الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حريبات حين لا يرى الأبيض؟ وإخوته المعتقلين بقلم: بكر أبوبكر

تاريخ النشر : 2020-10-01
حريبات حين لا يرى الأبيض؟ وإخوته المعتقلين بقلم: بكر أبوبكر
عندما قررت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أن تصدر كتابًا لهذا العام يعبر عن الأسرى وخاصة الأسرى المرضى بنمط جديد، كنت الممثل لها في ذلك بصفتي رئيسا لأكاديمية فتح الفكرية، حيث هالني حجم الألم المعجون بالأمل في ثنايا الكتاب الذي أوكل لي مهمة إخراجه الى النور، والذي سطّره الكاتب والأديب الأسير راتب حريبات.

ولما كان من الضروري أن يطّلع على النسخة الأولية أخوة لنا وأخوات بالداخل والخارج، فلقد فاجأتني حجم الاستجابات الايجابية، والتي دللت على استقرار قضية الأسرى والمعتقلين في نفوس وقلوب الفلسطينيين بل والأحرار في العالم.

تحدث معي أحد الأخوة من المعتقلات -بطرق حديثهم الصعبة والملتوية ضمن مراوغات طويلة للاتصال بخارج المعتقل- وكأنه يرفع من معنوياتي، فيما ظننت العكس هو المطلوب! موجهًا كلامه عبري للانعزاليين العرب المهرولين فقال: الانعزاليون العرب هم الأسرى ونحن الأحرار بمعتقلاتنا لأننا لم نرضح لاعتقال الفكر والرواية والثقافة وديننا والمباديء، وهُم لأقل من ذلك نخّوا، وهي العبارة الجليلة التي افتتحت بها كلمتني في حفل إطلاق الكتاب.

ليس من السهل أن يكلمك أسير في المعتقل الصهيوني وبصعوبة التفلت من رقابة وتفتيش وظلم الاحتلال، وتراه هو من يرفع معنوياتك أنهم المناضلون الفلسطينيون الأحرار.
في حفل إطلاق كتاب الأسير(فك الله أسره وكافة المعتقلين في سجون الاحتلال) راتب حريبات المعنون: لماذا لا أرى الأبيض محطات الآلام في عيادات الظلام، يوم الخميس 24/9/2020 م كان لي كلمة تشرفت بإلقائها ممثلا لحركة فتح وفي مقر هيئة شؤون الأسرى في فلسطين، وكيف لمثلي أن يتكلم بسهولة في حضرة الظلمة والغبن والظلم الذي يغلف أيام المعتقلين في معتقلهم والليالي؟

كان لي سابقة الحديث في حفل إطلاق كتاب شقيقي الأسيرالقائد ياسر أبوبكر المعنون: أسفار العتمة-نصوص تتحدى الاحتلال عام 2012 عن وزارة الثقافة الفلسطينية، وفيه أشرت لأهمية الثقافة وبناء العقل والذات في كل المواقع، وضمن أولوياتها في المعتقلات...وما كان هذا سهلًا.
من كتاب راتب حريبات تجرّعت شحنات من الأمل والشجاعة والإقدام لأتحدث قليلا، عن الأبطال الذين نعتز بنضالاتهم التي نعرف عنها من وسائل الاعلام القليل وتظهر جليّة من الكتاب الصغير والقيّم لراتب حريبات.

لم يكن الموقف سهلاً في حضرة أهالي الأسرى الكرام الحاضرين، رغم خوضي لتجربة الحديث والخطاب العام والتدريب في آلاف الندوات والمحاضرات وواللقاءات والدورات عبر 40 عاما، بالوطن وخارجه، خلفت لي أكثر من 20 كتابًا كان آخرها فن الحديث:في الخطاب المؤثر والأسلوب الجذاب، وكيف لي أن أُحدِث التأثير والجذب، ومن يحققون العلائقية بين الجذب والتأثير هم إما استشهدوا أو وراء القضبان!
أظنني رأيت في الكتاب الجذب والتأثير في عدة قضايا أبرزها 3 قضايا هامة الأولى: حجم الألم ولكنه على عمقه ممزوج بالثبات، في توازن يجعل الثبات هو اداة التغلب على حجم الألم الكبير

ورأيت ثانيا: في الأسير المقدام راتب حريبات وانتاجه بين يدينا، الثقافة النضالية والعربية التي بدت جليّة من خلال حروفه العربية الحضارية، وليس الفلسطينية العنصرية البغيضة.
كما كان لي ثالثًا ملاحظة حجم التوتر في مجتمع الأسرى ما بين لحظات اليأس مقابل الغرف من منهل الأمل، فيما يمكنني تسميته قدرتهم على صناعة الأمل وبالاقدام والعمل الذي منه الجهد الثقافي والتعبوي البنائي.
في ثنايا الكتاب المؤثر قصص وحوادث قصيرة لعدد من الأخوة الذين دخلوا المعتقل المسمى تجاوزا "مستشفى الرملة الصهيوني". وهو المستشفى-المعتقل الذي لم يكن للون الرداء الأبيض المريح نفسيا للأطباء أن يُرَى فيه! لأن كل الاطباء والممرضات هم من جنود الاحتلال، وبزيهم الاحتلالي العَكِر الذي يكاد يقول الكثير في القمع والسطوة والإذلال، فلم كففتم بصرنا عن رؤية الأبيض؟

تظهر في القصص القصيرة من سجلاّت راتب حريبات خلال سنينه الأربع في مستشفى الرملة نماذج مقاومة مؤثرة للقمع والإذلال، ونماذج تحمّل وألم لا يطاق، ونماذج حزن وبكاء ويأس إنساني، ونماذج أو قيم تعاضد ومحبة وفرح مأسور أيضا.
تظهر فكرة القدوة جليّة في قصة راتب حريبات مع عمر الريماوي، وتظهر التلقائية في قصة الأسير الشبل أسامة زيادات وحبه للبيض المقلي، وتظهر البطولة والصمود في قصة جعفر عوض ومنصور موقدة، وهكذا تجد الكثير من المعاني الصارخة.

في كتاب راتب حريبات تميّزٌ بنقاط رئيسة ثلاثة باعتقادي، فهو بناء فصيح سلِس من جهة، وهو صادق التعبير عن الصراع في لحظات القوة ولحظات الضعف، وهو ثالثا ذو بناء يختصر المسافات ما بين الحقائق والعواطف.

لم يكن لي بالختام إلا أن أشكر جميع المساهمين في جعل الكتاب يظهر للنور على الورق من الأخت ضحى حريبات وبنازير إيخمان، وأولئك الذين شرّفوا حركة فتح بإعطاء انطباعاتهم أوبدعمهم المالي لإصدار هذا الكتاب على وعد منهم أصيل بدعم متصل، ولولا تشديدهم على عدم ذكر أسمائهم لكان لنا أن نذكرهم واحدًا واحدا وهم بالحقيقة من كوادر حركة فتح خارج الوطن، وإنه لجهاد نصرٌ او استشهاد.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف