الأخبار
"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسي
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تعالوا ننتخب!! بقلم: رامي الغف

تاريخ النشر : 2020-09-24
تعالوا ننتخب!! بقلم: رامي الغف
تعالوا ننتخب!!!

بقلم/ رامي الغف*

بكل فخر، ازعم انني اول من دعوت الى انتخابات فلسطينية مبكرة كأفضل طريق نتجاوز فيها كافة المعاناة والهموم التي يعانيها المواطن الفلسطيني، وخاصة المشاكل العقيمة المتمثلة بالإنقسام الجغرافي والسياسي الجاري في الوطن الفلسطيني، وكان ذلك بعيد تشكيل حكومة التوافق التي تجمعت اوصالها على أساس المحاصصة بأضيق معانيها، لدرجة ان افضل وصف يمكن ان نطلقه عليها كونها حكومة محاصصات وكيانات بامتياز.
ولم تكن الدعوة عبثية او لتلهية للجماهير الفلسطينية او لقضاء الوقت، ابدا، وانما هي طريقة تلجا اليها الكثير من الشعوب التي تعيش في ظل الأنظمة الديمقراطية، عندما تشعر بان حكومتها او برلمانها او حتى السياسيين والزعماء وصلوا الى طريق مسدود، وذلك عندما يكون حاصل الجهد السياسي والتشريعي المبذول على مختلف الأصعدة يساوي صفرا، وهو حال الوطن اليوم الذي يدور فيه القادة وأصحاب القرار التنفيذي والسياسي في حلقة مفرغة بلا نتيجة، يختلفون على كل شيء ولا يتفقون على شيء، لدرجة ان العملية السياسية الفلسطينية برمتها كادت ان تكون مقفلة ومتجمدة عند نقطة معينة، ما سبب بكل هذا التدهور الأمني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والخدمي.
ان احد المطالب الجوهرية للانتخابات هو التغيير نحو الأفضل، الذي يمكن ان يضمن تحققه بالمشاركة أولا وحسن الاختيار ثانيا، ومعنى ذلك ان الانتخابات هي الالية الأساسية لتكوين حكومة قوية ونزيه ومهنية وصالحة ومجلس تشريعي يقوم بدوره كما يفترض وفق الدستور ومصالح الناس، وأن تكون هناك مجالس بلديات وقروية تخرج الجماهير من معاناته اليومية التي يعانيها ليل نهار، وان يكون هناك نمط من التجديد بالنسبة إلى مجمل الوضع الحكومي وفق ما ترغب به الجماهير، وان التغيير المطلوب هو ذلك التغيير الذي يكون شيئا صحيحا ومناسبا ومفيدا للوطن وجماهيره بصورة عامة.
ان على الجماهير الفلسطينية ان يعتقدوا بصندوق الاقتراع كأفضل وأحسن آلة لتحقيق التغيير، شريطة ان يمارسوا التغيير من خلاله، بالفعل وليس بالتمنّي، اما اذا وقفوا أمامه ليعيدوا استنساخ الوضع بحجة او بأخرى، فان التغيير سوف لن يحصل ابدا، فالعبرة ليست في صندوق الاقتراع وإنما فيما يضع فيه الناخبون من آراء وأصوات، فمثله كمثل الحاسوب، فهو يُنتج لك على أساس التغذية التي قدمتها له، فهو لا ينتج من عنده، ولا يفكر بالنيابة عنك، ابدا، فهو نتيجة لتغذية معينة، وهكذا هو صندوق الاقتراع، فهو نتيجة لخيارات الناخبين، فإذا لم يغيروا شيئا من خلاله، فانه سوف لن يعطي نتائج مغايرة لما وضع فيه الناخبون من آراء وأصوات.
فالانتخاب هو إرادة الجماهير التي ينظمها الدستور فهو سلطة قانونية مصدرها الأساس الدستور الذي يقوم بتنظيمها من اجل ضمان اشتراك المواطنين في اختيار المسؤول بكل حرية دون تدخل السلطة المركزية وفقاً لما يرونه مناسباً لتحقيق امالهم وتطلعاتهم، وهي في الأنظمة الديمقراطية ومنها فلسطين لا تقتصر على الانتخابات الرئاسية او التشريعية وإنما تشمل الانتخابات في مجالس المحافظات والمجالس البلدية في الاقضية والنواحي، وهذا النهج يتيح للمواطن التعبير عن رأيه بكل حرية ومن ثم اختيار من ينوب عنه في ادارة الوطن او المحافظة او الناحية، وله الحق في توجيه الانتقاد او الدعم للنائب الذي بدوره يعمل من اجل التعبير عن مصالح الدائرة الانتخابية التي جاء منها والتعبير عن الصالح العام قبل ذلك.
إن الانتخابات والتي ان حصلت ستمثل حجر أساس في بناء الديمقراطية الجديدة، والتي من الممكن ان تغير خارطة الوجود والتحرك السياسي في فلسطين من خلال ظهور دماء جديدة ، وكفوءة، وصادقة ومخلصة وتتمتع بالنزاهة والحرص على قيادة الوطن نحو بر الآمان.
إن الانتخابات من شأنها التأسيس لمرحلة مفصلية في حياة فلسطين السياسية لجهة تحقيق الديمقراطية والعدالة والتنمية وإغناء العمل والتطوير في الوطن ولاسيما أن هناك شخصيات اكاديمية ووطنية واعتبارية وكفاءات ستدخل الانتخابات وتتنافس على المفترض ان يكون الخدمة مقدمة أهدافها، والشعارات التي رفعت الأمر الذي يبشر بولادة مجالس محافظات جديدة قائم على مبدأ التعددية السياسية ما يبشر بمرحلة جديدة تتطلع فيها الجماهير الفلسطينية إلى المستقبل بتفاؤل يسود فيه العمل من أجل الوطن والمواطن ومعالجة هموم المواطن على كافة الأصعدة مع الحفاظ على التعايش السلمي بين مكونات الوطن ووحدة أراضيه من خلال العمل الأمثل فيها. فضرورة المشاركة في الانتخابات بانتخاب الاكفأ والاقدر والاحرص على العطاء لخدمة وطنه، بعيدا عن الحزبية والفصائلية والطائفية والجهوية، والوقوف بشكل حازم ضد جميع النعرات العنصرية والحزبية المقيته وكل ما من شأنه أن يفرق الجمع ويبدد الشمل، وفيما يتعلق بالانتخابات فهي دائما تدعو العقلاء في أن يدخلوا حلبة التنافس، لأن تنافسهم هو تنافس أن يحسن اختيار الجهة التي تطور وطنهم، وبصراحة أن معظم محافظاتنا ومدننا وقرانا ومناطقنا بحاجة إلى اعمار حقيقي وهي حاليا خارجة عن الخدمة، فإنها تحتاج إلى حملة واسعة في كل مفاصل المحافظات والمدن سواء كانت الخدمية أو التطورية والإعمار والبناء والتعمير، لاستقلال وتقدم الوطن الفلسطيني من شماله الى جنوبه ويجب أن تستغل بالشكل الأمثل، وعلى الجميع أن يفكر كيف يقدم الخدمة للمواطن والوطن، فإنه يتحقق بمجرد توجيه عام لعقلاء المحافظات والمجتمعات الفلسطينية.
لقد أصبح من المعلوم أن الناخب الفلسطيني لديه خبرة كافية لانتخاب الأكثر نزاهة والأكثر كفاءة لإسداء الخدمة للوطن والمواطن، ولا يتحقق ذلك إلا بعد أن تجرى الانتخابات بشفافية ونزاهة ويعطى الناخب من خلالها الحرية الكاملة في انتخاب من يضمن حقوقه المشروعة، وحصول مثل هكذا انتخابات ليس صعب المنال وإنما بحاجة إلى تثقيف الناخب والمرشح، فالناخب ينبغي أن يكون على مستوى من المسؤولية لانتخاب من تتوفر فيه المواصفات التي تؤهله للخدمة بعيدا عن كل الميول الأخرى، والمرشح ينبغي أن يكون واعياً تماماً لما يختار من شخصيات كفوءة قادرة على قيادة المجالس التشريعية والبلدية والقروية نحو التطوير والانماء والأخذ بيد الوطن الفلسطيني لإيصاله إلى شاطئ الاستقلال والأمن والتطور والازدهار.
إن البرنامج الناجح هو الذي يلمس المواطن مصداقيته حاضرا ومستقبلا وهو بلا شك أفضل من استخدام الصور والشعارات المخدرة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وفي الوقت نفسه نرى أن الذي يثير المشاعر المجردة في حملاته الانتخابية في الأعم الأغلب خالي الوفاض من أي مشروع حضاري للتغيير نحو مستقبل واعد، وهو مطمح كل فلسطيني غيور وشريف.

آخر الكلام:
أيها الجمهور الفلسطيني، تعال إذن نمارس التغيير من خلال صندوق الاقتراع وننتخب الحر والشريف والنزيه والمخلص لكم ولوطنكم ولقضيتكم العادلة.
*الإعلامي والباحث السياسي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف