ثنائية الفساد والصلاح من منظور شعري
1ـ مفهوم الفساد عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو الشاعر العراقي أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي الدوسي، المعروف بـ(ابن دريد)، ومن شعره الذي هجا به (نفطويه/ عالم النحو) قوله:
أف على النحو وأربابه *** قد صار من أربابه نفطويه
أحرقه الله بنصف اسمه *** وصير الباقي صراخاً عليه
كان ضيفنا (ابن دريد) بارعاً في اللغة والأدب عالماً بأخبار العرب وأشعارهم وأنسابهم، وها هو يتجه (افتراضيا) ـ الآن ـ نحو المنصة؛ منشدا:
الناسُ مِثل زَمانِهِم *** قَدّ الحِذاءِ عَلى مِثالِه
وَرِجالُ دَهرِكَ مِثلُ دَهـ *** ـرِكَ في تَقَلُّبِهِ وَحالِه
وَكذا إِذا فَسَدَ الزَما *** نُ جَرى الفَسادُ عَلى رِجالِه
ـ فيضيف الشارع جبران خليل جبران:
به فاسدون أعوذ بحولك *** من شر خلق إذا ما فسد
مبيحون في السوق أهل الفسوق *** محارم أزواجهم والولد
توخى مال حرام حلال *** على كل حال بلا منتقد
يرومونه من وراء الظنون *** ومن كل مأتى ومن كل يد
ـ فيرد عليهما الشاعر ابن مقبل:
خَلِيلَيَّ لاَ تَسْتَعْجِلاَ وانْظُرا غَداً *** عَسَى أَنْ يَكُونَ المُكْثُ في الأمْرِ أَرْشَدَا
دَعا الدهرَ يفعلْ ما أرادَ فإنَّهُ *** إذا كُلِّفَ الإفْسادَ بالناسِ أفسَدا
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
الدهْرُ يُفْسِدُ ما استطاع وأحمدٌ *** يتَتَبَّعُ الإفسادَ بالإصلاحِ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران
صان أعراضهم وصان حماهم *** من فساد وضلة وشقاء
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
يصلحُ اللهُ به ما أفسدتْ *** فَتَرَاتُ الدهر من دنيا ودين
ـ فيضيف الشاعر رفعت الصليبي:
لعبيدي الخيار فيما أرادوا *** من صلاح الأمور أو من فساد
عليهم غرم الفساد إذا ما *** سلكوا في الحياة سبلَ النكاد
ولهم الغنم في الحياة إذا ما *** سلكوا في الدنى طريق الرشاد
ـ فيكمل الشاعر أحمد محرم:
هم أطلقوا الدهر من أسر الفساد وهم *** ساسوا الأمور فزانوها بإصلاح
ـ فيضيف الشاعر ابن هانئ الأندلسي:
هُمْ أقَرُّوا جانبَ الدَّهرِ وهُمْ *** أصْلحوا الأيّامَ من بعدِ الفَساد
أسِواهم أبتغي يومَ النَّدى *** أم سواهم أرتجي يومَ المَعاد
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
ربّ شاك فساد (الدهر) يظلمه *** لم يفسد (الدهر) لكن أهله فسدوا
ـ فيضيف الشاعر مبارك بن حمد العقيلي:
وما نحن من يبغي الفساد ولا الأولى *** يضيعون حق الجار إلا الذي استجرا
وإن مارق أورى لنا نار فتنة *** جعلنا وقود النار ذاك الذي أورى
ـ فيقول الشاعر عرقلة الكلبي:
لئن كان الفساد لكم صلاحاً *** فمولانا الصلاحُ لكـم فسادُ
ـ فيضيف الشاعر صفي الدين الحلي:
فيقولُ الجهالُ: قد فسدَ الأمـ *** ـرْ، وذاكَ الفَسادُ عينُ الصّلاحِ
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
وإما رام جاهلها فساداً *** وزيغاً عن سبيلك وابتعادا
ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:
أفسدتُمونيَ لا إفسادَ تَنْحِيَة ٍ *** للخير عنِّي بلْ إفساد تَعويدِ
ـ فيقول الشاعر مصطفى صادق الرافعي:
أروهُ أن الفسادَ وإن طا *** لَ فعقبى أمورهِ للفسادِ
لم يكن يجهلُ الرشادَ ولكنْ *** عميَ الحبُّ عن سبيلِ الرشادِ
ـ فتقول الشاعرة باحثة البادية:
لا تتقى الفتيات كشف وجوهها *** لكن فساد الطبع منكم تتقى
ـ فيضيف الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب:
قوم يسمون الفساد تقدم *** والرقص سموه رياضة راق
والخمر روحي الشراب وهكذ *** تمضي الحياة بخبثها البراق
ـ فيقول الشاعر محمد المعولي:
ثلاثٌ فساد الدين عند اتبِّاعها *** وليس لها إلا المذمَّمُ صاحباً
فطاعةُ إبليسٍ ونفسٍ وزوجةٍ *** فلا تك يا ذا للثلاث مُصاحباً
ـ فيضيف الشاعر أحمد شوقي:
أضلتنا عن الإصلاح، حتى *** عَجَزْنا أَن نُناقشَها الفسادا
ـ فيقول الشاعر حسان بن ثابت:
وإنْ تَفْسُدْ، فَما أُلْفِيتَ إلاّ *** بَعيداً ما عَلِمتَ منَ السَّدادِ
ـ فيضيف الشاعر ابن عبد ربه:
فالمالُ إنْ أصلحتهُ *** يصلحْ وإنْ أفسَدْتَ يَفْسُدْ
لَحِفظُ المالِ أيسَرُ مِن بُغاهُ *** وَسَيرٍ في البِلادِ بِغَيرِ زادِ
وَإِصلاحُ القَليلِ يَزيدُ فيهِ *** وَلا يَبقَى الكَثيرُ مَعَ الفَسادِ
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
أفسدني إفراطها *** بعضُ العطاء يفسدُ
و الجود ما أسرفَ والـ *** إمساك فيه أجودُ
ـ فيرد علي بن أبي طالب:
الفضلُ من كرم الطبيعة *** وَالمَنُّ مَفْسَدَة ُالصَّنِيْعَه
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
نعم الجزاء لمن أضاء برأيه *** فجر الصلاح عشية الإفساد
ـ فيقول الشاعر الطغرائي:
جامِلْ أخاك إِذا استربْتَ بوُدِّهِ *** وانْظُرْ به عُقَبَ الزمان يعاودِ
وإنِ استَمَرَّ به الفَسادُ فخَلِّهِ *** فالغُصْنُ يُقْطَعُ للفسادِ الزائدِ
ـ فيكمل الشاعر أحمد فارس الشدياق:
وسوى كل امر ذي اعوجاج *** وأصلح كل شان ذي فساد
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
بالعلم والفن مصلحات *** ما بثه الجهل من فساد
ـ فيضيف الشاعر أبو الفتح البستي:
تَجنَّبْ مجالِسَ أهلِ الفَسادِ *** وقايِضْ دُنُوَّكَ مِنْهُم ببُعْدِ
فقدْ يُفسِدُ المْرءَ بعدَ الصَّلاحِ *** فَسادُ الأماكِنِ والشَّرُّ يُعدِي
ـ ويختتم الشاعر عبد الغفار الأخرس ندوتنا (الافتراضية)؛ قائلا:
رضي الله عنك أغضبت قوماً *** ما أرادوا غير الفساد حصولا
فلبئس القوم الذين أرادوا *** بك من سائر الأنام بديلا
وسَعَوْا في خرابها فاستفادوا *** أملاً خائباً وعوناً خذولا
ويميناً لو يملكوها علينا *** تركوها معالماً وطلولا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
1ـ مفهوم الفساد عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو الشاعر العراقي أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي الدوسي، المعروف بـ(ابن دريد)، ومن شعره الذي هجا به (نفطويه/ عالم النحو) قوله:
أف على النحو وأربابه *** قد صار من أربابه نفطويه
أحرقه الله بنصف اسمه *** وصير الباقي صراخاً عليه
كان ضيفنا (ابن دريد) بارعاً في اللغة والأدب عالماً بأخبار العرب وأشعارهم وأنسابهم، وها هو يتجه (افتراضيا) ـ الآن ـ نحو المنصة؛ منشدا:
الناسُ مِثل زَمانِهِم *** قَدّ الحِذاءِ عَلى مِثالِه
وَرِجالُ دَهرِكَ مِثلُ دَهـ *** ـرِكَ في تَقَلُّبِهِ وَحالِه
وَكذا إِذا فَسَدَ الزَما *** نُ جَرى الفَسادُ عَلى رِجالِه
ـ فيضيف الشارع جبران خليل جبران:
به فاسدون أعوذ بحولك *** من شر خلق إذا ما فسد
مبيحون في السوق أهل الفسوق *** محارم أزواجهم والولد
توخى مال حرام حلال *** على كل حال بلا منتقد
يرومونه من وراء الظنون *** ومن كل مأتى ومن كل يد
ـ فيرد عليهما الشاعر ابن مقبل:
خَلِيلَيَّ لاَ تَسْتَعْجِلاَ وانْظُرا غَداً *** عَسَى أَنْ يَكُونَ المُكْثُ في الأمْرِ أَرْشَدَا
دَعا الدهرَ يفعلْ ما أرادَ فإنَّهُ *** إذا كُلِّفَ الإفْسادَ بالناسِ أفسَدا
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
الدهْرُ يُفْسِدُ ما استطاع وأحمدٌ *** يتَتَبَّعُ الإفسادَ بالإصلاحِ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران
صان أعراضهم وصان حماهم *** من فساد وضلة وشقاء
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
يصلحُ اللهُ به ما أفسدتْ *** فَتَرَاتُ الدهر من دنيا ودين
ـ فيضيف الشاعر رفعت الصليبي:
لعبيدي الخيار فيما أرادوا *** من صلاح الأمور أو من فساد
عليهم غرم الفساد إذا ما *** سلكوا في الحياة سبلَ النكاد
ولهم الغنم في الحياة إذا ما *** سلكوا في الدنى طريق الرشاد
ـ فيكمل الشاعر أحمد محرم:
هم أطلقوا الدهر من أسر الفساد وهم *** ساسوا الأمور فزانوها بإصلاح
ـ فيضيف الشاعر ابن هانئ الأندلسي:
هُمْ أقَرُّوا جانبَ الدَّهرِ وهُمْ *** أصْلحوا الأيّامَ من بعدِ الفَساد
أسِواهم أبتغي يومَ النَّدى *** أم سواهم أرتجي يومَ المَعاد
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
ربّ شاك فساد (الدهر) يظلمه *** لم يفسد (الدهر) لكن أهله فسدوا
ـ فيضيف الشاعر مبارك بن حمد العقيلي:
وما نحن من يبغي الفساد ولا الأولى *** يضيعون حق الجار إلا الذي استجرا
وإن مارق أورى لنا نار فتنة *** جعلنا وقود النار ذاك الذي أورى
ـ فيقول الشاعر عرقلة الكلبي:
لئن كان الفساد لكم صلاحاً *** فمولانا الصلاحُ لكـم فسادُ
ـ فيضيف الشاعر صفي الدين الحلي:
فيقولُ الجهالُ: قد فسدَ الأمـ *** ـرْ، وذاكَ الفَسادُ عينُ الصّلاحِ
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
وإما رام جاهلها فساداً *** وزيغاً عن سبيلك وابتعادا
ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:
أفسدتُمونيَ لا إفسادَ تَنْحِيَة ٍ *** للخير عنِّي بلْ إفساد تَعويدِ
ـ فيقول الشاعر مصطفى صادق الرافعي:
أروهُ أن الفسادَ وإن طا *** لَ فعقبى أمورهِ للفسادِ
لم يكن يجهلُ الرشادَ ولكنْ *** عميَ الحبُّ عن سبيلِ الرشادِ
ـ فتقول الشاعرة باحثة البادية:
لا تتقى الفتيات كشف وجوهها *** لكن فساد الطبع منكم تتقى
ـ فيضيف الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب:
قوم يسمون الفساد تقدم *** والرقص سموه رياضة راق
والخمر روحي الشراب وهكذ *** تمضي الحياة بخبثها البراق
ـ فيقول الشاعر محمد المعولي:
ثلاثٌ فساد الدين عند اتبِّاعها *** وليس لها إلا المذمَّمُ صاحباً
فطاعةُ إبليسٍ ونفسٍ وزوجةٍ *** فلا تك يا ذا للثلاث مُصاحباً
ـ فيضيف الشاعر أحمد شوقي:
أضلتنا عن الإصلاح، حتى *** عَجَزْنا أَن نُناقشَها الفسادا
ـ فيقول الشاعر حسان بن ثابت:
وإنْ تَفْسُدْ، فَما أُلْفِيتَ إلاّ *** بَعيداً ما عَلِمتَ منَ السَّدادِ
ـ فيضيف الشاعر ابن عبد ربه:
فالمالُ إنْ أصلحتهُ *** يصلحْ وإنْ أفسَدْتَ يَفْسُدْ
لَحِفظُ المالِ أيسَرُ مِن بُغاهُ *** وَسَيرٍ في البِلادِ بِغَيرِ زادِ
وَإِصلاحُ القَليلِ يَزيدُ فيهِ *** وَلا يَبقَى الكَثيرُ مَعَ الفَسادِ
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
أفسدني إفراطها *** بعضُ العطاء يفسدُ
و الجود ما أسرفَ والـ *** إمساك فيه أجودُ
ـ فيرد علي بن أبي طالب:
الفضلُ من كرم الطبيعة *** وَالمَنُّ مَفْسَدَة ُالصَّنِيْعَه
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
نعم الجزاء لمن أضاء برأيه *** فجر الصلاح عشية الإفساد
ـ فيقول الشاعر الطغرائي:
جامِلْ أخاك إِذا استربْتَ بوُدِّهِ *** وانْظُرْ به عُقَبَ الزمان يعاودِ
وإنِ استَمَرَّ به الفَسادُ فخَلِّهِ *** فالغُصْنُ يُقْطَعُ للفسادِ الزائدِ
ـ فيكمل الشاعر أحمد فارس الشدياق:
وسوى كل امر ذي اعوجاج *** وأصلح كل شان ذي فساد
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
بالعلم والفن مصلحات *** ما بثه الجهل من فساد
ـ فيضيف الشاعر أبو الفتح البستي:
تَجنَّبْ مجالِسَ أهلِ الفَسادِ *** وقايِضْ دُنُوَّكَ مِنْهُم ببُعْدِ
فقدْ يُفسِدُ المْرءَ بعدَ الصَّلاحِ *** فَسادُ الأماكِنِ والشَّرُّ يُعدِي
ـ ويختتم الشاعر عبد الغفار الأخرس ندوتنا (الافتراضية)؛ قائلا:
رضي الله عنك أغضبت قوماً *** ما أرادوا غير الفساد حصولا
فلبئس القوم الذين أرادوا *** بك من سائر الأنام بديلا
وسَعَوْا في خرابها فاستفادوا *** أملاً خائباً وعوناً خذولا
ويميناً لو يملكوها علينا *** تركوها معالماً وطلولا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر