الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صبحي الجيار مبدع ضد المستحيل!!بقلم:د.يسري عبد الغني

تاريخ النشر : 2020-09-17
صبحي الجيار مبدع ضد المستحيل!!بقلم:د.يسري عبد الغني
صبحي الجيار مبدع ضد المستحيل!!! بقلم/د.يسري غبد الغني
رائد من صناع الإرادة، ظل في قيوده قرابة نصف قرن من الزمان لكنه تواءم معها وتغلب عليها ليثبت وجوده وليسطر صفحة مضيئة لعظمة وقوة ومثابرة الأديب والإنسان:
ولد صبحي الجيار في 27 من فبراير عام 1927 وأصيب وهو في الرابعة عشر من عمره بمرض تيبس المفاصل مما جعله لا يستطيع المشي أو الجلوس كل الذي يستطيع أن يفعله أن ينام على ظهره ويحرك نصف ذراعه اليمنى، هكذا قضى عمره نائمًا في السرير بسبب هذا المرض اللعين.
سافر إلى لندن للعلاج على نفقة الدولة لكن فشلت رحلة علاجه لصعوبة المرض وعاد إلى أرض الوطن يقهر اليأس ويصارع المرض رافعا شعار (لا يأس مع الحياة).
ولقد كان للأسرة دور عظيم في حياته وللمجتمع أيضًا الذي احتضنه بالرعاية والتشجيع، ولسكرتيرته نعمات التي كانت تتولى رعايته الشخصية وقضاء أعماله لدى الجهات التي يتعامل معها.
وبعد سنوات طويلة من الزمن من الله على صبحي الجيار بسكرتيرة متطوعة إلى جوار نعمات هي آمال.
وعنهما يقول صبحي الجيار "إن الأخت النبيلة آمال ليست هدية السماء لي وحدي، بل للأخت نعمات أيضًا التي أصبحت في وجودها تجد متسعًا من الوقت كي تلتقط أنفاسها بعد إرهاق دام عشرين عامًا" كل هذه الرعاية بلا شك ساعدت صبحي الجيار في التغلب على الإعاقة والمضي نحو طريق المجد والخلود.
ورغم هذه الظروف الصعبة أصدر صبحي الجيار ثلاث مجموعات قصصية قبل أن يكتب سيرته الذاتية وهذه المجموعات هي: -
(يستر عرضك) عام 1961.
(سوق العبيد) عام 1963.
(العيون الزرق) عام 1966.
ثم أصدر صبحي الجيار سيرته الذاتية (ربع قرن في القيود) في ثلاث كتب:
المأساة
الكفاح
الحصاد.
وقد نشر العديد من القصص القصيرة في الصحف والمجلات المصرية والعربية.
وكتب العديد من المسلسلات الإذاعية وقدم أحد البرامج الإذاعية كان يرد فيها على مشاكل المستمعين وعلى إبداعات الأدباء الجدد. وقام بترجمة بعض الكتب من الإنجليزية إلى العربية.
وكان صبحي الجيار يقيم في بيته ندوة أدبية أسبوعية يوم الجمعة بالتحديد يحضرها كبار الأدباء والفنانين ويجري فيها مناقشة الأعمال الأدبية للأدباء المعروفين والجدد أيضًا
لذا استحق صبحي الجيار بجدارة حصوله على جائزة الدولة التشجيعية في التراجم عن كتابه الرائع (ربع قرن في القيود).
وإذا كان المرض قد غزا كل مفاصل صبحي الجيار فقد ترك له بحمد الله مفاصل أصابع يده ليمسك بالقلم ليكتب لنا ويرسم من فراشه الذي لزمه سنين طوال، ورغم ذلك فازبجائزتين في مسابقة نادي القصة في سنتين متعاقبتين (في عام 1957، وفي عام 1958 نال الجائزتين الأولى والسابعة)
وهكذا فإن الرقدة الطويلة لم تطفئ في نفسه وميض الأمل ونوره
ولقد اهتم الكتاب والمثقفون بحياة صبحي الجيار وكانوا يتابعون أخباره باستمرار، ومن عجيب القدر بعد أن أتم صبحي الجيار كتابة سيرته الذاتية ربع قرن في القيود المكونة من ثلاث كتب آخرها كتاب (الحصاد) عام 1968 –كما أسلفنا- وهو العام الذي رحلت فيه هيلين كيلير المعجزة الأمريكية التي تمكنت من قهر الإعاقة أيضًا بفقد بصرها وسمعها.
قال الأديب المعروف يوسف الشاروني:
"إذا كان الأمريكيون يفخرون اليوم بهيلين كيلير فإن علينا أن نفخر بأمثال صبحي الجيار".
كتب الناقد الراحل عبد الفتاح البارودي في جريدة الأخبار الصادرة في 27 من يونيه عام 1960 تحت عنوان "مأساة أديب" تعليقًا على قصة حياة صبحي الجيار: "بكل هدوء روى الأديب صبحي الجيار مأساته في برنامج كفاح ونجاح.. وأي كفاح وأي نجاح أقوى من أن شابًا يرقد على سريره منذ عشرين عامًا بين أربعة جدران، ورغم ذلك يكتب للناس قصصا وخواطر، أقل ما يقال فيها أنها دعوة لليقظة والحياة.
وهذا هو أحد أسرار نجاحه كأديب، إن مواجهة الحقيقة هي التي دفعت أدباء عظمة الإغريق إلى مقاومة ظروفهم وخلقت في عصر النهضة أدب عظمة الإنسان.
وخلقت أيضًا من صبحي الجيار أديبًا لا يهدأ على سريره.
بل استطاع بالإصرار وبالاستفادة من الأدب العالمي أن يتجدد ويبتسم في محنته وفي قصصه. هذا أديب كبير على سرير صغير"..
ويعلق الكاتب الكبير أحمد بهجت على قصة حياة صبحي الجيار قائلاً:-
(لا يعرف شباب اليوم من هو صبحي الجيار ولا يعرفون قصة كفاحه في الحياة، وهي قصة تشير إلى عظمة الإرادة الإنسانية حين تمحو من قاموسها كلمة المستحيل)
وفي 25 من فبراير 1987 صعدت روح صبحي الجيار إلى بارئها لكن، تبقى شخصيته المتميزة التي يذكرها التاريخ وقصة كفاحه في التحدي والتغلب على الإعاقة وعطاؤه الأدبي حيث كان أيضًا أديبًا متميزا ساهم بإبداعه في إثراء الحياة الأدبية في عصره
يبقى كل ذلك بصمة مضيئة له ، وشاهدًا على عظمة الإنسان وصلابة إرادته.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف