التطبيع العربي وانعكاساته على القضية الفلسطينية؟!
تسارعت دول عربية من أجل اللحاق بركب التطبيع مع الكيان الصهيوني ، خصوصا مع مجيء ترامب2017 م ، وإعلانه عن صفقة لحل القضية الفلسطينية ، وبالفعل منح ترامب الحقوق الفلسطينية للكيان الغاصب، وأخيرا وصلت الأمور للانفتاح الفاضح والتطبيع العلني السافر بين الإمارات والبحرين من جهة والكيان من جهة أخرى ، ويتوقع في قابل الأيام انضمام دول عربية أخرى _وإن كانت تمارس التطبيع فعليا ولكن سريا وبدون اعلان _ كالسعودية والصومال والسودان وموريتانيا وسلطنة عمان ، لأسباب عديدة ، وبذلك أصبح التطبيع "ظاهرة" سياسية عربية متبعة مع الاحتلال ، وهو ما يجعلنا نتعامل معهت على محمل الحقيقة والجدية عند تناول القضية الفلسطينية؛ لأن التطبيع العربي هنا بمثابة انعطافة فجة وكبيرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وتاريخ القضية الفلسطينية ، ولا بد لهذا التطبيع أن يؤثر على القضية الفلسطينية ومجرياتها من حيث :
١- توقف أي أمل بدفاع النخبة السياسية العربية الرسمية عن فلسطين سواء عسكريا او سياسيا او ماليا وفي مختلف المجالات الأخرى .
٢-التحالف مع إسرائيل عسكريا "وهو ما أعلن عنه بين الامارات والكيان" ،وإقامة مشاريع في مختلف المجالات ويكفي هنا ان نتخيل كم ستوفر إسرائيل من الوقت والجهد والمال أمام فتح الأجواء العربية لها للتنقل والترحال ، وبالتالي تحقيق الفائدة بمختلف أشكالها لدولة الكيان مع استمرار الاحتلال .
٣-تراجع فرص وربما انهيار عملية السلام ، خصوصا أن اسرائيل ليست بحاجة لمثل هذا السلام فالدول العربية المؤثرة طبقت علاقاتها دون شرط او قيد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة .
٤- زيادة -الترغيب والترهيب - الضغط العربي الرسمي على القيادة والسلطة الفلسطينية للقبول بعروض لا تقبل بها إلا أمريكا والكيان و مصالح الزعماء الخاصة .
٥- منع ووقف الدعم المالي والسياسي العربي للسلطة بشكل كامل ، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية الانسانية وما ينتج عنه من زيادة في عدم الاستقرار الداخلي .
٦- تكريس اهتمام دول التطبيع العربي (الخليجي) الصهيوني على مسألة إيران وتضخيم دورها في المنطقة ، وإظهارها بالوحش الذي يجب تكاثف الجهود لإيقافه أو القضاء عليه ، وهذا يعني أن القضية الفلسطينية لم تعد شاغل على أجندات العالم أو على الأقل الدول المؤثرة في المنطقة .
٧- حشر الدبلوماسية الفلسطينية في الزاوية ، فالمفترض أن الملعب الرئيسي لنشاط الدبلوماسية الفلسطينية هو جامعة الدول العربية لتتبنى رؤى ومطالب الشعب الفلسطيني وعرضها على مجلس الأمن والأمم المتحدة ، ولكن أظهرت الجامعة العربية غير ذلك من خلال منع إصدار بيان إدانة وتجريم التطبيع وهذا يعني شرعنة وفتح الباب على مصرعيه للدول العربية للتطبيع حسب رغباتها دون النظر لقضية العرب المركزية "سابقا" فلسطين.
٨- وعلى المستوى الدولي قد تشجع وتحفز هذه الخطوات العربية التطبيعية دولا أخرى من مختلف القارات -كانوا يرون حرمة التطبيع مع قتلة الأطفال- على التطبيع ، كون الأولى في القضية يطبعون ،وعلى المستوى الدولي أيضا ستكون مشاريع فلسطين التي قد يتم عرضها على الأمم المتحدة في مهب الريح ، وبدون أي سند أو دعم عربي مؤثر ، وبالتالي قد تصبح الدبلوماسية عبئا على حامليها .
٩- تراجع وخفوت التأثير الشعبي العربي المناهض للاحتلال الإسرائيلي فكيف يتظاهرون ويتعاطفون ضد أي عدوان إسرائيلي وحكومات بلادهم تطبع وتجرم مع يعارضها وسياساتها بالغرامة او السجن أو القمع .
١٠- وضع اللاجئين الفلسطينيين تحت الاستهداف المباشر من قبل الأنظمة العربية المطبعة ، خصوصا الذين قد يفكرون أو يلوثون التطبيع العربي الصهيوني ؛ حرصا على علاقات عربية-صهيونية لا يشوبها شائب ، واستخدام السفارات والقنصليات العربية في مختلف دول العالم لمراقبة واستهداف أشخاص تزعج إسرائيل .
١١- إن استمرت م.ت.ف في مواقفها الرافضة لصفقة القرن والتطبيع والمشاريع المعروضة عليها ، علينا الاستعداد لإملاءات سياسية منظمة تفرض على الساحة والسلطة الفلسطينية .
١٢- ومن خلال تحالفها مع دول عربية قد تمضي وتشد وتيرتها لترويض محور المقاومة و هي مصلحة مشتركة .
إذن ، بكل المعايير يعتبر التطبيع العربي إنعطافة وضربة غادرة بحق القضية والشعب الفلسطيني ، والمقدسات الاسلامية ، ويعتبر توقيع عربي على بياض لسياسات إسرائيل العنصرية لتفعل ما يحلو بحق الشعب الفلسطيني ، وفي المنطقة من خلال تنفيذ أجنداتها بمشاركة وتسهيل ومساعدات عربية لها .
ويبقى التساؤل المطروح ماهي خيارات الشعب والقيادة الفلسطينية أمام ذلك ؟؟ وهو ما سنحاول الإجابة عليه .. وللحديث بقية ..
تسارعت دول عربية من أجل اللحاق بركب التطبيع مع الكيان الصهيوني ، خصوصا مع مجيء ترامب2017 م ، وإعلانه عن صفقة لحل القضية الفلسطينية ، وبالفعل منح ترامب الحقوق الفلسطينية للكيان الغاصب، وأخيرا وصلت الأمور للانفتاح الفاضح والتطبيع العلني السافر بين الإمارات والبحرين من جهة والكيان من جهة أخرى ، ويتوقع في قابل الأيام انضمام دول عربية أخرى _وإن كانت تمارس التطبيع فعليا ولكن سريا وبدون اعلان _ كالسعودية والصومال والسودان وموريتانيا وسلطنة عمان ، لأسباب عديدة ، وبذلك أصبح التطبيع "ظاهرة" سياسية عربية متبعة مع الاحتلال ، وهو ما يجعلنا نتعامل معهت على محمل الحقيقة والجدية عند تناول القضية الفلسطينية؛ لأن التطبيع العربي هنا بمثابة انعطافة فجة وكبيرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وتاريخ القضية الفلسطينية ، ولا بد لهذا التطبيع أن يؤثر على القضية الفلسطينية ومجرياتها من حيث :
١- توقف أي أمل بدفاع النخبة السياسية العربية الرسمية عن فلسطين سواء عسكريا او سياسيا او ماليا وفي مختلف المجالات الأخرى .
٢-التحالف مع إسرائيل عسكريا "وهو ما أعلن عنه بين الامارات والكيان" ،وإقامة مشاريع في مختلف المجالات ويكفي هنا ان نتخيل كم ستوفر إسرائيل من الوقت والجهد والمال أمام فتح الأجواء العربية لها للتنقل والترحال ، وبالتالي تحقيق الفائدة بمختلف أشكالها لدولة الكيان مع استمرار الاحتلال .
٣-تراجع فرص وربما انهيار عملية السلام ، خصوصا أن اسرائيل ليست بحاجة لمثل هذا السلام فالدول العربية المؤثرة طبقت علاقاتها دون شرط او قيد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة .
٤- زيادة -الترغيب والترهيب - الضغط العربي الرسمي على القيادة والسلطة الفلسطينية للقبول بعروض لا تقبل بها إلا أمريكا والكيان و مصالح الزعماء الخاصة .
٥- منع ووقف الدعم المالي والسياسي العربي للسلطة بشكل كامل ، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية الانسانية وما ينتج عنه من زيادة في عدم الاستقرار الداخلي .
٦- تكريس اهتمام دول التطبيع العربي (الخليجي) الصهيوني على مسألة إيران وتضخيم دورها في المنطقة ، وإظهارها بالوحش الذي يجب تكاثف الجهود لإيقافه أو القضاء عليه ، وهذا يعني أن القضية الفلسطينية لم تعد شاغل على أجندات العالم أو على الأقل الدول المؤثرة في المنطقة .
٧- حشر الدبلوماسية الفلسطينية في الزاوية ، فالمفترض أن الملعب الرئيسي لنشاط الدبلوماسية الفلسطينية هو جامعة الدول العربية لتتبنى رؤى ومطالب الشعب الفلسطيني وعرضها على مجلس الأمن والأمم المتحدة ، ولكن أظهرت الجامعة العربية غير ذلك من خلال منع إصدار بيان إدانة وتجريم التطبيع وهذا يعني شرعنة وفتح الباب على مصرعيه للدول العربية للتطبيع حسب رغباتها دون النظر لقضية العرب المركزية "سابقا" فلسطين.
٨- وعلى المستوى الدولي قد تشجع وتحفز هذه الخطوات العربية التطبيعية دولا أخرى من مختلف القارات -كانوا يرون حرمة التطبيع مع قتلة الأطفال- على التطبيع ، كون الأولى في القضية يطبعون ،وعلى المستوى الدولي أيضا ستكون مشاريع فلسطين التي قد يتم عرضها على الأمم المتحدة في مهب الريح ، وبدون أي سند أو دعم عربي مؤثر ، وبالتالي قد تصبح الدبلوماسية عبئا على حامليها .
٩- تراجع وخفوت التأثير الشعبي العربي المناهض للاحتلال الإسرائيلي فكيف يتظاهرون ويتعاطفون ضد أي عدوان إسرائيلي وحكومات بلادهم تطبع وتجرم مع يعارضها وسياساتها بالغرامة او السجن أو القمع .
١٠- وضع اللاجئين الفلسطينيين تحت الاستهداف المباشر من قبل الأنظمة العربية المطبعة ، خصوصا الذين قد يفكرون أو يلوثون التطبيع العربي الصهيوني ؛ حرصا على علاقات عربية-صهيونية لا يشوبها شائب ، واستخدام السفارات والقنصليات العربية في مختلف دول العالم لمراقبة واستهداف أشخاص تزعج إسرائيل .
١١- إن استمرت م.ت.ف في مواقفها الرافضة لصفقة القرن والتطبيع والمشاريع المعروضة عليها ، علينا الاستعداد لإملاءات سياسية منظمة تفرض على الساحة والسلطة الفلسطينية .
١٢- ومن خلال تحالفها مع دول عربية قد تمضي وتشد وتيرتها لترويض محور المقاومة و هي مصلحة مشتركة .
إذن ، بكل المعايير يعتبر التطبيع العربي إنعطافة وضربة غادرة بحق القضية والشعب الفلسطيني ، والمقدسات الاسلامية ، ويعتبر توقيع عربي على بياض لسياسات إسرائيل العنصرية لتفعل ما يحلو بحق الشعب الفلسطيني ، وفي المنطقة من خلال تنفيذ أجنداتها بمشاركة وتسهيل ومساعدات عربية لها .
ويبقى التساؤل المطروح ماهي خيارات الشعب والقيادة الفلسطينية أمام ذلك ؟؟ وهو ما سنحاول الإجابة عليه .. وللحديث بقية ..