نحن هنا باقون ...!
نص / د. عبد الرحيم جاموس
هنا باقون ..
ما بقيَ الزعترُ والزيتون ..
رغم كل التحديات والتعديات ...
من المعقولِ واللامعقول ..
نحنُ هنا باقون ..
***
نقارع الحصارَ ..
نهزم الأشرار ..
نزرع الأشجار ..
ننجب الثوار ..
نقارعُ الإحتلال ..
نهزمُ الشيطان ..
نكبلُ الموتَ الزؤوم ..
***
أنا هنا كما أنتَ ..
لم يعد في الشارع ما يعجبني ..
لا حركة السيرِ ..
ولا الضجيجُ ..
أشعة شمسُ الخريفِ ...
باتت تعبر عن الفوضى ..
ما بين الصيف والشتاء ..
***
المارة على الطرقات ..
تتجهمُ وجهوهم ..
تعلو تعابيرها الدهشةِ ..
شررٌ قد يتطايرُ من كلِ العيون ...
***
هم مثلي ...
لم يعد في المنظر ما يروق لهم ..
بائع الجرائد هو أيضا ..
توقف عن صوت النداء ..
عناوينها باتت مكررة ..
تفتقد سخونة الأخبار ..
تستلب الأحداث معناها ..
لا جديد فيها يغريني ..
سوى البحث عن أسماء من غابوا ..
تبدأ بالفوضى ..
وتنتهي إلى اللاشيء ..
***
كُتابُ الصحفِ والأعمدةِ ...
تعودوا على كتابةِ المديحِ ..
المُكرَرِ المُمِلِ لعباراتٍ ...
قد تبدو منمقة ..
دون معنى ..
لا يطعمُ ولا يغني ..
ليتهم تركوها بيضاء ..
دون تحبير يلوثها ..
ليبقى المعنى ..
في بطنِ الكتاب ..
***
لكن بائع الكعك المقدسي ...
وحده يواظب على الحضور ..
إلى بابِ العمود مبكرا ..
يقدم كعكه للمارة ...
ساخنا وساخرا ..
من قيود الحديد ..
يواصلُ تحدي الحياة ..
***
هنا يكمن سرُ البقاء ..
سرُّ التحدي لكلِ الغزاةِ ..
هنا يعلنُ الخالدونَ هنا ..
نحنُ باقون هنا ..
ما بقيَ الزعترُ والزيتون ..
ينبتُ في أرضنا ..
رغم أنف الاحتلال ..
رغم أنف المستحيل ..
***
هنا يكمن سرُ البقاء ...
هنا يكمنُ سرُ الحياة ..
هنا يتعانق ..
المجدُ مع الخلود ..
هنا يتجلى الخلود ..
في صور الصمود ..
هنا تنكسر ..
خطوط التجاعيدِ ..
على الوجوهِ دون حدود ...
هنا يلدُ الأطفال في سن الشيوخ ..
***
هنا تبرز خطوط الوجوه ..
كأنها تجاعيدٌ ..
من زمن لا متناهي ..
تحكي تفاصيل الحكاية ..
تفاصيل الوجود ..
من المقدس والخلود ..
***
نقول :
هنا باقون ...
هنا باقون ....
رغم مليون مستحيل ..
احنا هنا باقون ...
رغم كل أصناف التعدي ..
رغم كل أصناف التردي ..
رغم كل أشكال الجنون ...
نحن هنا باقون في أرضنا ...
باقون ..
ما بقي الزعتر والزيتون ..
وشجر السروِ والزيزفون ..
.................................................
د. عبد الرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
E-mail: pcommety @ hotmail.com
الرياض 30/09/2020م
نص / د. عبد الرحيم جاموس
هنا باقون ..
ما بقيَ الزعترُ والزيتون ..
رغم كل التحديات والتعديات ...
من المعقولِ واللامعقول ..
نحنُ هنا باقون ..
***
نقارع الحصارَ ..
نهزم الأشرار ..
نزرع الأشجار ..
ننجب الثوار ..
نقارعُ الإحتلال ..
نهزمُ الشيطان ..
نكبلُ الموتَ الزؤوم ..
***
أنا هنا كما أنتَ ..
لم يعد في الشارع ما يعجبني ..
لا حركة السيرِ ..
ولا الضجيجُ ..
أشعة شمسُ الخريفِ ...
باتت تعبر عن الفوضى ..
ما بين الصيف والشتاء ..
***
المارة على الطرقات ..
تتجهمُ وجهوهم ..
تعلو تعابيرها الدهشةِ ..
شررٌ قد يتطايرُ من كلِ العيون ...
***
هم مثلي ...
لم يعد في المنظر ما يروق لهم ..
بائع الجرائد هو أيضا ..
توقف عن صوت النداء ..
عناوينها باتت مكررة ..
تفتقد سخونة الأخبار ..
تستلب الأحداث معناها ..
لا جديد فيها يغريني ..
سوى البحث عن أسماء من غابوا ..
تبدأ بالفوضى ..
وتنتهي إلى اللاشيء ..
***
كُتابُ الصحفِ والأعمدةِ ...
تعودوا على كتابةِ المديحِ ..
المُكرَرِ المُمِلِ لعباراتٍ ...
قد تبدو منمقة ..
دون معنى ..
لا يطعمُ ولا يغني ..
ليتهم تركوها بيضاء ..
دون تحبير يلوثها ..
ليبقى المعنى ..
في بطنِ الكتاب ..
***
لكن بائع الكعك المقدسي ...
وحده يواظب على الحضور ..
إلى بابِ العمود مبكرا ..
يقدم كعكه للمارة ...
ساخنا وساخرا ..
من قيود الحديد ..
يواصلُ تحدي الحياة ..
***
هنا يكمن سرُ البقاء ..
سرُّ التحدي لكلِ الغزاةِ ..
هنا يعلنُ الخالدونَ هنا ..
نحنُ باقون هنا ..
ما بقيَ الزعترُ والزيتون ..
ينبتُ في أرضنا ..
رغم أنف الاحتلال ..
رغم أنف المستحيل ..
***
هنا يكمن سرُ البقاء ...
هنا يكمنُ سرُ الحياة ..
هنا يتعانق ..
المجدُ مع الخلود ..
هنا يتجلى الخلود ..
في صور الصمود ..
هنا تنكسر ..
خطوط التجاعيدِ ..
على الوجوهِ دون حدود ...
هنا يلدُ الأطفال في سن الشيوخ ..
***
هنا تبرز خطوط الوجوه ..
كأنها تجاعيدٌ ..
من زمن لا متناهي ..
تحكي تفاصيل الحكاية ..
تفاصيل الوجود ..
من المقدس والخلود ..
***
نقول :
هنا باقون ...
هنا باقون ....
رغم مليون مستحيل ..
احنا هنا باقون ...
رغم كل أصناف التعدي ..
رغم كل أصناف التردي ..
رغم كل أشكال الجنون ...
نحن هنا باقون في أرضنا ...
باقون ..
ما بقي الزعتر والزيتون ..
وشجر السروِ والزيزفون ..
.................................................
د. عبد الرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
E-mail: pcommety @ hotmail.com
الرياض 30/09/2020م