الأخبار
غالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيرانيطهران: العمل العسكري كان ردا على استهداف بعثتنا في دمشقإيران تشن هجوماً جوياً على إسرائيل بمئات المسيرات والصواريخالاحتلال يعثر على المستوطن المفقود مقتولاً.. والمستوطنون يكثفون عدوانهم على قرى فلسطينيةبايدن يحذر طهران من مهاجمة إسرائيل
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تيه في الزقاق بقلم: محمد عارف مشّة

تاريخ النشر : 2020-09-22
تيه في الزقاق
قصة قصيرة : محمد عارف مشّة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحرقتُ علبة سجائري منتظرا قدومها. منشغلا بما تشاهده عيناي، علّها تظهر من بعيد .
هي الساعة الخامسة مساء تكثر فيه المارّة والسيارات. شيخ كبير السن ترتجف يده على عصاه. لحيته بيضاء. ثيابه قصيرة رثة، ظننتُ للوهلة الأولى انه أحد المتسولين. سرتُ نحوه. اقتربتُ منه ببطء. اقتربتُ أكثر. اهتزت عصا الرجل. خلتُ أن شاربيه قد تحركا. أو بأنه تململ بقصد الهرب. ابتسمتُ له كي أشعره بالاطمئنان. تحركت قدماه. أيقنتُ أن الخوف بات يمتد من قلبه إلى ساقيه، كسريان تيار كهربائي، كبرت ابتسامتي. زاد اضطراب ساقيه. كدتُ أشعر بحرارة لهاث أنفاسه. بحلقت عيناه مذعورة بدهشة ، ثم صرخ فزعا: أهو أنت؟
نظرتُ خلفي فلم أجد أحدا. عن يميني. عن يساري. لم أر أحدا، أيقنت أنه يقصدني. فقلت له ممازحا: نعم إنه أنا فمن أنا، ومن تكون أنت؟ وكبرت ابتسامتي أكثر، فألقى العجوز بعصاه إلى البعيد، وركض هاربا.
دفعتني دهشةُ حب الاستطلاع اللحاق به، ونسيت البنت التي كنت انتظرها.
ركضتُ خلفه. أسرع في ركضه. وصل زقاقا. دخلتُه... الزقاق مظلم. الزقاق صامت. ركضت خلفه خائفا. لمحت ابتسامة في ظلمة عينيه. تعثرتُ. سقطتُ فوق جسد دافئ. نهض الجسد فزعا. نظرتُ للجسد الواقف بذعر فعرفتُ أنها امرأة. زاد ارتباكي. خوفي. نسيتُ الرجل وأطلت في اعتذاري للمرأة. أشارت لي بيدها غاضبة أن أخرج من هنا، فخرجتُ.
نظرت إلى الجهة التي أشارت لي بيدها، فوجدتها أشد ظلمة. كبر الخوف في نفسي. توسلت لها نظراتي أن أعود من حيث أتيتُ. صرخت عيناها آمرة، امتثلتُ لأمرها وتابعت خوفي، أنظرُ نحو الأرض كي لا أتعثر بجسد من الأجساد الملقاة في الزقاق.
سمعتُ وقع أقدام هامسة تسير خلفي. كبر ذعري، فتشاغلت عن ذعري بعد أصابع يدّي تارة. وبقضم أظافري تارة أخرى. لكن همس الخطوات نما في صحراء خوفي النابضة بفحيح الأفاعي.
اقتربتُ من الباب الخشبي، فكان مغلقا. سحقا. أين سأذهب وكيف سأخرج؟ همستُ لنفسي. اقترب همسُ الخطوات، فطمأنتُ نفسي علّ همس الخطوات القادم من خلفي يُخرجني من خوفي.
أصابني الفرح قليلا قبل أن أسمع صوت الشيخ ثانية يزأر كأسد، فكان همسي شبه الصارخ: تبا لكل الأشياء التي جعلتني شرابا سائغا، لهذا الشيخ الخرف.
اقترب الشيخُ فكان فحيح أنفاسه كأفعى، ضمني إلى صدره، ضغط بقوة، فعرفتُ أنه شاب قوي يتظاهر بالشيخوخة، كدتُ أختنق. حاولتُ الصراخ، فجفّ حلقي، وابتلع الخوف لساني.
ــ ما بك؟ قالت البنت التي لا زالت تقف جواري، وأضافت: هل أنت خائف؟
هل رأيتها مرّت من هنا؟ سألتُ
- من هي؟
- فتاتي
- وأنا من تكون؟
- أنت بنت
ــ وهل فتاتك ولد؟ قالتها بسخرية وانفجرت ضاحكة.
تحسست رأسي فلم أجده. أنفي. عيني. فمي. صرختُ فلم يخرج الصراخ من فمي. صرخ رجل يقف جواري، وأضاف: من سمح لك أن تصرخ بفمي ؟
ــ فمك؟ قلتّ بدهشة وأضفت: بل هذا فمي، وهذا لساني.
ابتسم سخرية، ثم قال: لقد كان هذا فمك قبل أن تقوم بتأجيره لي ، قالها الرجل بلساني، ومضى مبتعدا عني .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف