الأخبار
(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهالإعلان عن مقتل جندي إسرائيلي وأحداث أمنية جديدة في القطاع20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أبكيتني مرتين يا حسام !بقلم: محمود شاهين

تاريخ النشر : 2020-09-22
أبكاني ابن العم* الأسير حسام زهدي شاهين مرتين خلال قراءة كتابه " رسائل إلى قمر " مرة حين قطعت " آينكن " عضوة البرلمان النرويجي آلاف الأميال من النرويج إلى فلسطين لتزور صديقها الأسير في سجون الاحتلال. ومرة حين شرعت أمه الأمية في تعلم القراءة لتقرأ ما يكتبه حسام في السجن لينشر في الصحافة .
قطعت النرويجية أينكن مسؤولة العلاقات الخارجية والأمن في البرلمان النرويجي كل هذه المسافة ليتسنى لها أن " (تدحش) أصابعها العاجية في فتحات الشبك الصغيرة ، كما لو كانت شعبا مرجانية " لتعانق أصابع حسام، بعد أن رفضت سلطات الاحتلال أن تتيح للنائبة لقاء حسام دون حاجز. لم أستطع كبح دموعي وأنا أتخيل المشهد كما صوره حسام .
قصة الأم مع تعلم القراءة لا تقل درامية عن قصة النائبة العظيمة. فبعد سنتين من اعتقال حسام ، فوجئت أخواته بأن جريدة القدس تصل إلى بيتهم بانتظام . ولدى استفسارهن عن الأمر وجدن أن أمهن قد عملت اشتراكا في الصحيفة بمساعدة صديقة ، رغم أنها أمية !
كانت الأم في شبابها قد دخلت دورة محو أمية، أهملتها فيما بعد لزواجها واهتمامها بشؤون الأسرة والبيت. وحين عرفت أن حسام يكتب من السجن في الصحيفة ، قررت أن تستعيد تعلم القراءة ، لتقرأ ما يكتبه . ضبطتها الأخوات "وهي تخبئ الجريدة وتنتحي بها جانبا في مكان مشمس خلف البيت تحب الجلوس فيه ، وتبدأ بتهجئة العناوين الكبيرة حتى تعلم نفسها القراءة " وحين سألنها عن دوافعها قالت "بدي أتعلم أقرأ على شان أعرف إللي بكتبه حسام في الجريدة . ولمن يكتب رسالة بدي أقرأها لحالي مش أستنى حدا يقرأ لي إياها "
هذا بعض القليل من مشاعر كثيرة مختلفة راودتني خلال قراءة 57 مادة تضمنها كتاب حسام شاهين ، إضافة إلى مقدمة كتبها الأديب الكبير محمود شقير .. وقد فضلت الحديث عن شعوري بعد قراءة الكتاب حتى لا أبدو من قبل من يعرفونني شخصيا ، وكأنني أعمل دعاية لكتاب كتبه ابن عمي وقدم له ابن أختي..
(57) مادة تطرح مواضيع مختلفة في السياسة والفكر والفلسفة والنضال والخواطروالتأملات ومعاناة الأسرى والأمهات ، وسيرة بعض المناضلات العظيمات كنجوى عودة وسلوى هديب وفدوى البرغوثي والدكتورة منى الششنية، ومتضامنات أوروبيات مع القضية الفلسطينية ،من النرويج وإيطاليا ..
كتاب أعادني إلى ذكريات قديمة حين كنت مقاتلا في القدس خلال عامي 69 /70 من القرن الماضي.. التقيت فيها بالمناضل الراحل زهدي شاهين والد حسام لآخر مرة . ذكريات لا أعرف إن كنت سأكتب عنها قبل رحيلي عن الدنيا ، وإن فكرت في ذلك. فقد شغلتني الفلسفة الوجودية عن الأمر .
يقول محمود شقير في تقديمه للكتاب:
" يكتب الأسير الكاتب حسام زهدي شاهين ، نصا سرديا يتداخل فيه أكثر من جنس أدبي، لكنه يظل أقرب إلى السيرة ، ولا يضيره بل يغنيه تضافر أجناس أدبية أخرى معه. ليتشكل من مجموع هذه الأجناس كتاب متنوع ،قادرعلى اغناء الذائقة الجمالية للقراء، وعلى امتاعهم في الوقت نفسه ،وإثراء وعيهم بشتى المعارف والأفكار"
حسام محكوم بالسجن ل 27 عاما أمضى منها سبعة عشر عاما حتى الآن . وهو من
مواليد السواحرة الشرقية – القدس 1972 . وحاصل على رسالة الماجستيرفي الدراسات الاقليمية/ مساق الدراسات الاسرائيلية من جامعة القدس، ودرجة البكالوريوس في مجال العلوم السياسية من الجامعة نفسها. وشغل قبل الاعتقال سكرتير العلاقات الدولية لمنظمة الشبيبة الفتحاوية التابعة لحركة فتح .
اعتقل حسام عدة مرات من قبل سلطات الاحتلال ، وطورد خلال الانتفاضاتين الاولى والثانية ، لما يقرب من خمس سنوات .
يكتب القصة والرواية والمقالة والخاطرة ،وقد صدر له رواية بعنوان " زغرودة الفنجان" عام 2015 سيكون لي معها وقفة في مقالة قادمة.
حاز على الجائزة الاولى في الأدب عام 2009 من اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم /فرع فلسطين عن إحدى مقالاته المتميزة,
الحرية لحسام شاهين ولجميع الأسرى والمعتقلين .
*****
* في الحقيقة حسام ابن ابن عمي زهدي شاهين.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف