الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هذيان اللاوعي بقلم: حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2020-09-18
هذيان اللاوعي بقلم: حسين أحمد سليم
هذيان اللاوعي

بقلم: حسين أحمد سليم
باحث و مهندس فنّان عربي من لبنان

لعبتي المفضلة, التي ألهو بها مدار الساعة, دون كلل أو ملل, أسامرها وتسامرني, أخاطرها وتخاطرني, هذيان فعل تحريض عناصر الحروف في لغة الضاد, لقيامة ثورة العشق في ساح الكلمات, أرود ساح الكلمات في أوشحة الحب, أثير فتنة الجمال بين التشكيل والتشكيل, أخلق حالات التحابب والتعاشق والتهايم والتغارم والتواصل, على ذمة رؤى منظومة الأبجدية, بين مشرقية ومغربية, لا فرق, فالنقطة قوام الهياكل في رسم مظاهر الحروف والكلمات والجمل والفقرات والمقاطع والنصوص والخواطر...

هواياتي في لعبتي المفضلة, التجديف هذيانا في علامات الترقيم, أفاجؤها في معاقلها, فتغدو عند لسان يراعي طوعاء, تستسلم بلا أدنى مقاومة, وترفع راية بيضاء, تعلن لجنوني الولاء, أتحكم بها على مزاجيتي, وأثبتها مسلسلة بين كلماتي, لا مناص لها من دكتاتورية سلطتي, أشك في حبيباتها حروفي, وأجمع في خيوطها كلماتي, وأشكل في فواصلها جملي, وأحدد في نقاطها فقراتي, لأصنع من منظوماتها واسطة العقد, ألبسها وشاح أسلوبي, وألونها بألوان الطيف, وأعنونها كما يحلو لي, رفضا توكيديا لهرطقات التقاليد...

تعقلت ردحا زمنيا في لعبة الهذيان, وردعت نفسي عن تحريض الحروف, وقوننت هواياتي في التجديف بعلامات الترقيم, وكتبت ما كتبت, ومارست فعل الردة على كتاباتي, ممارسا فعل الإلتفاف على كلماتي, وتظاهرت محافظا في صفوف الجماعة, مؤديا صلواتي متابعا لا مؤتما بالإمام, يراودني الشك في صحة القياس والإجتهاد, فما إستأنست يوما في عقلانية على مضض, ولا كان فعل التواصل سليما مع مظاهر العقال, فمارست الرفض في مساراتي, وخالفت القواعد سمة التمييز بين جمهور الكتاب...

الهذيان أدخلني مرحلة الجنون, فعل طواعية ذاتية, بلا ضغوط سياسية أو حزبية, أبدعت مدرسة الجنون, وفتحت أبوابها مشرعة لإستقبال تلامذة الإختصاص في الجنون, وذاعت شهرتي بين أصحاب العقول بالجنون, وتعرفت إلى أبواب منظومة الجنون, وتعلمت كل طرق الجنون, فإكتشفت أن لكل طريقته الفضلى بالجنون, وهو مقتنع طواعية بفعل الجنون, وكما يحلو له يمارس فعل الجنون, وعرفت بحكم التجربة, أنني أمير في مملكة الجنون, لأنني مجنون بكل الطرق...

عند قوس محكمة العدل العظمى, وقفت بين يدي ثلة من أمهرالقضاة, للإعترافات بمسارات الجنون, وقاعة المحكمة مكتظة بالحضور, أتوا من كل حدب وصوب مع خوافق الرياح, ليشهدوا جميعا على فعل جنوني... رفعت يدي اليمنى مقسما بالله والحب, فوقف الكل مكبرا معظما مصفقا, وكذلك لجنة القضاة, وأومؤا لي بالجلوس على المنصة فوق سجل المحكمة, وألبسوني ثوب الشرف الأسود, موشى الأكمام بالأحمر, ووضعوا على أكتافي وشاحا بألوان الطيف, وعلى رأسي قبعة من نفس الطراز... وبدأت تعزفني سيمفونية الجنون, وتكرز بي أناشيد الهذيان, وتبوح بي كتاباتي الرافضة الثائرة المجدفة بعكس التيارات, وأنا ساكن هاديء صامت, ما تفوهت بحرف من منظومة الحروف, حتى ثمل الكل من البوح في الإعترافات, وإغرورقت عيون الحضور بنشيج الدموع, معلنا رئيس القضاة, حكما مبرما مؤبدا في عوالم فلسفة الإبداع في الكتابات, وأتوا بفرقة من رجالات الأمن الفكري, وكبلوني بسلاسل من الفنون الأدبية والتشكيلية, وأدخلوني عنوة طوعية سجن البوح في الكتابات...

نجمة الصبح وحدها غابت عن الحضور, وتخلفت تحت ستار البعد في الإمتدادات, خافت البوح بإسمها في حركة الإيحاءات, ورفع صورتها راية خفاقة فوق ساريتي, حبا لها وتقديرا واحتراما وتعظيما لأنها ملهمتي ... تلمست يوما فعل الجنون في كلماتي, عندما كتبتها قصيدة حب كبرى في قلبي الصغير جدا... وضعت اناملها الدقيقة الرقيقة الملامس على فعل هذياني الفكري في غفلة من الحب, عندما عزفتها لحنا شجيا على أوتار شراييني, فآثرت الإحتجاب من صباحاتي, وحرماني من نشوة شذى الإلهام, وغابت من مساءاتي تحرمني قهرا من لذة ضوع الوداع... وتركتني وحيدا أجتر عذاباتي, وأهرق الدمع مدرارا فوق خدي, تكتوي بحرارة دموعي وجنتي, حيث أغدقت قبلها الدافئة قبل الإرتحال...

أنا يا حبيبتي القدرية, أمارس فعل الجنون في حبي لك, كما مارستِ فعل الإيحاءات في كتاباتي, وأمارس فعل الهذيان في كتاباتي لك, كما مارستِ فعل تشكيل الألوان في صباحاتي, وأمارس فعل تكبيل خواطري في عوالمكِ, كما مارستِ فعل الحنان مودة ورحمة, يوم إستفردتني غوائل الأيام... وأنا يا حبيبتي التي نأت في بعدها عني, ما زلت مخلصا لك في جنوني, وفيا لك في هذياني, جننت يوما بك, وما زلت أمارس فعل الجنون في هذياني بك, أتخاطر بوحيك في البعد, لأكتب كلماتي من إيحاءاتك, هذيانا في جنون الحب لك...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف