الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأحياء والأموات بقلم:محمود التميمي

تاريخ النشر : 2020-09-17
الأحياء والأموات
محمود التميمي

في رواية الكاتب الروسي " قسطنطين سيمونوف "  الأحياء والأموات ، أحداث وتفاصيل كثيرة عن حكايات ومشاهد حقيقية ، وقعت خلال الحرب العالمية الثانية ، في ذروة اجتياح الجيوش النازية للأراضي السوفياتية والبلدان الأوروبية.

وأول ما يتوارد لذهن القارئ من العنوان ، وقبل أن يستغرق في أجواء الحرب الصاخبة ، أن المقصود هو الحياة والموت ، وما تخلفه الحروب من ضحايا يسقطون في أتونها  ، وناجين  يفلتون من براثنها ، لكن القارئ ، يدرك خلال السياق ، أن الرواية، وإن وثقت مشاهد النجاة والفناء ،  فإنها عُنيت بالأساس في تخليد مواقف البطولة والتضحية ، لمن صمدوا وثبتوا ، وافتدوا بلادهم و رفاقهم ، بدمائهم وأرواحهم ، و تسجيل مواقف الجُبن والهوان ، لمن فرّوا أو تعاونوا مع أعدائهم ، فإذا بالجبناء هم الأموات ، وإن بلغو من العمر عتياً ، وبالشهداء هم الأحياء ، وإن قضوا نحبهم ، لأن الحياة إما أن تكون حياةً للقيم والمثل التي يجسدها الإنسان وتمنحه كرامته وقيمته ، وإلا فإن التردي  والتهاوي في مهالك الذل والانحطاط هو الموت والاندثار.

تذكرت هذه المعاني ، وهذه النظرة للعالم وللناس وللأشياء ، وأنا أتابع مشاهد التطبيع الثلاثي الإسرائيلي – الإماراتي – البحريني ،  على شاشة التلفاز ، وفي حمأة المشاعر المختلطة للغضب والقرف والأسى، أيقنت ، أكثر مما أيقنت في أي وقت مضى ، أن شعبنا الفلسطيني الصامد ، المقاتل ، هو الأكثر حيوية وحرية ، وإن كان تحت الاحتلال ، مقارنة بأولئك البؤساء الفاقدين لحريتهم ، الراسفين بأصفاد  الرق والعبودية.

وبالتضاد مع الصور الباهتة والهزيلة للبهلولين الجالسين على منصة التوقيع ، باسم شعوبٍ لم يسألوها ، وبلادٍ أطهر من أن يلوث تاريخها برعونة ، اتقدت في ذهني صور الصبي  فارس عودة وهو يتصدى لدبابة عملاقة بحجارته الصغيرة ، والشهيدة آيات الأخرس ،قبل أن تفجر حزامها الناسف ، وهي تخاطب جنرالات جيوشٍ صدأت مدافعها ، وتستصرخ فيهم نخوة ورجولة وا معتصماه، التي ذهبت أدراج الرياح ، والشهيد المقعد " المنتصب القامة " إبراهيم أبو ثريا " وهو يبلغ السياج الفاصل ، برجليه المبتورتين ، ليرتقي شهيدا ، شاهراً علم فلسطين ، يكاد يشد عليه بعضديه، لا يلوي على شيء من الدنيا.

استذكرت قوافل الشهداء، وآلاف الصور والمشاهد الشامخة ، لأبطال الثلاثاء الحمراء ، و القسطل ، والكرامة ، وبيروت ، ومخيم جنين ، وتخوم غزة ، والمحطات الحافلة والكثيرة في مشوار العزة والشرف ، على درب الفدائيين والمناضلين ، وانتفاضات الشعب الفلسطيني وثوراته المتعاقبة ، وكل من وقف معنا وقاتل في صفوفنا والى جانبنا من شعوب أمتنا المجيدة ، فلم تبد صور المطبعين والمهرولين الا ظلالا قاتمة لاحتلالٍ سينجلي ، ورواسبَ ستستقُر في القاع ، وأشباحاً لأمواتٍ ماتوا في دواخلهم ، أقعدهم الخُنوعُ ، ولم يعرفوا معنى الحياة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف