الأخبار
2024/5/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

1ـ مفهوم الجوع عند فحول الشعراء العرب ـ بقلم: مجدي شلبي

تاريخ النشر : 2020-10-07
1ـ مفهوم الجوع عند فحول الشعراء العرب ـ بقلم: مجدي شلبي
ثنائية الجوع والشبع من منظور شعري
1ـ مفهوم الجوع عند فحول الشعراء العرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو الشاعر العماني سالم بن غسان بن راشد بن علي بن عبد الله اللواح الخروصي الأزدي، المعروف بـ(اللواح)، وهو يصف نسبه بقوله:
أنا العماني وإسمي سالم وأبي *** غسان والأزد هم قومي وهم عصبي
ومن خروصٍ إذا أنسبتني نسبي *** وأنت حسبي ومولاي ومنتخبي
وهو يتجه (افتراضيا) ـ الآن ـ نحو المنصة للمشاركة في ندوتنا؛ فيقول:
الجوع قيل سحاب كلما أرتكما *** فيلس يمطر إلا العلم والحكما
والشبع قيل سحاب هل ماطره *** جهلاً وحمقاً كما قد قالت الحكما
إن جاعت النفس أمسى جسمها أبدا *** روحاً وجسماً تصير الروح إن تخما
ـ فيقول الشاعر صفي الدين الحلي:
يَحفَظُ في الجوعِ أَلفَ مَنفَعَةٍ *** وَمِثلَها في مَضَرَّةِ البِطنَه
وَيوهِمُ الناسَ أَنَّ شِبعَهُم *** يُطفِىءُ نورَ الذَكاءِ وَالفِطنَه
إِن حاوَلَ الضَيفُ أَن يُلِمَّ بِهِ *** أَعطاهُ مِن قَبلِ نُطقِهِ القَطنَه
ـ فيقول علي بن أبي طالب:
تَجوَّع فَإِنَّ الجُوعَ مِن عَملِ التُقى *** وَإِنَّ طَويلَ الجَوعِ يَوماً سَيَشبَعُ
جانِب صِغارَ الذَنبِ لا تَركَبنَّها *** فَإِنَ صِغارَ الذَنبِ يَوماً سُتجمَعُ
ـ فيضيف الشاعر ابن طاهر:
الزم الجوع إن شئت النجا والظفر ثم *** واعلم أنه أتانا في الحديث المعظم
ما ملا ابن آدم من وعا شر وأوخم *** من ملا البطن فاعلم ما بقوله لك اعلم
ـ فيقول الشاعر خليل مردم بك:
أَضرَّ بغادةٍ هيفاءَ رود *** طوىً بحياتِها قَدْ كادَ يودي
وزاد شجونَها إِعوالُ طفلٍ *** لها داني العهودِ مِنَ المهود
خوتْ أَحشاؤه مما يقاسي *** بعادي الجوعِ من أَلمٍ شديد
فضمتَّه تعلِّله وَأَمستْ *** لظى أَحشائها ذات الوقود
ـ فيكمل الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد:
قد يأكلون لفرط الجوع أنفسهم *** لكنهم من قدور الغير ما أكلوا!
ما زلت تؤمن أن الأرض دائرة *** وأن فيها كراما بعد ما رحلوا
ـ فيضيف الشاعر جميل صدقي الزهاوي:
هنالك أبدى الجوع ناجذه لها *** وزاد بها الداء الذي هو معضل
فخارت قواها في غضير شبابها *** وحارت فلم تدر الذي هي تفعل
كذلك جسم المرء يأكله الطوى *** إذا المرء لم يلف الذي هو يأكل
ـ فيقول الشاعر شاعر الحمراء:
آهٍ لأطفالٍ صِغارٍ أوشَكَت *** بالجُوعِ تَقضِي نَحبَها الأطفالُ
آه لأطفال تجود بنفسها *** في حجر أمٍّ دمعها سيال
آهٍ لأشياخٍ تَفانى جِسمُهُم *** فكأنهم لِشُحوبِهم أطلالُ
عارٌ علينا أن تَموت ضِعافُنَا *** جوعاً وتفضُلَ عندنا الأموالُ
ـ فتضيف الشاعرة نازك الملائكة:
وإن يكونوا نجوا من الجوع والفقـ *** ـر ولم يفترسهم الحرمان
فلقد طالما أحسّوا بجوع الـ *** ـروح واستعبدتهم الأحزان
ـ فيقول الشاعر أحمد زكي أبو شادي:
غلب الجوع فهاتي المش هاتي *** لا تقولي اللحم إن أصبر سياتي
هذه حالي وذي فلسفتي *** وكفاحي بين صبر وصلاة
ـ فيضيف الإمام الشافعي:
أَجودُ بِمَوجودٍ وَلَو بِتُ طاوِياً *** عَلى الجوعِ كَشحاً وَالحَشا يَتَأَلَّمُ
وَأُظهِرُ أَسبابَ الغِنى بَينَ رِفقَتي *** لَيَخفاهُمُ حالي وَإِنّي لَمُعدَمُ
وَبَيني وَبَينَ اللَهِ أَشكو فاقَتي *** حَقيقاً فَإِنَّ اللَهَ بِالحالِ أَعلَمُ
ـ فيقول الشاعر الأحنف العكبري:
ليس في منزلي شيء أطيف به *** وبي من الجوع ما يدني من الموت
إذا بصوت بباب الدار تسمعهُ *** فالأذن مصغية منّي إلى الصوت
فقلت من ذا الذي أرجوه لي فرجا *** فقال أنا فرج زن لي كرى البيت
ـ فيضيف الشاعر اللواح:
بليت لديرة فيها رجال *** لئام أهل تصفيق وشيق
وأقبح ما يكون بهم ومنهم *** طعام الضيف أو بذل العليق
فما منهم ترى أبدا كريماً *** سوى لحز ولص أو بيوق
ـ فيقول الشاعر ابن المُقري:
أغث هذه الطرحا من الجوع والضنى ***على الطرق عجزاً واكس أعظمهم لحما
فقد مست الضراء وانقطع الرجا *** من الخلق إلا منك ياواسع النعما
أغثنا أغثنا فالوجوه تناكرت *** وقد قطع الأرحام أقربهم رحما
ـ فيضيف الشاعر هلال بن سعيد العماني:
ومن أينَ تأتيكَ المحامدُ والندى *** وأنت الذي بالمُفْضِحاتِ مُخَصَّصُ
لسانُكَ من حَمْلِ النميمةِ ألْكَنٌ *** وَبَطْنُك يا هذا من الجوعِ أخمصُ
ـ فيقول الشاعر الخبز أرزي:
زاد في السكر مسرفاً مثلما أسـ *** ـرَفَ عند الطعام بالنقصانِ
لو تراني والجوع يضحك منّي *** عند غسلي يديَّ بالأشنانِ
إنني ماضغٌ على غير شيءٍ *** غير صكِّ الأسنان بالأسنانِ
ـ فيضيف الشاعر ابن نباته المصري:
قد أفقرتني غيداء واصلة *** فدمع عينيّ غير مقطوع
وكنت أبكي من الغرام بها *** فصرت أبكي منها من الجوع
ـ فيقول الشاعر معروف الرصافي:
بكت من الفقر فاحمرّت مدامعها *** واصفرّ كالورس من جوع محيّاها
مات الذي كان يحميها ويسعدها *** فالدهر من بعده بالفقر أشقاها
الموت أفجعها والفقر أوجعها *** والهمّ أنحلها والغمّ أضناها
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
دعانا فغدّانا صياماً بمُشبِعٍ *** من العلم مُروٍ يتركُ البالَ ناعما
ظللنا يذودُ الجوعَ عنا كأنه *** يذبُّ عدوّاً أن يُبيح محارما
بمستمعٍ طوراً وطوراً بمنظرٍ *** يرى من رآه أنه كان حالما
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي؛ متهكما:
هـذا ما دِرٌ *** الجوع يا أخي ولا الأكل معه
لقد دعاني للغذاء مرة *** فقسم البيضة بين أربعة
ـ فيختتم الشاعر حافظ ابراهيم ندوتنا (الافتراضية)؛ قائلا:
سَمِعتُ أَنَّ اِمرِأً قَد كانَ يَألَفُهُ *** كَلبٌ فَعاشا عَلى الإِخلاصِ وَاِصطَحَبا
فَمَرَّ يَوماً بِهِ وَالجوعُ يَنهَبُهُ *** نَهباً فَلَم يُبقِ إِلّا الجِلدَ وَالعَصَبا
فَظَلَّ يَبكي عَلَيهِ حينَ أَبصَرَهُ ***يَزولُ ضَعفاً وَيَقضي نَحبَهُ سَغَبا
يَبكي عَلَيهِ وَفي يُمناهُ أَرغِفَةٌ *** لَو شامَها جائِعٌ مِن فَرسَخٍ وَثَبا
فَقالَ قَومٌ وَقَد رَقّوا لِذي أَلَمٍ *** يَبكي وَذي أَلَمٍ يَستَقبِلُ العَطَبا
ما خَطبُ ذا الكَلبِ قالَ الجوعُ يَخطِفُهُ *** مِنّي وَيُنشِبُ فيهِ النابَ مُغتَصِبا
قالوا وَقَد أَبصَروا الرُغفانَ زاهِيَةً *** هَذا الدَواءُ فَهَل عالَجتَهُ فَأَبى
أَجابَهُم وَدَواعي الشُحِّ قَد ضَرَبَت *** بَينَ الصَديقَينِ مِن فَرطِ القِلى حُجُبا
لِذَلِكَ الحَدِّ لَم تَبلُغ مَوَدَّتُنا *** أَما كَفى أَن يَراني اليَومَ مُنتَحِبا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف