2ـ مفهوم الرشاد عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو الشاعر المغربي محمد بن إبراهيم بن السراج المراكشي، المعروف بـ (شاعر الحمراء) ـ الحمراء تطلق على مدينة مراكش ـ وها هو يتجه الآن (افتراضيا) نحو المنصة، ليفتتح حوار اليوم بين فحول الشعراء العرب؛ قائلا:
به أهلاً من حِوارٍ *** مُمتعٍ يشفِي فُؤادي
ها أنا مُرهَفُ سَمعٍ *** لاعتِقادٍ وانتِقادِ
ربِّ وَفِّقنا جَميعاً *** واهدِنا سُبلَ الرَّشادِ
ـ فيبادر الشاعر أبو العلاء المعري؛ قائلا:
لَو زَعَمَت نَفسِيَ الرَشادَ *** لَها حِلفاً لَكَذَّبتُها بِمَزعَمِها
دارٌ إِذا سَمَّحَت بِلَذَّتِها *** فَإِنَّ بُؤساً وَراءَ أَنعُمِها
ـ فيضيف الشاعر ابن علوي الحداد:
ازهد لك الخير في دار الفنا والنفاد *** دنيا دنيه حقيره كلها أنكاد
فيها المكدر والبلايا والمحن في ازدياد *** وكل من حب دنيا السوء ما له رشاد
ـ فيقول الشاعر زكي مبارك:
له مالٌ وليس له رشادٌ *** متى أغنى الثراء عن الرشاد
فإن يك جيبهُ أضحى غنيّا *** فما في رأسه غير الكساد
ـ فيضيف الشاعر الشاذلي خزنه دار:
ما البذل في سبل الرشاد كغيرها *** هذا السبيل هو السبيل الأقوم
آخى الذي برأ البرية بيننا *** في الدين حتى لا يكون المعدم
فعلى الغني زكاة ماله أوجبت *** إخراجها أو لا فإنه مجرم
ـ فيقول الشاعر محمود سامى البارودى:
كُنْ كَمَا شِئْتَ مِنْ رَشَادٍ وَغَيٍّ *** كُلُّ حَيٍّ بِمَا جَنَاهُ رَهِينُ
كُلُّنَا لِلْفَنَاءِ أَوْ تَصْعَق الأَرْ *** ضُ وَتَأْتِي بَعْدَ الشُّؤُونِ شُؤُونُ
ـ فيضيف الشاعر أبو العلاء المعري:
بَينَ الغَريزَةِ وَالرَشادِ نِفارُ *** وَعَلى الزَخارِفِ ضُمَّتِ الأَسفارُ
وَإِذا اِقتَضَيتَ مَعَ السَعادَةِ كابِياً *** أَورَيتَهُ ناراً فَقيلَ عَفارُ
وَالذَنبُ ماغُفرانُهُ بِتَصَنُّعٍ *** مِنّا وَلَكِن رَبُّنا الغَفّارُ
ـ فيقول الشاعر اللواح:
ما الشيب إلا دليل الردى *** فأكرم به من دليل وهاد
فقم وابتدر عمل الصالحيـ *** ــن واقصد طريق الهدى والرشاد
ـ فيومئ الشاعر الطغرائي برأسه إيجابا؛ ويقول:
عَجباً لقومٍ يحسُدونَ فضائِلي *** ما بين عُتَّابٍ إِلى عُذَّالِ
إِني وكيدَهُمُ وما نَبحُوا بهِ *** كالطَوْدِ يحقرُ نطحةَ الأوعالِ
وإِذا الفتَى عرفَ الرشادَ لنفسِهِ *** هانتْ عليهِ ملامةُ الجُهَّالِ
ـ فيقول الشاعر الامير منجك باشا:
لَم يَعطف النُصح قَلبي لِلرَشاد *** فَما أَقساهُ مِن قَلب وَأَجفاني
قَضيت أَحسَن أَيامي وَأَجملها *** بِاللَهو ما اِنتَبهت لِلخَير أَجفاني
ـ فيرد الشاعر ابن هانئ الأندلسي:
ما اصطناعُ النفس في طُرقِ الهوى *** كاصْطناع النفس في طُرق الرشاد
ـ ويضيف الشاعر ابن المُقري:
دعوتك هادياً لك لو أطيق *** وقلت إلى هنا فهنا الطريقُ
أشير إلى الرشاد وأنت أعمى *** أصم من الغواية لا تفيق
وكنت ابني وكنت أباً شفيقا *** فأنساني بنوتك العقوق
ـ فيكمل الشاعر الأفوه الأودي:
كَيفَ الرَشادُ إِذا ما كُنتَ في نَفَرٍ *** لَهُم عَنِ الرُشدِ أَغلالٌ وَأَقيادُ
أَعطَوا غُواتَهَمُ جَهلاً مَقادَتَهُم *** فَكُلُّهُم في حِبالِ الغَيِّ مُنقادُ
ـ فيقول الشاعر مصطفى صادق الرافعي:
لم يكن يجهلُ الرشادَ ولكنْ *** عميَ الحبُّ عن سبيلِ الرشادِ
لم تؤثر في قلبهِ نظراتٌ *** ربما أثرتْ بجسمِ الجمادِ
ـ فيقول الشاعر عنترة بن شداد:
أَلا يا عَبلَ قَد عايَنتِ فِعلي *** وَبانَ لَكِ الضَلالُ مِنَ الرَشادِ
وَإِن أَبصَرتِ مِثلي فَاِهجُريني *** وَلا يَلحَقكِ عارٌ مِن سَوادي
ـ فيضيف الشاعر عمر اليافي:
والأماني بكأسها خادعتني *** فلعقلي من شربها إسكار
غبت فيها عن الرشاد وقد فا *** ت المراد الّذي عليه المدار
ـ فيقول الشاعر زكي مبارك:
كان الفؤاد استراح *** من فاتكات الشجون
فمن إليه أتاح *** كيد الهوى والفتون
الغيُّ لو شئت ركنُ *** من الرشاد ركينُ
والشك لو شئت حصنٌ *** من اليقين حصين
أريتني في هواك *** ما يوحش الصابرين
فهل أرى من نداك *** ما يؤنس الشاكرين
ـ فيضيف الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب:
أنا من عينيك مجروح الفؤاد *** وأنا منهن محروم الرقاد
وأنا من قلبك القاسي ضنى *** بين سقم واكتئاب وسهاد
أخطأ الفكر وما من مرة *** ضل إلا فيك منهاج الرشاد
ـ فيقول الشاعر الصرصري:
سلوان مثلك للمحب عزيز *** وعليك لوم الصب ليس يجوز
أشكو إليك جماح نفس ترتمى *** في الغي وهي عن الرشاد ضموز
مخدوعة بخداع دنيا شهدها *** سمٌ وتبدي الدر وهي عزوز
ـ فيضيف الشاعر ابن سهل الأندلسي:
قالوا عَهِدناكَ مِن أَهلِ الرَشادِ فَما *** أَغواكَ قُلتُ اِطلُبوا مِن لَحظِهِ السَبَبا
يا غائِباً مُقلَتي تَهمي لِفُرقَتِهِ *** وَالمُزنُ إِن حُجِبَت شَمسُ الضُحى اِنسَكَبا
ـ فيقول الشاعر ابن قلاقس:
كتمتَ الهوى حتى أضرّ بك الكتْمُ *** ولامكَ أقوامٌ ولومُهُمُ ظُلْمُ
فذُقْ هَجْرَها قد كنت تزعم أنّهُ *** رشادٌ ألا يا ربّما كذِبَ الزّعْمُ
ـ فيضيف الشاعر ابن نباته المصري:
تلتفّ قامته بواردِ شعره *** فأرى الشقا في جنَّةٍ ألفاف
ولقد أرى طرق الرشاد بتركه *** لكنَّ قلبي مولّع بخلافي
إن خابَ سائل أدمعي في حبِّه *** فلكثرة الإلحاح والإلحاف
لا اليأس يثبت لي عليه ولا الرَّجا *** فكأنني في موقف الأعراف
ـ فيقول الشاعر معروف الرصافي:
كدّرت عيشي الحوادثُ حتى *** لا أرى الصفو غير وقت الرقاد
صاح ما دلّ في الأمور على الأشـ *** ـكال إلا تفحّص الأضداد
فاعتبر بالسفيه تمس حليماً *** وتعرف بالغي طرق الرشاد
قد جَفتَنا الدنيا فهلاّ اعتصمنا *** من جفاء الدنيا بحبل وِداد
فمتاع الحياة أحقر من أن *** يستفزّ القلوب بالأحقاد
ـ فيضيف الشاعر ابن طاهر:
والزاد تقواك للرحمن يا خير زاد *** ينفعك تقواك في الدنيا ويوم المعاد
واذكر الهك عسى تحظى بنيل المراد *** فالذكر لله يحصل به صلاح الفؤاد
وذاكر الله يذكره الكريم الجواد *** جليسه الله يهديه سبيل الرشاد
ـ ويكمل الشاعر خالد الفرج:
أَهديكم سبل الرشاد لخيركم *** في هذه الدينا ويوم الدين
لا تشركوا بالله ربا ثانيا *** سبحانه لا ينتمي لقرين
ودعوا التعصب انكم من آدم *** متسلسلون وآدم من طين
ـ فيقول الشاعر إبراهيم طوقان:
وإذا الرشادُ من الضلالة والعمى *** ومن الشَّقاق تآلف وإخاءُ
ويرفُّ من شظف المعيشة لينها *** ويسيل من وهج السَّراب الماءُ
يومٌ بداجية الزَّمان ضياءُ *** وبَهاؤه للخافقيْن بهاءُ
ـ فيضيف الشاعر معروف الرصافي:
ما للحقيقة من بدايةْ *** كلاً وليس لها نهاية
هي في الغباوة والذكا *** ء وفي الشفاعة والوشاية
هي في الملاح وفي القبا *** ح وفي الرشاد وفي الغواية
ـ فيقول الشاعر ابن نباته المصري:
في الرِّيق سكرٌ وفي الأصداغِ تجعيد *** هذي المدام وهاتيكَ العناقيد
فهل أضلُّ وجنح الشيب متَّضحٌ *** بعد الرشاد وليلاتُ الصبى سود
ـ فيضيف الشاعر الصاحب بن عباد:
الناسُ في أَخلاقِهِم أَصنافُ *** وَأَقَلُّهُم فيهِ نُهىً وَعفافُ
لا تَصحَبَنَّ سِوى التَقِيِّ أَخي الحجي *** اِنَّ القَرينَ إِلى القَرينِ يُضافُ
ـ فيكمل الشاعر حسان بن ثابت:
تَرَحَّلَ عَن قَومٍ فَضَلَّت عُقولُهُم *** وَحَلَّ عَلى قَومٍ بِنورٍ مُجَدَّدِ
هَداهُم بِهِ بَعدَ الضَلالَةِ رَبُّهُم *** وَأَرشَدَهُم مَن يَتبَعِ الحَقَّ يَرشُدُ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
كان القلب يُؤنِسُ منك رُشداً *** وليسَ بِكاتِم الرُّشْد الرَّشيدُ
ـ فيعبر الشاعر خليل مطران عن رأيه؛ قائلا:
إِذَا أَعْضَلَ الأمْرُ الشَّدَيدُ بَدَا لَهُ *** وَلَمْ يَجْهَدِ الحَل السَّدِيدُ المُلائِمُ
يحكم فيه رشده فهو غانم *** ومن لم يحكم رشده فهو غارم
فَقَدْ تَخْطَأُ الآرَاءُ وَالْقَلْبُ حَاكِمٌ *** وَمَا تَخْطّأُ الآرَاءُ وَالْعَقْلُ حَاكِمُ
ـ فيختتم الشاعر أسامة بن منقذ ندوتنا (الافتراضية)؛ منشدا:
أرشدَنِي بزعمه وما أرَى *** سُلُوَّ قلبي عن هَواكمُ رَشَدَا
يَا لائمِي فيهِمْ أعدْ ذكْرَهُمُ *** واللومَ فيهم واتّخِذْ عندي يَدَا
روِّح بذكْرَاهُم فؤاداً مضرَماً *** لو مَاتَ حولاً كاملاً ما بَرَدَا
شرطُ الهَوَى لهُمْ عَليّ أنّنِي *** بهم مُعَنّى القلب صبٌّ أبدَا
لا أستَفِيقُ من هوىً إلاّ إلى *** هَوىً ولا أسلُو وإن طالَ المَدَى
عُلالةٌ عَلّلنِي الشّوقُ بها *** والماءُ في الأحلامِ لا يُروى الصّدَى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو الشاعر المغربي محمد بن إبراهيم بن السراج المراكشي، المعروف بـ (شاعر الحمراء) ـ الحمراء تطلق على مدينة مراكش ـ وها هو يتجه الآن (افتراضيا) نحو المنصة، ليفتتح حوار اليوم بين فحول الشعراء العرب؛ قائلا:
به أهلاً من حِوارٍ *** مُمتعٍ يشفِي فُؤادي
ها أنا مُرهَفُ سَمعٍ *** لاعتِقادٍ وانتِقادِ
ربِّ وَفِّقنا جَميعاً *** واهدِنا سُبلَ الرَّشادِ
ـ فيبادر الشاعر أبو العلاء المعري؛ قائلا:
لَو زَعَمَت نَفسِيَ الرَشادَ *** لَها حِلفاً لَكَذَّبتُها بِمَزعَمِها
دارٌ إِذا سَمَّحَت بِلَذَّتِها *** فَإِنَّ بُؤساً وَراءَ أَنعُمِها
ـ فيضيف الشاعر ابن علوي الحداد:
ازهد لك الخير في دار الفنا والنفاد *** دنيا دنيه حقيره كلها أنكاد
فيها المكدر والبلايا والمحن في ازدياد *** وكل من حب دنيا السوء ما له رشاد
ـ فيقول الشاعر زكي مبارك:
له مالٌ وليس له رشادٌ *** متى أغنى الثراء عن الرشاد
فإن يك جيبهُ أضحى غنيّا *** فما في رأسه غير الكساد
ـ فيضيف الشاعر الشاذلي خزنه دار:
ما البذل في سبل الرشاد كغيرها *** هذا السبيل هو السبيل الأقوم
آخى الذي برأ البرية بيننا *** في الدين حتى لا يكون المعدم
فعلى الغني زكاة ماله أوجبت *** إخراجها أو لا فإنه مجرم
ـ فيقول الشاعر محمود سامى البارودى:
كُنْ كَمَا شِئْتَ مِنْ رَشَادٍ وَغَيٍّ *** كُلُّ حَيٍّ بِمَا جَنَاهُ رَهِينُ
كُلُّنَا لِلْفَنَاءِ أَوْ تَصْعَق الأَرْ *** ضُ وَتَأْتِي بَعْدَ الشُّؤُونِ شُؤُونُ
ـ فيضيف الشاعر أبو العلاء المعري:
بَينَ الغَريزَةِ وَالرَشادِ نِفارُ *** وَعَلى الزَخارِفِ ضُمَّتِ الأَسفارُ
وَإِذا اِقتَضَيتَ مَعَ السَعادَةِ كابِياً *** أَورَيتَهُ ناراً فَقيلَ عَفارُ
وَالذَنبُ ماغُفرانُهُ بِتَصَنُّعٍ *** مِنّا وَلَكِن رَبُّنا الغَفّارُ
ـ فيقول الشاعر اللواح:
ما الشيب إلا دليل الردى *** فأكرم به من دليل وهاد
فقم وابتدر عمل الصالحيـ *** ــن واقصد طريق الهدى والرشاد
ـ فيومئ الشاعر الطغرائي برأسه إيجابا؛ ويقول:
عَجباً لقومٍ يحسُدونَ فضائِلي *** ما بين عُتَّابٍ إِلى عُذَّالِ
إِني وكيدَهُمُ وما نَبحُوا بهِ *** كالطَوْدِ يحقرُ نطحةَ الأوعالِ
وإِذا الفتَى عرفَ الرشادَ لنفسِهِ *** هانتْ عليهِ ملامةُ الجُهَّالِ
ـ فيقول الشاعر الامير منجك باشا:
لَم يَعطف النُصح قَلبي لِلرَشاد *** فَما أَقساهُ مِن قَلب وَأَجفاني
قَضيت أَحسَن أَيامي وَأَجملها *** بِاللَهو ما اِنتَبهت لِلخَير أَجفاني
ـ فيرد الشاعر ابن هانئ الأندلسي:
ما اصطناعُ النفس في طُرقِ الهوى *** كاصْطناع النفس في طُرق الرشاد
ـ ويضيف الشاعر ابن المُقري:
دعوتك هادياً لك لو أطيق *** وقلت إلى هنا فهنا الطريقُ
أشير إلى الرشاد وأنت أعمى *** أصم من الغواية لا تفيق
