الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شعرتُ بالتفكير؟ فلم أخلقُ فأرا!بقلم: بكر أبوبكر

تاريخ النشر : 2020-09-22
شعرتُ بالتفكير؟ فلم أخلقُ فأرا!بقلم:  بكر أبوبكر
بقلم بكر أبوبكر

كتب الأخ المدجّج بالنقوش الأرجوانية، وفرح النهارات المارِقة على الفؤاد مُروق النسمات المتهاديات في الدروب الشقيّة فرج الزيود أنه شعر بالتفكير! وياله من مشعر ديني أصيل حين يتفكر المرء.

(1)           الحريرُ والامتنان

تشعرُ بالتفكير، هكذا قلتَ! كما أظنك تشعرُ بلمسة الهواء النديّة الطريّة على وجهك المحفوف بالمخاطر والعثرات؟ الملفوف بعظمة أمّة لم تقبل الخنوع، ولا بانحطاط الجلمود الساقط أبدا، أو نزع الموت.

ومادمت تشعر بالتفكير فأنت تطلقُ الرصاص المعزز بالعقل الوثّاب على الجمود والجُحود والرقيق الأسود.

ولك أن تشعر بنعومة الحرير على يديك المخضّبتين بحنّاء جدتك الخالدة منذ قرون، أو لك أن تشعر بصوت القطّة نرجسية العيون تموء عند الصباح مرحّبة بمن شعر بها، منذ كنعان الأول وفينيق الأول وفلسطين الأول ويبوس الاول ففكّر، ولم يقتله ما قدّر.

لك أن تشعر بالتفكير، فهو مشعرٌ من المشاعر كما الحج بالطواف أو صعود عرفات، و عليه لك أن تشعر برائحة الفُلّ المتخم بالفرص حين تنتعش فيه روحك العليّة، كما تشعر بلمسة رفيقٍ أوصديق أوحبيب أشاد بفعلٍ أثير قمت به.

 وشتان بين يد الامتنان أو الشكر لصديق، وبين ما شعرت به من أسف وألمٍ حين خذلك مسؤول يسمي نفسه قائدًا! يقتلُ المبادرات ويشتُم العمل والانجازات أو ينسبها بفجاجة لذاته المتضخمة المتعالية!

(2)         الفجرُ والشطئان

شعرتَ أنتَ بمنظر الفجرِ الصدّاح الفضّاح الكاشف لمكنون عباءة الليل، المِقداح لزناد العقل النبيه، أم تُراك شعرتَ بعاطفةٍ متسامية تجتاح عقلك الراقي لدرجات الصعود نحو البهاء والهواء النقي.   

لعلك شعرت بخفق أجنحة الفراشات ذات الألوان المزركشة لحاجبي حبيبتك النجدية أو الحجازية الجذابة!

وهي تلتَفُّ كوفيةً مرقطةً حول رأسِك العربي الفلسطيني اليابس الصلب الذي يلبسُ حول وسطه غدّارة يمنية صنعانية متينة، أثقلته أفكارُه المتوالدة من عنق الزجاجة القديمة نفسها، التي صار اليها كل الوضع المُكبسلِ ما بين التدهور المرذول، أوالايمان بالنصر الأنيق ؟

تقولُ شعرتُ بالتفكير؟ ولعلّك شكرت الله كثيرا، فغيرُك قد تبلّدت لديه كل الأحاسيس أو انحرفت عن شطئان العَفة الى بحر الرذيلة، ولست من الاوائل (المتدهورين) بل أنت من الثواني (المؤمنين).

ذاكَ المرذولُ العربي الأنعزالي القبيح، لم يشعر بالتفكير؟ ولِم ذاك؟ وهوالفأر المتكيء على مواطن النهم، والتقلّب الداعر بين النِعَم. الزِقُ الذي تبلدت كل أحاسيسه الذاتية والوطنية والقومية والدينية، حتى أصبح ورماد الزانيات سواءً.

(3)         الانكسار والنهضة

أنت أيها العربي الأبي الشهم كما كلُ أبطال الأمة وبطلاتها حتى في فترات الانحدار، تشعرُ بحقيقة الأمر الكبير بصعود الحياة مع اليقظة، وصعود النسيج من أبرة النسّاج في حلب والموصل ومسقط حين يحيكُ لأمّه ثوبَ اليقظة والنهضة والعزّ والكرامة ملقيًا بثوب الذِلة والانكسار والمهانة على تلك الوجوه الكالحة، التي لربما فكّرتَ بها فبصقتَ بعنف أصيل في جبينها الصديء حين رأيت تكالبهم اللعين على اللعق المهين؟

شعرتَ أنتَ، وأراك تذوقت مرارة ألمٍ وفجيعة صاخبة حين نظرت اليهم متعجبا أنهم يطأطئون الرؤوس ليلعقوا من صحن المحتل المتلفع بروايته الخرافية الكاذبة، وبوخزات عينيهِ الخزريّتين الزرقاوين الغريبتين، وهو الصهيوني الذي تبوّل في كل أوانيهم الذهبية!

ويضحك عليهم، فيتضاحكون!

بل وتراهُم –ويا للعجب-يعبّرون عن ولعهم الشديد بالعفن! المخفوق برائحة البيض الفاسد النازّ من تحت أبطيهم ! وكأنهم بوحلهم الأثيم يأكلون الفالوذج أو كنافة لا يعرفون طعمها اليوم، إلا إذا غمرت بقطر بول الإسرائيلي المحتل! وغائط الأمريكي العفن؟

لعلك شعرت بالتفكير! فتفوقت على أولئك السكارى من الفئران الذين لا يعرفون من التفكير إلا مجرد التفكير في بطونهم العفنة وكروشهم العظيمة، عظمة العزوف عن طريق الحق؟ وهل في ذلك أي عظمة؟ أم في ذلك أي تفكير؟

 أم لعلك قد شعرت بغصّتهم بالشرف والعفاف والعدالة والحق؟

(4)         خبز أمي والرباط

هل أراك شعرت بمزالق لقيمات طعامهم الأجنبي المحقون من المريء حتى أمعائهم الغليظة فالمستقيم؟

أم لعلك شعرت بالتفكير الصائب والراصد والواعد حين رأيت أطفال فلسطين وأطفال الأمة العربية الأماجد يبصقون على لحى صدئة ، لحىً عابقة بنتن المحتلين الذين كانوا يخضّبون هذه الشعيرات بنجاسة الغرباء عن أرض فلسطين، وثعلبيتهم القاهرة.

 لعلك فكرت برائحة خبر أمك الطافح بالنفير المحرّض على الرِباط وصرير الأسنان بشدة المجاهد، وبقوة الصبر والصمود، وقلق العبير حين أسفر صباح العرب الأوائل الجميل، وصباح فلسطين من الخليل الى الجليل عن خبز طابون أوتنور عراقي يشخبُ زيتاً مقدسًا استفاقت له كل كائنات البحر الواسع الممتد من حيفا الى الشارقة ومن غزة الى الكويت والبصرة الى وهران والقيروان فمدينة سبتة ومليلية… فلم يتُه الدليل ؟

(5)         أمة عيسى ومحمد عليهما السلام

أتراك عندما شعرت بالتفكير حزنت كثيرا؟

قل لي! أحزنتَ، حد التفجع لمشهد أبعاض أمة الانعزاليين الضائعين البالين، أؤلئك المتساقطين بين أفخاذ الاجنبيات الغانيات العاريات غير الكاسيات حين يرتشفن من جيوبهم، وأرواحهم، كل ما منّ الله به عليهم فأفسدوا به أولادهم وبناتهم، فخربوا عقولهم وعقولهن، فلم يشعروا للحظة بالتفكير؟ فهل من ضرورة ليفكروا بالمستقبل؟

أتراكَ شعرت بالتفوق القيمي والخلقي والمبدأي أنك من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أمة العرب العظيمة، أمة الاسلام العظيمة، وأمة عيسى عليه السلام العظيمة التي نبذت الانعزاليين الفاسقين على مدارِ آلافِ سنين التاريخ؟ أم تُراكَ حين شعرت بالتفكير لمستَ خشونة نظراتهم الزجاجية! وسواد قلوبهم؟

هل هو يفكر؟ أو ينظُر أم يحسّ؟ أم تراك اكتشفت قديما وربما للتوّ أن الفاجر من أبعاض الأمة وزُعّارها وشّطّارها وعيّاريها قد استبدل العنفوان والأنفة والكرامة رمز الأمة العربية حضارية التراث والمستقبل، ببواطن الشهوة الحارقة بين فخذيه البائستين؟

دعهم يصمتون عن التفكير، فلم تخلق عقولهم لذلك! –وما للفئران أصلاً من عقول-كما لم تخلق شفاههم  للتسبيح والحمد إلا لأولياء نعمتهم من المستبدين الفاجرين؟ فالفاجر للفاجر، وهم الى بئر الخديعة بأيديهم ذاهبون، الى بئر المهانة والذِلة والاندحار راسبون، يرسمون على شفاههم الغليظة ضحكات الزنادقة والمتحولين والمرعوبين؟

تشعر بالتفكير! ولعلّ الفرج قد جاءك محمولاً على الأكتاف حين شعرت بالنور يتسلّل من بين أصابع النبي موسى الرضيع الذي فقدته أمه لسبب “الفرمان” الذي أصدره السلطان المرعوب من كل أطفال الأمة وكل أطفال فلسطين. وما كان أي من موسى أو إبراهيم خزريا قزوينيا يهوديا روسيا أو آسيويا، وإنما عربيا حنيفيا مسلمًا.

(6)         السلطان وجدائل الصبايا

 السلطانُ الملطخ بألقاب الفخامة والضخامة، والجلالة والبلادة والسيادة والعبادة، والسمو والضحالة، والتوقف عن النمو منعَ شم الورود!

كما منع السلطانُ من الكلام ذكرَ العقيق والزبرجد، وفسائل الربيع وجدائل الصبايا وقصائد الغزل، ومنع ذكر الوطن والنباهة ومفردات العقل والفكر والصهيل!؟

النافر بعطونة فُحشِهِ المقدس! المستبدّ بفراش أجداده، منع خرير الماء!؟ ومنع أشجارالصنوبر والسرو والزيتون والبرتقال من الحفيف!

كما منع التفكير بل منع الشعور بالتفكير؟

افترض فرعون العصر وأتباعه الصغار، الصغار جدا من العبيد بحجم الفئران، أن عُري الناس فريضة واحتضانهم للسماء واجب! فحرّ الصيف قربانٌ له، وقرّ الشتاء ولسعات البرد فداءً لعظمته الموهومة، حتى لو تحولت كل الكائنات الى مخلوقات جليدية.

(7)         ديوان الانعزاليين

تقول لي أنك شعرت بالتفكير؟ وما كان لمثل هذا الشعورأن يجلبَ محطةً تستريح بها الحافلاتُ، أوتستفيق فيها الكائنات الكسولة المتبلدة العاجزة عن الفهم والعلم والكرامة.

إنها الكائنات التي محطتها الوحيدة أن تلبسُ من الألوان أزهاها، وترتدي من النظارات أغلاها ومن الساعات أثراها وتمتلك من الجوالات والسيارات والأحذية أجملها؟!

الكائنات المتبلدة الكسولة العجولة في مملكة السلطان لا تفكّر، فهي لا تمتلك ذرة كرامة. وكيف لها أن تشعر بما تمتلك أنت ولا تعرفه هي.

أنت العربي الأبيُّ الوفيّ الكريم السخِيُّ تشعر بأنك قد أصبحت إنسانا مكتمل الأركان ما بين ركن القدس الشمالي وركن اليمن الجنوبي وركن بغداد وركن الرباط الغربي فتصبح بلدا حرّا واسعًا رحبًا يمتلك من الوسائد والنمارق الكثير في مجلس الأمة وديوانها الواسع الرحب الأصيل.

بينما هم، أي أولئك المتبلدين الانعزاليين أصحابُ السيقان الخشبية! الذين لا يشعرون بالتفكير! ضاق عليهم المجلسُ حتى أصبح الحمّام فقط، أو أقدام أسيادهم متنفسهم الوحيد؟

(8)         أنت الحرُّ

أراكَ تشعر بالمنحة والهدية والهِبة التي أعطاك إياها الله أن تكون فخورا ومحبًا ومرتبطا بعالم لا يقبل الضيم.

أصبتَ، فأنت العربي الحقيقي، والانسان الحر،، وأنت المسلم والمسيحيّ العربيّ المغوار، والعربي الكريم والعربي الخالد بالشهامة وإباء الضيم والكرامة الناهدِ نحو العلم والنماء والتطور والقوة الجماعية الزاعقة في وجه الاعداء والفُجّار والسلاطين وانعزالييهم من أذنابٍ طالت حتى ألتفت حول أعناقهم… ولعلها أذناب البقر؟

شعرت أنت بالتفكير، فجاءك الفرجُ مهرولاً! فكانت منك هذه المحاولة؟ وهي المحاولة الرقيقة الرفيقة القادرة على التحويل والتغيير مع حُسن التدبير، كان ذلك حين شعرت بالتفكير؟

أمّا هم فلعلهم لم يفكروا ولن يفكروا وما فكّروا؟

وهل على النائم أوالسكران أو المدمن أو الداعر أو الفاجر أو الساقط أو المرتمي يقبل الأقدام أي حرج!؟

أنت تشعر بالتفكير فهنيئا لك.

 فأنت هو، أنت الحرّ.

لأن الفئران لا تفكر.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف