(ما هكذا تورد يا سعد الإبل)
د. لهيب الأمين
كثر في هذه الايام التصريحات والتلميحات بإغلاق السفارة الامريكة في بغداد ، وبدأت المخاوف ، والتفسيرات ، والتكهنات تظهر على ألسنة الاعلاميين ، والسياسيين على حد سواء حتى أضحى المواطن في حيرة من أمره ؛ بسبب التهويل الذي تبثه وسائل الإعلام المختلفة ، ووسائل التواصل الاجتماعي ، والسؤال المهم هل هناك فعلاً إغلاق للسفارة الامريكية في بغداد ؟
وللإجابة على هذا السؤال نحتاج إلى مقدمتين:
الاولى : هل كل ما تصرح به الولايات المتحدة ستفعله على أرض الواقع ؟
وفي معرض الجواب نقول : إنّ الولايات المتحدة بوصفها من اقوى دول العالم هيمنة على القرارت الدولية لا تنفذ كل تهديداتها ، وإنما تلوح بالعصا عادة لخصومها ، فتأتي الاستجابة مباشرة لعلم الخصم بقوة أمريكا العسكرية ، والاستخبارية ، والأمنية .
الثانية: إنّ المنطقة بشكل عام ، والعراق بشكل خاص دخل في مرحلة جديدة ، يمكن أن نسميها ( مرحلة الهيمنة الناعمة ) ، وقد ظهرت بوادرها بالتطبيع الاماراتي ، والبحريني ، الذي لن ينتهي بهاتين الدولتين ليشمل كل دول المنطقة عاجلاً أو آجلًا.
وبالعودة الى أصل الموضوع ، فإننا أمام تهديد ، ووعيد قد يتصوره البعض عودة الى أيام الحصار الاقتصادي الذي مرّ به العراق بعد حرب الخليج الثانية ، وهو ما لن يحصل ؛ لأنّ الولايات المتحدة الأمريكية لن تترك المنطقة لفراغ يملؤه غيرها ، مهما كان الثمن ، أمّا الحجة التي تشاع هذه الأيام أنّ إغلاق السفارة جاء بسبب الاستهداف المتكرر بصواريخ الكاتيوشا - التي لم تصل الى أطراف السفارة - هو مجرد تصورات بعيدة عن الواقع .
ولذا على زعماء السياسة أن يفهموا أنّ التصريحات ، والتلويحات هي للاستهلاك الاعلامي ، وانّ ما يدور خلف الكواليس هو طبخة أخرى يُعدّ لها ، فهل سيتعلم الساسة في بلادنا فقه السياسة .
د. لهيب الأمين
كثر في هذه الايام التصريحات والتلميحات بإغلاق السفارة الامريكة في بغداد ، وبدأت المخاوف ، والتفسيرات ، والتكهنات تظهر على ألسنة الاعلاميين ، والسياسيين على حد سواء حتى أضحى المواطن في حيرة من أمره ؛ بسبب التهويل الذي تبثه وسائل الإعلام المختلفة ، ووسائل التواصل الاجتماعي ، والسؤال المهم هل هناك فعلاً إغلاق للسفارة الامريكية في بغداد ؟
وللإجابة على هذا السؤال نحتاج إلى مقدمتين:
الاولى : هل كل ما تصرح به الولايات المتحدة ستفعله على أرض الواقع ؟
وفي معرض الجواب نقول : إنّ الولايات المتحدة بوصفها من اقوى دول العالم هيمنة على القرارت الدولية لا تنفذ كل تهديداتها ، وإنما تلوح بالعصا عادة لخصومها ، فتأتي الاستجابة مباشرة لعلم الخصم بقوة أمريكا العسكرية ، والاستخبارية ، والأمنية .
الثانية: إنّ المنطقة بشكل عام ، والعراق بشكل خاص دخل في مرحلة جديدة ، يمكن أن نسميها ( مرحلة الهيمنة الناعمة ) ، وقد ظهرت بوادرها بالتطبيع الاماراتي ، والبحريني ، الذي لن ينتهي بهاتين الدولتين ليشمل كل دول المنطقة عاجلاً أو آجلًا.
وبالعودة الى أصل الموضوع ، فإننا أمام تهديد ، ووعيد قد يتصوره البعض عودة الى أيام الحصار الاقتصادي الذي مرّ به العراق بعد حرب الخليج الثانية ، وهو ما لن يحصل ؛ لأنّ الولايات المتحدة الأمريكية لن تترك المنطقة لفراغ يملؤه غيرها ، مهما كان الثمن ، أمّا الحجة التي تشاع هذه الأيام أنّ إغلاق السفارة جاء بسبب الاستهداف المتكرر بصواريخ الكاتيوشا - التي لم تصل الى أطراف السفارة - هو مجرد تصورات بعيدة عن الواقع .
ولذا على زعماء السياسة أن يفهموا أنّ التصريحات ، والتلويحات هي للاستهلاك الاعلامي ، وانّ ما يدور خلف الكواليس هو طبخة أخرى يُعدّ لها ، فهل سيتعلم الساسة في بلادنا فقه السياسة .