مفهوم اليقين عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو شاعر مصري ولد في قرية إبيا الحمراء ـ مركز الدلنجات ـ محافظة البحيرة، ثم عاش وتوفي في دمنهور، واسمه أحمد محرم بن حسن عبدالله، وكان قد ولد في شهر (محرم) فسمى (أحمد محرَّم)، وهو يتجه (افتراضيا) الآن نحو المنصه؛ قائلا:
مَرحباً بالأحبَّةِ المُقبلينا *** أطفِئُوا شَوقَكم وقَضُّوا الحنينا
أذِنَ اللَّهُ باللقاءِ وكانتْ لوعةً *** للفِراقِ دَامتْ سِنينا
إنّ هَذِي دِياركُم فادخلوها *** طَيِّباتٍ لمعشرٍ طيّبينا
ادخلوها بنعمةٍ وسلامٍ *** وَاعْمرُوها بأهلِكم والبنينا
ـ فيحييه الشاعر بدر شاكر السياب، ويبادر بمشاركته في موضوع ندوتنا (مفهوم اليقين عند فحول الشعراء العرب)؛ فيقول:
أيقنت أن الحياة الحياة *** بغير الهوى قصة فاترة
وإني بغير التي ألهبت *** خيالي بأنفاسها العاطرة
شريد يشق ازدحام الرجال *** وتخنقه الأعين الساخرة
ـ فيضيف الشاعر قيس بن ذريح (مجنون لبنى):
وَإِنّي لَأَهوى النَومَ في غَيرِ حينِهِ *** لَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ
تُحَدِّثُني الأَحلامُ إِنّي أَراكُمُ *** فَيا لَيتَ أَحلامَ المَنامِ يَقينُ
شَهِدتُ بِأَنّي لَم أُحِل عَن مَوَدَّةٍ *** وَإِنّي بِكُم لَو تَعلَمينَ ضَنينُ
ـ فيقول الشاعر ابن المعتز:
عِندي من الحُبّ اليَقينُ، *** كَذَبَ الهَوى بدَنٌ سَمِينُ
مَوتي كَذا أَلَمُ الهَوى *** لَكِنَّ صَبري لا يَكونُ
ـ فيقول الشاعر ظافر الحداد:
قد كنتُ مُعتضِدا بحبل تجَلُّدى *** ألقَى به الأهوالَ وهْو مَتين
وإذا الفتى عَبَث الغرامُ بقلبه *** فالصبرُ شكٌّ والغرامُ يَقين
ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:
أُغالِبُ بالشَّكِّ اليقينَ صبابة ً *** وأدْفَعُ فِي صدْرِ الحقيقَة ِ بالوَهْمِ
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
نَفَتِ التّوَهُّمَ عَنْهُ حِدّةُ ذِهْنِهِ *** فقَضَى على غَيبِ الأمورِ تَيَقُّنَا
سَلَكَت تَماثيلَ القِبابِ الجِنُّ مِن *** شَوقٍ بِها فَأَدَرنَ فيكَ الأَعيُنا
طَرِبَت مَراكِبُنا فَخِلنا أَنَّها *** لَولا حَياءٌ عاقَها رَقَصَت بِنا
ـ فيقول الشاعر عمر بن أبي ربيعة:
جُنَّ قَلبي فَقُلتُ يا قَلبِ مَهلا *** لا تُبَدِّل بِالحِلمِ وَالعَزمِ جَهلا
حَلَفَت أَنَّ ما أَتاها يَقينٌ *** قُلتُ لا تَحلِفي فَدَيتُكِ كَلّا
إِنَّني بِالسَلامِ مِنكِ لَراضٍ *** وَأَرى ذاكَ مِن نَوَلِكِ جَزلا
ـ فيقول الشاعر ابن الأبار البلنسي:
تَعَالَى اللَّه طَرْفِي جَرَّ حَتْفِي *** لأَحْصُلَ مِنْ هَوَايَ علَى هَوَانِ
فَلَسْتُ مِنَ الإيَابِ عَلَى يَقينٍ *** وَلَسْتُ مِنَ الذَّهابِ عَلَى أمَانِ
ـ فيتساءل الشاعر جرير؛ مستنكرا:
أَكُلَّ الدَهرِ حِلٌّ وَاِرتِحالٌ *** أَما يُبقي عَلَيَّ وَما يَقيني
وَماذا يَبتَغي الشُعَراءُ مِنّي ***وَقَد جاوَزتُ حَدَّ الأَربَعينِ
ـ فيقول الشاعر ابن الخياط:
أذا الوَجْهِ الْجَمِيلِ وَقَدْ تَوَلَّى*** قَبِيحٌ بَعْدَكَ الصَّبْرُ الْجَمِيلُ
رَحَلْتَ مُفارِقاً فَمَتى التَّلاقِي *** وَبِنْتَ مُوَدِّعاً فَمَتى الْقُفُولُ
وَكنْتَ يَقِينَ مَنْ يَرْجُوكَ يَوْماً *** فَأَنْتَ الْيَوْمَ ظَنٌّ مُسْتَحِيلُ
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:
أقبل أذقني ما اليقينُ وهاته *** خلواً من الآلامِ غيرَ مُشَابِ
أقبل لأقسمَ في حياتي مرةً *** إنَّ الذي أسقاه ليسَ بصابِ
لهفي على هذا اليقينِ وطعمه *** بفمي وتكذيبي شهيَّ شرابي
ـ فيكمل الشاعر خلفان بن مصبح:
خبّريني واسمعي مني اليقين *** هل عرفت حبي الصافي المكين
حبي الموحى به منك إليّ *** حبة القلب وأعماق الوتين
واضياع الحب والدنيا معاً *** إن تكوني لغرامي تجهلين
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
جناية ُ الجهلِ على أهله *** قديمةٌ، والجهلُ بئسَ الدليل
ـ فيضيف الشاعر ابن هانئ الأندلسي:
لو لمْ يكنْ فيكَ اعتبارٌ للورى *** ضَلُّوا فلم يَكُنِ الدليل دليلا
ـ فيقول الشاعر أبو العتاهية:
غَلَبَ اليَقينَ عَليَّ شَكّي في الرَدى *** حَتّى كَأَنّي لا أَراهُ عِيانا
فَعَميتُ حَتّى صِرتُ فيهِ كَأَنَّني *** أُعطيتُ مِن رَيبِ المَنونِ أَمانا
ـ فيضيف الشاعر أبو العلاء المعري:
أَمّا اليَقينُ فَإِنَّنا سَكنُ البِلى *** وَلَنا هُناكَ جَماعَةٌ فُرّاطُ
وَكَأَنَّ هَذا الخَلقَ أَهلُ جَهَنَّم *** وَلَهُم مِنَ المَوتِ الزُؤامِ سِراطُ
وَلِكُلِّ دَهرٍ حَليَّةٌ مِن أَهلِهِ *** ما فيهِمُ جَنَفٌ وَلا إِفراطُ
ـ فيقول الشاعر ابو العتاهية:
يَقينُ الفَتى بِالمَوتِ شَكٌّ وَشَكُّهُ *** يَقينٌ وَلَكِن لا يَراهُ يَقينا
عَلَينا عُيونٌ لِلمُنونِ خَفِيَّةٌ *** تَدِبُّ دَبيباً بِالمَنِيَّةِ فينا
ـ فيضيف الشاعر بدوي الجبل:
فأيقن القوم بالجلىّ و قد صمتوا *** لهيبة الموت و هو المقبل الدّاني
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
إذا ما تأمّلتَ الزّمانَ وصَرْفَهُ *** تيَقّنْتَ أنّ الموْتَ ضرْبٌ من القتلِ
ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:
كفى حزَناً أن يُوقِنَ الحيُّ أنهُ *** بسيفِ الردى لا بُدَّ أنْ سوفَ يُقتلُ
ـ فيقول الشاعر بديع الزمان الهمذاني:
نحن من العيش في ظنون *** وفي يقين من المنون
ثُمّتَ لا نرقب المنايا *** أليس ذا غاية الجنون
ـ فيكمل الشاعر ابن المعتز:
إِنّي رَأَيتُ الدَهرَ في كُلِّ ساعَةٍ *** يَسيرُ بِنَفسِ المَرءِ وَالمَرءُ جالِسُ
وَتَعتادُهُ الآمالُ حَتّى تَحُطَّهُ *** إِلى تُربَةٍ فيها لَهُنَّ فَرائِسُ
أغنى العيانُ عن السّماعِ وما يُرى *** فهْو اليقين وما يُقال تختُّل
ـ فيقول الشاعر الطغرائي:
تجربة المرء عن يقين *** عون على أمره كبيرُ
ومن يجرّب بغير علم *** ولا نصيح له مشيرُ
فقد غدا في الطريق يمشي *** لا هو أعمى ولا بصير
فأحكمِ العلم ثم جرّب *** فإنما يفلح الخبيرُ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
ورجاؤنا فيك اليقينُ بعينه *** ورجاؤنا في غيرك الترجيم
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
سلني أنبئك اليقين فإن لي *** علماً بما تخفي السرائر وافيا
ـ فيضيف الشاعر لسان الدين بن الخطيب:
نَبيتُ على عِلْمٍ يَقينٍ من الدّهْرِ *** ونعْلَمُ أنّ الخَلْقَ في قبْضَةِ القَهْرِ
ونرْكَنُ للدُّنْيا اغْتِراراً بلَهْوِها *** وحسْبُكَ مَنْ يرْجو الوَفاءَ منَ الغَدْرِ
ونَمْطُلُ بالعزْمِ الزّمانَ سَفاهةً *** فيوْمٌ الى يوم وشهْرٌ الى شهر
ـ فيكمل الشاعر عبد الغني النابلسي:
إن علم اليقين غَرَّ بقوم *** فهم المفتونون مالاً وجاها
حسبوه عين اليقين كأعمى ***حسب الفهم رؤية فتباهى
ربما علمهم يجر إليهم *** فتنة الكفر فاحذروا مبتداها
علم إبليس كان علم يقين ***عنه عين اليقين أخفت سناها
لو رأى الحق ما أبى عن سجود *** منع العين علمه معناها
ثم ماذا يغنيك علمك عن عيـ *** ـنيك يا من بعزة العلم تاها
ـ فيقول الشاعر عبد الغني النابلسي:
علم اليقين فإن ذلك بعده *** عين اليقين به الأحبة دانوا
من بعده حق اليقين ولليقيـ *** ـن حقيقة لظهورها لمعان
هي وحدة باسم الوجود تحققت *** وهي الوجود الحق والوجدان
ـ فيضيف الشاعر د. عبدالرحمن العشماوي:
بك اللهم أصبحنا يقينً *** وإيمانًا بفضلك يحتوينا
بك اللهم أصبحنا قلوبً *** تتوق لربها دنيا ودينا
بك اللهم أصبحنا, غسلن *** بذكرك كل هم يعترينا
غرسنا يومنا بالذكر غرسً *** فما أحلى ثمار الغارسينا
ـ فيكمل الشاعر الأحنف العكبري:
تغنّم ما حييت الخير عمدا *** ولا تلوي على خلق ركيك
وبادر في المكارم والمعالي *** فإن المجد من خلق الملوك
ولا تذخر ليوم لم يوافي *** فإن وافى فكله إلى المليك
فأنت من الوفاة على يقين *** وأنت من الحياة على شكوك
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
رَمَوْكَ بالحقِّ لمّا رُحتَ تسألُهم *** وأعلنوا من يقينِ الأمرِ ما عَرَفوا
فقلتَ عُودوا فما عندِي لكم صِلَةٌ *** جَفَّ المَعِينُ فلا قَصْدٌ ولا سَرَفُ
ـ فيضيف الشاعر خليل مطران:
تَرَابَطْنَا بِعَهْدٍ ضَيَّعُوهُ *** أَيَنْقَضِي هَكَذَا السَّبَبُ المَتِينُ
لَقَدْ بُتْنَا وَنَحْنُ عَلَى يَقِينٍ *** فَأَصْبَحْنَا وَلَيْسَ لَنَا يَقِينُ
ـ فيقول الشاعر المكزون السنجاري:
تَبَصَّر بِنورِ الحَقِّ تَلقَ حَقيقَةً *** بِعَينِ يَقينِ لا يُدافِعُها الظَنُّ
وَلا تَرضَ بِالتَقليدِ تَغدُ مُخَلَّداً *** بِحُزنِ ضَلالٍ لا يُفارِقُهُ الحُزنُ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
فلا يقينَ لأقوامٍ وإن زعموا *** وما يقينُ أناسٍ لا يُعدّونا
لو أيقن الناس جَدُّوا في أمورهُمُ *** وكيف يوقن قومٌ لا يَجِدُّونا
ـ فيكمل الشاعر ذو الرمة:
أيقنتُ أنَّ الجدَّ قدْ جدَّ جدُّهُ *** وأنَّ التي أرجو منَ الحيِّ لاهيا
ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:
فَوا عَجَبا مِنْ حَازِمٍ مُتَيَقِّنٍ *** بأنْ سَوْفَ يَرْدى كَيْفَ يَلْهُو ويَغْفُلُ
ـ فيقول علي بن أبي طالب:
فلم أرَ كالدنيا بها اغتر أهلها *** وَلاَ كَالْيَقِيْنِ اسْتَأْنَسَ الدَّهْرَ صَاحِبُهْ
ـ فيقول الشاعر الفرزدق:
أيْقَنْتُ أنّي لا مَحَالَةَ مَيّتٌ، *** فَمُتّبِعٌ آثَارَ مَنْ قَدْ خَلا قَبْلي
ـ فيضيف الشاعر بدر شاكر السياب:
يا لها ليلة و قد عادت الر *** وح إلى ربها و دنيا اليقين
ـ فتكمل الشاعرة الخنساء:
فلمَّا سمعتُ النَّائحاتِ ينحنهُ *** تعزَّيتُ واستيقنتُ انْ لا اخا ليا
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
ما كان أعجلها لحقاقا بابنها *** لو لم يثبتها اليقين الرادع
ـ فيضيف الشاعر كثير عزة:
ولمّا اقشعرَّتْ حينَ ولّى وأيقنت *** لقد زالَ منها أنسُها وأمينُها
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
لا تجزعي لصروف دهرك واثبتي *** فالبأس صبر واليقين ثبات
استفيقي إنه صبح اليقين *** جاء طلق الوجه وضاح الجبين
ـ فيكمل الشاعر النابغة الشيباني:
وأيقن أن ما أفضي إليه *** من الأسرار منكشف الغطاء
ـ فيقول الشاعر د. عبدالرحمن العشماوي:
كلُّ ما صاغَه خيالُ الظُّنونِ *** يتهاوى أمَام فجرِ اليقينِ
لغةُ الفجرِ ذاتُ معنىً صحيحٍ *** ولسانٍ طَلْقٍ، ولفظٍ مبينِ
ـ فيضيف الشاعر ابن علوي الحداد:
أهل اليقين لعينه ولحقه *** وصلوا وثم جواهر الأصداف
راح اليقين أعز مشروب لنا *** فاشرب وطب واسكر بخير سلاف
هذا شراب القوم سادتنا وقد *** أخطأ الطريقة من يقل بخلاف
ـ فيقول الشاعر ابن المُقري:
يا رب زده على ما ترتضيه له *** عونا ويسر له في الخير ما عسرا
وزده حسن يقين وارضه كرما *** فيما تولاه من صنع وما وزرا
ـ فيضيف الشاعر عبد الغني النابلسي:
أضاءت بالحق أنوار شمسي *** فرأوني بأعين الخفاش
أتظن الكلاب إذ نبحتني *** أن تغبيرهم يدنس شاشي
أو بأني في الناس أنقص قدراً *** بكلام الأراذل الأوباش
لا ومن خصني بزائد علم *** لم يعمّوا من وبله برشاش
وجلا خاطري بنور يقين *** ورماهم في حيرة واندهاش
وابتلاهم بخيبة وعناد *** وقلوب أسرى الشكوك عطاش
وحباني رفعاً عليهم جميعاً *** بمقام عالٍ شريف الحواشي
ـ فيقول الشاعر دعبل الخزاعي:
أَتَعجَبُ لِلأَجلافِ أَن يَتَخَيَّفوا *** مَعالِمَ دينِ اللَهِ وَهوَ مُبينُ
لَقَد سَبَقَت فيهِم بِفَضلِكَ آيَةٌ *** لَدَيَّ وَلَكِن ما هُناكَ يَقينُ
ـ فيضيف الشاعر ماء العينين:
تقول فلا بدَّ لي من سنين *** وأنت ضنين عليّ بحين
فقلت فلا تعذلي لرهين *** هواك فإن الملام يقين
ولكن أشيري بقولٍ مكين *** ليعذرني من أراه يمين
ـ فيقول الشاعر ابن الساعاتي:
أحنُّ إلى وادي الأراك من الحمى *** وهيهات من وادي الأراك حنين
فيا لوعةً عذريّةً ما احتسبتها *** إذ الوصل ظنٌ والفراق يقين
ـ ويقول الشاعر إلياس أبو شبكة:
هذِهِ خمري فَذُقها يا نَديمي*** فَلَها طَعمٌ غَريبٌ في كُرومي
ليَ في كَأسي يَقينٌ لَم يَكُن *** ذَهبَ الشَكُّ مَع الحُبِّ القَديمِ
ـ فيقول الشاعر ابن طاهر:
نتوب توبة توبة الصادقين *** نصوح ما تنفض وتنسف
والقلب يعمر بالتقى واليقين *** ومن سوى المولى ينظف
نصبح ونمسي بالرضا فائزين *** ومن شراب الحب نرشف
نزهد في الدنيا مع الزاهدين *** نحظى بصفو ليس يوصف
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
وما قادني ظنٌّ إليك مشبِّهٌ *** ولكن يقينٌ ثاقبُ النُورِ ساطع
فإن تفعل الحُسنَى فشكريَ راهنٌ *** وإن تكنِ الأُخرى فعُذْريَ واسع
ـ فيقول الشاعر الأرجاني:
كلّما عنَّ لي حبيبٌ وَفِيٌّ *** عَنَّ من دونهِ زمانٌ
خَؤون قلْ لأحبابيَ الّذين سَبَوْني *** فوجودي شَكٌّ ووَجْدي يقين
أنتُمُ والزّمانُ حينَ تخونو *** نَ يَفي أو تَفونَ حينَ يخون
ـ فيقول الشاعر أبو الحسن الششتري:
إِذا غابَ الوجودُ وغِبْت عنْه *** فلم تعْلم أبْعد أم تَداني
وكُنْت من الزَّمان بلا زَمانٍ *** وكُنت من المكانِ بلا مكانِ
وحُلْتَ فلسْتَ أنت على يقين *** عَياناً ثم غبْت عن العَيان
وقلْت فنيت أنَّ الحالَ باقِ *** وقلْتَ بقيتُ إِنَّ الحالَ فان
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:
هجرت فلم نجد ظلاً يقينا *** أحلماً كان عطفك أم يقينا
ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
أشفقتَ منْ هجري فغلـ *** ـبْتَ الظّنُونَ عَلى اليَقِينِ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
غير أن اليقين أضحى مريضا *** مرضا باطنا شديد الخفاء
أنت أدْوَيتَ صدر خِلِّك فاعذر *** هُ على النَّفثِ إنه كالدواءِ
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
أمن عرف اليقين فصح رأيا *** كمن جهل الحقائق فاسترابا
مستيقن النفس لا يغشى سريرته *** ما في السرائر من ظن ووسواس
ـ ويضيف الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
وأيقن أن سيذكرنا زمان *** سننسيه الأسافل بالأعالي
ـ فيكمل الشاعر إبراهيم ناجي:
حتى يمتع باليقين مكذب *** عينيه في رؤيا يضلُّ سناهَا
تخبو العواطف في الصدور وتنتَهي *** ويَجف في زهر القلوب نداهَا
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
و أشقاني اليقين فيا حنيني *** إلى الخدع المنضّرة السوابي
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
فإذا الذي عمر اليقين فؤاده *** في حيرة المتردد المرتاب
ـ فيقول الشاعر د. عبدالرحمن العشماوي:
تبقى الحصون منيعةً أسوارها *** مادام يرفع باليقينِ شعارُها
وتظلُّ تهنأ بالربتيع رياضُها *** وتزفُّ أشذاء الرضا أزهارها
ـ فيضيف الشاعر عبد الغني النابلسي:
أنا في الملاح على اليقينِ *** ومحبة المحبوب ديني
فتنكبوا يا زائغيـ *** ـن عن الصراط المتبين
نار المحبة عندكم *** والنور عندي في كميني
ـ فيقول الشاعر ابن قلاقس:
طليعةُ جيشكَ النصرُ المبينُ *** ورائدُ عزمكَ الفتحُ اليقينُ
وحيثُ حللتَ فالراياتُ تهفو *** عليك وتحتها الرأيُ الرصينُ
ـ فيضيف الشاعر أبو تمام:
جازوا خلائقَ قد تيقنتِ العلى *** كلَّ التيقنِ أنهنَّ نجومُها
ـ فيقول الشاعر محمد إقبال:
شرعنا للفرد مرقاة اليقين *** ترتقي منه مقامات اليقين
ـ فيضيف الشاعر المتنبي:
وَتَيَقّنْتَ أنّ حَظّكَ أوْفَى *** وَتَبَيّنْتَ أنّ جَدّكَ أعْلَى
فَقَدْ تَيَقّنّ أنّ الحَقّ في يَدِهِ *** وَقَدْ وَثِقْنَ بأنّ الله نَاصِرُهُ
ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:
كشف الأسى لهم الحجاب فأيقنوا *** أن الحياة مطالب ومعالي
ـ فيضيف الشاعر المتنبي:
وَأيْقَنَ النّاسُ أنّ زَارِعَهَا *** بالمَكْرِ في قَلْبِهِ سَيَحْصِدُهَا
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
تَميلينَ عَن نَهجِ اليَقينِ، كأنّما *** سَرى بك أعمى، أو عراكِ تَعامي
ـ فيضيف الشاعر أبو الفضل بن الأحنف:
أيقنتُ أني إن تكلمتُ ضرّني *** كلامي فآثرتُ السُّكوتَ على الخُسْرِ
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
اللَّهُ حَقٌّ، مَن تَدَبّرَ أمرَهُ *** عرَفَ اليَقينَ، وآنَسَ الإعجازا
ـ فيضيف الشاعر أبو العتاهية:
عَجَباً لامرِىء ٍ تَيَقّنَ أنّ الـ *** الموتَ حقَّاً فقرَّ بالعيشِ عينَا
ـ فيكمل الشاعر أبوالعلاء المعري:
الفتى قد رأى اليَقينَ، ولكنْ *** يُؤثِرُ العيشَ، فهو كالمخَتولِ
دَفَنّاهُمُ، في الأرضِ، دفنَ تيقّنٍ، *** ولا عِلمَ بالأرواحِ غَيرَ ظنون
ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِ القُبُورِ *** تيقنتَ أنكَ منهمْ غدا
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ، بعدي، لعاشقٍ؛ *** وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ
ـ فيقول الشاعر أبو الفضل الوليد:
هَرَبتِ إلى حجرِ اليَقينِ من الشكِّ *** ولمّا طغى الطوفانُ سِرتِ على فُلكِ
رَغبتِ عن الدُّنيا وأنتِ نعيمُها *** وغيرُكِ تلهُو بالمكائدِ والإفكِ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
قد يفِي للصديقِ غير أمينِهْ *** ويخونُ الصديقَ غيرُ ظنينِهْ
ويرى غائبَ الصواب غَبيٌّ *** ويغيبُ الصوابُ عن مُسْتَبِينه
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
كَبُرَ العِيَانُ عَليّ حتى إنّهُ *** صارَ اليَقِينُ مِنَ العِيانِ تَوَهُّمَا
يُعطيكَ مُبتَدِراً فَإِن أَعجَلتَهُ *** أَعطاكَ مُعتَذِراً كَمَن قَد أَجرَما
ـ فيضيف الشاعر أبو تمام:
نامتْ عيونُ الشامتينَ تيقناً *** أنْ ليسَ يَهْجَعُ والهُمومُ تسامِرُهْ
ـ فيكمل الشاعر أسامة بن منقذ:
لو أيقَنُوا أنّ لهم رازقاً *** ليس لما يُعطيه من مَانِعِ
ولا لِما يرفَعُ مِن خافِضٍ *** ولا لِما يَخفِضُ مِن رافِعِ
ما طلَبوا مِن غيرِ مُعْطٍ ولا *** دَعَوْا إذا اضْطُرُّوا سوى السامِعِ
ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
إذا قُلتُ المُحالَ رفَعتُ صَوْتي؛ *** وإن قلتُ اليَقينَ أطلْتُ هَمسي
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
لن يوقنَ الشُّكاك ما لم يقم لهم *** على السِّر برهانٌ من الجهر ناصع
وتيقَّن بأنني غيرُ راءٍ *** لك حقاً حتى ترى لي حُقوقا
أكنتَ ظننت سهوي عن حقوقي *** أم استيقنتَ جبني وانخذالي
ـ ثم يختتم ندوتنا (الافتراضية) قائلا:
يا غامِطَ النعمة أيقِنْ أنها *** قد غَضِبَ اللَّه لها كلَّ الغضبْ
وكلُّ من عادى مُحقّاً مقبلاً *** فإنه من أمره في وَكَتَبْ
والحمد للّه العظيم شأنُهُ *** على الذي أبلَى وأَوْلى وَوَهَبْ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو شاعر مصري ولد في قرية إبيا الحمراء ـ مركز الدلنجات ـ محافظة البحيرة، ثم عاش وتوفي في دمنهور، واسمه أحمد محرم بن حسن عبدالله، وكان قد ولد في شهر (محرم) فسمى (أحمد محرَّم)، وهو يتجه (افتراضيا) الآن نحو المنصه؛ قائلا:
مَرحباً بالأحبَّةِ المُقبلينا *** أطفِئُوا شَوقَكم وقَضُّوا الحنينا
أذِنَ اللَّهُ باللقاءِ وكانتْ لوعةً *** للفِراقِ دَامتْ سِنينا
إنّ هَذِي دِياركُم فادخلوها *** طَيِّباتٍ لمعشرٍ طيّبينا
ادخلوها بنعمةٍ وسلامٍ *** وَاعْمرُوها بأهلِكم والبنينا
ـ فيحييه الشاعر بدر شاكر السياب، ويبادر بمشاركته في موضوع ندوتنا (مفهوم اليقين عند فحول الشعراء العرب)؛ فيقول:
أيقنت أن الحياة الحياة *** بغير الهوى قصة فاترة
وإني بغير التي ألهبت *** خيالي بأنفاسها العاطرة
شريد يشق ازدحام الرجال *** وتخنقه الأعين الساخرة
ـ فيضيف الشاعر قيس بن ذريح (مجنون لبنى):
وَإِنّي لَأَهوى النَومَ في غَيرِ حينِهِ *** لَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ
تُحَدِّثُني الأَحلامُ إِنّي أَراكُمُ *** فَيا لَيتَ أَحلامَ المَنامِ يَقينُ
شَهِدتُ بِأَنّي لَم أُحِل عَن مَوَدَّةٍ *** وَإِنّي بِكُم لَو تَعلَمينَ ضَنينُ
ـ فيقول الشاعر ابن المعتز:
عِندي من الحُبّ اليَقينُ، *** كَذَبَ الهَوى بدَنٌ سَمِينُ
مَوتي كَذا أَلَمُ الهَوى *** لَكِنَّ صَبري لا يَكونُ
ـ فيقول الشاعر ظافر الحداد:
قد كنتُ مُعتضِدا بحبل تجَلُّدى *** ألقَى به الأهوالَ وهْو مَتين
وإذا الفتى عَبَث الغرامُ بقلبه *** فالصبرُ شكٌّ والغرامُ يَقين
ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:
أُغالِبُ بالشَّكِّ اليقينَ صبابة ً *** وأدْفَعُ فِي صدْرِ الحقيقَة ِ بالوَهْمِ
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
نَفَتِ التّوَهُّمَ عَنْهُ حِدّةُ ذِهْنِهِ *** فقَضَى على غَيبِ الأمورِ تَيَقُّنَا
سَلَكَت تَماثيلَ القِبابِ الجِنُّ مِن *** شَوقٍ بِها فَأَدَرنَ فيكَ الأَعيُنا
طَرِبَت مَراكِبُنا فَخِلنا أَنَّها *** لَولا حَياءٌ عاقَها رَقَصَت بِنا
ـ فيقول الشاعر عمر بن أبي ربيعة:
جُنَّ قَلبي فَقُلتُ يا قَلبِ مَهلا *** لا تُبَدِّل بِالحِلمِ وَالعَزمِ جَهلا
حَلَفَت أَنَّ ما أَتاها يَقينٌ *** قُلتُ لا تَحلِفي فَدَيتُكِ كَلّا
إِنَّني بِالسَلامِ مِنكِ لَراضٍ *** وَأَرى ذاكَ مِن نَوَلِكِ جَزلا
ـ فيقول الشاعر ابن الأبار البلنسي:
تَعَالَى اللَّه طَرْفِي جَرَّ حَتْفِي *** لأَحْصُلَ مِنْ هَوَايَ علَى هَوَانِ
فَلَسْتُ مِنَ الإيَابِ عَلَى يَقينٍ *** وَلَسْتُ مِنَ الذَّهابِ عَلَى أمَانِ
ـ فيتساءل الشاعر جرير؛ مستنكرا:
أَكُلَّ الدَهرِ حِلٌّ وَاِرتِحالٌ *** أَما يُبقي عَلَيَّ وَما يَقيني
وَماذا يَبتَغي الشُعَراءُ مِنّي ***وَقَد جاوَزتُ حَدَّ الأَربَعينِ
ـ فيقول الشاعر ابن الخياط:
أذا الوَجْهِ الْجَمِيلِ وَقَدْ تَوَلَّى*** قَبِيحٌ بَعْدَكَ الصَّبْرُ الْجَمِيلُ
رَحَلْتَ مُفارِقاً فَمَتى التَّلاقِي *** وَبِنْتَ مُوَدِّعاً فَمَتى الْقُفُولُ
وَكنْتَ يَقِينَ مَنْ يَرْجُوكَ يَوْماً *** فَأَنْتَ الْيَوْمَ ظَنٌّ مُسْتَحِيلُ
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:
أقبل أذقني ما اليقينُ وهاته *** خلواً من الآلامِ غيرَ مُشَابِ
أقبل لأقسمَ في حياتي مرةً *** إنَّ الذي أسقاه ليسَ بصابِ
لهفي على هذا اليقينِ وطعمه *** بفمي وتكذيبي شهيَّ شرابي
ـ فيكمل الشاعر خلفان بن مصبح:
خبّريني واسمعي مني اليقين *** هل عرفت حبي الصافي المكين
حبي الموحى به منك إليّ *** حبة القلب وأعماق الوتين
واضياع الحب والدنيا معاً *** إن تكوني لغرامي تجهلين
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
جناية ُ الجهلِ على أهله *** قديمةٌ، والجهلُ بئسَ الدليل
ـ فيضيف الشاعر ابن هانئ الأندلسي:
لو لمْ يكنْ فيكَ اعتبارٌ للورى *** ضَلُّوا فلم يَكُنِ الدليل دليلا
ـ فيقول الشاعر أبو العتاهية:
غَلَبَ اليَقينَ عَليَّ شَكّي في الرَدى *** حَتّى كَأَنّي لا أَراهُ عِيانا
فَعَميتُ حَتّى صِرتُ فيهِ كَأَنَّني *** أُعطيتُ مِن رَيبِ المَنونِ أَمانا
ـ فيضيف الشاعر أبو العلاء المعري:
أَمّا اليَقينُ فَإِنَّنا سَكنُ البِلى *** وَلَنا هُناكَ جَماعَةٌ فُرّاطُ
وَكَأَنَّ هَذا الخَلقَ أَهلُ جَهَنَّم *** وَلَهُم مِنَ المَوتِ الزُؤامِ سِراطُ
وَلِكُلِّ دَهرٍ حَليَّةٌ مِن أَهلِهِ *** ما فيهِمُ جَنَفٌ وَلا إِفراطُ
ـ فيقول الشاعر ابو العتاهية:
يَقينُ الفَتى بِالمَوتِ شَكٌّ وَشَكُّهُ *** يَقينٌ وَلَكِن لا يَراهُ يَقينا
عَلَينا عُيونٌ لِلمُنونِ خَفِيَّةٌ *** تَدِبُّ دَبيباً بِالمَنِيَّةِ فينا
ـ فيضيف الشاعر بدوي الجبل:
فأيقن القوم بالجلىّ و قد صمتوا *** لهيبة الموت و هو المقبل الدّاني
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
إذا ما تأمّلتَ الزّمانَ وصَرْفَهُ *** تيَقّنْتَ أنّ الموْتَ ضرْبٌ من القتلِ
ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:
كفى حزَناً أن يُوقِنَ الحيُّ أنهُ *** بسيفِ الردى لا بُدَّ أنْ سوفَ يُقتلُ
ـ فيقول الشاعر بديع الزمان الهمذاني:
نحن من العيش في ظنون *** وفي يقين من المنون
ثُمّتَ لا نرقب المنايا *** أليس ذا غاية الجنون
ـ فيكمل الشاعر ابن المعتز:
إِنّي رَأَيتُ الدَهرَ في كُلِّ ساعَةٍ *** يَسيرُ بِنَفسِ المَرءِ وَالمَرءُ جالِسُ
وَتَعتادُهُ الآمالُ حَتّى تَحُطَّهُ *** إِلى تُربَةٍ فيها لَهُنَّ فَرائِسُ
أغنى العيانُ عن السّماعِ وما يُرى *** فهْو اليقين وما يُقال تختُّل
ـ فيقول الشاعر الطغرائي:
تجربة المرء عن يقين *** عون على أمره كبيرُ
ومن يجرّب بغير علم *** ولا نصيح له مشيرُ
فقد غدا في الطريق يمشي *** لا هو أعمى ولا بصير
فأحكمِ العلم ثم جرّب *** فإنما يفلح الخبيرُ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
ورجاؤنا فيك اليقينُ بعينه *** ورجاؤنا في غيرك الترجيم
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
سلني أنبئك اليقين فإن لي *** علماً بما تخفي السرائر وافيا
ـ فيضيف الشاعر لسان الدين بن الخطيب:
نَبيتُ على عِلْمٍ يَقينٍ من الدّهْرِ *** ونعْلَمُ أنّ الخَلْقَ في قبْضَةِ القَهْرِ
ونرْكَنُ للدُّنْيا اغْتِراراً بلَهْوِها *** وحسْبُكَ مَنْ يرْجو الوَفاءَ منَ الغَدْرِ
ونَمْطُلُ بالعزْمِ الزّمانَ سَفاهةً *** فيوْمٌ الى يوم وشهْرٌ الى شهر
ـ فيكمل الشاعر عبد الغني النابلسي:
إن علم اليقين غَرَّ بقوم *** فهم المفتونون مالاً وجاها
حسبوه عين اليقين كأعمى ***حسب الفهم رؤية فتباهى
ربما علمهم يجر إليهم *** فتنة الكفر فاحذروا مبتداها
علم إبليس كان علم يقين ***عنه عين اليقين أخفت سناها
لو رأى الحق ما أبى عن سجود *** منع العين علمه معناها
ثم ماذا يغنيك علمك عن عيـ *** ـنيك يا من بعزة العلم تاها
ـ فيقول الشاعر عبد الغني النابلسي:
علم اليقين فإن ذلك بعده *** عين اليقين به الأحبة دانوا
من بعده حق اليقين ولليقيـ *** ـن حقيقة لظهورها لمعان
هي وحدة باسم الوجود تحققت *** وهي الوجود الحق والوجدان
ـ فيضيف الشاعر د. عبدالرحمن العشماوي:
بك اللهم أصبحنا يقينً *** وإيمانًا بفضلك يحتوينا
بك اللهم أصبحنا قلوبً *** تتوق لربها دنيا ودينا
بك اللهم أصبحنا, غسلن *** بذكرك كل هم يعترينا
غرسنا يومنا بالذكر غرسً *** فما أحلى ثمار الغارسينا
ـ فيكمل الشاعر الأحنف العكبري:
تغنّم ما حييت الخير عمدا *** ولا تلوي على خلق ركيك
وبادر في المكارم والمعالي *** فإن المجد من خلق الملوك
ولا تذخر ليوم لم يوافي *** فإن وافى فكله إلى المليك
فأنت من الوفاة على يقين *** وأنت من الحياة على شكوك
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
رَمَوْكَ بالحقِّ لمّا رُحتَ تسألُهم *** وأعلنوا من يقينِ الأمرِ ما عَرَفوا
فقلتَ عُودوا فما عندِي لكم صِلَةٌ *** جَفَّ المَعِينُ فلا قَصْدٌ ولا سَرَفُ
ـ فيضيف الشاعر خليل مطران:
تَرَابَطْنَا بِعَهْدٍ ضَيَّعُوهُ *** أَيَنْقَضِي هَكَذَا السَّبَبُ المَتِينُ
لَقَدْ بُتْنَا وَنَحْنُ عَلَى يَقِينٍ *** فَأَصْبَحْنَا وَلَيْسَ لَنَا يَقِينُ
ـ فيقول الشاعر المكزون السنجاري:
تَبَصَّر بِنورِ الحَقِّ تَلقَ حَقيقَةً *** بِعَينِ يَقينِ لا يُدافِعُها الظَنُّ
وَلا تَرضَ بِالتَقليدِ تَغدُ مُخَلَّداً *** بِحُزنِ ضَلالٍ لا يُفارِقُهُ الحُزنُ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
فلا يقينَ لأقوامٍ وإن زعموا *** وما يقينُ أناسٍ لا يُعدّونا
لو أيقن الناس جَدُّوا في أمورهُمُ *** وكيف يوقن قومٌ لا يَجِدُّونا
ـ فيكمل الشاعر ذو الرمة:
أيقنتُ أنَّ الجدَّ قدْ جدَّ جدُّهُ *** وأنَّ التي أرجو منَ الحيِّ لاهيا
ـ فيضيف الشاعر ابن الخياط:
فَوا عَجَبا مِنْ حَازِمٍ مُتَيَقِّنٍ *** بأنْ سَوْفَ يَرْدى كَيْفَ يَلْهُو ويَغْفُلُ
ـ فيقول علي بن أبي طالب:
فلم أرَ كالدنيا بها اغتر أهلها *** وَلاَ كَالْيَقِيْنِ اسْتَأْنَسَ الدَّهْرَ صَاحِبُهْ
ـ فيقول الشاعر الفرزدق:
أيْقَنْتُ أنّي لا مَحَالَةَ مَيّتٌ، *** فَمُتّبِعٌ آثَارَ مَنْ قَدْ خَلا قَبْلي
ـ فيضيف الشاعر بدر شاكر السياب:
يا لها ليلة و قد عادت الر *** وح إلى ربها و دنيا اليقين
ـ فتكمل الشاعرة الخنساء:
فلمَّا سمعتُ النَّائحاتِ ينحنهُ *** تعزَّيتُ واستيقنتُ انْ لا اخا ليا
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
ما كان أعجلها لحقاقا بابنها *** لو لم يثبتها اليقين الرادع
ـ فيضيف الشاعر كثير عزة:
ولمّا اقشعرَّتْ حينَ ولّى وأيقنت *** لقد زالَ منها أنسُها وأمينُها
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
لا تجزعي لصروف دهرك واثبتي *** فالبأس صبر واليقين ثبات
استفيقي إنه صبح اليقين *** جاء طلق الوجه وضاح الجبين
ـ فيكمل الشاعر النابغة الشيباني:
وأيقن أن ما أفضي إليه *** من الأسرار منكشف الغطاء
ـ فيقول الشاعر د. عبدالرحمن العشماوي:
كلُّ ما صاغَه خيالُ الظُّنونِ *** يتهاوى أمَام فجرِ اليقينِ
لغةُ الفجرِ ذاتُ معنىً صحيحٍ *** ولسانٍ طَلْقٍ، ولفظٍ مبينِ
ـ فيضيف الشاعر ابن علوي الحداد:
أهل اليقين لعينه ولحقه *** وصلوا وثم جواهر الأصداف
راح اليقين أعز مشروب لنا *** فاشرب وطب واسكر بخير سلاف
هذا شراب القوم سادتنا وقد *** أخطأ الطريقة من يقل بخلاف
ـ فيقول الشاعر ابن المُقري:
يا رب زده على ما ترتضيه له *** عونا ويسر له في الخير ما عسرا
وزده حسن يقين وارضه كرما *** فيما تولاه من صنع وما وزرا
ـ فيضيف الشاعر عبد الغني النابلسي:
أضاءت بالحق أنوار شمسي *** فرأوني بأعين الخفاش
أتظن الكلاب إذ نبحتني *** أن تغبيرهم يدنس شاشي
أو بأني في الناس أنقص قدراً *** بكلام الأراذل الأوباش
لا ومن خصني بزائد علم *** لم يعمّوا من وبله برشاش
وجلا خاطري بنور يقين *** ورماهم في حيرة واندهاش
وابتلاهم بخيبة وعناد *** وقلوب أسرى الشكوك عطاش
وحباني رفعاً عليهم جميعاً *** بمقام عالٍ شريف الحواشي
ـ فيقول الشاعر دعبل الخزاعي:
أَتَعجَبُ لِلأَجلافِ أَن يَتَخَيَّفوا *** مَعالِمَ دينِ اللَهِ وَهوَ مُبينُ
لَقَد سَبَقَت فيهِم بِفَضلِكَ آيَةٌ *** لَدَيَّ وَلَكِن ما هُناكَ يَقينُ
ـ فيضيف الشاعر ماء العينين:
تقول فلا بدَّ لي من سنين *** وأنت ضنين عليّ بحين
فقلت فلا تعذلي لرهين *** هواك فإن الملام يقين
ولكن أشيري بقولٍ مكين *** ليعذرني من أراه يمين
ـ فيقول الشاعر ابن الساعاتي:
أحنُّ إلى وادي الأراك من الحمى *** وهيهات من وادي الأراك حنين
فيا لوعةً عذريّةً ما احتسبتها *** إذ الوصل ظنٌ والفراق يقين
ـ ويقول الشاعر إلياس أبو شبكة:
هذِهِ خمري فَذُقها يا نَديمي*** فَلَها طَعمٌ غَريبٌ في كُرومي
ليَ في كَأسي يَقينٌ لَم يَكُن *** ذَهبَ الشَكُّ مَع الحُبِّ القَديمِ
ـ فيقول الشاعر ابن طاهر:
نتوب توبة توبة الصادقين *** نصوح ما تنفض وتنسف
والقلب يعمر بالتقى واليقين *** ومن سوى المولى ينظف
نصبح ونمسي بالرضا فائزين *** ومن شراب الحب نرشف
نزهد في الدنيا مع الزاهدين *** نحظى بصفو ليس يوصف
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
وما قادني ظنٌّ إليك مشبِّهٌ *** ولكن يقينٌ ثاقبُ النُورِ ساطع
فإن تفعل الحُسنَى فشكريَ راهنٌ *** وإن تكنِ الأُخرى فعُذْريَ واسع
ـ فيقول الشاعر الأرجاني:
كلّما عنَّ لي حبيبٌ وَفِيٌّ *** عَنَّ من دونهِ زمانٌ
خَؤون قلْ لأحبابيَ الّذين سَبَوْني *** فوجودي شَكٌّ ووَجْدي يقين
أنتُمُ والزّمانُ حينَ تخونو *** نَ يَفي أو تَفونَ حينَ يخون
ـ فيقول الشاعر أبو الحسن الششتري:
إِذا غابَ الوجودُ وغِبْت عنْه *** فلم تعْلم أبْعد أم تَداني
وكُنْت من الزَّمان بلا زَمانٍ *** وكُنت من المكانِ بلا مكانِ
وحُلْتَ فلسْتَ أنت على يقين *** عَياناً ثم غبْت عن العَيان
وقلْت فنيت أنَّ الحالَ باقِ *** وقلْتَ بقيتُ إِنَّ الحالَ فان
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:
هجرت فلم نجد ظلاً يقينا *** أحلماً كان عطفك أم يقينا
ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
أشفقتَ منْ هجري فغلـ *** ـبْتَ الظّنُونَ عَلى اليَقِينِ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
غير أن اليقين أضحى مريضا *** مرضا باطنا شديد الخفاء
أنت أدْوَيتَ صدر خِلِّك فاعذر *** هُ على النَّفثِ إنه كالدواءِ
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
أمن عرف اليقين فصح رأيا *** كمن جهل الحقائق فاسترابا
مستيقن النفس لا يغشى سريرته *** ما في السرائر من ظن ووسواس
ـ ويضيف الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
وأيقن أن سيذكرنا زمان *** سننسيه الأسافل بالأعالي
ـ فيكمل الشاعر إبراهيم ناجي:
حتى يمتع باليقين مكذب *** عينيه في رؤيا يضلُّ سناهَا
تخبو العواطف في الصدور وتنتَهي *** ويَجف في زهر القلوب نداهَا
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
و أشقاني اليقين فيا حنيني *** إلى الخدع المنضّرة السوابي
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
فإذا الذي عمر اليقين فؤاده *** في حيرة المتردد المرتاب
ـ فيقول الشاعر د. عبدالرحمن العشماوي:
تبقى الحصون منيعةً أسوارها *** مادام يرفع باليقينِ شعارُها
وتظلُّ تهنأ بالربتيع رياضُها *** وتزفُّ أشذاء الرضا أزهارها
ـ فيضيف الشاعر عبد الغني النابلسي:
أنا في الملاح على اليقينِ *** ومحبة المحبوب ديني
فتنكبوا يا زائغيـ *** ـن عن الصراط المتبين
نار المحبة عندكم *** والنور عندي في كميني
ـ فيقول الشاعر ابن قلاقس:
طليعةُ جيشكَ النصرُ المبينُ *** ورائدُ عزمكَ الفتحُ اليقينُ
وحيثُ حللتَ فالراياتُ تهفو *** عليك وتحتها الرأيُ الرصينُ
ـ فيضيف الشاعر أبو تمام:
جازوا خلائقَ قد تيقنتِ العلى *** كلَّ التيقنِ أنهنَّ نجومُها
ـ فيقول الشاعر محمد إقبال:
شرعنا للفرد مرقاة اليقين *** ترتقي منه مقامات اليقين
ـ فيضيف الشاعر المتنبي:
وَتَيَقّنْتَ أنّ حَظّكَ أوْفَى *** وَتَبَيّنْتَ أنّ جَدّكَ أعْلَى
فَقَدْ تَيَقّنّ أنّ الحَقّ في يَدِهِ *** وَقَدْ وَثِقْنَ بأنّ الله نَاصِرُهُ
ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:
كشف الأسى لهم الحجاب فأيقنوا *** أن الحياة مطالب ومعالي
ـ فيضيف الشاعر المتنبي:
وَأيْقَنَ النّاسُ أنّ زَارِعَهَا *** بالمَكْرِ في قَلْبِهِ سَيَحْصِدُهَا
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
تَميلينَ عَن نَهجِ اليَقينِ، كأنّما *** سَرى بك أعمى، أو عراكِ تَعامي
ـ فيضيف الشاعر أبو الفضل بن الأحنف:
أيقنتُ أني إن تكلمتُ ضرّني *** كلامي فآثرتُ السُّكوتَ على الخُسْرِ
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
اللَّهُ حَقٌّ، مَن تَدَبّرَ أمرَهُ *** عرَفَ اليَقينَ، وآنَسَ الإعجازا
ـ فيضيف الشاعر أبو العتاهية:
عَجَباً لامرِىء ٍ تَيَقّنَ أنّ الـ *** الموتَ حقَّاً فقرَّ بالعيشِ عينَا
ـ فيكمل الشاعر أبوالعلاء المعري:
الفتى قد رأى اليَقينَ، ولكنْ *** يُؤثِرُ العيشَ، فهو كالمخَتولِ
دَفَنّاهُمُ، في الأرضِ، دفنَ تيقّنٍ، *** ولا عِلمَ بالأرواحِ غَيرَ ظنون
ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِ القُبُورِ *** تيقنتَ أنكَ منهمْ غدا
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ، بعدي، لعاشقٍ؛ *** وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ
ـ فيقول الشاعر أبو الفضل الوليد:
هَرَبتِ إلى حجرِ اليَقينِ من الشكِّ *** ولمّا طغى الطوفانُ سِرتِ على فُلكِ
رَغبتِ عن الدُّنيا وأنتِ نعيمُها *** وغيرُكِ تلهُو بالمكائدِ والإفكِ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
قد يفِي للصديقِ غير أمينِهْ *** ويخونُ الصديقَ غيرُ ظنينِهْ
ويرى غائبَ الصواب غَبيٌّ *** ويغيبُ الصوابُ عن مُسْتَبِينه
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
كَبُرَ العِيَانُ عَليّ حتى إنّهُ *** صارَ اليَقِينُ مِنَ العِيانِ تَوَهُّمَا
يُعطيكَ مُبتَدِراً فَإِن أَعجَلتَهُ *** أَعطاكَ مُعتَذِراً كَمَن قَد أَجرَما
ـ فيضيف الشاعر أبو تمام:
نامتْ عيونُ الشامتينَ تيقناً *** أنْ ليسَ يَهْجَعُ والهُمومُ تسامِرُهْ
ـ فيكمل الشاعر أسامة بن منقذ:
لو أيقَنُوا أنّ لهم رازقاً *** ليس لما يُعطيه من مَانِعِ
ولا لِما يرفَعُ مِن خافِضٍ *** ولا لِما يَخفِضُ مِن رافِعِ
ما طلَبوا مِن غيرِ مُعْطٍ ولا *** دَعَوْا إذا اضْطُرُّوا سوى السامِعِ
ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
إذا قُلتُ المُحالَ رفَعتُ صَوْتي؛ *** وإن قلتُ اليَقينَ أطلْتُ هَمسي
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
لن يوقنَ الشُّكاك ما لم يقم لهم *** على السِّر برهانٌ من الجهر ناصع
وتيقَّن بأنني غيرُ راءٍ *** لك حقاً حتى ترى لي حُقوقا
أكنتَ ظننت سهوي عن حقوقي *** أم استيقنتَ جبني وانخذالي
ـ ثم يختتم ندوتنا (الافتراضية) قائلا:
يا غامِطَ النعمة أيقِنْ أنها *** قد غَضِبَ اللَّه لها كلَّ الغضبْ
وكلُّ من عادى مُحقّاً مقبلاً *** فإنه من أمره في وَكَتَبْ
والحمد للّه العظيم شأنُهُ *** على الذي أبلَى وأَوْلى وَوَهَبْ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر