الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفنّان النّحّات أنطوان كبريال برباري بقلم: حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2020-09-21
الفنّان النّحّات أنطوان كبريال برباري بقلم: حسين أحمد سليم
الفنّان النّحّات أنطوان كبريال برباري في القليعات بكسروان

بقلم: حسين أحمد سليم
باحث و مهندس فنّان عربي من لبنان

تتوزّع في المحترف عشرات المنحوتات البرونزيّة و المعدنيّة و الجفصيّة و الموادّ المختلفة، التي ما زالت قيد الإنجاز، و منها منحوتات نصفيّة من البرونز، للرّاحل رفيق الحريري و الفنّان جوزيف أبي رزق، و منحوتة الشّهداء التي صمّمها بطلب من رئيس الوزراء الرّاحل الحريري و غيرها... إضافة لمنحوتة عازف القيثارة من الجفص و منحوتة السّيّدة العذراء بأسلوب إبتكاريّ جديد، يحمل رؤى و تطلّعات فكريّة فلسفيّة روحيّة للفنّان أنطوان كبريال برباري، حيث أسهب الفنّان في شرح مراحل و أبعاد و رؤى ما قام و يقوم بإبتكاره و تصميمه و تنفيذه...
بعدها إنتقلنا إلى صالة العرض الواسعة المساحة، التي تعلو المحترف، حيث العديد من المنحوتات البرونزيّة و المعدنيّة المختلفة الأحجام، إلى عدد من اللوحات المشغولة بالأكواريل و الأكريليك و الباستيل و الموادّ المختلفة، يتوسّطها مكتب و مكتبة من تصميم و تنفيذ الفنّان برباري من المعدن، و باب كذلك يُطلّ على فسحة يعمل على تحويلها لحديقة خاصّ بالصّالة، كإستراحة للزّائرين...

الأعمال النّحتّيّة هي الطّاغية في الحضور المتمايز للفنّان النّحّات أنطوان كبريال برباري و الّافت ذلك التّعامل بدقّة و حرفيّة و أكّاديميّة مع قوامة و تشكيل المنحوتات، و مجموعة من اللوحات و الرّسومات المنفّذة بألوان الإكريليك و موادّ أخرى على القماش...

وقفنا طويلاً أمام بعض اللوحات الفنّيّة التي تحمل بعدّا روحيّا و تاريخيّا و لبنانيّا، و منها لوحة السّيّد المسيح الذي رُفع على الصّليب بين إثنين و لوحة الحضارة القديمة... لننتقل إلى المنحوتات التي تتماهى في رحاب الصّالة، و منها: ما هو مُعدّ لساحات عامّة في بيروت و العديد من المناطق اللبنانيّة، و التي في غالبيّتها بتجلّى في تشكيلها العنفوان الوطني اللبناني: منحوتة المقاومة اللبنانيّة، و عازف الغيتارة، و عازف البيانو، و أليسّا، و أهازيج و رقصات إلى عصر العنب... و عناوين تتمثّل فيها معالم العصرنة الطّاغية في يوميّاتنا، إلى تماثيل من بينها تمثال شاعر لبنان الكبير سعيد عقل و الصّحافي الشّهيد سمير قصير و الصّحافي الشّهيد جبران تويني، و منحوتة أخرى لطائر الفينيق، و منحوتات أخرى متماسكة...

المنحوتات المختلفة الأحجام و الرّؤى و التي في غالبيّتها واقعيّة سيّما منحوتة قانا لعماقيد الغضب، و البحّار الأوّل و الأبجديّة، و أرزة الحرّيّة، و الحضور اللبناني في العالم، و ثاني آثار معماري في الشّرق، و تخليد فلسفة جبران خليل جبران، و غسّان و جبران تويني، و بو صيدون أوّل بحّار لبناني، و القدّيس مار مارون، و مقاومة الشّعب اللبناني، و قلب الله، و عمر الأونسي، و القديس العامودي و غيرها و التي تغطّي مساحة واسعة من الصّالة و المنحوتات برونزيّة السّيطرة مشغولة بمزاج يتنفّس حيويّاً بحيويّة و براعة...

إبتكارات و إبداعات برباري هي تشكيلات و أنماط تمثيليّة واقعيّة، يتخلّلها بعض المسحات السّورياليّة و التّجريديّة، للعديد من الشّخوص المختلفة، تتجلّى في أجواء مناخ يمكن أن يفهم جيّداً، و بوضوح، من خلال تشكيلة تبرز ملامح و معالم و رموز و تعابير لها علاقة بالأسلوب و الأحاسيس القويّة، و هو ما يظهر قدرة الفنّان النّحّات أنطوان كبريال برباري كرسّام و مبتكر و مصمّم و مخطّط و مصوّر و نحّات و كلّ ما يمكن أن يعزز موقعه في الأعمال المنجزة...

بالمفهوم الثّقافي العام نعرف أنّ النّحت هو فنّ تعديل الجسد أو القوام، و من هذه الزّاوية يتراءى لنا تحليليّا أنّ الفنّان أنطوان كبريال برباري، قد حقّق نجاحًا في حركة فعل إبداعات نحتيّة مختلفة، بنائيّة التّشكيل و تكيفيّة الإخراج، تتموسق بتنغيميّة برباريّة تترنّم في إتّساعات للفضاء و المدى، و متوجّهة بأسلوب خاصّ، تحقيقًا إستدلاليّاً للمتلقّي و المتذوّق، على قاعدة ثابتة بمدلول تشكيلي رمزي و تعبيري فلسفي، لمجموع عناصر العلاقات المتاحة و الممكنة و التي تربطه بالشّخوص التي يبتكر من رؤى ذاكرته مجمل تشكيلاته...

إبداعات الفنّان أنطوان كبريال برباري، تتوضّح فيها من حيث التّدقيق في تشكيلها، قدراته التي يتحكّم بها في حركة التّبسيط التّشكيلي، و التي تنبض فيها رؤى أعمال هندسيّة بإيقاعات بنائيّة قويّة، و أنماط تقليديّة متماسكة، تعكس تلميحات شاعريّة راقصة و غنائية، بحيث يبرز فيها النّحت المنجز بدقّة و طواعيّة و راديكاليّة صناعيّة حادّة... يتطلّع من خلالها الفنّان برباري إلى بناء قيم فنون النّحت التّقليديّة، و التّفاعل القويّ مع الأدوات التّقليديّة و التي تقود حركة فعل النّحت إلى مساحات ما، قريبة من حركة الضّوء و فعل الرّؤية، تتراءى في صيغ النّحت الجوهريّة بين حركة التّعبير الظّاهري و حركة الرّؤية الدّاخليّة...
و في حركة إبداعات الفنّان برباري، تدخل بعض الآلات الموسيقيّة على مستوى فنّي آخر، و تدخل تعديلاً جميلاً على الشّكل الطّبيعي، بحيث تعكس ترجمة أكثر متخيّلة، و تدعو بشكل أو بآخر للنقر على تلك الأشكال الموسيقيّة الجامدة، بحيث يراد منها أن تحدث أصواتاً و موسقات و دندنات مختلفة، من مثل شكل بيانو الأصوات، و غيتارة العزف و الرّقص... لتتحوّل الحركة في الرّقص إلى شخص آخر أو شخوص أخرى في حركة فنّيّة بنائيّة، تتماهى بين الرّسم و التّصوير في حركة تداخلات تشكيليّة إبداعيّة، تنتج أصواتاً متعدّدة في الفضاء الجامد... تتماثل في بنائيّاتها الفنّيّة بين الشّخوص و التّماثيل و الأنصاب و التّصوير و الرّسم و الموسيقى، مع حركة البنائيّة الشّاعريّة الجامعة تجسيداً جميلاً، لمفهوم واقع المكان في ظلال الفضاء، تلك الحركة المتأثّرة فلسفيّا بالتّرنيمات المموسقة، و التي تخفي في ماورائيّاتها ذلك القلق السّاكن بعيدًا عن رؤية المتلقّي، و الظّاهر في معادلات المادّة الحسّيّة، في حركة جاذبيّة و غموض غير متاحة الرّؤية...

أعمال الفنّان النّحّأت أنطوان كبريال برباري، تعكس للمتلقّي حقيقة تشكيلها و فلسفتها بأنّها أكثر من آنيّة برونزيّة فيزيائيّة، تتماهى بلمسات و منحنيات و سطوح سلسة، و متوازنة اللمسات في الشّكل الأكثر إثارة و الأكثر نعومة... بحيث تتنفّس مهارة و دقّة في فلسفة التّعبير، لترود المسارات المؤدّية إلى المعنى الرّوحي الآخر، خارج الكينونة النّحتيّة التي تبرز ماهية الصّورة، و إعطاء المنحوتة حضورها التّجسيمي الثّلاثي الأبعاد، و التي برع في تشكيلها برباري في جمعه الفنّي الحاذق للعلاقات الممكنة بين جسد المنحوتة و الضّوء و السّطوح المتجاورة... بصيغة نحتيّة برونزيّة جوهريّة و قويّة، في سعيّ لبناء قيم النّحت التّقليديّة، لخلق حوارات فلسفيّة تاريخيّة روحيّة و إيمانيّة في وجدان الفنّان النّحّات أنطوان كبريال برباري...
أنطوان كبريال برباري هو من مواليد بيروت لسنة 1944 ميلاديّة، درس فنون النّحت في فرنسا و متخرّج من الأكّاديميّة اللبنانيّة للفنون الجميلة الألبا، و أستاذ مادّة النّحت في الجامعة اللبنانيّة سابقًا...

شارك في معارض عديدة، و منها: معرض الخريف، و جالت منحوتاته على فرنسا و الولايات المتّحدة الأميركيّة و المكسيك و ألمانيا و سويسرا...

أنجز تمثال الرّئيس الأسبق بشارة الخوري، الذي أعيد إلى مكانه في الشّارع الذي حمل إسم الرّئيس قرب السّوديكو، و أنجز تمثال نصفي للرّئيس رشيد كرامي في بيروت، و تمثال العميد الرّكن يوسف جرمانوس في اليرزة، والمواصفات الفنية للتمثال تمثال اللواء الركن الشهيد خليل كنعان، عمل للفنان أنطوان برباري، وهو مصنوع من البرونز، من عيار الذهب القديم، ومسكوب بطريقة الشمع المفقود على يد الفنان نفسه. يبلغ ارتفاع التمثال 100 سنتم، أما عرضه فيبلغ 75 سنتم، بسماكة 45 سنتم. وقد عتّق بلون أخضر- بنّي فلورنتيني. إستغرق إنجاز التمثال ستة أشهر، وقد استعان الفنان برباري بالصور الفوتوغرافية والفيديو وبآراء أفراد عائلة الشهيد لبناء صورة واضحة عنه. كما اطلع على كتابات له، «فيها الكثير من التأمل والعطاء والنبل» كما يشير الفنان برباري، الذي يؤكد أيضًا أن اللواء الشهيد كان مفكّرًا وكاتبًا ومثقّفًا. ويضيف أنه من هذا المنطلق سكبت في التمثال روح البطولة الممزوجة بنظرة الرجل المفكّر والإنسان المستعد للتضحية، وهي الصورة الحقيقية للواء الركن الشهيد...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف