الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شجرة الكلام لا تعرف فارس كرم بقلم:شوقية عروق منصور

تاريخ النشر : 2020-10-01
شجرة الكلام لا تعرف فارس كرم
المرأة والنظام الحاكم – السياسي والأبوي - ثنائي له الماركة المسجلة عبر التاريخ ، فحين تهب رياح النظام لا بد أن تتغلغل في ثوب المرأة وترفع من طبقاته فأما يحول تلك الطبقات الى رافعة قوانين تدعم المرأة وترفع من شأنها ، وإما تسقطها على الأرض وتبدأ بتقطيع جسدها بالقوانين والممنوعات والحظر ، والنظام السياسي والأبوي في الكثير من الدول العربية ودول العالم الثالث ما زال يملك في أجندته السرية الصور العديدة لقهر المرأة وتعذيبها وعزلها والتواطؤ ضدها .
" شجرة الكلام " هي بالفعل شجرة تتجمع تحتها النساء لإتخاذ القرارات الهامة ، وهذه الشجرة موجودة في قرية تُسمى ( أوموجا ) ومعناها في اللغة الساحلية" الوحدة" وتقع في دولة كينيا ، وهي بعيدة عن العاصمة الكينية نيروبي حوالي 325 كيلو متراً.
الشيء الهام أن هذه القرية فقط للنساء ، يعشن بها مع أولادهن دون الحاجة الى رجال بعد أن شعرن أن الرجال لم يقوموا بحمايتهن والدفاع عنهن ، بل بالعكس كانوا يمارسون معهن القسوة والضرب ، لذلك لماذا يجب أن يكون في حياتهن رجال ؟؟
والبداية كانت من امرأة تدعى ( ناجوسي لوكيمو ) عندما كانت ترعى الغنم قام 3 جنود بريطانيين من عناصر الأمم المتحدة بالاعتداء عليها ، وعندما حكت لزوجها عن اعتداء هذه العناصر وبدلاً من الخروج واللحاق بهم وضربهم ، قام بضرب زوجته وأخذ يصرخ بوجهها ( لقد جلبت العار لأسرتي ) عندها تركته وهربت وبقيت مدة 90 يوماً ضائعة تائهة في الصحراء ، وخلال هروبها التقت بنساء يعانين من أزواجهن ولهن تجارب في القهر والضرب والتعذيب والتزوج عليهن عدة مرات ، وأيضاً يعانين من آباءهن الذين قاموا ببيعهن لرجال أكبر منهن بالعمر ، أو بيعهن لقبائل مقابل عدة أبقار والآن لا يملكن الا البكاء وأخذ أولادهن في الأحضان ، لكن ( ناجوسي ) لم تستسلم لقدرها الأنثوي فقد قامت باستئجار قطعة أرض وأقامت عليها القرية التي تضم 15 امرأة مع أولادهن ، حيث يزرعن الأرض ويخطن الثياب ويعشن بصورة محترمة دون عنف وقهر من طرف الذكور .
" شجرة الكلام " تجمع النسوة حين تكون هناك مشاورات حيث يتخذن القرارات بالأجماع وبصورة ديمقراطية ، وقد اهتمت الصحف العالمية التي نشرت أخبار هذه القرية بقوة وحزم وقدرة النسوة على الوقوف بوجه المجتمع الأبوي الظالم ، حتى أصبحت مثار اهتمام السياح الذين قدموا لدعمهن وشراء المنتوجات التي يصنعنها مثل الحلي وقطع التطريز والقش .
أقرأ عن المرأة المتمردة التي تريد تغيير حياتها في كينيا ، وهنا عندنا فارس كرم المطرب اللبناني صاحب الصوت الرجولي يجر المرأة الى " سدر الحلو " في أغنيته (عالطيب) .. يتسلل مخترقاً الجدران بأغنيته الجديدة .. أنتبه .. كلمات فيها من الصفاقة والاهانة للمرأة ، لقد وضع المرأة داخل قطعة الحلوى وأخذ يتغزل بها بطريقة مهينة ومبتذلة ، لا نريد أن نتحدث عن النساء اللواتي رافقن الأغنية وهن يتمايلن على ايقاع اهانتهن ، خاصة عندما يضع المرأة مقابل الأبقار التي تُحلب .. كأنه يقول للمرأة أنت لا تختلفين عن البقرة ..!! لكن ما دامت الرقابة على الأغاني مفقودة .. وما دامت القيم السلوكية والاخلاقية تعاني من الغياب .. لا بد لمثل هذه الكلمات أن تصفع المرأة وتضعها في كل القوالب التي تنتجها شركات تعمل على تدمير المجتمع ..
في كينيا المرأة تتمرد على وضعها وتترك الرجل الذي يهينها ويسحق شخصيتها ، ونحن نرقص على انغام من يحشرها في قالب الحلوى .. انها ليست المرأة المثقفة ، المتعلمة ، صاحبة الرأي ، الجامعية ، الأم ، الأخت ، الزوجة ، الأبنة ، الحبيبة ... انها الحلوى .. يغني فارس :
( خدودك مثل القطايف .. عبالي أذوق وخايف
قدامي في أمورة .. خدا مثل النمورة – نوع من الحلوى – بدي شقفة صغيورة .
قدامي في بنوته جسمها مثل البسكوته .. عبالي شي فتفوته .. )
الفضائيات تبث الأغنية ، ولا أحد يستطيع ايقاف مد الفوضى الكلامية ، خاصة التي تمس بمكانة المرأة وحياتها التي انحصرت بالعري والاغراء والجسد ، وها هي الصورة الجديدة تفرض أن تكون طبق الحلو الشهي .
الجميع يتراقص على ذبذبات حنجرة المطرب الرجولي ، الذي فتح الأفق الغنائي بأغنيته الجديدة ، ونحن نتساءل كيف يمكن أن تنشأ الأجيال القادمة والمرأة بالنسبة لهم هي طبق يجب أن يذوقه .. فهي القطايف والنموره والبسكوته وهي الفتفوته !
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف