الأخبار
أبو الغيط: الاستقرار الإقليمي يظل هشاً ما لم تحل القضية الفلسطينيةدبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي تتوغل في أحياء سكنية شرق رفحالأمم المتحدة: أبلغنا الجيش الإسرائيلي بتحرك موظفينا الذين تم إطلاق النار عليهم برفحصحيفة: مصر تدرس تقليص علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيلالرئاسة الفلسطينية: اجتياح رفح خطأ كبير والإدارة الأمريكية تتحمل المسؤوليةإسرائيل ترسل طلباً للسلطة الفلسطينية لتشغيل معبر رفحسيناتور أمريكي يطالب منح إسرائيل قنابل نووية لإنهاء الحرب بغزةرئيس وزراء قطر: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تمر بحالة جموداللجنة الدولية للصليب الأحمر تفتتح مستشفى ميداني في رفحكتائب القسام: فجرنا عين نفق بقوة هندسة إسرائيلية شرق رفحجيش الاحتلال يعترف بإصابة 22 جندياً خلال 24 ساعة الماضيةرداً على إسرائيل.. الصحة العالمية تعلن ثقتها بإحصائيات الشهداء بقطاع غزةاستشهاد طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية بغزةمسؤولون أمريكيون: إسرائيل حشدت قوات كبيرة لعملية واسعة برفحنتنياهو يستفز الإمارات باقتراحها للاشتراك في إدارة غزة
2024/5/15
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

2ـ مفهوم النسيان عند فحول الشعراء العرب بقلم مجدي شلبي

تاريخ النشر : 2020-09-24
2ـ مفهوم النسيان عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو الشاعر محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله التلمساني، وقد لقب بـ(الشاب الظريف) لرقته وطرافة شعره، وها هو الآن يتجه (افتراضيا) نحو المنصة ـ محييا ومرحبا ـ فيقول:
أَهْلاً بِمُعْتَلِّ النَّسِيم وَمَرْحَبا *** وَمُذكّرِي عَهْدَ الصَّبابةِ والصِّبا
حَمَلَ التَّحِيّةَ مِنْ أُهَيْلِ المُنْحَنَى *** وَأَبانَ عَنْهُمْ بِالمقالِ وأَعْربا
غَبْتُمْ وأَنْتُمْ حَاضِرُونَ بِمُهْجَتِي *** فَبِمُهْجَتِي أَفْدِي الحُضُورَ الغُيَّبا
ـ فيبادر الشاعر رفعت الصليبي بالإعلان عن حضوره؛ قائلا:
هنا في عالم النسيان *** لا كره ولا حبّ
هنا لا بسمة يفترّ *** عنها مبسم عذب
هنا قد غفل الدهر *** فلا سلم ولا حرب
هنا ضاع الشباب سدى *** وشاخ وأقفر القلب
ـ فيقول الشاعر زكي مبارك:
أحاول نسيان الذي كان بيننا *** فينقلب النسيان ضرباً من الذكر
إذا زار طيف اسكندرية خاطري *** تذكرت ما بيني وبينك من أمر
ـ فيضيف الشاعر ابن زيدون:
عاوَدتُ ذِكرى الهَوى مِن بَعدِ نِسيانِ *** وَاِستَحدَثَ القَلبُ شَوقاً بَعدَ سُلوانِ
ـ فيقول الشاعر أبو العلاء المعري:
كُلُّ ذِكرٍ مِن بَعدِهِ نِسيانُ *** وَتَغيبُ الآثارُ وَالأَعيانُ
إِنَّما هَذِهِ الحَياةُ عَناءٌ *** فَليُخَبِّركَ عَن أَذاها العِيانُ
ـ فيعلن الشاعر زكي مبارك عن موقفه إزاء قضية النسيان؛ فيقول:
سأنسى كما تنسى وما تلك بدعة *** فما كل نسيان يكون من البصر
سأنسى الذي قد كان بيني وبينكم *** وإن أصبح النسيان ضربا من الكفر
ـ فيقول الشاعر نسيب عريضة؛ مناشدا (نعمة النسيان):
أناملَ النسيانِ مُرِّي على *** قلبي مُرورَ الوَحيِ في الخافيات
وأغمِضي فيهِ جُفون الأسى *** وأوصدي فيه كوى الذكريات
ـ فيعلن الشاعر إبراهيم ناجي عن سعادته؛ قائلا:
فيض من النسيان يغمرني *** إني لأحمد سيله العرما
مستسلماً للموج يغمرني *** فرحان حين أعانق العدما
ـ فيقول الشاعر ابن نباته المصري:
حاشا لوعدك أن يلويه نسيان *** وحسن وجهك أن يعدوه إحسان
يا من وقفت عليه العين ساهرة *** أقسمت لا صدّ عيني عنك إنسان
ـ فيضيف الشاعر د. عبد الرحمن العشماوي:
كلما زدت صدودا وابتعادا *** زاد قلبي لك شوقا وامتثالا
لم أجد في البعد والقرب دواء *** أصبح النسيان من مثلي محالا
لم تطل أوقاتنا منذ التقينا *** غير أنا قد زحمناها وصالا!
وملأناها وفاء , سوف يبقى *** في جبين الدهر للناس مثالا
أيها الشاكي من البعد تمهل *** ربما تجني من القرب وبالا!
ـ فيقول الشاعر ظافر الحداد:
أَفْرط نسياني إلى غايةٍ *** لم تُبْق في النسيانِ لي جِنْسا
فصرتُ أنسى الطِّرْسَ في راحتي *** وصرتُ أنسى أنني أَنْسى
ـ فيضيف الشاعر عمر ابن أبي ربيعة:
كلما قلتُ: تناسى ذكرها، *** رَاجَعَ القَلْبُ الَّذي كَانَ نَسي
مَن يَكُن أَمسى خَلِيّاً مِن هَوىً *** فَفُؤادي لَيسَ مِنها بِخَلي
أَو يَكُن أَمسى تَقِيّاً قَلبُهُ *** فَلَعَمري إِنَّ قَلبي لَغَوي
ـ فيقول الشاعر سلطان السبهان:
يا للشتا كلما النسيانُ أدفأنيْ *** أرخى ذراعيْهِ للنسيانِ واعتنَقهْ
في ذمة الله يا روحاً سَموتُ بها *** وأولُ اسمٍ فؤاديْ في الهوى نطقهْ
في ذمة الله يا كوناً يعيشُ معي *** والناسُ تحسبُهُ سطراً على ورَقة ْ
ـ فيعقب الشاعر أحمد شوقي:
عَظيمُ الناسِ مَن يَبكي العِظاما *** وَيَندُبُهُم وَلَو كانوا عِظاما
أَرى النِّسيانَ أَظمأَه، فلمَّا *** وقفتَ بقبرهِ كنتَ الغماما
ـ فيقول الشاعر مطلق عبد الخالق:
ولما قضيت بكاك الصحاب *** وأولوك عطفاً لهم يشفع
وهذي سعادك ملء القلوب *** تحفّ بها العين والمسمع
وشيمة قيومك نسيان من *** يعيش وذكر الذي يصرع
سنذكر أعمالك الخالدات *** ونقفو خطاك ولا نفزع
ـ وعن غيره يقول الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
جاء إلى الدنيا على رغم أنفه *** وراح على كره الأماني الشوارد
أراد خلود الذكر في الأرض ضلة *** فأورده النسيان مر الموارد
ـ فيقول الشاعر صالح الشرنوبي:
هاتي ليَ الشعرا *** مهلهل الأوزان
ينسج لي قبرا *** في مهمَهِ النسيان
ما ضرّ من نادى *** للموت أحلامي
لو أنه عادا *** فضمّ أيامي
ـ فيقول الشاعر زكي مبارك:
سأنسى كيف أنسى لست أدرى *** ففي النسيان أكواب العذاب
وشاب الرأس من وجدى وحبي *** فأخفيت الذوائب بالخضاب
ـ فيضيف الشاعر معروف الرصافي:
جلت الطبيعة في رباه بدائعاً *** تكسو الكهول غضاضة الشبان
يا صاحبيّ أتذكران فإنني *** لم أنس بعد كما سوى النسيان
ـ فيقول الشاعر البحتري:
نَسِينَا ما عَهِدْنا، غَيرَ أنّا *** يُذكّرُنَا نَداهُ مَا نَسِينَا
ـ فيقول الشاعر أبو تمام:
لا تَنْسَيَنْ تلكَ العُهُودَ فإنَّما *** سُميتَ إنساناً لأنك ناسي
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
فإن تُبِعْنَ بعهد قُلْنَ معذرة *** إنا نسينا وفي النِّسوان نسيان
إنا نسينا وفي النِّسوان نسيان *** يكْفِي مُطالبنا للذِّكر ناهية
أنَّ اسمنا الغالبَ المشهورَ نِسوان *** لا نُلْزمُ الذكرَ إنّا لم نُسَمَّ به
ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:
تَناسَوْا، أو نَسُوا عهدي، ومالُوا *** إلى جَحْد الهوى كلَّ المميلِ
ولمَّا أن رَأَوا حَسَنِي قبيحاً *** رأوا غمط الجميل من الجميل
ـ فيقول الشاعر جرير:
أربتْ بعينكَ الدموعُ السوافحُ *** فلا العهدُ منسيٌّ ولا الربعِ بارحُ
ـ فيضيف الشاعر بدوي الجبل:
لا ترقبوا منّي تناسي عهدكم *** إنّ الوفاء المحض من أخلاقي
لقد زعم الواشون أنّي نسيتكم *** شروط الهوى: أن لا تعيروهم أذنا
أصون الطيوف بين جفوني *** لو تطيق الجفون للطّيف ردّا
أنا الصاحب الوفيّ فما خنت *** حبيبا و لا تناسيت عهدا
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
أيها المأمون من نسيانه *** أكذا أنسى ولو غبت سنه
ـ فيكمل الشاعر بدوي الجبل:
ما أكرم النسيان و العفو منكم *** إذا لم يضع حق و لم يحتسب وتر
ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
وَالشَرُّ طَبعٌ وَقَد بُثَّت غَريزَتُهُ *** مَقسومَةً بَينَ أَنواعٍ وَأَجناسِ
ذكرْتَ لَفْظاً، وأُنسيتَ المرادَ به، *** من قائليهِ، فأنتَ الذاكرُ النّاسي
تَخَرَّصَ القَومُ في الأَخبارِ أَو مُسِخوا *** فَبُدِّلوا بَعدَ إِنسٍ جيلَ نَسناسِ
تَصَعَّدَ الجَوهَرُ الصافي وَخَلَّفَنا *** في الأَرضِ كَثرَةَ أَوساخٍ وَأَدناسِ
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
قد أنسى الإساءة من حسودٍ *** ولا أنسى الصنيعة والفعالا
إِذا فَعَلوا فَخَيرُ الناسِ فِعلاً *** وَإِن قالوا فَأَكرَمُهُم مَقالا
ـ فيضيف الشاعر الفرزدق:
لَعَمْرِيَ لا أنْسَى أيادِيَ أصْبَحَتْ *** عَليّ وَلا الفَضْل الّذي أنَا شاكِرُهْ
وأبَى الحُزْنُ أن أنسَى مَصَائبَ أوْجعتْ *** صَمِيمَ فُؤادٍ كَانَ غَيرَ مَهينِ
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
ما أضيع الصبر في جُرحٍ أداريهِ *** أريد أَنْسَى الذي لا شيء ينسيهِ
ـ فيكمل الشاعر بدوي الجبل:
فأسبغي نعمة النسيان تغمرني *** عسى يخفّف من بلواي نسياني
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
لست أنسى كيف أنسى أبد *** الدهر خدني وحبيبي ونصيري
ـ فيضيف الشاعر الفرزدق:
ورُبّ حَبيبٍ قَدْ تَناسَيْتُ فَقْدَهُ، *** يَكَادُ فُؤادي إثْرَهُ يَتَلَهّبُ
ـ فتقول الشاعرة الخنساء:
لا تَخْذُلاني فإنّي غَيرُ ناسِيَة ٍ *** لذِكْرِ صَخْرٍ حَليفِ المَجدِ وَالخِيرِ
ـ فيكمل الشاعر أحمد فارس الشدياق:
هيهات ليس له ند فينسينا *** فرط الحنين اليه بعض نسيان
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
هيهات أن تنسى مناقبه التي *** في كل ناد فاح منها عود
وما أنس لا أنسى المهذبة التي *** صينت محاسنها بتاج وقار
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
قلتُ أسلوك وكم من طعنة *** بالمداراة وبالوقتِ تهون!
فإذا حبُّكِ يطغى مُزبدًا *** كدفُوق السل طُغيانَ الجنونْ
وكذا تمضي حياتي كلُّهَا *** بين يأسٍ ورجاء وظنونْ
ما على الهجر معينُ أبداً *** وعلى النسيان لا شيء يُعينْ
ـ فيضيف الشاعر المتنبي:
نَسيتُ وَما أنسَى عِتاباً على الصّدِّ *** ولا خَفَراً زَادَتْ بهِ حُمرَةُ الخدِّ
يُعَلِّلُنا هَذا الزَمانُ بِذا الوَعدِ *** وَيَخدَعُ عَمّا في يَدَيهِ مِنَ النَقدِ
ـ فيقول الشاعر حسان بن ثابت:
لا المالُ ينسيني حيائي وعفتي، *** ولا واقعاتُ الدهرِ يفللنَ مبردي
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
يا من لهم في صميم القلب أمثلة *** تطيل مكثي في أهلي وأصحابي
إن غاب جسمي والأيام منسية *** أبقيت رسمي ذكرى بين أحبابي
ـ ويختتم الشاعر إبراهيم ناجي ندوتنا (الافتراضية) بأبيات من قصيدته (يا فؤادي رحم الله الهوى)/ كان صرحا من خيال فهوى:
لست أنساك وقد أغريتني *** بفمٍ عذبِ المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي كيدٍ *** من خلال الموج مُدّت لغريق
لست أنساك وقد أغريتني *** بالذرى الشم فأدمنت الطموح
أنت روح في سمائي وأنا *** لك أعلو فكأني محض روح
لست أنسى ابداً *** ساعة في العمر
تحت ريح صفقت *** لارتقاص المطر
أيها الشاعر تغفو *** تذكر العهد وتصحو
وإذا ما التام جرح *** جد بالتذكار جرح
فتعلم كيف تنسى *** وتعلم كيف تمحو.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف