رجل مبارك دعواته إلى الله مستجابة خاصة في يوم أربعاء النبي ايوب وهو يوم كانت مدينة غزة كلها في تلك ألايام من الزمن الجميل تحتفل به فيهرع الناس إلى البحر فرادى وجماعات وأسر للفرجة والسباحة واذكر أنني كت اذهب مع الا صدقاء سمير وعمر وآخرين من أبناء الحي تتشابك ايادينا ونمشيي مسرعين سيرا على الأقدام وما أن نصل إلى الشاطئ حتى نقفر فوق رماله الناعمة الصفراء كالعصافير قبل أن نخلع ملابسنا ونعانق البحر.. لم يكن الشيخ يعقوب يتأخر في ذلك اليوم عن رؤية البحر وسماع صوت امواجه التي تفرد نفسها على الشاطئ فقد كان يذهب هو الآخر مشيا على قدميه بطلعته المعتادة هناك يمشي على الشاطئ بعد غياب الشمس ولكن منظر النسوة اللواتي يدخلن البحر تباعا باثوابهن السوداء الطويلة الفضفاضة طلبا للحمل والولادة و أملا باستجابة النبي أيوب الذي شفاه الله من الضر الذي أصابه وأصلح له أهله.. هذا المنظر يثير اهتمامه فيتطلع إليهن بعينيه المحمرتين مبتسما وهكذا أصبحت دعوة الشيخ يعقوب مطلوبة هي الأخرى فما أن تخرج النسوة من البحر وتصل إلى الشاطئ وتراه ينظر إليهن مبتسما والمسبحة الطويلة حول رقبته وعمامته الخضراء فوق رأسه حتى تلتف حوله مسرورات وتطلب منه الدعاء تتمسح بملابسه البالية وتلمس باصابعهن الناعمة عصاه الحمراء أملا بسماع صوته لكنه رغم ذلك يلوذ بالصمت كعادته.. لم يفتح فمه المطبق على أسنان متفرقة متاكلة حتى تلك اللحظة التي تثير الانتباه بل يكتفي بانفراج ابتسامته وهز رأسه المغطي بعمامته ...؛؛؛
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف