الأخبار
2024/5/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

2ـ مفهوم الأبوة عند فحول الشعراء العرب بقلم: مجدي شلبي

تاريخ النشر : 2020-10-03
2ـ مفهوم الأبوة عند فحول الشعراء العرب  بقلم: مجدي شلبي
2ـ مفهوم الأبوة عند فحول الشعراء العرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو الشاعر أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الرَّبَعي، المعروف بـ(أبو فراس الحمداني)، وهو صاحب بيت شعر شهير؛ يقول فيه:
الشعر ديوان العرب *** أبداً وعنوان الأدب
وصاحب قصيدة (أراك عصي الدمع شيمتك الصبر/ 54 بيتا)، تغنت ـ ببعض أبياتها ـ سيدة الغناء العربي (أم كلثوم)، وها هو يتجه ـ الآن ـ (افتراضيا) للمشاركة في ندوتنا؛ قائلا:
إنّي، وَإنْ كُنْتُ المُشَا *** رِكَ في الأبُوّةِ، وَالمُسَاهِمْ
لأقُولُ قَوْلاً لا يُرَدّ، *** ولا يرى لي فيهِ لاثمْ
لأبي المَعَالي في العُلا، *** وأبي المكارمِ في المكارمْ
بيتٌ رفيعٌ سمكهُ ** عَالي الذّرَى، ثَبْتُ الدّعَائِمْ
ـ فيضيف الشاعر جرير:
تَزَوّدْ مِثْلَ زَادِ أبِيكَ فِينَا، *** فنعمَ الزادُ زادُ أبيكَ زادا
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
قل لابنه والخير قولُك لابنه *** من كان مسعوداً فمثلك ينسلُ
ـ فيضيف الشاعر الباخرزي:
وما الأبُ إلاّ الأبُ ما عاشَ لابنِهِ *** وآبَ لهُ طيبُ الحَياة َ إذا بلي
ـ فيكمل الشاعر الفرزدق:
أوْ يَسْتَقِيمَ إلى أبِيهِ، فَإنّهُ *** ضَوْءُ النّهَارِ جَلا دُجَى الإظْلامِ
أَرجو الدُعاءَ مِنَ الَّذي تَلَّ اِبنَهُ *** لِجَبينِهِ فَفَداهُ ذو الإِنعامِ
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
فتنظرُ من أَبيكَ إلى مِثال *** يُحيِّرُ في الكمالات الفهُوما
ـ فيضيف الشاعر أحمد شوقي:
ذهب اللينُ في إرشادهِ *** كالأبِ المشفقِ والحدِّ الحدب
القَريبُ العَتبِ مِن مَعنى الرِضا *** وَالقَريبُ الجِدِّ مِن مَعنى اللَعِب
وَالأَخُ الصادِقُ في الوُدِّ إِذا *** ظَهَرَ الإِخوانُ بِالوُدِّ الكَذِب
خاشِعٌ في دَرسِهِ مُحتَشِمٌ فَكِهٌ *** في مَجلِسِ الصَفوِ طَرِب
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
و انزل على خير الأبوّة رحمة *** تسع الحياة و عفّة و صلاحا
يشكو السقام فإن هتفت أمامه *** باسمي تهلّل وجهه و ارتاحا
و أطل حديثك يستعده تعلّلا *** بالذكر لا لتزيده إيضاحا
و إذا ألحّ فللحنان عذوبة *** في مقلتيه تحبّب الإلحاحا
ـ فيضيف الشاعر بدر شاكر السياب:
و رثناه الأبوة و هو باق *** سنورثه البنين منى عذابا
ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:
في نجله لاحت مخايل نبله *** موسومة بوسامه الخلاب
أخذ الفضائل عن أبيه فجئن في *** صور مجددة وحسن رابي
يا ابن الذي تنمي علاه أسرة *** هي محتد الأمجاد والصياب
ـ فيقول الشاعر خليل مطران:
ذي الهمة المثلى كهم *** أبيه في طلب المعالي
وَكَفَاهُ نُبْلاً أَنَّهُ *** يحْذُو بهِ أَسنَى مِثَالِ
ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:
جارى الأُصولَ فَجِدُّهُ مِنْ جَدِّهِ *** في النائباتِ ومنْ أبيه إباؤُهُ
مَنْ كُنْتَ أَنْتَ أَباهُ كانَ لِمَجْدِهِ *** أَنْ يَسْتَطِيلَ وَأَنْ يُشادَ بِناؤُهُ
تُنمى الْفُرُوعُ إِلى الأُصُولِ وَخَيْرُها *** وَأَجَلُّها فَرْعٌ إِلَيْكَ نَماؤُهُ
ـ فيقول الشاعر أبو تمام:
ورثوا الأبوة َوالحظوظُ فأصبحوا *** جَمَعوا جُدُوداً في العُلَى وجُدُودا
ـ فيضيف الشاعر أبو الفتح البستي:
لكُمْ تاجُ الأُبُوَّةِ راقَ حُسنا *** وفَوقِ الرِّزقِ دُونَكُمُ الرِّتاجُ
تَشينُكُمُ حوائجُكُمْ إلينا *** وكيفَ يَروقُ للمُحتاجِ تاجُ
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
تحمّلْ عن أبيكَ الثّقلَ، يوماً، *** فإنّ الشّيخَ قد ضَعُفتْ قواهُ
وَلَستُ بِمُدرِكٍ أَمراً قَريباً *** إِذا ما خالِقي عَنّي زَواهُ
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
وَإنْ جَاءَنَا يَحْكي أباهُ، فلَم تَزَل *** لَهُ مِنْ أبيهِ شِيمَةٌ وَشَمَائِلُ
حَوَى، عن أبيهِ، الذي حَازَهُ *** أبُوهُ المُهَذَّب عَنْ جَدّهِ
ـ فيكمل الشاعر البحتري:
ما كانَ أفضَلَ مِنْ أبيكَ، وَقد مضَى *** في الذّاهباتِ مِنَ السّنينَ، أبُوكَا
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
أسفي على الغصن النضير *** أسفي على القمر المنير
أسفي الكبير على أبيك *** الشاعر اللبق الكبير
ـ فيضيف الشاعر خليل مطران:
والأب الراشد الذي في بنيه *** خلقه السمح والضمير القويم
أَبَداً فِي ضَمِيرِنَا طِيبُ ذِكْرَا *** كَ وَفِي الْفِكْرِ وَجْهُكَ المَرْسُومُ
ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:
فهو فيه الأب الحبيب إلى كل *** امريء والمؤدب المشكور
لا يباري ذاك الذكاء ذكاء *** لا ولا ذلك الشعور شعور
ـ فيقول الشاعر محمد بن إبراهيم المراكشي (شاعر الحمراء):
بالأمسِ كانَ مقَامُه فَوقَ السُّهَا *** واليومَ صار له الترابُ وِسَادا
فأثارَ في الأعمَاق حُزنا كَامِنا *** قد عمَّمَ الأغوَار والأنجَادَا
سِيمَا لدَى المولَى عَميدِ أُمُورهِ *** وصَداهُ إِن عندَ الشَّدائِد نَادى
عَمٍّ تَزايدَ عطفُهُ وحُنُؤُهُ *** حتَّى على عَطفِ الأبُوَّةِ زادا
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
فما مثله بين الأبوة من أب *** وما مثله بين البعولة من بعل
جزاه بما أهدى من الخير ربه *** وعوضنا من ذلك الليث بالشبل
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
سَلْهُمْ عَلى شرَفِ الأُبُوَّةِ هَلْ رَعَوْا *** مَا سنَّ مِن أدب الحياةِ وأوجبا
بَيْتٌ تفرّقَ في البلاد وأُسرةٌ *** صَدَع الزّمانُ كِيانَها فتشعّبا
وَهَنَ البِناءُ فَعاثَ في فَجواتِه *** عَادِي الفسادِ مُدَمِّراً ومُخَرِّبا
ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وأشقى بني هذا الزمان أريبه *** وأتعبُ من فيه من النَّاس حرُّه
وربَّ خميص البطن مما يشينه *** ينوءُ بأثقال الأُبوَّة ظهره
له كلّ يوم وقفة بعد وقفة *** يهيجُ جوى أحشائه وتقرّه
يطول مع الأيام فيها عتابه *** ويسهر ليلاً ما تبلّجَ فجره
يشيم سنا برق المطامع وامضاً *** تألَّقَ إلاَّ إنّه لا يغرّه
ـ فيقول الشاعر أبو العلاء المعري:
قَد اِختَلَّ الأَنامُ بِغَيرِ شَكٍّ *** فَجَدّوا في الزَمانِ وَأَلعَبوهُ
وَظَنّوا أَنَّ بوهَ الطَيرِ صَقرٌ *** بِجَهلِهِمُ وَأَنَّ الصَقرَ بوهُ
وَوَدّوا العَيشَ في زَمَنٍ خَؤونٍ *** وَقَد عَرَفوا أَذاهُ وَجَرَّبوهُ
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا *** عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن *** يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ
ـ فيختتم الشاعر إيليا أبو ماضي ندوتنا (الافتراضية)؛ منشدا:
لَعَلّي أَفي تِلكَ الأُبُوَّةَ حَقَّها *** وَإِن كانَ لا يوفى بِكَيلٍ وَلا وَزنِ
فَأَعظَمُ مَجدي كانَ أَنَّكَ لي أَبٌ *** وَأَكبَرُ فَخري كانَ قَولُكَ ذا إِبني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف