الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إسواره الحُب بقلم: ميساء رمضان

تاريخ النشر : 2020-10-02
إسوارة الحُبّ
تك تك تك...
أحملق في سَقف الغُرفة وصوت تكتكة الساعة يعلو المكان، في حين ضربت يدي في الحائط حينما تجبدتُ كالأطفال، إذ سقط نظري على الإسوارة التي أهدتني إياها جدتي، أوه كم مَرّ مِن الوقت ولم أرَها؟ ولا أنسى ذاك اليوم الذي جِئت إليها أتضورُ جوعًا وَوجدتُها تُحضر الطعام بِأناملها الجميلة وَوجهها يَشعُ مِنه النور، إذ استقبلتني بِابتسامةٍ مِلؤها الحُب والتفاؤل والطاقة وكأن مَكمن الخير رؤيتها؛ ليتجدد بِك كُل أمل تَشرق عليه شَمس الحياة، وبعدما رحبت بِي واحتضنتني، جَلسنا في ساحة المنزل المُطلّة على بَساتين وَبيوت ضخمة، نتبادل الأحاديث والأسئلة التي تدور حول الأيام والأحوال والأهل إلى أن وَقع نَظري على إسوراةٍ كانت تلتف حَول مِعصم يَدها. فقلتُ: جدتي ماري؟
الجدة: نعم يا قلب جدتك؟
أُود أن أسألك عن تِلك الإسوارة؟ فَإذا بِقوسٍ يَتشكل حول فَمِها إِثر تسارع البسمة لِتحتل وَجهها الجميل.
ضحكت ساندي وقالت: ما سبب تِلك الضحكة؟ وكأن تِلك الإسوارة مِن شخصٍ ما؟
ردت الجدة: لا، إن لها ذِكرى في قلبي لن أنساها أبدًا.
ساندي: جدتي حدثيني عن قصتها؛ لأنها تبدو رائعة كونك ابتسمتِ بِهذا الشكل.
الجدة: حَسنًا سَأُطفئ الموقد وآتي لِأُحدثك.
بدأت الأفكار تلوح بِالأفق حول ما تُخفيه عن تلك الإسوارة والأسئلة تتناثر في عقلي وبعد شرود طويل تنبهت لِصوت جدتي ماري وهي تُنادي ساندي.. ساندي..
ساندي: نعم يا جدتي وركضتُ لِأُلبي نِداءها.
الجدة: احملي الإناء واتبعيني.
ساندي: حسنًا يا جدتي.
وبعد أن جلسنا بدأت تَسرد قِصة الإسوارة وتقول: مُنذ عشرون سنة كُنت ذاهبة ذات يوم أنا وجدك لِنتجول في سماءِ نابلس ونجلس في أعلى شُرفة فيها ونتأمل الغيوم معًا، وجلب لي مِن كُل مكان شيء ما، في حين أن الطقس كان جميلًا جدًا، وخطينا سويًا جُلَّ الأماكن وجلسنا نأكل الكنافة اللذيذة، وتجولنا في شوارعها وهو يُمسك بِيدي وعيناه ينفطر مِنهما الحُبّ وفي هذا اليوم قد نَسيت أنه يوم ميلادي، وَتذكرتُ وَنحنُ نَقف نتأمل الغروب وَيُغني لي بِألحانه الجميلة ذات الإحساس الرائع وتوقف عن الغِناء وضحك فجأة قائلًا: لن أنسى أن اليوم هو يَوم وِلادة القَمر، في مِثل هذا اليوم حَلّت فتاة جميلة على هذا الكوكب وتفتحت الأزهار وَأشرق الكون احتفالًا بِقدومها، وضحكت الجدة وساندي معًا، وتمتمت ساندي: يا له مِن جدّ رائع! أكملي يا جدتي أكملي أرجوكِ.
الجدة: ضحكت، حسنًا وبعدها أهداني تِلك الإسوارة المُرصعة بِاللؤلؤ الجميل وقال لي مَهما حدث لا تَنزعيها مِن يدك، واحتضنته وذهبنا إلى المنزل.
وفي الطريق كان هنالك مناوشات حادة بين مَجموعة مِن المستوطنين والعرب فإذ بِرُصاصة يَتَلَقَّفُها صدرُ جدك لِيسقط بين يدي وصرختُ لا ثم تناثرت دموع الجدة وظلت تبكي وَبكت ساندي وقالت: ياه يا جدتي واحتضنتها وقالت: كان يُحبني أكثر مِن أي أحد وتعاهدنا أن نعيش هذه الحياة معًا ولكن الاحتلال الملعون حال فيما بيننا.
ساندي: لا تحزني يا جدتي ستلتقيان في الجنة إن شاء الله.
الجدّة نزعت الإسوارة مِن يدها وألبستها لِساندي وقالت لها: هذه هدية لكِ ولا تخلعيها مِن يدك مهما حدث وقبلتها
وقالت ساندي: يا حبيبة فؤادي يا جدتي كم يتخللها تِلك الإسوارة الحُبّ والحُزن يا لكِ مِن امرأة عظيمة جبارة! أحبك جدًا.
ورحتُ أبكي لِشدة شوقي لها، أَما سَئِم الاحتلال؟ وإلى متى سَيبقى مستوطنًا لِأرضنا؟ ويحول بيننا؟
#ميساء_رمضان_سليمان.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف