الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قَتلتُ زوجي بقلم: خولة جبر الرغمات

تاريخ النشر : 2020-10-10
قَتلتُ زوجي
تبللت وسادتها بدموعها..فهي وحدها من كانت تحتضنها.
نائمة على سرير المشفى كجنين يناشد دفء أمه..تذكرت ليلتها تلك،عندما فقدت زوجها..آخر من تبقى لها من عائلتها..كانت إحدى ليالي ديسمبر الماطرة.
فركت عيناها بنعاس بينما كان هو واقفاً أمام نافذة غرفةِ نومهم، يحتسي كوباً ساخناً من الشاي كان قد أعدَّهُ بنفسه، التفت إليها بشوق،وهي ما زالت تتأملهُ وعلى شفتيها أعذبْ إبتسامة سحرت بهِ قلبهُ الرجولي الحنون .ابتسم ضاحكاً على مظهرها الطفولي..قائلاً لها مازحاً،أما زالت صغيرتي تريد النوم،أجابتهُ بكسلٍ مصطنع: أُريدُكَ أنتَ فقط.اقترب منها ماسحاً رأسها بيده وقبَّل جبينها وأردف قائلاً: وأنا أيضاً أريدكِ دائما بجانبي.
مدت يدها بطريقة فكاهية نحو كوب الشاي الذي بيده وأردفت ممازحةً إياه: لقد غيرت رأيي...أريد هذا لا أنت، عقد حاجبيه متصنعاً الحزن قائلاً: هكذا إذن..ما رأيُكِ أنني سأخرج أتمشى لوحدي في هذا الجو الرائع..مُشيراً بأصبعه نحو النافذة، وأنتِ إبقِ مع ونيسكِ هذا،ثم ارتشف من كوب الشاي الذي بيدها وهي ما زالت ممسكة به،وَهَمَّ واقفاً يريد الخروج،فأمسك بطرف الجاكيت يُعدّلها، فما كان منها إلا أن نهضت سريعاً وألقت بالكأس الذي بيدها في الحاوية التي بجانب السرير،ثم أسرعت إلى دولاب الملابس وأخرجت جاكيتاً شتوياً،ارتدته سريعاً وهو ما زال واقفاً يضحك بهستيريا على تصرفها الطفولي الذي لطالما عشقه .
...........
دلفت إحدى الممرضات إلى غرفتها وهي ما زالت في وضع الجنين قاطعة عليها حبل أفكارها، نهضت من سريرها بعدما خرجت الممرضه بعد تدوينها عدة ملاحظات عن حالتها المرضية ، خرجت إلى الشرفه المتصلة بغرفتها ،أسندت ظهرها على الحائط وتنهدت بكل ألم، سقطت دمعة حارَّة على وجنتيها الباهتتين، استرجعت بها الذاكرة سنة للخلف، السنة التي فقدت فيها حبيبها وروحها وزوجها .
............
شَدّتْ يدها على يده راقصة بكل نعومة امامه ،حيث كان المطر غزيراً بللَّ أجسادهم ووجوههم الفرِحه،كانت تتراقص أمامه كفراشةٍ تداعب الهواء غزلاً.
وبصوتٍ طفوليّ طلبت منه أن يجلب لها بيتزا من المحل المقابل لهما...ضحك من ترجيها له،فقرصَ أنفها مُداعباً، وذهب ليجلب لمحبوبته ما تريد ،ألتفَّت خلفه والابتسامة ما زالت على شفتيه رآها تنظر إليه وترسل له قبلات في الهواء ،وما أن أدار وجهه حتى رأت شاحنة كبيرة تصطدمه .
لم تتحرك من مكانها قيد أُنمله،بقيت تنظر إليه وهو ملطخاً بدمائه ....فتحت عيناها لترى نوراً أعلى السقف ،التفتت جانباً لترى كَمّ الأجهزة المتصلة بجسمها ، عرفت بعدها أنّها كانت في غيبوبةٍ منذ رحيل زوجها، انفجرت ببكاءٍ هستيري ،وبرغم جسدها الضعيف استطاعت نزع الأجهزة بكلِّ ما أوتيت من قوة، كورت جسدها النحيف تاركةً الدماء تسيل من معصمها.
وهي في ذكرياتها تلك شاركتها السماء دموعها معلنةً حداداً جديداً ،فاليوم كانت ذكرى رحيله .
وضعت يدها على قلبها المعتصر ألماً ،ثم سقطت أرضاً...أغمضت عيناها بألم..ونطقت بشفةٍ راجفةٍ ..لا أُريد أن أشهد غيابك ...أُريد أن أغيب معك.
ثم فارقت روحها جسدها لتصعد للسماء فرحاً بلقائه.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف