صالون أدبي ليس كأي صالون---!!!!! بقلم/د.يسري عبد الغني
الزعيم / سعد زغلول ، لم ينجب أولادًا ، وعاش طوال حياته محبًا مخلصًا لزوجته العظيمة المحترمة ، وقالوا : إن الأميرة نازلي فاضل ، أحبت سعد زغلول حبًا شديدًا ، وكادت أن ترتبط به ، وكان صالون الأميرة / نازلي فاضل من أقدم الصالونات الأدبية في عصرنا الحديث ، حيث كان يعقد في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي .
وربما كان قيام صالون أدبي عملاً جريئًا في تلك الفترة ، حيث تقوم سيدة بفتح صالونها لتستقبل رجال الفكر والأدب والعلم ، وكبار الوزراء والأعلام ، وأن تدير الحديث والمناقشات ، وتعرض القضايا المختلفة ، فيكون الرأي الأغلب فيها وفق اتجاه الحضارة لا وفق حاجة الأمة .
وكان من رواد هذا الصالون الثقافي ، الشيخ / محمد عبده ، وسعد زغلول ، وقاسم أمين ، وإبراهيم اللقاني ، وفتحي زغلول ، وحافظ إبراهيم ، وأحمد لطفي السيد ، وعشرات من قادة الفكر والرأي من تلك الآونة .
ومن هذا الصالون الثقافي صدرت صيحة تحرير المرأة التي رفعها قاسم أمين ، ووجد الشيخ / محمد عبده في نازلي فاضل مثالاً للمرأة العصرية ، ولعله كان معجبًا بها أشد الإعجاب ، وكذلك سعد زغلول .
وإذا كان ما يذكر من صلتها باللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر ، فإنه يمكن أن يعرف إلى أي مدى كان أثرها على ثلاثة من أعلام الفكر والدين والسياسة ، وقد توفيت الأميرة نازلي فاضل في السجن ، سنة 1913 .
هذا ، وقد وصفها الصحفي الأستاذ / سليم سركيس بأنها امرأة بارزة ، ناظرت الرجال في المواضيع السياسية ، وخاضت ميادين الجهاد ، ويقول سركيس : إنه حضر من مجالسها اجتماعًا كانت فيه مناظرة للروائي الإنجليزي / هال كاين ، فسمعها تجيب باللغة الإنجليزية في إجادة لا محل معها لمستزيد .
و نازلي فاضل هي ابنة مصطفى باشا فاضل الملقب بأبي الأحرار ، وكان مغضوب عليها من السلطان العثماني / عبد الحميد ، وصديقه كرومر ، وقد كان من رواد صالونها كل خصوم الدولة العثمانية من أمثال : ولي الدين يكن ، وسليم سركيس ، وغيرهم .. وغيرهم .
وكانت صحيفة (المنار) تذكر الأميرة / نازلي بشيء كبير من التقدير والإعزاز ، وقيل : إن ذلك كان من أجل روابط الشيخ محمد عبده بها ، وقيل أيضًا : إنها هي التي توسطت لدى كرومر لإعادة الشيخ من منفاه ، وإنه رسم في صالونها خطة مسالمة الاستعمار الإنجليزي ، ومخاصمة الخديوي توفيق ، ومحاولة إصلاح الأزهر الشريف .
ولعل في هذا الصالون الثقافي ارتفع نجم سعد زغلول ، وتسامى إلى مصاهرة رئيس نظار مصر / مصطفى فهمي باشا ، التي كانت رئاسته للوزراء أطول الرئاسات في تاريخ مصر .
وقيل : إن سعد زغلول اندفع من أجل إرضاء صاحبة الصالون التي يقال إنها تيمت به حبًا ، إلى تعلم اللغة الفرنسية ، وقد تعلمها الشيخ / محمد عبده هو الآخر بناءً على رغبتها ، وقد أجادها الرجلين إجادة كاملة ، ومكنتهما من النظر في الكتب الحديثة ، ومجاراة التطور الحادث في العالم .
وقالوا : إنه من أجلها تم تأليف كتاب (تحرير المرأة) الذي كتبه قاسم أمين على وجه التحقيق ، لإرضاء نازلي فاضل ، بعد أن أوعز إليها بأن ما كتبه في الرد على الدوق / داركور حيث مجد الحجاب الذي تتخذه المرأة المسلمة في الشرق ، وذم السفور الذي تختاره بعض المتحررات ، أوعز إليها أن هذا الكلام موجه إليها شخصيًا ، مما اضطر الشيخ / محمد عبده ، وصديقه قاسم أمين إلى الاعتذار عنه عمليًا بالكتابة في تحرير المرأة ، وتصنيف هذا الكتاب الذي كان له من بعد ضجة وتاريخ .
وليت الذين يكتبون الأعمال الدرامية عن قاسم أمين وغيره من رجال هذا العصر ، ليتهم يستقرءون التاريخ ووقائعه على الوجه الصحيح ، ويفهمون الأحداث فهمًا موضوعيًا سليمًا ، حتى نقدم للأجيال الجديدة تاريخهم الحقيقي فيكون منه العبرة والعظة و الدروس المستفادة .
ولعله في هذا الصالون الثقافي ، صالون نازلي فاضل ، وضعت سياسات مصر ، فقد وجه سعد زغلول منه إلى هذا المكان الذي تصدره في زعامة البلاد بعد ثورة 1919 ، واتخذ الشيخ الإمام / محمد عبده مكان الصدارة في الدعوة الدينية المستنيرة الوسطية .
وقد كان هؤلاء الأعلام يجدون في هذا الصالون متنفسًا للفكر والرأي في اتجاه واضح ، وهو اتجاه محاسبة أو مهادنة المستعمر الإنجليزي الغاصب ، والسير إلى منتصف الطريق للالتقاء به ، والرضاء بالأمر الواقع ، وكذلك محاولة تحسين الأوضاع من ناحية الثقافة والتعليم واللغة ، ومخاصمة أولئك الذين يتطرفون في الدعوة إلى الوطنية ، ويرتضون سبيل الصيحة العاطفية المزلزلة ، والتي أكد التاريخ على مر العصور أنه لا جدوى منها ، وأذكرك هنا إنه من هذا الخيط ألاعتدالي بدأ أستاذ الجيل / أحمد لطفي السيد دعوته في صحيفته اللبرالية (الجريدة) .
ويمكن لك عزيزي القارئ أن تراجع إذا أردت الاستزادة حول هذه الجزئية ، ما كتبه الأستاذ / أنور الجندي ، في كتابه (أضواء على الأدب العربي المعاصر ) ، ص 265 ، وما بعدها ، ومهما كان اتفاقك معه أو اختلافك ، فإن ما كتبه سيكون مفيدًا لك دون شك
الزعيم / سعد زغلول ، لم ينجب أولادًا ، وعاش طوال حياته محبًا مخلصًا لزوجته العظيمة المحترمة ، وقالوا : إن الأميرة نازلي فاضل ، أحبت سعد زغلول حبًا شديدًا ، وكادت أن ترتبط به ، وكان صالون الأميرة / نازلي فاضل من أقدم الصالونات الأدبية في عصرنا الحديث ، حيث كان يعقد في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي .
وربما كان قيام صالون أدبي عملاً جريئًا في تلك الفترة ، حيث تقوم سيدة بفتح صالونها لتستقبل رجال الفكر والأدب والعلم ، وكبار الوزراء والأعلام ، وأن تدير الحديث والمناقشات ، وتعرض القضايا المختلفة ، فيكون الرأي الأغلب فيها وفق اتجاه الحضارة لا وفق حاجة الأمة .
وكان من رواد هذا الصالون الثقافي ، الشيخ / محمد عبده ، وسعد زغلول ، وقاسم أمين ، وإبراهيم اللقاني ، وفتحي زغلول ، وحافظ إبراهيم ، وأحمد لطفي السيد ، وعشرات من قادة الفكر والرأي من تلك الآونة .
ومن هذا الصالون الثقافي صدرت صيحة تحرير المرأة التي رفعها قاسم أمين ، ووجد الشيخ / محمد عبده في نازلي فاضل مثالاً للمرأة العصرية ، ولعله كان معجبًا بها أشد الإعجاب ، وكذلك سعد زغلول .
وإذا كان ما يذكر من صلتها باللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر ، فإنه يمكن أن يعرف إلى أي مدى كان أثرها على ثلاثة من أعلام الفكر والدين والسياسة ، وقد توفيت الأميرة نازلي فاضل في السجن ، سنة 1913 .
هذا ، وقد وصفها الصحفي الأستاذ / سليم سركيس بأنها امرأة بارزة ، ناظرت الرجال في المواضيع السياسية ، وخاضت ميادين الجهاد ، ويقول سركيس : إنه حضر من مجالسها اجتماعًا كانت فيه مناظرة للروائي الإنجليزي / هال كاين ، فسمعها تجيب باللغة الإنجليزية في إجادة لا محل معها لمستزيد .
و نازلي فاضل هي ابنة مصطفى باشا فاضل الملقب بأبي الأحرار ، وكان مغضوب عليها من السلطان العثماني / عبد الحميد ، وصديقه كرومر ، وقد كان من رواد صالونها كل خصوم الدولة العثمانية من أمثال : ولي الدين يكن ، وسليم سركيس ، وغيرهم .. وغيرهم .
وكانت صحيفة (المنار) تذكر الأميرة / نازلي بشيء كبير من التقدير والإعزاز ، وقيل : إن ذلك كان من أجل روابط الشيخ محمد عبده بها ، وقيل أيضًا : إنها هي التي توسطت لدى كرومر لإعادة الشيخ من منفاه ، وإنه رسم في صالونها خطة مسالمة الاستعمار الإنجليزي ، ومخاصمة الخديوي توفيق ، ومحاولة إصلاح الأزهر الشريف .
ولعل في هذا الصالون الثقافي ارتفع نجم سعد زغلول ، وتسامى إلى مصاهرة رئيس نظار مصر / مصطفى فهمي باشا ، التي كانت رئاسته للوزراء أطول الرئاسات في تاريخ مصر .
وقيل : إن سعد زغلول اندفع من أجل إرضاء صاحبة الصالون التي يقال إنها تيمت به حبًا ، إلى تعلم اللغة الفرنسية ، وقد تعلمها الشيخ / محمد عبده هو الآخر بناءً على رغبتها ، وقد أجادها الرجلين إجادة كاملة ، ومكنتهما من النظر في الكتب الحديثة ، ومجاراة التطور الحادث في العالم .
وقالوا : إنه من أجلها تم تأليف كتاب (تحرير المرأة) الذي كتبه قاسم أمين على وجه التحقيق ، لإرضاء نازلي فاضل ، بعد أن أوعز إليها بأن ما كتبه في الرد على الدوق / داركور حيث مجد الحجاب الذي تتخذه المرأة المسلمة في الشرق ، وذم السفور الذي تختاره بعض المتحررات ، أوعز إليها أن هذا الكلام موجه إليها شخصيًا ، مما اضطر الشيخ / محمد عبده ، وصديقه قاسم أمين إلى الاعتذار عنه عمليًا بالكتابة في تحرير المرأة ، وتصنيف هذا الكتاب الذي كان له من بعد ضجة وتاريخ .
وليت الذين يكتبون الأعمال الدرامية عن قاسم أمين وغيره من رجال هذا العصر ، ليتهم يستقرءون التاريخ ووقائعه على الوجه الصحيح ، ويفهمون الأحداث فهمًا موضوعيًا سليمًا ، حتى نقدم للأجيال الجديدة تاريخهم الحقيقي فيكون منه العبرة والعظة و الدروس المستفادة .
ولعله في هذا الصالون الثقافي ، صالون نازلي فاضل ، وضعت سياسات مصر ، فقد وجه سعد زغلول منه إلى هذا المكان الذي تصدره في زعامة البلاد بعد ثورة 1919 ، واتخذ الشيخ الإمام / محمد عبده مكان الصدارة في الدعوة الدينية المستنيرة الوسطية .
وقد كان هؤلاء الأعلام يجدون في هذا الصالون متنفسًا للفكر والرأي في اتجاه واضح ، وهو اتجاه محاسبة أو مهادنة المستعمر الإنجليزي الغاصب ، والسير إلى منتصف الطريق للالتقاء به ، والرضاء بالأمر الواقع ، وكذلك محاولة تحسين الأوضاع من ناحية الثقافة والتعليم واللغة ، ومخاصمة أولئك الذين يتطرفون في الدعوة إلى الوطنية ، ويرتضون سبيل الصيحة العاطفية المزلزلة ، والتي أكد التاريخ على مر العصور أنه لا جدوى منها ، وأذكرك هنا إنه من هذا الخيط ألاعتدالي بدأ أستاذ الجيل / أحمد لطفي السيد دعوته في صحيفته اللبرالية (الجريدة) .
ويمكن لك عزيزي القارئ أن تراجع إذا أردت الاستزادة حول هذه الجزئية ، ما كتبه الأستاذ / أنور الجندي ، في كتابه (أضواء على الأدب العربي المعاصر ) ، ص 265 ، وما بعدها ، ومهما كان اتفاقك معه أو اختلافك ، فإن ما كتبه سيكون مفيدًا لك دون شك