الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التطبيع مع إسرائيل و المصالح الأمريكية بقلم: محمد قدورة

تاريخ النشر : 2020-09-23
التطبيع مع إسرائيل و المصالح الامريكية

ان انحسار الاستعمار القديم و لا سيما البريطاني و الفرنسي منه قد ولد فكرة اقامة قاعدة للغرب في المنطقة العربية تحمي مصالحهم و خاصة مع ظهور طفرة النفط. و تحتل فلسطين اطول ساحل على شواطئ البحر الابيض المتوسط الشرقية. و لذلك كانت فلسطين مهوى افئدة الغزاة منذ اقدم العصور، الامر الذي دفع بريطانيا الى اعطاء الحركة الصهيونية وعدا باصطناع وطن قومي لها في فلسطين عبر " وعد بلفور "، و قد ضمنت معاهدة " سايكس - بيكو " التي تقاسمت النفوذ عبر فرض ما يسمى انتداب الدول الاوربية الغربية على تركة الامبراطورية العثمانية و قامت بتقسيم الاراضي العربية الى دول يسهل السيطرة عليها. و قد وضعت فلسطين تحت العهدة البريطانية  لتقوم بتنفيذ الوعد الذي قطعته على نفسها للحركة الصهيونية. الا انه مع انتهاء الحرب الكونية الثانية و ما تركته من دمار،عم ساحات الحروب في البلدان التي ربحت الحرب و تلك التي خسرتها على السواء، ما عدا الولايات المتحدة الامريكية التي خاضت حربها على اراضي الغير و غدت وصية حتى على حلفائها في اوربا الغربية عبر مشروع ماريشال، فورثت نفوذ الدول الاستعمارية القديمة و لاسيما في المنطقة العربية  و بذلك اصبحت اسرائيل ربيبتها و قاعدتها العسكرية المسلحة باحدث ترساناتها و الحريصة دائما على الحفاظ على تفوقها لتبقى شوكة في الخاصرة العربية.

في عام 1980 قال مستشار الامن القومي الامريكي " بريجينسكي ": " ان المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة الامريكية من الان فصاعدا كيف ستوقد نيران حرب خليجية ثانية، تستطيع من خلالها تصحيح حدود سايكس - بيكو في المنطقة!!!" هذا القول جاء على اثر انهيار حكم الشاه شاه في ايران الذي كان يلعب دور الشرطي الامريكي في منطقة الخليج و الذي اطاحت به ثورة الخميني. و في هذا المجال لابد من استحضار الباحث الصهيوني " برنارد لويس " الذي ظهرت ابحاثه في سبعينيات القرن الماضي و تبناها المحافظون الجدد في الثمانينيات والذي اعتبرايضا مهندس تقسيم الشرق الاوسط الى دويلات صغيرة ضعيفة على اساس عرقي و طائفي و مذهبي في سبيل تحقيق حلم مايسمى " اسرائيل الكبرى " و السيطرة على الاماكن الغنية بالنفط و الثروات الطبيعية، على ضوء هذه المفاهيم التي يبثها، كلفته وزارة الدفاع الامريكية مع صعود المحافظين الجدد بوضع مخطط للتقسيم، فوضع مخططه الذي يقسم فيه الدول العربية الى مجموعة دويلات صغيرة تعيش الى جانب اسرائيل الكبرى، اما ما يتعلق بدول الخليج فقد بشرهم بالغائها و اعادة بناء ثلاث دول عوضا عنها : دولة شيعية بدل الكويت و البحرين و قطر و الامارات و عمان، و دولة نجد السنية و دولة الحجاز و سوريا الى اربع دول و العراق الى ثلاث دول و هلم جرا.

1993 بالتزامن مع اتفاقية اوسلو صدر كتاب " الشرق الاوسط الجديد " لشمعون بيريس يدعو فيه الى جمع دول المنطقة في سوق مشتركة و الى دمج اسرائيل فيها بغطاء اقتصادي، اي ان يكون الاقتصاد هو العقيدة البديلة  عن كل العقائد المتعلقة بالصراع سواء أكانت دينية او قومية او ثارات وطنية تذوب  و تتلاشى بفعل المصالح الاقتصادية!! و يبرر بيرس رؤيته هذه على انه في اطار الوحدة و التماسك العربي تشكل اسرائيل جسما غريبا تلفظه المنطقة  و هذا ما يعيق دورها كقاعدة للمصالح الغربية، اما في اطار عالم عربي مقسم الى دويلات حسب رؤية برنارد لويس، دويلات اثنية و دينية تصبح الدولة الصهيونية المغروسة في الجسم العربي  دولة طبيعية بل و هي القائدة. و قد اورد بيرس في كتابه تفاصيل تحويل المنطقة الى وهم فردوس اذا ما اتحدت التكنولوجيا المتطورة الاسرائيلية و اموال النفط الخليجية و اليد العاملة العربية الرخيصة ، و هي ليست فكرة جديدةعلى اية حال، فلقد طرحها هيرتزل من قبل بدعوته لانشاء " كومنولث شرق اوسطي " تكون فيه السيادة للدولة الصهيونية، و مع حرب الخليج الثانية و لتحقيق التطابق الكامل بين السياسة الاسرائيلية و السياسة الامبراطورية الامريكية في المنطقة و بعد اعلان كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاسبق في الادارة الامريكية عن سياسة الفوضى الخلاقة و التي خدعت بواسطتها الكثيرين من الكتاب و المثقفين و المفكرين العرب من خلال تبريرها للحربين في كل من افغانستان و العراق بالحديث عن تحويلهما الى واحات للديمقراطية و حقوق الانسان و الرخاء الاقتصادي؟!!! و قد اعلن بوش عن مخططه في بناء شرق اوسط كبير يمتد من موريتانيا غربا الى افغانستان شرقا ليشمل الى جانب الدول العربية كلا من اسرائيل و تركيا و ايران و باكستان، و عليه فقد اثارت الحروب ايضا في سوريا و ليبيا و اليمن  دون ان تمس الثورات " الديمقراطية " الدول التي تسير بالركب الامريكي و  تحتضن قواعد امريكية عسكرية فيها، بل و دفعت بعضها لتمويل و المشاركة في حروب ضد الدول العربية الاخرى؟!!

ان فشل الحروب الارهابية - الامريكية في تحقيق اهدافها، دفعت الى الواجهة و العلن حربها الدبلوماسية، بالجهر بالعلاقات السرية بين اسرائيل و عدد من دول الخليج الى عقد اتفاقيات وقعت باشراف البيت الابيض الامريكي بين كل من الامارات و البحرين و اسرائيل و كانما الحرب كانت حامية الوطيس بينهم!!، بينما تذرعت دولة الامارات بانها وقعت لتمنع اسرائيل من ضم الضفة الغربية!! و البحرين اتخذت ذريعة اخرى بتلقيها وعد باقامة دولة فلسطينية، طبعا كله ادعاء و تزلفا. و عليه الفت نظر اوهام المطبعين الجدد و من قد يليهما بان يتعظوا من تطبيع السلطة الفلسطينية مع دولة الاحتلال عبر اتفاقية اوسلو فقد ازدادت عملية مصادرة الاراضي اضعافا مضاعفة عما كانت عليه قبل الاتفاقية و كذا الحال بانتشار الاستيطان و اقامة طرق التفافية تؤمن التواصل بين المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري و اصدار قانون القومية العنصري الذي يدعو الى تهويد الدولة و الاعلان عن ان القدس العاصمة الابدية لاسرائيل و باعتراف فظ من قبل الصهيوني دونالد ترامب ساكن البيت الابيض الامريكي بذلك و نقل سفارة بلاده اليها كتفصيل لصفقة القرن الترامبية،  بالاضافة للحصار المستمر على قطاع غزة.وان اختراق الثقافة العربية التي قامت بتجميل وجه العدوانية العنصرية الاسرائيلية و الباسها عباءة الديمقراطية، و دمروا الاقتصادي الوطني و ربطوه بعجلة الاقتصاد الصهيوني مما ضاعف اعداد العاطلين عن العمل بشكل قياسي رغم القتل اليومي لابناء الشعب الفلسطيني،  وانخراط دول الخليج في تنفيذ صوري لصفقة القرن الترامبية  لا بل انهم قد بدلوا عداوتهم من دولة الاحتلال الغاصب للارض الفلسطينية الى تركيز عدائهم لدولة ايران تبعا للاوامر و المصالح الامريكية - الصهيونية، رغم تعارض ذلك مع مصالح اوربية غربية و التي باتت هي ايضا مهددة بالعقوبات الامريكية اذا لم تلتزم بالنظام الترامبي العالمي الجديد.

ان شعبنا الفلسطيني المصر على الغاء كافة الاتفاقيات الجائرة مع الاحتلال و التصدي لعدوانيته و بالاعتماد على الشعوب العربية المكافحة من اجل كرامتها، لن تخدعها الابواق الاعلامية الماجورة و لا المثقفين الذين باعوا اقلامهم بابخس الاثمان و ستبدع في لجم هذا الانهيار التطبيعي المزيف مستندين في ذلك الى بيئة دولية رافضة للبلطجة الترامبية-الصهيونية في خرقهم للقانون الدولي.         محمد قدورة 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف