الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تجلّيات أميرة الدّيوان للكاتب حسين رضا مشيك بقلم: حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2020-09-14
تجلّيات أميرة الدّيوان للكاتب حسين رضا مشيك بقلم: حسين أحمد سليم
تجلّيات أميرة الدّيوان للكاتب حسين رضا مشيك

بقلم: حسين أحمد سليم
باحث و مهندس فنّان تشكيلي عربي من لبنان

هناك حيث إرتحال التّفكير خلف اللامحدوديّات، و انسيابيّات العقل بين تموّجات الإلهام و الإيحاء، يتهادى بحزم سيّالاته في رحاب هدأة السّكون الممتدّة أبعد من المحدوديّات, تلك السّكينة اللطيفة المنفلتة من قيود المكان, و من حركة فعل مسيرة الزّمان التّقديريّة, هناك حيث أثيريّات مشهديّات الإيحاءات، تولد لحظة الخلق و ومضة الإبتكار و انهمارات الإبداع... و في تلك الفضاءات الخياليّة اللامحدودة المدى, تلك الموغلة في حركة الإتّساع و الإمتدادات, هناك, على ذمّة عظمة القدر الخفيّة الجوهر, تبتدئ اللحظة الإيحائيّة اللامحدودة, التي تحمل السّرّ الدّفين المكين في خفايا الحنايا, سمة إستمرار العيش في خضمّ مسارات الحياة... من ذلك الجوهر المغمور عن الرّؤى, تنطلق سيّالات الخيوط الفضّية, تنساب طيفة ناعمة بالاهتزازات الأثيريّة, لتتولّد رهافة الأحاسيس و نقاوة المشاعر, و تتكاثر صفوتها النّورانيّة الشّفيفة, تقترن بأمر الله و تتزاوج ببعضها البعض, بأعلى و أرقى و أقدس و أطهر حركة فعل المودّة و الرّحمة, فتنهمر كما الرذّاذ من تشكيلات السّحب الفكريّة اللامتناهية, و تتبلور مشهديّات معالم البوح الحانية الإنهمارات, كما انهمار المطر العاشق فوق الأرض العطشى الهائمة بغباريّات ترابها... فعل حب أسمى و حركة عشق أصفى، خواطر و نصوص و كتابات و نثائر فنّيّة التّشكيل شاعريّة الموسقات و التّرانيم، عفقات دندنات و جرّات وتر أوحد على وتر أوحد، تتجلّى و تتجسّد قصائد منثورة في كتاب "أميرة الدّيوان"، عند الكاتب الشّاعر اللبناني الدّكتور حسين رضا مشيك.

إنطلاقًا من هذا المنطق التّحليلي الرّوحي الأثيريّ، و الإنساني... ينهمر فعل الإبداع و يتدفّق, و بدفقاته و انهماره تتجلّى لوحة الخواطر الفنّيّة في النّثائر الشّعريّة الفنّيّة عند الكاتب الدّكتور حسين رضا مشيك واضحة المعالم, جليّة المشاهد ترسم الوجه الفنّيّ الآخر للكاتب, في أنماط حروفيّة كتابيّة نثريّة و شعريّة, تتراءى رافلة كما اللوحة الفنّية التّشكيليّة التّجريديّة أو السّورياليّة, قطعة نثريّة شاعريّة موسومة في نقاط و حروف و كلمات و خطوط و ألوان و أشكال و نثائر و قصائد شاعريّة, تعكس معاناة الحبّ و العشق بكلّ شفافيّتها و عذوبتها... ففي تلك اللحظة الخاطفة في ومضاتها الشّعاعيّة, حيث يرتسم البوح في مشهديّات من الخواطر, فعل انهمار الوحي الآت من كنه البعد الآخر, مبتدئا دفقاته من ماورائيّات أعماق الخيال, ماضيا في تدفّق سيّالاته الكوكبيّة المفضّضة الأطياف, عبر حركة موجات الأثير الفكري فعل تأجّج متواصل, تشقّ طريقها في ثنايا الضّوء الفضّي للمعرفة, نحو حدود تلمّس الإشتياق من وحي الأحاسيس, وصولا حتّى مصبّ المشاعر في حنايا النّفس, لتحرّك شغاف خلجات الفؤاد العاشق, فإذا الحروف و الكلمات و النّقاط و الألوان النّثريّة و الشّعريّة ومضات بارقة، تتمازج حزم أطيافها لتؤلّف اللوحة الكتابية الفنية النّثريّة و الشّعريّة, في رحلة تحوّل شيّقة عبر مراحل الخلق و الإبداع, لتصنع العبارات الموسيقية بالرّؤى المتموّجة بين ذبذبات الحروف و توزيعها في اللوحة الكتابية النّثريّة و الشّعريّة في مجموعة "أميرة الدّيوان للكاتب الدّكتور حسين رضا مشيك...

الكتابة عند الدّكتور حسين رضا مشيك هي صفوة كلمات نثائريّة و شاعريّة اختارها خلقًا تفكيريّا من البعد في الإبحار الخيالي، فخطّها و رسمها و شكّلها في نثائر و خواطر و قصائد حانية المشاعر و الأحاسيس، بوحًا صادقًا بها من حركة موسقات شغاف و خلجات قلبه، هاتفًا بها حبّا و عشقًا و هيامًا حاملة في مكنون جوهرها، إسم أميرته التي شاء الله و أوجدها له في مسيرته الحياتيّة، تلك الأميرة الدّيوانيّة التي ظهرت رافلة الجمال يوم اللقاء الأوّل بها، حيث دندنت له موسقة بترانيم حروف كلماتها الحانية، و التي هام بها فحفظها في شغاف قلبه و تقلبن بها عقله و ذهنه، و فعلت فعلها السّحريّ حيث حفرت في عرفان ذاكرته حسن صورتها الرّافلة بالجمال و البهاء، و عكفت على حركة ترصيع عناصر محارفها النّورانيّة المزخرفة باللؤلؤ المطرّزة بالمرجان، تتكوكب و تتلألأ بسيّالات من حزم موجات دافئة، حملت به قدرًا حيث البعد الممتدّ، تتجسّد بين خفايا طيّاتها خلاصة جوهر المعاني في رؤى الحقيقية الإبداعيّة...

تتجسّد ميزة و أهمّيّة ما كتبه الدّكتور مشيك لأميرة الديوان، في تلك النّثائر الشّاعريّة و الكلمات الحانية الرّافلة في عفق حروفها راقصة على أوتار موسقات و نبضات قلبه الهائم عرفانًا آخر في صوفيّة الحبّ و العشق، بحيث تراءت لخياله و كأنّها أيقونة قداسة تتماهى عنفوانًا في ربوع و قمم الجبال الشّمّ في وطن الأرز الخالد لبنان، و ارتسمت له في فضاءات بقاع لبنان نجمة صبح وضّاءة، توشّي بفوح و ضوع و صفو نورها بلدات هلال غربي مدينة الشّمس، تتماهى كجوهرة لألاءة الطّيف تتراقص عشقًا في أجواء بعلبك مدينة الشمس، و تتراء للكاتب مشيك كمبخرة ذهبيّة أو فضّيّة مُعتّقة يتشذّى بخّورها يُنعش تنشيقات القدّيسين في كنائسهم و هم يُمارسون صلواتهم اليسوعيّة و ترانيمهم المريميّة أمام مذبح القداسة و الطّهارة...

أميرة الكاتب مشيك، التي سبرت مكنون حناياه و حلي لها السّكن و الإستقرار في شغاف قلبه، حيث قلبنت له العقل و عقلنت له القلب و مسكت له الفكر بحكمة، تستحقّ منه أكثر من منظومة البوح الذّاتيّ بإبداعات نثائريّة و شعريّة يقوم بنسجها و نمنمتها عقودًا فوّاحة الهيام شعشعانيّة السّيّالات قبسات من حزم أشعّة الشّمس و القمر و أطياف النّجوم... يستشفّ من مشهديّة جمال تكوينها عظمة الخالق المتجّية في عظمة صنعها وتشكيلها، و يهيم في عشقها مشنّفًا أذنيه يستمتع بدندنات و موسقات و ترانيم ألحانها، تلك التي تنبعث عذبة من حفيف أوتار خواطر العقل و ابتهالات القلب في حنين شغافه... فنمنم ما تناهى لفكره الخيالي من إبداعات نثريّة فنّيّة و كلمات شاعريّة، و دبّجها في نصوص و خواطر تحت عنوان "أميرة الدّيوان... و أميرة الدّيوان هذه كانت له الملهمة الأولى، و المحفّزة المميّزة دافعة له ليمتشق ريشته الهائمة بالحبّ و العشق ليعزف ألحانه العرفانيّة المبثقة من التّرانيم المخملية الالعذبة، التي استوحاها نقاءً و صفاءً من جوهر مكنونات وعيه الثّقافي، ليكرز بها ناثرًا و شاعرًا في أذن الحبّ و العشق...

الكتابة في معتركات و فضاءات فنون النّثر و الشّعر، هي إبداع إنسانيّ و فعل مميّز، يتفتّق من صميم و خفايا روحيّة المرء، ليتجلّى من خلالها سرّ الله, الذي أودعه في عقول و قلوب و دفائن بعض النّاس, من ذكر و أنثى, و الإبداع الشّعري و الخلق النّثري فنّي، أكبر و أوسع من أن يُعرّف بحروف أو كلمات أو أقوال أو قصائد أو خواطر أو نثائر, و أوسع من أن يحدّ بكتاب, أو مجموعة أو موسوعة مّدات... أو حتّى بترجمة مادّية, أو يُحصر بمشاعر شعريّة رقيقة و أحاسيس نثريّة لطيفة... و نبقى عاجزين إلى حدّ ما، عن أيفاء الشّعر أو النّثر بنبض كلّ منهما العارم, و الإخلاص لنبضات العقول العرفانيّة العاشقة, و حركة الولوج إلى حنايا الأفكار, و الإبحار في شفافيّة الرّوح, و التّحليق في طورها و سحرها اللانهائي, خارج حدود الزّمان, و أبعد من محدوديّة المكان, و من الصّعب إعطاء الشّعر أو النّثر حقّ كلّ منهما من الحسن و الجمال, العذوبة, التّسامي, اللوعة, الحقّ, الخلق و الجنون الشّعري... لأنّه هو الإبداع و هو الخلق و هو الجنون و هو الكتابة الفنّيّة الشعريّة و النّثريّة...

و الشّعر و النّثر عند الكاتب الدّكتور حسين رضا مشيك هما نبضات روحيّة إنسانيّة، بتجلّيات طيفيّة كونيّة, و خيوط فضيّة لامعة و مكوكبة, و ذبذبات بأطياف ماورائيّة موغلة في البعد اللانهائي, مشدودة من نبض الفصول, مخضرّة الأوراق من تفتّح الزّهور, و تفتّق الورود, لترسم ماهية الحياة, سرّ الوجود ...

الكاتب مشيك عشق الجمال الذي أودعه الله في تشكيلة أنثى رؤاه، و أحبّ الحسن في تكوين ملهمته الوحي الإبداعيّ، فعاش نفحات الهوى اللطيف إن دثّرها بإنسياباته، و صارت تعصف به الغيرة من حركة النسيم إن لامسها، أو إن اقترب منها أو حاول أن يتسلّل ليصل إليها أو أن يعيش في تشكيلة حسنها و جمالها... و في التّحليل السّيميائي لجوهر هذا الشّغف و الشّوق و الهيام و الحبّ و العشق و العرفان، تفتّقت و بدأت قصّة الكاتب الدّكتور حسين رضا مشيك في مجموعة خواطره النّثريّة و الشّاعريّة في كتابه "أميرة الديوان" متطلّعًا إلى حركة فعل الأرتقاء إلى عرش روح معشوقته، حيث تيمّمًا و تبريكًا، و ضع ذاتيّته بين يديّ الحبّ و بدأ حياته في روحيّة العشق، و بدأ رحلته بعيدًا في عالم آخر، كارزًا بإبتهالاته النّثريّة و الشّعريّة خواطر منمنمة، يعزفها على أوتار صلواته متربّعًا في محراب الحبّ و العشق، يتعبّد الحسن و الجمال و يتغنّى بالحلى منتعشًا بومضات الحنان مسافرًا على متن شراع الحبّ و العشق...

تتجلّى حقيقة الكلمة العاشقة الشّفيفة بمكنون جوهرها، في كتابات الشّاعر الدّكتور حسين رضا مشيك، حيث هي منشأ الأكوان و بدايات كلّ الأشياء في هذه الحياة، و هي جوهر حقيقة هذا الوجود بمحتواه... الكلمة الطّيّبة هي سرّ النّجاحات و بناء العلاقات من خلال حركة التّواصل، و هي حركة فعل عمليّة التّقدّم و تعزيز الإزدهار، و هي سرّ الأسرار في حياة العشّاق و الأحباب، و بالكلمة المهذّبة نعيش هناءة الحياة، و نظفر ببناء حضارة المجتمعات، و هي عنوان الوعي و الثّقافة، و صفة المرء كائنًا من كان، و هي منارة العلم و المتعلّم، و ميزة المعرفة و العارف...

الإبداع سرّ الله الدّافق الجارف المتأجّج دوما في حنايا المبدع, و هو تلك القوّة الماورائيّة الخارقة, التي تحوّل القلوب إلى جمر... و تلك السّلطة القاهرة التي تحوّل العيون إلى قناديل مشعشعة النّور, و ذلك السّحر المميّز الذي ينقل البسمات إلى أقمار مزدهية المشهد, و الوجود المادّيّ إلى طاقة معطاء دون قيد أو شرط... فتولد اللوحة الكتابيّة الفنّية قصيدة شعرية أو قصيدة نثرية حالمة...
تلك اللوحة الكتابيّة الفنيّة الشّعريّة بكلّ معالمها, و رغم الألم اللذيذ الذي يعانيه الشّاعر الدّكتور حسين رضا مشيك, ينثر من عناصرها وجع الشّجوّ العالق في أوتار الأحاسيس, الذي يضمّخ حركة إهتزاز المشاعر, بعبق اللون الفنّي الحروفي الشّعري و النّثريّ, لتنهل قريحة الشّاعر مشيك من مكامن الذّكريات, خواطر الماضي, في أفق الحاضر لرسم معالم المستقبل... فإذا الكون بإمداداته المتّسعة و فضاءاته اللامتناهية في متناول الشّاعر مشيك ليقدّم لوحة أعماقه على صفحة من ضوء، مرسومة بالحروف و الكلمات و المقاطع و البحور و العروض... و بقدرة عجيبة تجترح فعل التّماس البعد الفنّي لبناء هرميّة النّصّ في قصيدة شعريّة في مكانها و زمانها المناسبين... هذا الوحي العجيب الذي يخلقه الافتتان بالأشياء, له القدرة على تحويل الأحاسيس إلى صور لها خصوصيّة تعكس فعل التّفرّد في منهجيّة التّعبير, عما يجول في النّفس, من انفعالات شتّى تفتح النّوافذ على مساحات الرّؤى الفكريّة الفنّية, أمام ناظري الشّاعر مشيك... و كلّما ازدادت تلك الأحاسيس... بفعل حركة الشّعر الرّحويّة, كلّما كانت الولادة الشّعريّة الفنية عند الشّاعر حسين رضا مشيك في مجموعته "أميرة الدّيوان"...

هي حركة الكتابة الشّعريّة, نرشف من معينها, و نرتوي بلقاء الحروف و الكلمات مع الفكرة, و نجن بالكتابة الشّعريّة كلّما سمونا بها صعدا... هو التّأليف الشّعري بكافة أشكاله و ألوانه و فنونه قصائد حب, دائما و أبدا اللعبة الفكريّة الكتابيّة تقضّ مضاجعنا, تسرقنا من أنفسنا , من ذواتنا, من هدأتنا, من سكوننا, تفتح جروحنا, تفلج أنيننا, تضمّخ حياتنا بالآهات الحرّى, فتبارحنا قوانا, و تجافينا كينونتنا, و تغيب عنّا كلّ اللغات لتسود لغة الكتابة الشعريّة بكافّة فنونها, فنحبوا أمام النّصّ الشّعري, كما الأطفال, ننحني للحروف و الكلمات بخشوع, و نستسلم لرحلة الفنّ الشّعري دون مقاومة, و ننقاد في دروب الرّسم الشّعري, نغنّي الجمال طوعا, نعزف على شعيرات الرّيشة الشّعريّة هياما, في المدى, حيث لا زمان, و حيث لا مكان, و حيث لا أحد, و حيث لا ألم, و لا ضيق, و لا قسوة, بل عالم آخر... عالم الفنّ الشّعري الرّحب, المتضمّخ بالجمال, بالسّحر بالحبّ, بالحنان, بالمودّة, بالرّحمة...

فمقولة السّمفونية الشّعريّة المتفاعلة, تومض في أرجاء فضاءات الذّاكرة الإنسانيّة, تحرّض البوح الفنّي للحروف في تدفّق غزير, يندفع بقوّة السّحر, نحو ملامس الفراغ المطلق, عند حدود الاشتياق الأقصى, ليجتاح كلّ المظاهر المعلومة, حتّى تصل الوحدات الوامضة بالأسرار، إلى حنايا النّفس, و تذوب في شغاف القلب, فتحرّك الخلجات الهائمة, في مطاوي الفؤاد, لتولد اللوحة النّصيّة الفنّية قصيدة سمفونيّة, من رحم الأحاسيس, من رحم الحبّ, عند الشّاعر حسين رضا مشيك...

في هذا الجو الآخر من العطاء, كلّما سمت النّفس, كلّما ارتقت و زادت لديها, زادت الإمكانيّة المعطاءة لدى الشّاعر مشيك, و ازدادت قدرته على الإنتقال من فعل التّصوير إلى فعل الرّسم إلى فعل النّحت على جدران القلب بالحروف العاشقة و الكلمات الحالمة و النّصوص الهائمة و الأشعار المموسقة...

ففي رحاب عالم الفنون الشّعريّة, تتبرعم من نسغ الخلق و الإبداع, معالم فن تشكيلي شعري آخر, فنّ يخرج بوشاح الكتابة و النّظم, و يجوس بلوحته الشعريّة متاهات الحلم, ليرسم الغد المأمول, في اندفاع من جوهر معين, يحمل كل أشكال الخصوصيّة الشعريّة, في حروف و كلمات و لوحات و مشاهد أناشيد و قصائد و منظومات للشّعر لدى الشّاعر مشيك في ومضات فكرية تشكيليّة تحاكي الخواطر الموسيقية العذبة, اللطيفة في مجموعته "أميرة الدّيوان"...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف