
قراءة في قصّة "الطّاووس الحزين" ضمن سلسلة: "الحيوانات الصّديقة في الحديقة"، للكاتبة نزهة أبوغوش، رسومات منار نعيرات – دار الهدى للطّباعة والنّشر، 2020
بقلم: رفيقة عثمان
قصّة "الطّاووس الحزين" للكاتبة نزهة أبوغوش، تعتبر القصّة الرّابعة ضمن سلسلة "الحيوانات الصديقة في الحديقة"، وتهدف هذه السّلسلة بتعريف الأطفال على ضرورة وجود القانون في حياتنا؛ لإكساب الأطفال مهارات وسلوكيّات حياتيّة سليمة، في منهج الحياة الاجتماعيّة، وغرسها في نفوسهم منذ نعومة أظفارهم. في هذه السّلسلة، لعبت الحيوانات أدوارًا مختلفة، وتصدّرت الزّرافة دور القضاء (القاضية) في جميع السّلسلة.
في قصّة "الطاووس الحزين" كان الطّاووس هو البطل ، ووُصف بالحزين؛ بسبب نتف ثلاث ريشات من ريشاته، عندما جلس على مِقعد في الحديقة، وكان هذا المِقعد مكسورًا؛ نتيجة العبث في المُمتلكات العامّة.
هدفت هذه القصّة إلى إكساب الأطفال مفاهيم أساسيّة نحو المحافظة على البيئة، والحفاظ على المُمتلكات العامة في البيئة المحيطة، وأنّ من يُخالف القانون، يلقَ عقابًا مناسِبًأ تُقرّره لجنة التحكيم برئاسة الزرافة؛ من الجدير بالذّكر أنّ الكاتبة نزهة أبوغوش لم تُحدّد نوع العقاب للمخالفات في كل قصّة من السّلسلة؛ لتترك المجال مفتوحًا أمام المرّبين والأطفال لاختيار نوع العقاب معًا بالتشاور والتحاور والتعاون مع الأطفال؛ من أجل الوصول لعقاب يتناسب مع الحدث. هنا أجد هدفًا تربويًّا ساميًا، تقصده الكاتبة في تنمية القدرة على التّفكير الحُر والتحليل العلمي عند الاطفال واليافعين، وتطوير القدرة على المشاركة في اتّخاذ القرارات، والرفع من نسبة الثّقة بالنفس لديهم.
إنّ نشر ثقافة الوعي، نحو الحفاظ على المُمتلكات العامّة، له أهميّة كُبرى خاصّةً في مجتمعنا العربي، للأسف هنالك إهمال بالاهتمام بالملكيّات العامّة، كما يُمكن ملاحظتها في الحدائق العامّة والمُتنزّهات، وما يظهر فيها من مُخلّفات الطّعام والأوراق والأكياس البلاستسكيّة، أو بقايا النار المُشتعلة دون الاهتمام في النتائج المُترّتبة عليها؛ كذلك وجود العبوات الزّجاجيّة المُلقاة في الشوارع وغيرها من النفايات. أجد بالضرورة المُلحّة إدخال هذه الثقافة على حياة الأبناء منذ الطفولة المُبكّرة؛ وغرسها في نفوسهم والتعامل مع الممتلكات العامّة كما لو كان المكان هو بيته الخاص به. إنّ غرس هذه القيمة التربويّة، تتطوّر مع الأطفال حتّى يصبحوا بالغين، ومن ثمّ يساهموا في الحفاظ والحرص على الممتلكات العامّة، كما تبدو في بعض الدول المُتحضّرة.
امتازت رواية اليافعين "الطّاووس الحزين" بالتعبير عن العواطف وخاصّةً عاطفة الحُزن وتعاطف أصدقائه الحيوانات معه، عندما ظهر الطّاووس في الحديقة العامّة وشبكت ريشاته بين خشبات المقعد ولم يستطع أن يُحرّكها؛ كذلك اهتمّت الكاتبة بمعالجة هذا الشّعور (الفُقدان) بطريقة تربوية، أدّت إلى شعور الطّاووس بالرّضى، وذلك بوضع الرّيشات الثّلاث في المزهريّة الماثلة أمام الزّرافة (القاضية). بالإضافة للشعور بالسّعادة لوجود القانون والإنصاف وتجنّب العُنف. إنّ تعاطف الأطفال مع الحدث يتيح لهم التنفيس عن مشاعرهم المكبوتة، والحديث عن مواقف الحزن التي مرّوا بها.
من المُلاحظ بأنّ الكاتبة ، اهتمّت باختيار العناوين لكافّة سلسلة القصص السّابقة أيضًا بالتعبيرعن المشاعر؛ مثل: الدّجاجة المذعورة، والخروف الغضبان، والبطّة المُستاءة وأخيرًا الطّاووس الحزين.
بودّي أن أنوّه، بالنسبة لاختيار الكاتبة لدور القاضية والحكم، له دلالة جميلة ورمز لمنح الأنثى دورًا فعّالًا ومهمًّا في الحياة؛ لتكون قدوةً للفتيات والاقتداء بها مستقبلًا.
استخدمت الكاتبة اللّغة العربية الفُصحى، والسهلة بطريقة قريبة إلى نفوس الأطفال، والتلاعب اللغوي في المعاني، كما ورد صفحة 15 حول مفهوم المُمتلكات العامّة " سأل دُغفل والده: هل حنفيّة المياه بالخرطوم في الحديقة ممتلكات عامّة؟ أجاب الفيل: طبعًا، لكن خرطومك هو مُلكٌ خاص بك. ضحك الجميع". هنا كان استخدام الاشتراك اللفظي واختلاف المعنى ضمن السّياق الذي وُجدت فيها الكلمة. يرى بعض الاختصاصيين اللّغوين مثل: الخليل وسيبويه والأصمعي وغيرهم ، "أنّ المُشترك اللّفظي ظاهرة تزيد اللّغة ثراءً وجمالا وأناقةً" إنّ استخدام بعض المُفردات الجديدة على القاموس اللّغوي للطّفل، تثري من قدراته اللّغوية والارتقاء بقدراته في مجال تحسين التنوّر القرائي ومن ثمّ القراءة وفهم المقروء في جيل مبكّر.
اتّسمت لغة القصّة، باحتوائها على المفاهيم الأساسيّة التعليميّة، والتي يتوجّب على الأطفال إتقانها قبل الانتقال الى صفوف الرّوضة كتمهيد لفهم العمليّات الحسابيّة المُجرّدة؛ مثل: الأحجام ، طويل قصير – كثير – قريب – مرّة مرّتان - ثلاثة – عالٍ – مفاهيم الألوان: الأبيض والاحمر- وسط – سريع.
نلحظ بأنّ في القصص الأربعة في السلسلة تعمّدت الكاتبة أن تعرّف الطّفل على صفات الحيوانات، وقد أضافت في كلّ قصّة اسم حيوان جديد، طريقة حياته، نوع طعامه، صفاته الجسديّة؛ إِذ نلحظ في قصّة الطّاووس الحزين كيف وضّحت الكاتبة صفات النّعامة: شكلها، طول ساقيها، سرعتها وتميّزها بين الحيوانات بهذه السّرعة.
وهناك فرصة للمربّين الحديث عن أنواع الطّيور، المحلّقة وغير المحلّقة، نحو البطّة والدجاجة.....
إِنّ قصّة الهدهد الّذي جاء بخبر الخروف المشاكس تذكّرنا بقصّة سيدنا سليمان في القرآن الكريم، وقصّته مع الهدهد الّذي جاء بخبر الملكة بلقيس ورعاياها الّذين كفروا بالله تعالى. ربّما يثير هذه الفكرة عند المربين وتتاح لهم الفرصة لشرح الآية القرآنيّة؛ فتزيدهم معرفة وفهم.
كما نلحظ بأنّ الكاتبة عزّزت مفهوم الصّداقة، حيث تآلفت كلّ طيور الحديقة؛ من أجل مساعدة صديقهم والعمل على انقاذه من بين خشبات المقعد المكسور.
إِنّ هذا الحدث يعزّز مفهوم الصّداقة عند الطّفل، ومفهوم المساعدة وقت الأزمات .
لون الطّاووس بريشاته الجميلة المميّزة عكست معنى الجمال وروعة الألوان والفنّ الرّباني، الّذي يمكنه أن يدخل البهجة في قلوب الأطفال.
احتوت القصّة على 22 صفحة، من الورق السّميك، والغلاف المُقوّى. صمّمت الرسومات على الغلاف وصفحات القصّة، الفنّانة منار الهرم؛ حيث أتقنت إبراز التعابير المختلفة على وجوه الحيوانات والطّيور، بألوان حيويّة وجذّابة لعيون الأطفال.
بقلم: رفيقة عثمان
قصّة "الطّاووس الحزين" للكاتبة نزهة أبوغوش، تعتبر القصّة الرّابعة ضمن سلسلة "الحيوانات الصديقة في الحديقة"، وتهدف هذه السّلسلة بتعريف الأطفال على ضرورة وجود القانون في حياتنا؛ لإكساب الأطفال مهارات وسلوكيّات حياتيّة سليمة، في منهج الحياة الاجتماعيّة، وغرسها في نفوسهم منذ نعومة أظفارهم. في هذه السّلسلة، لعبت الحيوانات أدوارًا مختلفة، وتصدّرت الزّرافة دور القضاء (القاضية) في جميع السّلسلة.
في قصّة "الطاووس الحزين" كان الطّاووس هو البطل ، ووُصف بالحزين؛ بسبب نتف ثلاث ريشات من ريشاته، عندما جلس على مِقعد في الحديقة، وكان هذا المِقعد مكسورًا؛ نتيجة العبث في المُمتلكات العامّة.
هدفت هذه القصّة إلى إكساب الأطفال مفاهيم أساسيّة نحو المحافظة على البيئة، والحفاظ على المُمتلكات العامة في البيئة المحيطة، وأنّ من يُخالف القانون، يلقَ عقابًا مناسِبًأ تُقرّره لجنة التحكيم برئاسة الزرافة؛ من الجدير بالذّكر أنّ الكاتبة نزهة أبوغوش لم تُحدّد نوع العقاب للمخالفات في كل قصّة من السّلسلة؛ لتترك المجال مفتوحًا أمام المرّبين والأطفال لاختيار نوع العقاب معًا بالتشاور والتحاور والتعاون مع الأطفال؛ من أجل الوصول لعقاب يتناسب مع الحدث. هنا أجد هدفًا تربويًّا ساميًا، تقصده الكاتبة في تنمية القدرة على التّفكير الحُر والتحليل العلمي عند الاطفال واليافعين، وتطوير القدرة على المشاركة في اتّخاذ القرارات، والرفع من نسبة الثّقة بالنفس لديهم.
إنّ نشر ثقافة الوعي، نحو الحفاظ على المُمتلكات العامّة، له أهميّة كُبرى خاصّةً في مجتمعنا العربي، للأسف هنالك إهمال بالاهتمام بالملكيّات العامّة، كما يُمكن ملاحظتها في الحدائق العامّة والمُتنزّهات، وما يظهر فيها من مُخلّفات الطّعام والأوراق والأكياس البلاستسكيّة، أو بقايا النار المُشتعلة دون الاهتمام في النتائج المُترّتبة عليها؛ كذلك وجود العبوات الزّجاجيّة المُلقاة في الشوارع وغيرها من النفايات. أجد بالضرورة المُلحّة إدخال هذه الثقافة على حياة الأبناء منذ الطفولة المُبكّرة؛ وغرسها في نفوسهم والتعامل مع الممتلكات العامّة كما لو كان المكان هو بيته الخاص به. إنّ غرس هذه القيمة التربويّة، تتطوّر مع الأطفال حتّى يصبحوا بالغين، ومن ثمّ يساهموا في الحفاظ والحرص على الممتلكات العامّة، كما تبدو في بعض الدول المُتحضّرة.
امتازت رواية اليافعين "الطّاووس الحزين" بالتعبير عن العواطف وخاصّةً عاطفة الحُزن وتعاطف أصدقائه الحيوانات معه، عندما ظهر الطّاووس في الحديقة العامّة وشبكت ريشاته بين خشبات المقعد ولم يستطع أن يُحرّكها؛ كذلك اهتمّت الكاتبة بمعالجة هذا الشّعور (الفُقدان) بطريقة تربوية، أدّت إلى شعور الطّاووس بالرّضى، وذلك بوضع الرّيشات الثّلاث في المزهريّة الماثلة أمام الزّرافة (القاضية). بالإضافة للشعور بالسّعادة لوجود القانون والإنصاف وتجنّب العُنف. إنّ تعاطف الأطفال مع الحدث يتيح لهم التنفيس عن مشاعرهم المكبوتة، والحديث عن مواقف الحزن التي مرّوا بها.
من المُلاحظ بأنّ الكاتبة ، اهتمّت باختيار العناوين لكافّة سلسلة القصص السّابقة أيضًا بالتعبيرعن المشاعر؛ مثل: الدّجاجة المذعورة، والخروف الغضبان، والبطّة المُستاءة وأخيرًا الطّاووس الحزين.
بودّي أن أنوّه، بالنسبة لاختيار الكاتبة لدور القاضية والحكم، له دلالة جميلة ورمز لمنح الأنثى دورًا فعّالًا ومهمًّا في الحياة؛ لتكون قدوةً للفتيات والاقتداء بها مستقبلًا.
استخدمت الكاتبة اللّغة العربية الفُصحى، والسهلة بطريقة قريبة إلى نفوس الأطفال، والتلاعب اللغوي في المعاني، كما ورد صفحة 15 حول مفهوم المُمتلكات العامّة " سأل دُغفل والده: هل حنفيّة المياه بالخرطوم في الحديقة ممتلكات عامّة؟ أجاب الفيل: طبعًا، لكن خرطومك هو مُلكٌ خاص بك. ضحك الجميع". هنا كان استخدام الاشتراك اللفظي واختلاف المعنى ضمن السّياق الذي وُجدت فيها الكلمة. يرى بعض الاختصاصيين اللّغوين مثل: الخليل وسيبويه والأصمعي وغيرهم ، "أنّ المُشترك اللّفظي ظاهرة تزيد اللّغة ثراءً وجمالا وأناقةً" إنّ استخدام بعض المُفردات الجديدة على القاموس اللّغوي للطّفل، تثري من قدراته اللّغوية والارتقاء بقدراته في مجال تحسين التنوّر القرائي ومن ثمّ القراءة وفهم المقروء في جيل مبكّر.
اتّسمت لغة القصّة، باحتوائها على المفاهيم الأساسيّة التعليميّة، والتي يتوجّب على الأطفال إتقانها قبل الانتقال الى صفوف الرّوضة كتمهيد لفهم العمليّات الحسابيّة المُجرّدة؛ مثل: الأحجام ، طويل قصير – كثير – قريب – مرّة مرّتان - ثلاثة – عالٍ – مفاهيم الألوان: الأبيض والاحمر- وسط – سريع.
نلحظ بأنّ في القصص الأربعة في السلسلة تعمّدت الكاتبة أن تعرّف الطّفل على صفات الحيوانات، وقد أضافت في كلّ قصّة اسم حيوان جديد، طريقة حياته، نوع طعامه، صفاته الجسديّة؛ إِذ نلحظ في قصّة الطّاووس الحزين كيف وضّحت الكاتبة صفات النّعامة: شكلها، طول ساقيها، سرعتها وتميّزها بين الحيوانات بهذه السّرعة.
وهناك فرصة للمربّين الحديث عن أنواع الطّيور، المحلّقة وغير المحلّقة، نحو البطّة والدجاجة.....
إِنّ قصّة الهدهد الّذي جاء بخبر الخروف المشاكس تذكّرنا بقصّة سيدنا سليمان في القرآن الكريم، وقصّته مع الهدهد الّذي جاء بخبر الملكة بلقيس ورعاياها الّذين كفروا بالله تعالى. ربّما يثير هذه الفكرة عند المربين وتتاح لهم الفرصة لشرح الآية القرآنيّة؛ فتزيدهم معرفة وفهم.
كما نلحظ بأنّ الكاتبة عزّزت مفهوم الصّداقة، حيث تآلفت كلّ طيور الحديقة؛ من أجل مساعدة صديقهم والعمل على انقاذه من بين خشبات المقعد المكسور.
إِنّ هذا الحدث يعزّز مفهوم الصّداقة عند الطّفل، ومفهوم المساعدة وقت الأزمات .
لون الطّاووس بريشاته الجميلة المميّزة عكست معنى الجمال وروعة الألوان والفنّ الرّباني، الّذي يمكنه أن يدخل البهجة في قلوب الأطفال.
احتوت القصّة على 22 صفحة، من الورق السّميك، والغلاف المُقوّى. صمّمت الرسومات على الغلاف وصفحات القصّة، الفنّانة منار الهرم؛ حيث أتقنت إبراز التعابير المختلفة على وجوه الحيوانات والطّيور، بألوان حيويّة وجذّابة لعيون الأطفال.