وكنت ابني وكنت أباً شفيقا *** فأنساني بنوتك العقوق
ـ فيكمل الشاعر الأفوه الأودي:
كَيفَ الرَشادُ إِذا ما كُنتَ في نَفَرٍ *** لَهُم عَنِ الرُشدِ أَغلالٌ وَأَقيادُ
أَعطَوا غُواتَهَمُ جَهلاً مَقادَتَهُم *** فَكُلُّهُم في حِبالِ الغَيِّ مُنقادُ
ـ فيقول الشاعر مصطفى صادق الرافعي:
لم يكن يجهلُ الرشادَ ولكنْ *** عميَ الحبُّ عن سبيلِ الرشادِ
لم تؤثر في قلبهِ نظراتٌ *** ربما أثرتْ بجسمِ الجمادِ
ـ فيقول الشاعر عنترة بن شداد:
أَلا يا عَبلَ قَد عايَنتِ فِعلي *** وَبانَ لَكِ الضَلالُ مِنَ الرَشادِ
وَإِن أَبصَرتِ مِثلي فَاِهجُريني *** وَلا يَلحَقكِ عارٌ مِن سَوادي
ـ فيضيف الشاعر عمر اليافي:
والأماني بكأسها خادعتني *** فلعقلي من شربها إسكار
غبت فيها عن الرشاد وقد فا *** ت المراد الّذي عليه المدار
ـ فيقول الشاعر زكي مبارك:
كان الفؤاد استراح *** من فاتكات الشجون
فمن إليه أتاح *** كيد الهوى والفتون
الغيُّ لو شئت ركنُ *** من الرشاد ركينُ
والشك لو شئت حصنٌ *** من اليقين حصين
أريتني في هواك *** ما يوحش الصابرين
فهل أرى من نداك *** ما يؤنس الشاكرين
ـ فيضيف الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب:
أنا من عينيك مجروح الفؤاد *** وأنا منهن محروم الرقاد
وأنا من قلبك القاسي ضنى *** بين سقم واكتئاب وسهاد
أخطأ الفكر وما من مرة *** ضل إلا فيك منهاج الرشاد
ـ فيقول الشاعر الصرصري:
سلوان مثلك للمحب عزيز *** وعليك لوم الصب ليس يجوز
أشكو إليك جماح نفس ترتمى *** في الغي وهي عن الرشاد ضموز
مخدوعة بخداع دنيا شهدها *** سمٌ وتبدي الدر وهي عزوز
ـ فيضيف الشاعر ابن سهل الأندلسي:
قالوا عَهِدناكَ مِن أَهلِ الرَشادِ فَما *** أَغواكَ قُلتُ اِطلُبوا مِن لَحظِهِ السَبَبا
يا غائِباً مُقلَتي تَهمي لِفُرقَتِهِ *** وَالمُزنُ إِن حُجِبَت شَمسُ الضُحى اِنسَكَبا
ـ فيقول الشاعر ابن قلاقس:
كتمتَ الهوى حتى أضرّ بك الكتْمُ *** ولامكَ أقوامٌ ولومُهُمُ ظُلْمُ
فذُقْ هَجْرَها قد كنت تزعم أنّهُ *** رشادٌ ألا يا ربّما كذِبَ الزّعْمُ
ـ فيضيف الشاعر ابن نباته المصري:
تلتفّ قامته بواردِ شعره *** فأرى الشقا في جنَّةٍ ألفاف
ولقد أرى طرق الرشاد بتركه *** لكنَّ قلبي مولّع بخلافي
إن خابَ سائل أدمعي في حبِّه *** فلكثرة الإلحاح والإلحاف
لا اليأس يثبت لي عليه ولا الرَّجا *** فكأنني في موقف الأعراف
ـ فيقول الشاعر معروف الرصافي:
كدّرت عيشي الحوادثُ حتى *** لا أرى الصفو غير وقت الرقاد
صاح ما دلّ في الأمور على الأشـ *** ـكال إلا تفحّص الأضداد
فاعتبر بالسفيه تمس حليماً *** وتعرف بالغي طرق الرشاد
قد جَفتَنا الدنيا فهلاّ اعتصمنا *** من جفاء الدنيا بحبل وِداد
فمتاع الحياة أحقر من أن *** يستفزّ القلوب بالأحقاد
ـ فيضيف الشاعر ابن طاهر:
والزاد تقواك للرحمن يا خير زاد *** ينفعك تقواك في الدنيا ويوم المعاد
واذكر الهك عسى تحظى بنيل المراد *** فالذكر لله يحصل به صلاح الفؤاد
وذاكر الله يذكره الكريم الجواد *** جليسه الله يهديه سبيل الرشاد
ـ ويكمل الشاعر خالد الفرج:
أَهديكم سبل الرشاد لخيركم *** في هذه الدينا ويوم الدين
لا تشركوا بالله ربا ثانيا *** سبحانه لا ينتمي لقرين
ودعوا التعصب انكم من آدم *** متسلسلون وآدم من طين
ـ فيقول الشاعر إبراهيم طوقان:
وإذا الرشادُ من الضلالة والعمى *** ومن الشَّقاق تآلف وإخاءُ
ويرفُّ من شظف المعيشة لينها *** ويسيل من وهج السَّراب الماءُ
يومٌ بداجية الزَّمان ضياءُ *** وبَهاؤه للخافقيْن بهاءُ
ـ فيضيف الشاعر معروف الرصافي:
ما للحقيقة من بدايةْ *** كلاً وليس لها نهاية
هي في الغباوة والذكا *** ء وفي الشفاعة والوشاية
هي في الملاح وفي القبا *** ح وفي الرشاد وفي الغواية
ـ فيقول الشاعر ابن نباته المصري:
في الرِّيق سكرٌ وفي الأصداغِ تجعيد *** هذي المدام وهاتيكَ العناقيد
فهل أضلُّ وجنح الشيب متَّضحٌ *** بعد الرشاد وليلاتُ الصبى سود
ـ فيضيف الشاعر الصاحب بن عباد:
الناسُ في أَخلاقِهِم أَصنافُ *** وَأَقَلُّهُم فيهِ نُهىً وَعفافُ
لا تَصحَبَنَّ سِوى التَقِيِّ أَخي الحجي *** اِنَّ القَرينَ إِلى القَرينِ يُضافُ
ـ فيكمل الشاعر حسان بن ثابت:
تَرَحَّلَ عَن قَومٍ فَضَلَّت عُقولُهُم *** وَحَلَّ عَلى قَومٍ بِنورٍ مُجَدَّدِ
هَداهُم بِهِ بَعدَ الضَلالَةِ رَبُّهُم *** وَأَرشَدَهُم مَن يَتبَعِ الحَقَّ يَرشُدُ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
كان القلب يُؤنِسُ منك رُشداً *** وليسَ بِكاتِم الرُّشْد الرَّشيدُ
ـ فيعبر الشاعر خليل مطران عن رأيه؛ قائلا:
إِذَا أَعْضَلَ الأمْرُ الشَّدَيدُ بَدَا لَهُ *** وَلَمْ يَجْهَدِ الحَل السَّدِيدُ المُلائِمُ
يحكم فيه رشده فهو غانم *** ومن لم يحكم رشده فهو غارم
فَقَدْ تَخْطَأُ الآرَاءُ وَالْقَلْبُ حَاكِمٌ *** وَمَا تَخْطّأُ الآرَاءُ وَالْعَقْلُ حَاكِمُ
ـ فيختتم الشاعر أسامة بن منقذ ندوتنا (الافتراضية)؛ منشدا:
أرشدَنِي بزعمه وما أرَى *** سُلُوَّ قلبي عن هَواكمُ رَشَدَا
يَا لائمِي فيهِمْ أعدْ ذكْرَهُمُ *** واللومَ فيهم واتّخِذْ عندي يَدَا
روِّح بذكْرَاهُم فؤاداً مضرَماً *** لو مَاتَ حولاً كاملاً ما بَرَدَا
شرطُ الهَوَى لهُمْ عَليّ أنّنِي *** بهم مُعَنّى القلب صبٌّ أبدَا
لا أستَفِيقُ من هوىً إلاّ إلى *** هَوىً ولا أسلُو وإن طالَ المَدَى
عُلالةٌ عَلّلنِي الشّوقُ بها *** والماءُ في الأحلامِ لا يُروى الصّدَى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر