
(القصيدة..تكتب صاحبها) رقص..على إيقاع الكلمات
(تقديم: الناقد التونسي محمد المحسن)
من الثابت أن النقد العربي قديمه وحديثه،أولى عناية خاصة للغة الشعرية،وخصها بكثير من الدراسة والتفصيل.فهذه اللغة هي المحدد الأساسي لهوية النص الشعري،والعنصر الدال على انتمائه إلى حظيرة الشعر.ولهذا ميز النقاد بين الكلام الشعري والكلام النثري.فالشاعر في تعامله مع اللغة يحرص في أن تبقى لصيقة بصفة الشعر،متضمنة لخصائصها الفنية والجمالية ومنسجمة مع السياق النفسي والرؤيا الشعرية.
والشاعرة التونسية المتميزة،والسائرة بخطى حثيثة على درب الإبداع،منجية حاجي،شاعرة بارزة،في فن القول الشعري.فهي التي تفرد في تحملها في صمت لتبعات دفاعها عن رؤياها الشعرية ولصرخاتها الموسومة بالرفض والتمرد والقلق والوجع.
وهذه الرؤيا لا تقف من الواقع،واقع الوطن والأمة والعصر،موقفا واحدا،ولا تنظر إليه من زاوية واحدة ثابتة،بل هي سعي وتساؤل دائمان،وبحث دؤوب عن أجوبة مقلقة.
وانتهينا إلى أن قصائد -منجية حاجي-تنفتح على عدة قراءات اجتماعية وفنية،وحققت لغتها جمالية خاصة بحكم ما تمتلك من كفايات إبداعية وقدرات مكنتها من تشكيل رؤياها الشعرية الخاصة التي تتوحد فيها جهودها ويلتحم الذاتي بالموضوعي.
وبدا أن عملها ميزته كثير من الخصوصيات الفنية والمقومات الجمالية،وخاصة اللغة التي تمظهرت جماليتها من خلال تناغم الحقول الدلالية وتنوع الرموز الشعرية المفعمة بالطاقة الإيحائية والتعبيرية واعتماد الانزياح في أبعاده المختلفة.
نحيب ناي يتيم
يفر مني الحنين اليك
يعبر متاهات البعاد
يتمرد على ضفاف أحلامي...
مع بقايا صوتك
بنحيب ناي يتيم...
هو... موتى وٱنبعاثي
يبعثرني أملي وينثر
رحيق شوق بأوردتي
يداعب أغصاني برعشات حب استثنائية تلوح في الأفق البعيد
تهذي بها ٱبتساماتي...
تسْبَح نبضاتي على شواطىء حروفي الصامتة...
تشتعل بين طيات فؤادي...
فتلد القصيد
أنادي العصيان فيك
بصرخات تسكنها تسكنها هجرة موحشة
السماء باكية وانا...
أجلس على كرسي الأنين
يلوكني ماء المآقي... .
ينهش كبدي الصقيع
. فتصحو الطفولة في صدري تنشد الدفء بأوردتي
أتوهم والناي حضورك بمسامات عطرك...
يطارحني شوق اللهفة
أمدّ يديّ للعناق...
فأرى طيفك... ولا أراك
يا نجما يختال فوق سمائه
يبثني حنينا كعصف الرياح...
يسكبني بوح المرايا
بأمنيات اللقاء
وبٱخضرار أغصاني بعد اليباس
أبني من التوق قصرا
أرتقي للملكوت الأعلى
فأكون نورسا أحلق فوق الغيم
وأشرب العالق في السماء...
لكنني أرى طيفك...
ولا أراك..!
(
(الشاعرة التونسية منجية حاجي)
(تقديم: الناقد التونسي محمد المحسن)
من الثابت أن النقد العربي قديمه وحديثه،أولى عناية خاصة للغة الشعرية،وخصها بكثير من الدراسة والتفصيل.فهذه اللغة هي المحدد الأساسي لهوية النص الشعري،والعنصر الدال على انتمائه إلى حظيرة الشعر.ولهذا ميز النقاد بين الكلام الشعري والكلام النثري.فالشاعر في تعامله مع اللغة يحرص في أن تبقى لصيقة بصفة الشعر،متضمنة لخصائصها الفنية والجمالية ومنسجمة مع السياق النفسي والرؤيا الشعرية.
والشاعرة التونسية المتميزة،والسائرة بخطى حثيثة على درب الإبداع،منجية حاجي،شاعرة بارزة،في فن القول الشعري.فهي التي تفرد في تحملها في صمت لتبعات دفاعها عن رؤياها الشعرية ولصرخاتها الموسومة بالرفض والتمرد والقلق والوجع.
وهذه الرؤيا لا تقف من الواقع،واقع الوطن والأمة والعصر،موقفا واحدا،ولا تنظر إليه من زاوية واحدة ثابتة،بل هي سعي وتساؤل دائمان،وبحث دؤوب عن أجوبة مقلقة.
وانتهينا إلى أن قصائد -منجية حاجي-تنفتح على عدة قراءات اجتماعية وفنية،وحققت لغتها جمالية خاصة بحكم ما تمتلك من كفايات إبداعية وقدرات مكنتها من تشكيل رؤياها الشعرية الخاصة التي تتوحد فيها جهودها ويلتحم الذاتي بالموضوعي.
وبدا أن عملها ميزته كثير من الخصوصيات الفنية والمقومات الجمالية،وخاصة اللغة التي تمظهرت جماليتها من خلال تناغم الحقول الدلالية وتنوع الرموز الشعرية المفعمة بالطاقة الإيحائية والتعبيرية واعتماد الانزياح في أبعاده المختلفة.
نحيب ناي يتيم
يفر مني الحنين اليك
يعبر متاهات البعاد
يتمرد على ضفاف أحلامي...
مع بقايا صوتك
بنحيب ناي يتيم...
هو... موتى وٱنبعاثي
يبعثرني أملي وينثر
رحيق شوق بأوردتي
يداعب أغصاني برعشات حب استثنائية تلوح في الأفق البعيد
تهذي بها ٱبتساماتي...
تسْبَح نبضاتي على شواطىء حروفي الصامتة...
تشتعل بين طيات فؤادي...
فتلد القصيد
أنادي العصيان فيك
بصرخات تسكنها تسكنها هجرة موحشة
السماء باكية وانا...
أجلس على كرسي الأنين
يلوكني ماء المآقي... .
ينهش كبدي الصقيع
. فتصحو الطفولة في صدري تنشد الدفء بأوردتي
أتوهم والناي حضورك بمسامات عطرك...
يطارحني شوق اللهفة
أمدّ يديّ للعناق...
فأرى طيفك... ولا أراك
يا نجما يختال فوق سمائه
يبثني حنينا كعصف الرياح...
يسكبني بوح المرايا
بأمنيات اللقاء
وبٱخضرار أغصاني بعد اليباس
أبني من التوق قصرا
أرتقي للملكوت الأعلى
فأكون نورسا أحلق فوق الغيم
وأشرب العالق في السماء...
لكنني أرى طيفك...
ولا أراك..!
(
(الشاعرة التونسية منجية حاجي)