الأخبار
2024/5/15
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

2ـ مفهوم الصفح عند فحول الشعراء العرب بقلم: مجدي شلبي

تاريخ النشر : 2020-10-08
2ـ مفهوم الصفح عند فحول الشعراء العرب  بقلم: مجدي شلبي
ثنائية العتاب والصفح من منظور شعري
2ـ مفهوم الصفح عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو الشاعر العراقي أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الموصلي، المعروف بـ(السري الرفاء) لكونه كان ـ في صباه ـ يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو يقول عن مهنته تلك:
وكانت الإبرة فيما مضى *** صائنة وجهي وأشعاري
فأصبح الرزق بها ضيقا *** كأنه من ثقبها جاري
وها هو يتجه (افتراضيا) ـ الآن ـ نحو المنصة للمشاركة في ندوتنا؛ قائلا:
إذا غَضِبْتَ فلا تَعجَلْ بسّيئَةٍ *** فالعفوُ شأنكُمُ يا آلَ عَبَّاسِ
وكُنْ صَفوحاً فإنَّ الصَّفْحَ مَنقَبةٌ *** أذكَى من الوَرْدِ غِبَّ القَطْرِ والآسِ
فإنِّما الحمدُ منّا والثَّوابُ غداً *** لكاظمِ الغَيْظِ والعافي عن الناسِ
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
خان الأحبةُ والرفاقُ ولم أخنْ *** عهدي لهم وصفحتُ صفحَ كريمِ
ـ فيضيف الشاعر أبو فراس الحمداني:
صفوحٌ عندَ قدرتهِ كريمٌ *** قليلُ الصفحِ ما بينَ الصفاحِ
ـ فيقول الشاعر البوصيري:
فاصفح عن العبدِ المسيءِ تكرماً *** إن الكريمَ عن المسيءِ صفوحُ
ـ فيضيف الشاعر الشريف الرضي:
فاصفح فسوف ينال صفحك منهم *** مَا لا يَنالُ العَضْبُ، وَهوَ حَدِيدُ
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
قَراهُمُ الصفح إذ حلُّوا بَعقوتِه *** وأتبع الصفحَ إكراماً وإلطافاً
جاءوا يخافون ناراً لا خمود لها *** فأُزلفت لهم الجنات إزلافا
ـ فيقول الشاعر ابن الخياط:
إذا كنتَ عنْ ذِي الفضلِ لستَ بصافحٍ *** فَواحسْرَتا عَمَّنْ تَكُفُّ وَتصْفَحُ
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
لا تعتب عليَّ فداك أهلي *** فتُضعِفَ ما لقيتُ من البلاءِ
فرأيَك مُنعماً بالصفح عني *** فما لي غير صفحك من عَزاء
ـ فيضيف الشاعر أحمد شوقي:
إن الذين نزلْتَ في أَكنافهم *** صَفحوا، فما منهم مَغِيظٌ مُحْنَق
ذَكَرَت لَيالِيَ بَدرِها فَتَلَفَّتَت *** فَعَساكَ تَطلُعُ أَو لَعَلَّكَ تُشرِقُ
ـ ثم يضيف:
ولستُ أنسى صفحة ًضاحكة ً *** تأْخذ النفسَ وتَجرِي في هواها
وحديثاً كرِوايات الهوى *** جدَّ للصبِّ حنينٌ فرواها
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
يا أيُّها العالي الغفورُ الصفوحْ *** هل ترحم القمَّةُ ضعْف السُّفوحْ
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
أصْفَحُ للبِلَى عَنْ ضَوْءِ وَجْهٍ *** غَنيتُ يَرُوعُني منْهُ الشُّحُوبُ
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
لا يعجبنك عفو نلت عاجله *** فما عفا الدهر عن جان ولا صفحا
ـ فيرد عليه الشاعر ابن حيوس:
لا تُشعِرَنَّ الدَهرَ أَنَّكَ جازِعٌ *** مِن فِعلِهِ فَيَلَجَّ في غَدراتِهِ
وَلَقَد عَلِمنا أَنَّ بَينَكُمُ الَّذي *** لا تَرحَلُ العَلياءُ عَن حُجُراتِهِ
وافاكَ مِنّي ذا الكَلامُ مُعَزِّياً *** بَل راغِباً في الصَفحِ عَن زَلّاتِهِ
ـ فيقول الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
فرح غانماً بالصفح ممن إذا رمى *** فلا تجبر الأيام ما هو كاسر
ـ فيضيف الشاعر ابن حيوس:
جَنَيتُم عَلَينا وَاِعتَذَرنا إِلَيكُمُ *** وَلَولا الهَوى لَم يُسأَلِ الصَفحَ مُذنِبُ
وَمَوَّهتُمُ يَومَ الفِراقِ بِأَدمُعٍ *** تُخَبِّرُ عَن صِدقِ الوِدادِ فَتَكذِبُ
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
صَفحتُ عن ذنبِ الزَّمانِ وإنّني *** عن ذنبهِ بفراقنا لا أصفحُ
ـ فيضيف الشاعر محمود سامى البارودى:
يَا هَاجِرِي ظُلْماً بِغَيْرِ خَطِيئَةٍ *** هَلْ لِي إِلَى الصَّفْحِ الْجَمِيلِ سَبِيلُ
مَاذَا يَضُرُّكَ لَوْ سَمَحْتَ بِنَظْرَةٍ *** تَحْيَا بِهَا نَفْسٌ عَلَيْكَ تَسِيلُ
ـ فيقول الشاعر محمد بن حازم الباهلي:
صفحتُ برغمي عنكَ صفحَ ضرورة ٍ *** إليكَ وفي قلبي ندوبٌ من العتبِ
ـ فيضيف الشاعر كثير عزة:
غفرتُ ذنوبهُ وصفحتُ عنهُ *** مخافة َأن أكونَ بلا صديقِ
ـ فيقول الشاعر قيس لبنى:
هبيني امرءاً إِنْ تُحْسني فهو شاكرٌ *** لِذَاكَ وإنْ لم تُحْسِني فَهُوَ صَافِحٌ
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
ولكنَّكَ المخدوعُ صفحاً ونائلاً *** فتصفحُ وضّاحاً وتمنحُ أروعا
ـ فيضيف الشاعر صريع الغواني:
غَفَرتُ ذُنوبَها وَصَفَحَتُ عَنها *** فَلَم تَصفَح وَلَم تَغفِر ذُنوبي
ـ فيقول الشاعر عمر ابن أبي ربيعة:
وَأَعُوذُ مِنْكِ بِكِ، الغَدَاة، لِتَصْفَحي *** عما جنيتُ من الذنوبِ، وترحمي
ـ فيقول الشاعر الفرزدق:
وَكَيْفَ بصَفحي عَنْ لَئيمٍ تلاحقَتْ *** إلَيْهِ بِأخْلاقِ الدَّنَاءَةِ نَاقِصِ
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
أدْرَجْتُهُ صَفْحاً، وَكنتُ إذا أتَى *** لَئيمُ أُنَاسِ سَوءةً، لا أُعَاتِبُهْ
ـ فيكمل الشاعر المتنبي:
أبدو فيَسجُدُ مَنْ بالسّوءِ يذكُرُني *** فَلا أُعاتِبُهُ صَفْحاً وإهْوَانَا
ـ فيقول الشاعر إيليا ابو ماضي:
سَكَتَّ خَوفاً وَقُلتَ الصَفحَ مِن خُلُقي *** وَنِمتَ جُبناً وَقُلتَ الحِلمُ مِن شِيَمي
وَإِنَّما أَنتَ وَالأَقوامُ قَد عَلِموا *** لَولا خُمولُكَ لَم تَسكُت وَلَم تَنَمِ
ـ فيضيف الشاعر ابن حيوس:
عاذَ بِالصَفحِ مَن أَحَبَّ البَقاءَ *** وَاِحتَمى جاعِلُ الخُضوعِ وِقاءَ
ـ فيقول الشاعر ابن قلاقس:
سِيّانِ مَنْ بالصّفْحِ مكسِبُه *** أو مَنْ له ببِغائه وفْرُ
حالاهُما في الكسبِ واحدةٌ *** ما بين مُكتسَبَيْهِما قبْرُ
ـ فيرفع الشاعر ابن زمرك أكف الضراعة إلى الله؛ مناجيا:
يا رَبِّ صفحَك يرجو كلُّ مُقترفٍ *** فأنت أكرمُ من يعفو ومن صَفَحا
ـ فيكمل الشاعر مهيار الديلمي:
وحسبُ عاصيكَ ذلاًّ إذ صفحتَ لهُ *** عنْ الجريرة ِأنَّ الصَّفحَ شافعهُ
ـ فيضيف الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
وهم عبيدُكَ فاصفحْ عن جميعهُمُ *** فالذنْبُ عند كريم الصفح مُغْتَفِرُ
ـ فيختتم الشاعر ابن زمرك ندوتنا (الافتراضية)؛ باستكمال مناجاته:
يا رب لا سببَ أرجو الخلاص به *** إلا رجاءً ولطفاً منك إن نفحا
فما لجأتُ إلى ربي بمعضلة *** إلا وجدت جناب اللطف منفسحا
ولا تَضايَقَ أمرٌ فاستجرتُ به *** إلا تفرَّج باب الضيق وانفتحا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف