
كاتيا علي سمعان
كاتبة صاعدة من بلادي
بقلم الدّكتور حسين أحمد سليم
باحث و مهندس فنّان تشكيلي من لبنان
كاتيا علي سمعان كاتبة صاعدة من بلادي, جريئة البوح في أذن الحياة المكرّمة قدرا بنعمة السّمع, إنعكاس المعاناة الموروثة عبر حقب الأعراف في طقوس مطاوي الواقع المعاش في المجتمع... تساؤلات تتراءى عند حقيقة الحاضر من بقايا ذاكرة الأمس لتفعيل سوريالة الغد, عادات وتقاليد تشكيل فلكلوريّات الأمس في لغة الخطاب بين الحال والحال تباينا في التّناقض, فتتناهى الخواطر الشّفيفة من خلف الخيال للوجدان العابق بخلق الإبداعات, بوح رذاذات الإمتدادات في اللامتناهيات من لطائف فيض إيحاءات السّماء, تجيز لأشرعة العقل الإبحار بالتّفكّر على صهوة الإستشعار عن بعد خلف الحجب المقدّرة, إمتحانا لمدى سعة الصّبر على مرارة الحال في متاهات العيش...
كاتبة ناشئة جريئة, مقياس المعارف للذّات ثقافة مولودة بين الوعي الباطنيّ والعرفان الذّاتيّ سيّالات الرّوح الشّفيفة, تحرّض العقل النّاضج بالمعرفة في عالمه الآخر خارج قيود رميم الجسد الفاني...رحمة ومودّة يتعقلن القلب في جموح عواطفه فيتفكّر ويتقلبن العقل في مفاهيم تفكّره فيستشعر, فتنساب على سجيّتها الكلمات الحانية بالحروف المتحابّة في صناعة نسيج عناصرها... عزف الرّؤى الفكريّة على الأوتار المرهفة في محاكاة الآمال في البعد المرتجى للنّفس التّوّاقة للإبداع, تكليف النّفس الأمّارة بفعل الخيرات ترود سرادقات محاريب هدأة الإطمئنان, لتوكيد حركة الفعل في نسيج سياقات كتابات الخواطر في هارمونيّة متناسقة الإنسيابات...
كاتيا علي سمعان, كاتبة موهوبة جريئة, تلتفّ عناصر الأشياء على كينونتها في لعبة صيرورة التّجريب للفعل إن يوما حكى... فتطمئنّ حروفيّات منظومة الأبجديّة تتماهى في كلمات منتقاة بعناية فائقة من بحار اللغة الممتدّة, لتبحر خيالات الكاتبة في عمليّات السّفر والإرتحال في فلوات أثيريّة لا متناهية... تقتبس من فيض خلاصات الفيض كلماتها في استخدامات أنسجة جماليّات الصّور والمشهديّات, لتلبس عرائس الفكر المجلوّة على عرش الزّفاف بين الهمسات الحرّى والهمسات أوشحة سندسيّة من السّحر المصفّى... فتغدو مدعاة إثارة الأحاسيس المضّجعة في هدأتها والمشاعر الهاجعة للقاريء المبحر في الأبعاد, ترفل رحمة ومودّة شغاف القلوب تعتلج عشقا آخر في شغاف القلب حنينا في الروح النّابضة بالحياة...
جريئة هي الكاتبة كاتيا علي سمعان, الناشئة في رفعة تتسامى بالحبّ الأقدس تُصعّد للعلا تكريما للأقلام السّيّالة بالبوح الحاني فوق عذرية ناصع بياض القراطيس, فتتجلّى الكلمات الحبلى بالوعد البعيد عهدا مقدّسا ملزما بين القلب المعقلن والعقل المقلبن في الحب, تعبيرا صادقا هادفا في سياقات النّصّ الجنين في رؤى التّفكّر نتاج تمازج الوعي بالعرفان... وليد آخر من رحم الخلق والإبداع يتماهى النّصّ فيما يكتنز في منظومة السّياق, وتأتلق في فضاءات الحقيقة الوضّاءة المنشودة في رؤى النّفوس المتأمّلة في كنه الوجود... معالم الجرأة في البوح فطرة الخلق بين الغفوة والصّحوة في جنون الوعي, منمنمات وعي الجنون في دفء تفكّر الكاتبة البقاعية التمنينية كاتيا علي سمعان في مجموعتها كاتيات جريئة تتفتّق من حُبِّ الأرض والحياة والوجود...
جرأة الكاتبة كاتيا علي سمعان, بوح الوجدان وعيا آخر في محاكاة تخاطريّة لإمتدادات الخيال في اللامتناهيات, خواطر في كلمات ملوّنة إنعكاس الأحاسيس الشّفيفة والمشاعر الصّادقة, تتماهى وامضة تختال تراقصا في آفاق الكتابة, تضيء مساحة متّسعة في عالم الخلق, تؤسّس لموهبة ناشئة ناشطة في كنف الرّيف القرويّ جنوبي غربي بلاد بعلبكّ, موهبة خلق وإبداع تتفتّق بها أفكار أنثى من بلادي, صاعدة تتسامى للعلا في شفيف المناقب الكريمة, ترفل بوشاحها العرائسيّ في ربوع بلدة تمنين التحتا, الوادعة بين كروم العنب وبساتين المشمش والكرز...
مجموعة كاتيات وخواطر الكاتبة كاتيا علي سمعان, نزف اليراع الحاني البوح من الشّغاف, العاشق طوعا وليدا في محاريب الحُبّ الشّفيف, ذاك اليراع المشبّع بمداد من عبق النّفس الأبيّة, المتطلّعة بعيدا في محاكاة لتسنّم الذّرى الممتدّة بالسّموّ, تجمع في أضاميم ورود من حزم الأطياف تضوع من نياط الجنان... وميل رفيع دقيق يثمل في غباريّات مكحلة عروس مليئة بالكحل الحجريّ القديم, تُمسّده العروس بأناملها دفئا من مكنون شعيرات رؤوس الأصابع, ريشة مطواعة ترسم به لوحاتها النّصّيّة في مشهديّات وصور جميلة, إيحاءات الرّؤى من جماليّات مناظر كروم العنب وأشجار المشمش والكرز, وزقزقات العصافير تملأ الفضاءات بهجة وحبورا, تلعب بهلوانيّاتها المعروفة مع السّنونو فوق السّهل الممتدّ حتّى نهر الليطاني, المتسنبل تموّجا بسندس من سنابل القمح...
كاتيات جريئة هي كتابات كاتيا علي سمعان, وكلماتها بوح الشّغاف الهائمة في جنبات القلب الشّاجي, تنفث تأوّهات المعاناة الموروثة عبر الأجيال, تتناقلها على مضض مثاليّات الأنثى المشرقيّة, تخطّ الحقيقة مُرمّزة الحروف في غفلة من هجعة النّاطور, تُحمّلها رسائل أخرى مربوطة لجناح الحمام الزّاجل, يهوى الطّيران هياما في فضاءات الإمتدادات, باحثا عن نقطة ضوء وامضة في متاهات الفلوات...
أقرأ كلمات كاتيا علي سمعان في مجموعة كاتيات من حب الأرض, وفي الهدأة التمنينية قصّة حبّ نائيّة في أحضان الرّيف, مُتعة الوجدان قراءة القصص الهادفة والرّوايات... حالة فرادى من حيث التّكوين, ولدت قدرا وترعرعت, طفولة وشبابا في كنف تمنين التحتا البقاعية التّاريخيّة... وكتبت بمداد من ينابيع الحب ترفد الحياة بالحياة, وجد مغرمة متموسقة من الأشواق, تتألّق كلماتها فوق دفاتر الوجنات... فصول رواية عشق من قلب المعاناة, دُوّنت فصولها في ليالي الشّتاء, فأضاءت قداسة ليالي تمنين, من تشظّي سيّالات الكلمات...
آتية الكاتبة كاتيا علي سمعان من قلب الليالي في بلادي, عبرة تلألأت في وجه الأيّام, تهمس موسقة نثر في أذن النّسمات... تتشكّل ريشة مبدعة, من نسائج الوقت في الإمتدادات, رذاذات خيال مجنّح من إيحاءات اللحظات... مغرمة في حروفيّات الضّاد مذ نشأت, تتوامض في بواطنها قبسات وله, تتماهى في رؤاها في كلّ اللحظات... تتوشّى النّفس الكاتية تشريفا, الأمّارة بكلّ الأشياء موسقة, تُلبس الذّات التّوّاقة للعلا, وحدة عزف مقتبسة, من قبسات نشيد صادق العبرات... ترسم في البعد المرتجى, مشهدّيّة لوحات, تتماهى عند شاطيء الأحلام العذاب, لألاءة في يوم اللقاء الموعود, حيث مهبط الإلهام في فضاءات السّهرات... موهبة فذّة مكنونة في بواطن رحم البوح بجرأة الكتابات, شاردة بين الهوى المعقلن, والهواية المقلبنة, توكيد ذات إنسانيّة, تروم التّجلّي في عالم الخلق والإبداعات...
تمارس الكاتبة الناشئة كاتيا علي سمعان, هجعة سكينة النّفس في هدأة الأيّام, مناجاة طُهر الأرض وفاء ذمّة وإخلاص وجدان, لتحلو للمناجية في ضجعتها سيمفونيّات المناجاة... يراع البوح مبتلا بمداد من شرايين الحياة, ينزف فوق القرطاس حروفيّات الكلمات, في تأوّهات وكم تحلو نزفا لها الآهات... هديل حمائم الدّوح في أيكة الهوى, وزقزقات عصافير القبّرات في حقول القمح, وموسقة السّنونو والسّمرمر في بهلوانيّاتها طيرانا, عند طلوع الفجر بين الشّروق والغياب في الفضاءات... عزف من نوع آخر, منفرد الإيقاعات على الوتر المثنّى, وحي الخواطر في بناء الكلمات المستوحاة, ورذاذات الخيال من البعد الممتدّ, وأطياف حزم حروفية, تتجسّد في مشهدّيّات تشكيليّة النثائر... عناصر الحب والعشق, ترتعش حانية في تشكيل الإبداعات... تتماهى في أروقته عناصر التجليات, من توكيد النّفس في موسوعة الذّات... قروية الهوى, وفيّة العاطفة, مخلصة الطّويّة, طاهرة التّفكّر, نظيفة النّظرات, تُجاهر بالكلمة الجريئة, وترسم بالتّشكيل الحروفي لوحات حب وعشق من الخواطر...
ظاهرة بقاعيّة تمنينية الموئل, هي الكاتبة الناشئة كاتيا علي سمعان, تفتّقت من أكمام الورود والأزهار, الضّوّاعة الشّذى عند أطراف السهل التّاريخي الممتد, ظاهرة فعل الخلق والإبداع النّائي, تتنامى من كوّة الحقيقة في جنوبي غرب بعلبك, تتماهى في فضاءات البقاع الأوسط, أوراق تتوالد في خواطر من كنه المدى, وتنساب رذاذا في صور بهاء في قطرات النّدى... ظاهرة موهوبة, شفّافة, مُبدعة, خلاقة, تُغامر في مجالات الكتابات, فتتجلّى كاتبة تبحث لها عن مجلس بين كوكبة من الكاتبات... وتُغامر أكثر في مساحات الكتابات, كي تتبوّأ مجلسا فريدا ميزة لها, من حيث الخلق والإبداع في حلية الإبتكار في النصوص... ظاهرة تستبطن في ذاتها, معالم الحبّ العميق موروثا, يُهلّل للعشق في أرجاء الحقيقة, لا تنثني أمام قهر المعاناة, التي تحملها الأيّام العجاف, في مسلسل الأيام... بلدة تمنين التحتا خضيلة بها, تضوع كلماتها شذيا في كلّ الأرجاء, وتزدهي أطياف كلماتها في كلّ رواق... كما عطر الياسمين الطّيب الرّائحة, ينتشر مع هبوب كلّ نسمة مع الخوافق... طيب النّفس عنوان شخصيّتها, والتّسامح مسارات في تقليدها, والعفّة ولدت مع ولادتها تواكبها في حقب الحياة... طريفة إذا ما جالستها في هدأتها, تستجدّ طرافة في كلّ نقاش وحوار, لا تشعر بالنّفور في حضرتها, فذّة, نبيهة, سريعة البديهة, جليّة الخواطر...
يتراءى الحبّ الطّافح بالأمل المرتجى مشهديّة جمال, تتشح الجمال في كتبات كاتيا علي سمعان وفي البعد يتشكّل العطف, لوحة نبع إكتمال المحبّة بالإيمان, والحنان الموروث, يرسم أرجوزة في المدى ممّا فاضت به شغاف القلب, والفرح ومضات تمضي, تغيب في الإمتدادات, والوجع سلسلة متواصلة, لا تعزف سوى الأحزان, والأحزان حكاية تتلوها حكايات...
شروق الشّمس يروي قصّة الحبّ, للشّفق الورديّ يتماهى عند الصّباحات, وغروب غزالة النّهار, يحكي رواية العشق لسورياليّة لوحة المساءات... والأفق الممتدّ نهارات تضجّ بكلّ عناصر الأشياء, وكلّ المساحات إخضرار في السّهول المترامية الأطراف, وفي تاريخ الحكاية تتماهى سيمفونيّة أخرى منذ البدايات, وحركة فعل البحث عن تجلّيات الحبّ, أقلام حانية البوح, تنزف ألسنتها تراجم الأقدار, في زحمات الحياة, تكتب الأنامل المرتعشة بالدّفء, لا حبّ سوى الحبّ, ولا عشق سوى العشق... كاتيات تتماهى في حب الأرض والحياة والوجود, تكتبها في كاتياتها لحب الأرض كاتيا علي سمعان......
كاتيات الكاتبة كاتيا علي سمعان كأنها خزفيّات الحروفيّات تئنّ بالوجع الدّفين, في متاهات النّفس الأمّارة بكلّ الأشياء, والكلمة فعل الواقع المعاناة, تطوي في الشّغاف الحزن الغافي في هجعة القيلولة, وفسيفساء الأحلام العذاب, خواطر تتناهى من خلف الخيال, يعشعش فيها الوجع التّاريخيّ, في جغرافيا مقطّعة الأوصال, لا يشعر في حركة أبعادها سوى القلب العليل, يسكب ألحانه أحاسيس شفيفة, تمتطي متن شراع الوجدان, على صفحات تعتلج بالويل, تنمنم الحروف الكلمات, وتتشكّل من الكلمات الخواطر, قصائد من نثر وشعر, تبحر عنوة مقصودة في بحار الصّمت, تحصد الأحلام السّابحات بشغف, تفرش الدّروب المكلّلة بالعواسج, أغاني وأناشيد, تنتظر الإشراق, من جوف الليل الغارق بحندس الظّلام, وتتحقّق الأماني, من أسرار الضّوء, تؤنس القلب الوحيد في الأماسي, وتسلّي الفكر الشّريد في الأعالي, رؤى مرتجاة, تبحث عن البدائل في عصر عولمة القهر, تتشاعر الآمال في نبضات القلب الوارف بالحبّ, تتكوكب الأحاسيس في مدارات اللهفة, لتنبت بين الضّلوع الهيمى, الأمل البعيد, المتوقّع آتيا كما الرّبيع الجديد, متّشحا بحلل العيد...
أتلمّس في الكاتيات للكاتبة كاتيا علي سمعان, أنامل ناعمة دقيقة, تكتب الحروف, في سكون الأرق, وترسم الكلمات مكلّلة بالشّوك, وتضمّخ الخواطر بنحيب الجمر, ترجو الخلاص, تنشد البعد, عن أناس بلا قلب, بلا ضمير يؤنّب, بلا وجدان صاح, تتوسّل الحبّ النّظيف, بلا حدّ, بلا حدود, بلا سدود, تتضرّع للسّماء, تستجلي العزم والقدرة, تتقوّى على تحمّل النّار, بالصّبر الجليل, وهو نعمة من الله...
النّثيرة أو الخاطرة, مشحونة بالتّأوهات, تتماهى في كاتيات الكاتبة كاتيا علي سمعان, نادية العواطف, جريحة تصرخ, على رصيف الأفق, كما الطّفلة المدلّلة, تتفيّأ تحت الظّلال, التي يتدلّى من أغصانها الحزن, تبحث عن نفسها, بين همسات الرّياح, في زمان منفيّ, مليء بالمواقف المختلفة, ترصد من خلالها الجزئيات, ترقب التّفاصيل, تبحث من خلالها عن الحقيقة, أو تشدّ العزم, على الرّحيل, ومارد الغربة النّفسيّة, يسكن ذاتها, وتنادي ويستمرّ النّداء, تبكي حبّها الكلمات, في غابة الزّيزفون, حيث خنق الحبّ بأنفاس دخان الجحود, وأظلم القلب, وضاع الحلم, وغدت مكسورة الأجنحة بالذّعر, وراحت تلملم صور الحروف, والكلمات, لتنسج الحياة في الرّوح اليابسة, بعدما أصبح السّرّ مبهما, ينام بين فواصل الخواطر, يُعطّر الوجدانيات بدمع القلب الوافر, تسأل المجهول عن الحبّ والعشق...
كاتيات الكاتبة كاتيا علي سمعان, خواطر من النّثر, تحاكي ومضات من الشّعر, مفعمة بالحبّ المصاب بالخيبة, كتبت بماء الإنفعال, صوّرت سريعا بذات اللحظة, ولم تختمر, لم ترقد بعد إنحدار الشّلال, لم تدخل في أطراف الواقع, ولم تُجسّد المخاض الحقيقي, لولادة الأشياء على حقيقتها... الكلمات اليانعة في الخواطر الثّائرة, والوجدانيّات الهائمة, في الكلمات المضمّخة بأثقال الحبّ, غدت كما أسيرة في أرجوحة الشّرود, ترسم أحاسيسها في عناصر الدّهشة, تسكب مشاعرها, في لوحات النّثر, تحاكي في صياغاتها رنين الشّعر...
كاتيات هي كلمات في نثائر منوّعة, تكتب الحزن, ترسم الفرح, تنمنم الكلمة, تنسج الخواطر, تسكب الوجدانيّات, في شكل دراميّ, في قالب قصصي, تأخذ من كلام النّاس قوام النّصّ, تجعل من تركيب رؤياها الحالمة, لغة خاصّة تقوم على اللفظ الشّفوي السّائد, وهي أقرب للكلمة اليوميّة البسيطة, القريبة من الفهم, البعيدة عن التّعقيد, والقريبة من القلب, والتي تُطلّ من خلالها, على الفجر الواعد, بالأمل, والمستقبل القادم برؤى الحلم المرتجى...
تتهالل الكاتيات عند نقطة السّمت المحوريّة لدوائر الحياة بأشعّتها القلقة السّيّالات في مكنون العيش المقدّر, ترتسم معالم مشهديّات الإنتظار لرذاذات الحروفيّات النّاسجة لعرائس الكلمات المتهادية من البعد الآخر على صهوة أثير الخيال تخاطرا بالماورائيّات, لتحقيق الحلم المرتجى الذي يراود الوجدان في ثنايا رؤى الآمال المرتحلة في الإمتدادات, عند مفترق سيّالات الخطوط المنبثقة من قلب النّقطة العظمى في سرّ التّكوين لمكنون كلّ الأشياء, أوّل قطرة ماء جعل الخالق منها كلّ شيء حيّ لتتراءى عظمة الله في عظمة الخلق, زفاف الرّحمة والمودّة من لدن شآبيب السّماء تنساب لطيفة في شفافيّاتها مفعمة بالحبّ الأقدس للأرض العاشقة هياما في ملكوت الحقّ, حنين من نوع آخر يعرج في الخيط الفضّيّ الممتدّ وامضا بالضّوء الشّعشعانيّ بين الأرض والسّماء, يرفد القلم السّيّال بالمداد المشرق من منظومة أطياف الألوان المتمازجة في كنه اللون الأعظم, يترنّح ثملا بين ناعم أطراف الأنامل الحانية الدّفء تكتب عناوين الأيّام, لماض مضى راحلا يوغل في مطاوي الأمس البعيد وحاضر يُقام بنيانه على إستلهامات التّراثيّات الموروثة من الأجداد, تخاطرا في الرّؤى لحركة فعل الإستشعار عن بعد مقدّر للمستقبل الآتي على صهوة التّوقّعات, تتماهى نقطة حبر وضّاءة الإشعاعات تنبثق من مكنونها الحالك السّواد قاب قوسين أو أدنى من مدينة الشّمس, نجمة صبح وامضة عند إطلالات فجر الأيّام الرّيفيّة تتراقص هياما في أفق تمنين التحتا, تختال عنفوانا أصيلا سمة الوفاء والإخلاص لبصمات الصّدق في زمن آخر تحفرها بإزميل كينونتها الأنثويّة في شغاف القلب النّابض بالحياة, تقنيّة الحبّ الشّفيف في وشاح العشق الأطهر, كأنّها عروسا تأتلق بثوب زفافها تنتظر عريسها يأتي على صهوات الحب والعشق...
رؤى كاتيا علي سمعان مشرقة سيّالاتها في مشهديّات جماليات مساراتها المتمحورة في صاعدها المستقيم الممتدّ من قلبها إلى قلب الحقيقة, تحاول إستنارة دروبنا في ومضات بارقة تنبثق من لسان يراعها كارزة بالعشق الأصفى عشق الوطن والأرض والتّراب, تقيم المعظمة الأسمى في السّاح الأوسع تقف في نقطة السّمت محور جبهة الجهاد الأكبر في دائرة النّفس, ترصد إرتعاشات الأنفس الأمّارة بكلّ الأشياء تنتقي معالم نبضات الإنعتاق من ربقات الرّميم لتتويج الحرّيّة فعل إيمان في عروق الحياة...
كتابات كاتيا علي سمعان, هي إنعكاسات الرّؤى البعيدة الوامضة تخاطرا في إمتدادات الخيال المتهادية الرّذاذات على صهوات تفكّر الوجدان, تتّقد في هدأة أنسام الصّباحات تلاطف الأشياء فجرا في ريف بلادي, تتحوّل مع إشراقات الشّمس بخيوطها الذّهبيّة من قلب دائرة لوحة الشّفق المرتسمة في مشهديّة العشق للقلم السّيّال, المغمّس في تبر تراب تمنين التحتا لمدينة الشّمس النّازفة بوحا شفيفا ترسم لوحة الحب والعشق, تتماهى في فضاءات موئل الحبّ والعشق مشهديّة كبرى للكواكب الدّرّيّة المشرقة في حنادس الليالي, حروفيّات الكلمات المكوكبة بوامض الأنوار أناشيد حركات فعل الثّورة تتفجّر من محور سمت النّقطة, تمتدّ سيّالاتها بعيدا في أشّعّة من نور ترسم مساحة عظمى دائرتها تتنامى في نشيد العشق, سيمفونيّة العصر ترتيل الصّوت الكارز بالحب الصّادق بشارات الحرّيّة في كاتيات الكاتبة كاتيا علي سمعان...
كاتبة صاعدة من بلادي
بقلم الدّكتور حسين أحمد سليم
باحث و مهندس فنّان تشكيلي من لبنان
كاتيا علي سمعان كاتبة صاعدة من بلادي, جريئة البوح في أذن الحياة المكرّمة قدرا بنعمة السّمع, إنعكاس المعاناة الموروثة عبر حقب الأعراف في طقوس مطاوي الواقع المعاش في المجتمع... تساؤلات تتراءى عند حقيقة الحاضر من بقايا ذاكرة الأمس لتفعيل سوريالة الغد, عادات وتقاليد تشكيل فلكلوريّات الأمس في لغة الخطاب بين الحال والحال تباينا في التّناقض, فتتناهى الخواطر الشّفيفة من خلف الخيال للوجدان العابق بخلق الإبداعات, بوح رذاذات الإمتدادات في اللامتناهيات من لطائف فيض إيحاءات السّماء, تجيز لأشرعة العقل الإبحار بالتّفكّر على صهوة الإستشعار عن بعد خلف الحجب المقدّرة, إمتحانا لمدى سعة الصّبر على مرارة الحال في متاهات العيش...
كاتبة ناشئة جريئة, مقياس المعارف للذّات ثقافة مولودة بين الوعي الباطنيّ والعرفان الذّاتيّ سيّالات الرّوح الشّفيفة, تحرّض العقل النّاضج بالمعرفة في عالمه الآخر خارج قيود رميم الجسد الفاني...رحمة ومودّة يتعقلن القلب في جموح عواطفه فيتفكّر ويتقلبن العقل في مفاهيم تفكّره فيستشعر, فتنساب على سجيّتها الكلمات الحانية بالحروف المتحابّة في صناعة نسيج عناصرها... عزف الرّؤى الفكريّة على الأوتار المرهفة في محاكاة الآمال في البعد المرتجى للنّفس التّوّاقة للإبداع, تكليف النّفس الأمّارة بفعل الخيرات ترود سرادقات محاريب هدأة الإطمئنان, لتوكيد حركة الفعل في نسيج سياقات كتابات الخواطر في هارمونيّة متناسقة الإنسيابات...
كاتيا علي سمعان, كاتبة موهوبة جريئة, تلتفّ عناصر الأشياء على كينونتها في لعبة صيرورة التّجريب للفعل إن يوما حكى... فتطمئنّ حروفيّات منظومة الأبجديّة تتماهى في كلمات منتقاة بعناية فائقة من بحار اللغة الممتدّة, لتبحر خيالات الكاتبة في عمليّات السّفر والإرتحال في فلوات أثيريّة لا متناهية... تقتبس من فيض خلاصات الفيض كلماتها في استخدامات أنسجة جماليّات الصّور والمشهديّات, لتلبس عرائس الفكر المجلوّة على عرش الزّفاف بين الهمسات الحرّى والهمسات أوشحة سندسيّة من السّحر المصفّى... فتغدو مدعاة إثارة الأحاسيس المضّجعة في هدأتها والمشاعر الهاجعة للقاريء المبحر في الأبعاد, ترفل رحمة ومودّة شغاف القلوب تعتلج عشقا آخر في شغاف القلب حنينا في الروح النّابضة بالحياة...
جريئة هي الكاتبة كاتيا علي سمعان, الناشئة في رفعة تتسامى بالحبّ الأقدس تُصعّد للعلا تكريما للأقلام السّيّالة بالبوح الحاني فوق عذرية ناصع بياض القراطيس, فتتجلّى الكلمات الحبلى بالوعد البعيد عهدا مقدّسا ملزما بين القلب المعقلن والعقل المقلبن في الحب, تعبيرا صادقا هادفا في سياقات النّصّ الجنين في رؤى التّفكّر نتاج تمازج الوعي بالعرفان... وليد آخر من رحم الخلق والإبداع يتماهى النّصّ فيما يكتنز في منظومة السّياق, وتأتلق في فضاءات الحقيقة الوضّاءة المنشودة في رؤى النّفوس المتأمّلة في كنه الوجود... معالم الجرأة في البوح فطرة الخلق بين الغفوة والصّحوة في جنون الوعي, منمنمات وعي الجنون في دفء تفكّر الكاتبة البقاعية التمنينية كاتيا علي سمعان في مجموعتها كاتيات جريئة تتفتّق من حُبِّ الأرض والحياة والوجود...
جرأة الكاتبة كاتيا علي سمعان, بوح الوجدان وعيا آخر في محاكاة تخاطريّة لإمتدادات الخيال في اللامتناهيات, خواطر في كلمات ملوّنة إنعكاس الأحاسيس الشّفيفة والمشاعر الصّادقة, تتماهى وامضة تختال تراقصا في آفاق الكتابة, تضيء مساحة متّسعة في عالم الخلق, تؤسّس لموهبة ناشئة ناشطة في كنف الرّيف القرويّ جنوبي غربي بلاد بعلبكّ, موهبة خلق وإبداع تتفتّق بها أفكار أنثى من بلادي, صاعدة تتسامى للعلا في شفيف المناقب الكريمة, ترفل بوشاحها العرائسيّ في ربوع بلدة تمنين التحتا, الوادعة بين كروم العنب وبساتين المشمش والكرز...
مجموعة كاتيات وخواطر الكاتبة كاتيا علي سمعان, نزف اليراع الحاني البوح من الشّغاف, العاشق طوعا وليدا في محاريب الحُبّ الشّفيف, ذاك اليراع المشبّع بمداد من عبق النّفس الأبيّة, المتطلّعة بعيدا في محاكاة لتسنّم الذّرى الممتدّة بالسّموّ, تجمع في أضاميم ورود من حزم الأطياف تضوع من نياط الجنان... وميل رفيع دقيق يثمل في غباريّات مكحلة عروس مليئة بالكحل الحجريّ القديم, تُمسّده العروس بأناملها دفئا من مكنون شعيرات رؤوس الأصابع, ريشة مطواعة ترسم به لوحاتها النّصّيّة في مشهديّات وصور جميلة, إيحاءات الرّؤى من جماليّات مناظر كروم العنب وأشجار المشمش والكرز, وزقزقات العصافير تملأ الفضاءات بهجة وحبورا, تلعب بهلوانيّاتها المعروفة مع السّنونو فوق السّهل الممتدّ حتّى نهر الليطاني, المتسنبل تموّجا بسندس من سنابل القمح...
كاتيات جريئة هي كتابات كاتيا علي سمعان, وكلماتها بوح الشّغاف الهائمة في جنبات القلب الشّاجي, تنفث تأوّهات المعاناة الموروثة عبر الأجيال, تتناقلها على مضض مثاليّات الأنثى المشرقيّة, تخطّ الحقيقة مُرمّزة الحروف في غفلة من هجعة النّاطور, تُحمّلها رسائل أخرى مربوطة لجناح الحمام الزّاجل, يهوى الطّيران هياما في فضاءات الإمتدادات, باحثا عن نقطة ضوء وامضة في متاهات الفلوات...
أقرأ كلمات كاتيا علي سمعان في مجموعة كاتيات من حب الأرض, وفي الهدأة التمنينية قصّة حبّ نائيّة في أحضان الرّيف, مُتعة الوجدان قراءة القصص الهادفة والرّوايات... حالة فرادى من حيث التّكوين, ولدت قدرا وترعرعت, طفولة وشبابا في كنف تمنين التحتا البقاعية التّاريخيّة... وكتبت بمداد من ينابيع الحب ترفد الحياة بالحياة, وجد مغرمة متموسقة من الأشواق, تتألّق كلماتها فوق دفاتر الوجنات... فصول رواية عشق من قلب المعاناة, دُوّنت فصولها في ليالي الشّتاء, فأضاءت قداسة ليالي تمنين, من تشظّي سيّالات الكلمات...
آتية الكاتبة كاتيا علي سمعان من قلب الليالي في بلادي, عبرة تلألأت في وجه الأيّام, تهمس موسقة نثر في أذن النّسمات... تتشكّل ريشة مبدعة, من نسائج الوقت في الإمتدادات, رذاذات خيال مجنّح من إيحاءات اللحظات... مغرمة في حروفيّات الضّاد مذ نشأت, تتوامض في بواطنها قبسات وله, تتماهى في رؤاها في كلّ اللحظات... تتوشّى النّفس الكاتية تشريفا, الأمّارة بكلّ الأشياء موسقة, تُلبس الذّات التّوّاقة للعلا, وحدة عزف مقتبسة, من قبسات نشيد صادق العبرات... ترسم في البعد المرتجى, مشهدّيّة لوحات, تتماهى عند شاطيء الأحلام العذاب, لألاءة في يوم اللقاء الموعود, حيث مهبط الإلهام في فضاءات السّهرات... موهبة فذّة مكنونة في بواطن رحم البوح بجرأة الكتابات, شاردة بين الهوى المعقلن, والهواية المقلبنة, توكيد ذات إنسانيّة, تروم التّجلّي في عالم الخلق والإبداعات...
تمارس الكاتبة الناشئة كاتيا علي سمعان, هجعة سكينة النّفس في هدأة الأيّام, مناجاة طُهر الأرض وفاء ذمّة وإخلاص وجدان, لتحلو للمناجية في ضجعتها سيمفونيّات المناجاة... يراع البوح مبتلا بمداد من شرايين الحياة, ينزف فوق القرطاس حروفيّات الكلمات, في تأوّهات وكم تحلو نزفا لها الآهات... هديل حمائم الدّوح في أيكة الهوى, وزقزقات عصافير القبّرات في حقول القمح, وموسقة السّنونو والسّمرمر في بهلوانيّاتها طيرانا, عند طلوع الفجر بين الشّروق والغياب في الفضاءات... عزف من نوع آخر, منفرد الإيقاعات على الوتر المثنّى, وحي الخواطر في بناء الكلمات المستوحاة, ورذاذات الخيال من البعد الممتدّ, وأطياف حزم حروفية, تتجسّد في مشهدّيّات تشكيليّة النثائر... عناصر الحب والعشق, ترتعش حانية في تشكيل الإبداعات... تتماهى في أروقته عناصر التجليات, من توكيد النّفس في موسوعة الذّات... قروية الهوى, وفيّة العاطفة, مخلصة الطّويّة, طاهرة التّفكّر, نظيفة النّظرات, تُجاهر بالكلمة الجريئة, وترسم بالتّشكيل الحروفي لوحات حب وعشق من الخواطر...
ظاهرة بقاعيّة تمنينية الموئل, هي الكاتبة الناشئة كاتيا علي سمعان, تفتّقت من أكمام الورود والأزهار, الضّوّاعة الشّذى عند أطراف السهل التّاريخي الممتد, ظاهرة فعل الخلق والإبداع النّائي, تتنامى من كوّة الحقيقة في جنوبي غرب بعلبك, تتماهى في فضاءات البقاع الأوسط, أوراق تتوالد في خواطر من كنه المدى, وتنساب رذاذا في صور بهاء في قطرات النّدى... ظاهرة موهوبة, شفّافة, مُبدعة, خلاقة, تُغامر في مجالات الكتابات, فتتجلّى كاتبة تبحث لها عن مجلس بين كوكبة من الكاتبات... وتُغامر أكثر في مساحات الكتابات, كي تتبوّأ مجلسا فريدا ميزة لها, من حيث الخلق والإبداع في حلية الإبتكار في النصوص... ظاهرة تستبطن في ذاتها, معالم الحبّ العميق موروثا, يُهلّل للعشق في أرجاء الحقيقة, لا تنثني أمام قهر المعاناة, التي تحملها الأيّام العجاف, في مسلسل الأيام... بلدة تمنين التحتا خضيلة بها, تضوع كلماتها شذيا في كلّ الأرجاء, وتزدهي أطياف كلماتها في كلّ رواق... كما عطر الياسمين الطّيب الرّائحة, ينتشر مع هبوب كلّ نسمة مع الخوافق... طيب النّفس عنوان شخصيّتها, والتّسامح مسارات في تقليدها, والعفّة ولدت مع ولادتها تواكبها في حقب الحياة... طريفة إذا ما جالستها في هدأتها, تستجدّ طرافة في كلّ نقاش وحوار, لا تشعر بالنّفور في حضرتها, فذّة, نبيهة, سريعة البديهة, جليّة الخواطر...
يتراءى الحبّ الطّافح بالأمل المرتجى مشهديّة جمال, تتشح الجمال في كتبات كاتيا علي سمعان وفي البعد يتشكّل العطف, لوحة نبع إكتمال المحبّة بالإيمان, والحنان الموروث, يرسم أرجوزة في المدى ممّا فاضت به شغاف القلب, والفرح ومضات تمضي, تغيب في الإمتدادات, والوجع سلسلة متواصلة, لا تعزف سوى الأحزان, والأحزان حكاية تتلوها حكايات...
شروق الشّمس يروي قصّة الحبّ, للشّفق الورديّ يتماهى عند الصّباحات, وغروب غزالة النّهار, يحكي رواية العشق لسورياليّة لوحة المساءات... والأفق الممتدّ نهارات تضجّ بكلّ عناصر الأشياء, وكلّ المساحات إخضرار في السّهول المترامية الأطراف, وفي تاريخ الحكاية تتماهى سيمفونيّة أخرى منذ البدايات, وحركة فعل البحث عن تجلّيات الحبّ, أقلام حانية البوح, تنزف ألسنتها تراجم الأقدار, في زحمات الحياة, تكتب الأنامل المرتعشة بالدّفء, لا حبّ سوى الحبّ, ولا عشق سوى العشق... كاتيات تتماهى في حب الأرض والحياة والوجود, تكتبها في كاتياتها لحب الأرض كاتيا علي سمعان......
كاتيات الكاتبة كاتيا علي سمعان كأنها خزفيّات الحروفيّات تئنّ بالوجع الدّفين, في متاهات النّفس الأمّارة بكلّ الأشياء, والكلمة فعل الواقع المعاناة, تطوي في الشّغاف الحزن الغافي في هجعة القيلولة, وفسيفساء الأحلام العذاب, خواطر تتناهى من خلف الخيال, يعشعش فيها الوجع التّاريخيّ, في جغرافيا مقطّعة الأوصال, لا يشعر في حركة أبعادها سوى القلب العليل, يسكب ألحانه أحاسيس شفيفة, تمتطي متن شراع الوجدان, على صفحات تعتلج بالويل, تنمنم الحروف الكلمات, وتتشكّل من الكلمات الخواطر, قصائد من نثر وشعر, تبحر عنوة مقصودة في بحار الصّمت, تحصد الأحلام السّابحات بشغف, تفرش الدّروب المكلّلة بالعواسج, أغاني وأناشيد, تنتظر الإشراق, من جوف الليل الغارق بحندس الظّلام, وتتحقّق الأماني, من أسرار الضّوء, تؤنس القلب الوحيد في الأماسي, وتسلّي الفكر الشّريد في الأعالي, رؤى مرتجاة, تبحث عن البدائل في عصر عولمة القهر, تتشاعر الآمال في نبضات القلب الوارف بالحبّ, تتكوكب الأحاسيس في مدارات اللهفة, لتنبت بين الضّلوع الهيمى, الأمل البعيد, المتوقّع آتيا كما الرّبيع الجديد, متّشحا بحلل العيد...
أتلمّس في الكاتيات للكاتبة كاتيا علي سمعان, أنامل ناعمة دقيقة, تكتب الحروف, في سكون الأرق, وترسم الكلمات مكلّلة بالشّوك, وتضمّخ الخواطر بنحيب الجمر, ترجو الخلاص, تنشد البعد, عن أناس بلا قلب, بلا ضمير يؤنّب, بلا وجدان صاح, تتوسّل الحبّ النّظيف, بلا حدّ, بلا حدود, بلا سدود, تتضرّع للسّماء, تستجلي العزم والقدرة, تتقوّى على تحمّل النّار, بالصّبر الجليل, وهو نعمة من الله...
النّثيرة أو الخاطرة, مشحونة بالتّأوهات, تتماهى في كاتيات الكاتبة كاتيا علي سمعان, نادية العواطف, جريحة تصرخ, على رصيف الأفق, كما الطّفلة المدلّلة, تتفيّأ تحت الظّلال, التي يتدلّى من أغصانها الحزن, تبحث عن نفسها, بين همسات الرّياح, في زمان منفيّ, مليء بالمواقف المختلفة, ترصد من خلالها الجزئيات, ترقب التّفاصيل, تبحث من خلالها عن الحقيقة, أو تشدّ العزم, على الرّحيل, ومارد الغربة النّفسيّة, يسكن ذاتها, وتنادي ويستمرّ النّداء, تبكي حبّها الكلمات, في غابة الزّيزفون, حيث خنق الحبّ بأنفاس دخان الجحود, وأظلم القلب, وضاع الحلم, وغدت مكسورة الأجنحة بالذّعر, وراحت تلملم صور الحروف, والكلمات, لتنسج الحياة في الرّوح اليابسة, بعدما أصبح السّرّ مبهما, ينام بين فواصل الخواطر, يُعطّر الوجدانيات بدمع القلب الوافر, تسأل المجهول عن الحبّ والعشق...
كاتيات الكاتبة كاتيا علي سمعان, خواطر من النّثر, تحاكي ومضات من الشّعر, مفعمة بالحبّ المصاب بالخيبة, كتبت بماء الإنفعال, صوّرت سريعا بذات اللحظة, ولم تختمر, لم ترقد بعد إنحدار الشّلال, لم تدخل في أطراف الواقع, ولم تُجسّد المخاض الحقيقي, لولادة الأشياء على حقيقتها... الكلمات اليانعة في الخواطر الثّائرة, والوجدانيّات الهائمة, في الكلمات المضمّخة بأثقال الحبّ, غدت كما أسيرة في أرجوحة الشّرود, ترسم أحاسيسها في عناصر الدّهشة, تسكب مشاعرها, في لوحات النّثر, تحاكي في صياغاتها رنين الشّعر...
كاتيات هي كلمات في نثائر منوّعة, تكتب الحزن, ترسم الفرح, تنمنم الكلمة, تنسج الخواطر, تسكب الوجدانيّات, في شكل دراميّ, في قالب قصصي, تأخذ من كلام النّاس قوام النّصّ, تجعل من تركيب رؤياها الحالمة, لغة خاصّة تقوم على اللفظ الشّفوي السّائد, وهي أقرب للكلمة اليوميّة البسيطة, القريبة من الفهم, البعيدة عن التّعقيد, والقريبة من القلب, والتي تُطلّ من خلالها, على الفجر الواعد, بالأمل, والمستقبل القادم برؤى الحلم المرتجى...
تتهالل الكاتيات عند نقطة السّمت المحوريّة لدوائر الحياة بأشعّتها القلقة السّيّالات في مكنون العيش المقدّر, ترتسم معالم مشهديّات الإنتظار لرذاذات الحروفيّات النّاسجة لعرائس الكلمات المتهادية من البعد الآخر على صهوة أثير الخيال تخاطرا بالماورائيّات, لتحقيق الحلم المرتجى الذي يراود الوجدان في ثنايا رؤى الآمال المرتحلة في الإمتدادات, عند مفترق سيّالات الخطوط المنبثقة من قلب النّقطة العظمى في سرّ التّكوين لمكنون كلّ الأشياء, أوّل قطرة ماء جعل الخالق منها كلّ شيء حيّ لتتراءى عظمة الله في عظمة الخلق, زفاف الرّحمة والمودّة من لدن شآبيب السّماء تنساب لطيفة في شفافيّاتها مفعمة بالحبّ الأقدس للأرض العاشقة هياما في ملكوت الحقّ, حنين من نوع آخر يعرج في الخيط الفضّيّ الممتدّ وامضا بالضّوء الشّعشعانيّ بين الأرض والسّماء, يرفد القلم السّيّال بالمداد المشرق من منظومة أطياف الألوان المتمازجة في كنه اللون الأعظم, يترنّح ثملا بين ناعم أطراف الأنامل الحانية الدّفء تكتب عناوين الأيّام, لماض مضى راحلا يوغل في مطاوي الأمس البعيد وحاضر يُقام بنيانه على إستلهامات التّراثيّات الموروثة من الأجداد, تخاطرا في الرّؤى لحركة فعل الإستشعار عن بعد مقدّر للمستقبل الآتي على صهوة التّوقّعات, تتماهى نقطة حبر وضّاءة الإشعاعات تنبثق من مكنونها الحالك السّواد قاب قوسين أو أدنى من مدينة الشّمس, نجمة صبح وامضة عند إطلالات فجر الأيّام الرّيفيّة تتراقص هياما في أفق تمنين التحتا, تختال عنفوانا أصيلا سمة الوفاء والإخلاص لبصمات الصّدق في زمن آخر تحفرها بإزميل كينونتها الأنثويّة في شغاف القلب النّابض بالحياة, تقنيّة الحبّ الشّفيف في وشاح العشق الأطهر, كأنّها عروسا تأتلق بثوب زفافها تنتظر عريسها يأتي على صهوات الحب والعشق...
رؤى كاتيا علي سمعان مشرقة سيّالاتها في مشهديّات جماليات مساراتها المتمحورة في صاعدها المستقيم الممتدّ من قلبها إلى قلب الحقيقة, تحاول إستنارة دروبنا في ومضات بارقة تنبثق من لسان يراعها كارزة بالعشق الأصفى عشق الوطن والأرض والتّراب, تقيم المعظمة الأسمى في السّاح الأوسع تقف في نقطة السّمت محور جبهة الجهاد الأكبر في دائرة النّفس, ترصد إرتعاشات الأنفس الأمّارة بكلّ الأشياء تنتقي معالم نبضات الإنعتاق من ربقات الرّميم لتتويج الحرّيّة فعل إيمان في عروق الحياة...
كتابات كاتيا علي سمعان, هي إنعكاسات الرّؤى البعيدة الوامضة تخاطرا في إمتدادات الخيال المتهادية الرّذاذات على صهوات تفكّر الوجدان, تتّقد في هدأة أنسام الصّباحات تلاطف الأشياء فجرا في ريف بلادي, تتحوّل مع إشراقات الشّمس بخيوطها الذّهبيّة من قلب دائرة لوحة الشّفق المرتسمة في مشهديّة العشق للقلم السّيّال, المغمّس في تبر تراب تمنين التحتا لمدينة الشّمس النّازفة بوحا شفيفا ترسم لوحة الحب والعشق, تتماهى في فضاءات موئل الحبّ والعشق مشهديّة كبرى للكواكب الدّرّيّة المشرقة في حنادس الليالي, حروفيّات الكلمات المكوكبة بوامض الأنوار أناشيد حركات فعل الثّورة تتفجّر من محور سمت النّقطة, تمتدّ سيّالاتها بعيدا في أشّعّة من نور ترسم مساحة عظمى دائرتها تتنامى في نشيد العشق, سيمفونيّة العصر ترتيل الصّوت الكارز بالحب الصّادق بشارات الحرّيّة في كاتيات الكاتبة كاتيا علي سمعان...