الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نساء العامة في مصر خلال العصر المملوكي "648-923هـ/1250-1517م"، للدكتورة إيمان صلاح عطاطة

تاريخ النشر : 2020-09-20
نساء العامة في مصر خلال العصر المملوكي "648-923هـ/1250-1517م"، للدكتورة إيمان صلاح عطاطة
نساء العامة في مصر خلال العصر المملوكي "648-923هـ/1250-1517م"، للدكتورة إيمان صلاح عطاطة

عرض/ أبو الحسن الجمال – كاتب مؤرخ من مصر

   صدر مؤخرا عن مكتبة نهضة الشرق بالقاهرة كتاب "نساء العامة في مصر خلال العصر المملوكي "648-923هـ/1250-1517م"، للدكتورة إيمان صلاح عطاطة، وهو في الأصل رسالتها للدكتوراه التي حصلت عليها بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع ونشر الرسالة على نفقة الجامعة والتبادل مع الجامعات الأخرى، وذلك من كلية الآداب جامعة طنطا في يناير 2019، وقبل أن نبدأ بالحديث عن الكتاب لابد من التعريف بالدكتورة إيمان صلاح عطاط؛ فهي باحثة لها عطاء ملموس في مجال الدراسات التاريخية، واستطاعت أن تغوص في أحداثه وتستخرج لنا حللاً سيراء أضافت الكثير إلى المكتبة العربية، فقد حصلت على ليسانس التاريخ من كلية الآداب جامعة طنطا سنة 2009، ورغم عدم تعيينها في الجامعة فقد أصرت على إكمال دراساتها العليا، فحصلت على الماجستير من نفس الكلية كلية الآداب بطنطا في أبريل سنة 2016، في رسالة بعنوان "دور نساء البلاط في مصر في العصر المملوكي" 648-923هـ/1250-1517م – بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع ونشر الرسالة على نفقة الجامعة والتبادل مع الجامعات الأخرى، وعلى رسالة الدكتوراه في يناير سنة 2019 والتي طبعت في كتاب، وسوف نتناولها في السطور التالية... وقد امتلكت المؤلفة أدواتها وسخرتها بدقة؛ من الوثيقة والمصدر والمرجع العربي أو الأجنبي ولم تترك كبيرة أو صغيرة تمت لأبحاثها إلا ورجعت إليه وأستفادت منه، لذا جاءت نتائج أبحاثها رصينة، وأضافت إلى البحث العلمي وأثنى عليها أساتذتها، لذا كان لها حضور في المؤتمرات والندوات في مصر وفي الدول العربية، وقدمت فيها أبحاثا حازت إعجاب الجميع، كما أنها كتبت المقالات في عدد من المجلات والصحف..

 وقد اهتمت الباحثة بدراسة أحوال المرأة في العصر المملوكي في الدولتين: المملوكية البحرية "التركية" والمملوكية البرجية "الجراكسة"، وهي فترة متسعة زادت على القرنين والنصف، فتناولت في رسالتها للماجستير طبقة الخاصة من النساء والتي ارتبطت ببلاط السلاطين، حيث كان النوع النساء يتمتع بالسلطة والنفوذ والجاه والقوة والمال، امرأة تقبع على رأس السلطة والسلطان وهي امرأة البلاط، فهي إما سلطانة أو أم للحاكم أو زوجة أو ابنة أو محظية، اختفت كثيرا وراء ستائر الحريم التي حجبتها عن العامة، لكن هذه الستائر لم تمنعها من أن تصير حياة هؤلاء العامة والخاصة وخاصة الخاصة، وفي هذه الرسالة عرضت الباحثة رحلة هؤلاء النساء مع السياسة والاقتصاد والمجتمع والعلم والدين وحتى الآثار المعمارية والفنية لتستطلع مدى ما قامت به هؤلاء النساء من أدوار مؤثرة وفاعلة في مصر في العصر المملوكي، وكيف لا وقد كان شجرة الدرر أول ملوك هذه الدولة..

   ثم استكملت الدكتورة إيمان رحلتها مع المرأة  رحلتها في رسالة الدكتوراه لتتحدث عن طبقة عامة النساء، حيث أظهرت المؤلفة من خلال كتابها هذا أنها تمتعت نساء العامة بالحرية في كافة النواحي ما عدا بعض أوقات المحن والفتن، غير ذلك فقد عاشت نساء العامة حياتها بكل حرية، وكانت لها مشاركتها في كافة المناسبات والأعياد المختلفة التي تقام على مدار العام، علاوة على خروجها لسوق العمل والحمامات العامة والأسواق والمتنزهات والقرافة والمساجد باستمرار، ولكن يجب ملاحظة أن هذه الإجراءات كانت مرتبطة بظروف الأزمة فإذا ما انقضت وزال خطرها عادت الأمور إلي ما كانت عليه في السابق كذلك وضع نساء العامة كان غريبًا لا يختلف، بين التحرر والتقييد تبعا لرغبة السلطات إذا أمر بالتقييد، وإذا شاء تغاضى فتحررت النساء وأسرفن حتى يعود آخر إلى فرض القيود والحجر على حريتهن.

 وقد قسمت الدكتورة إيمان كتابها إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة

   جاء الفصل الأول تحت عنوان "جدلية علاقة نساء العامة بالمجال العام"، وجاء في خمسة محاور رئيسية، الأول بعنوان "جغرافية تواجد نساء العامة" وتتبعت فيه أماكن تواجد نساء العامة مثل الأحياء والحارات والأسواق والحمامات العامة والقرافة وكذلك المتنزهات.

          ويأتي المحور الثاني بعنوان "الوضعية الاجتماعية لنساء العامة" وعرضت أيضًا فيه الجواري وأوضحت كيفية وطرق الحصول عليهن، وأسعارهن، وكذلك الغرض من اقتنائهن ووضعهن في المجتمع في ذلك العصر، كما عرضت الحرف والمهن اللاتي مارستها نساء العامة وقسمتها إلى حرف تجارية وحرف غذائية وحرف جنائزية وحرف منزلية وكسائية وحرف الزينة والتجميل علاوة على مهن عامة أخرى، وأيضًا عرضت الألقاب والكنى التي نالتها نساء العامة من قبل ذويهن في ذلك العصر، وعرضت أيضًا وسائل التنقل التي اقتصرت عليها نساء العامة في الركوب.   

          واستمراراً  في ذلك، تطرقت المؤلفة في هذا الفصل إلى المحور الثالث وهو "الاحتفالات والترفيه في مجتمع نساء العامة" وعرضت فيه للاحتفالات التي شاركت بها نساء العامة مثل الاحتفالات الشرعية وغير الشرعية وأعياد أهل الذمة والاعياد الموروثة وغيرهم، علاوة على وسائل التسللية والترفيه المتاحين لنساء العامة.

    وجاء المحور الرابع "انحرافات نساء العامة" وتعرضت فيه لبعض الممارسات السلبية التي مارستها بعض نساء العامة مثل البغاء، الرقص والغناء، الزنا، السحاق، السرقة، القتل وكذلك شرب الخمر والحشيش، فلم يكن انتشار هذه الانحرافات بينهن من فراغ، وسواء كانت سببًا أو ضحية لظروف المجتمع، فتأثرن بالظروف الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة في ذلك العصر فارتكبت بعض الأخطاء، كما كان انتشار الجهل وقلة الوازع الديني بين نساء العامة عاملًا قويًا لانتشار هذه الانحرافات. وبينت الباحثة ازدواجية موقف بعض سلاطين المماليك تجاه البغاء والزنا، فاعترفوا بالبغاء ورخصوه وأباحوه مقابل الضرائب المفروضة علي تلك الجهات المشينة، أما الزنا أو الحب المحرم فكان يعاقب عليه القانون ! فما الفرق بين الموقفين والفعل واحد وموقف الدين واحد تجاهما؟ ويبدو أن الموقف الرسمي لدولة المماليك من هذه الفواحش قد ارتبط بظروف البلاد الاقتصادية فضلا عن شخصية من يتولى السلطنة والسلطة .

وجاء في المحور الخامس والأخير من هذا الفصل بعنوان " أثر الأوضاع الاجتماعية على نساء العامة"، وعرضت فيه الباحثة ما تعرضت له نساء العامة في ظل مجتمع إقطاعي طبقي ونظرة المجتمع والدولة لهن. وبينت الدراسة أن غالبية نساء العامة عانت من وضعهن الاجتماعي فلم يتمتعن بالأمن والأمان حيث استغلت السلطة المملوكية وحاشيتهم ضعف نساء العامة بالاعتداء عليهن والتحرش بهن والخطف وكذلك استعبادهن، وهذا يجعلنا نفسر لماذا كانت معظم طبقة العامة يفضلون الذكور عن الإناث علاوة على السبب الاقتصادي والمادي وأيضًا الجهل المنتشر بين هذه الطبقة، كذلك النظرة الطبقية لهن في مجتمع ساد فيه النظام الإقطاعي والطبقي الذي انعكس بدور على شتى مظاهر الحياة التي تعيشها نساء العامة آنذاك، واتضح أيضًا أثر الكوارث الطبيعية والبشرية عليهن من معاناة تصل إلى الموت .

          ثم يأتي الفصل الثاني وعنوانه "الحياة الشخصية والعائلية لنساء العامة"، والتي جاء في مقدمته المحور الأول " عادات وطقوس الخطبة والزواج " وذلك عند المسلمات وأهل الذمة من نساء العامة وما شمله من الخطبة والمهر والعقد ويوم الحناء وليلة الزفاف، و جاء المبحث الثاني بعنوان "شوار نساء العامة"، وما تضمنه من الأثاث المنزلي، وأدوات المطبخ وأدوات الإنارة والإضاءة، و مفارش الأرض.

          إلى جانب المبحث الثالث "الحياة الزوجية والأسرية في مجتمع نساء العامة" وتناول العلاقات الأسرية من العلاقة الزوجية والحمل والإنجاب وبعض الاحتفالات العائلية، وتناول ظاهرة تعدد الزوجات والطلاق، وكذلك بيت الزوجية ودور الزوجة به علاوة على نظرة الأسرة والمجتمع للأنثى.

          وجاء الفصل الثالث وعنوانه "ثقافة وفكر نساء العامة" والذي بدأ المبحث الأول: معتقدات نساء العامة" وقسمتها إلى أولا معتقدات شعبية، وشملت ممارسات الاستشفاء الشعبية وكذلك ولع أغلب نساء العامة بالتنجيم والغيبيات وإيمانهن بالأحلام والحسد والسحر والتفاؤل والتشاؤم. ثانيا: معتقدات دينية: وشملت العادات والطقوس الجنائزية وكذلك مظاهر تصوفهن، والتبرك بزيارة الأضرحة وأيضًا اعتقادهن في الأولياء والمشايخ.

          وجاء المبحث الثاني "وازع نساء العامة الديني" وشمل المرجعية الدينية لنساء العامة في الأمور النسائية وخروج بعضهن للحج وبعض العوائد الدينية الممقوتة لديهن.

          ويأتي المبحث الثالث "الجسد ومتعلقاته في ذهنية نساء العامة" وتناول مقاييس جمال نساء العامة ثم طرق وأساليب العناية بأجسادهن ثم ملابسهن من خارجية وداخلية وأغطية الرأس والحجب وملابس القدم علاوة على الحلي وما تزين به وتصفيف شعرهن وأدوات التجميل المستخدمة في ذلك.

          والمبحث الرابع: "نساء العامة في كتب التراث الشعبي" وتناول صورة نساء العامة في العصر المملوكي من خلال الكتب والسير الشعبية.

          وجاء الفصل الرابع والأخير "نساء العامة بين الولاية السياسية والولاية الدينية" وجاء المحور الأول "قضايا نساء العامة بين القرار السياسي والفتوى الدينية" وقسمتها الباحثة أولا: قضايا اجتماعية: وشملت قضايا زي نساء العامة، قضايا المجون والطاعون، قضايا مواجهة البدع، وكذلك القضايا الخاصة بنساء العامة من أهل الذمة، وقضايا الجواري والإماء. ثانيا: قضايا الأحوال الشخصية وشمل قضايا ومراسيم الزواج والطلاق وقضايا المحلل وكذلك قضايا الخلع وقضايا الزنا والنسب وكذلك قضايا الخنثى. ثالثا: قضايا اقتصادية وشمل قضايا الإرث، وقضايا الغارمات وأيضًا قضايا استعباد وتسخير نساء العامة.

       وتناول المبحث الثاني "مظاهر الدعم الاجتماعي لنساء العامة " من خلال توفير السكن لهن وتوزيع الصدقات عليهن وتوفير الماء والطعام والرعاية الصحية والنظر في شكواهن وأيضًا دفن الموتى منهن.

       وتناول المبحث الثالث "نساء العامة في سياق السياسة"، وتناول الأدوار السياسية التي لعبتها نساء العامة في سياق السياسة منها عملها لصالح بعض السلطات المملوكية من خلال التجسس وجلب المعلومات، وأيضًا التستر على بعض السلاطين الهاربين، ومشاركتهن في بعض الهبات الشعبية وحركات التمرد من قبل الخارجين على الدولة المملوكية، وأخيرا مواجهتن ومواقفهن ضد الخطر الخارجي.

         واختتمت الدراسة بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها، كما حرصت على تزويد الدراسة بملاحق، والصور والأشكال التي تخدم البحث وتوضح جوانبه، ثم ذيلت الدراسة بقائمة تضمنت الوثائق والمخطوطات والمصادر والمراجع، وكذلك المصادر والمراجع المعربة، وأيضًا الدوريات والرسائل الجامعية، والمراجع والدوريات الأجنبية التي تمت الاستعانة بها في إنجاز هذا البحث. 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف