الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صالون أدبي ليس كأي صالون---!!بقلم:د.يسري عبد الغني

تاريخ النشر : 2020-09-09
صالون أدبي ليس كأي صالون---!!بقلم:د.يسري عبد الغني
صالون أدبي ليس كأي صالون---!!!!! بقلم/د.يسري عبد الغني
الزعيم / سعد زغلول ، لم ينجب أولادًا ، وعاش طوال حياته محبًا مخلصًا لزوجته العظيمة المحترمة ، وقالوا : إن الأميرة نازلي فاضل ، أحبت سعد زغلول حبًا شديدًا ، وكادت أن ترتبط به ، وكان صالون الأميرة / نازلي فاضل من أقدم الصالونات الأدبية في عصرنا الحديث ، حيث كان يعقد في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي .
وربما كان قيام صالون أدبي عملاً جريئًا في تلك الفترة ، حيث تقوم سيدة بفتح صالونها لتستقبل رجال الفكر والأدب والعلم ، وكبار الوزراء والأعلام ، وأن تدير الحديث والمناقشات ، وتعرض القضايا المختلفة ، فيكون الرأي الأغلب فيها وفق اتجاه الحضارة لا وفق حاجة الأمة .
وكان من رواد هذا الصالون الثقافي ، الشيخ / محمد عبده ، وسعد زغلول ، وقاسم أمين ، وإبراهيم اللقاني ، وفتحي زغلول ، وحافظ إبراهيم ، وأحمد لطفي السيد ، وعشرات من قادة الفكر والرأي من تلك الآونة .
ومن هذا الصالون الثقافي صدرت صيحة تحرير المرأة التي رفعها قاسم أمين ، ووجد الشيخ / محمد عبده في نازلي فاضل مثالاً للمرأة العصرية ، ولعله كان معجبًا بها أشد الإعجاب ، وكذلك سعد زغلول .
وإذا كان ما يذكر من صلتها باللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر ، فإنه يمكن أن يعرف إلى أي مدى كان أثرها على ثلاثة من أعلام الفكر والدين والسياسة ، وقد توفيت الأميرة نازلي فاضل في السجن ، سنة 1913 .
هذا ، وقد وصفها الصحفي الأستاذ / سليم سركيس بأنها امرأة بارزة ، ناظرت الرجال في المواضيع السياسية ، وخاضت ميادين الجهاد ، ويقول سركيس : إنه حضر من مجالسها اجتماعًا كانت فيه مناظرة للروائي الإنجليزي / هال كاين ، فسمعها تجيب باللغة الإنجليزية في إجادة لا محل معها لمستزيد .
و نازلي فاضل هي ابنة مصطفى باشا فاضل الملقب بأبي الأحرار ، وكان مغضوب عليها من السلطان العثماني / عبد الحميد ، وصديقه كرومر ، وقد كان من رواد صالونها كل خصوم الدولة العثمانية من أمثال : ولي الدين يكن ، وسليم سركيس ، وغيرهم .. وغيرهم .
وكانت صحيفة (المنار) تذكر الأميرة / نازلي بشيء كبير من التقدير والإعزاز ، وقيل : إن ذلك كان من أجل روابط الشيخ محمد عبده بها ، وقيل أيضًا : إنها هي التي توسطت لدى كرومر لإعادة الشيخ من منفاه ، وإنه رسم في صالونها خطة مسالمة الاستعمار الإنجليزي ، ومخاصمة الخديوي توفيق ، ومحاولة إصلاح الأزهر الشريف .
ولعل في هذا الصالون الثقافي ارتفع نجم سعد زغلول ، وتسامى إلى مصاهرة رئيس نظار مصر / مصطفى فهمي باشا ، التي كانت رئاسته للوزراء أطول الرئاسات في تاريخ مصر .
وقيل : إن سعد زغلول اندفع من أجل إرضاء صاحبة الصالون التي يقال إنها تيمت به حبًا ، إلى تعلم اللغة الفرنسية ، وقد تعلمها الشيخ / محمد عبده هو الآخر بناءً على رغبتها ، وقد أجادها الرجلين إجادة كاملة ، ومكنتهما من النظر في الكتب الحديثة ، ومجاراة التطور الحادث في العالم .
وقالوا : إنه من أجلها تم تأليف كتاب (تحرير المرأة) الذي كتبه قاسم أمين على وجه التحقيق ، لإرضاء نازلي فاضل ، بعد أن أوعز إليها بأن ما كتبه في الرد على الدوق / داركور حيث مجد الحجاب الذي تتخذه المرأة المسلمة في الشرق ، وذم السفور الذي تختاره بعض المتحررات ، أوعز إليها أن هذا الكلام موجه إليها شخصيًا ، مما اضطر الشيخ / محمد عبده ، وصديقه قاسم أمين إلى الاعتذار عنه عمليًا بالكتابة في تحرير المرأة ، وتصنيف هذا الكتاب الذي كان له من بعد ضجة وتاريخ .
وليت الذين يكتبون الأعمال الدرامية عن قاسم أمين وغيره من رجال هذا العصر ، ليتهم يستقرءون التاريخ ووقائعه على الوجه الصحيح ، ويفهمون الأحداث فهمًا موضوعيًا سليمًا ، حتى نقدم للأجيال الجديدة تاريخهم الحقيقي فيكون منه العبرة والعظة و الدروس المستفادة .
ولعله في هذا الصالون الثقافي ، صالون نازلي فاضل ، وضعت سياسات مصر ، فقد وجه سعد زغلول منه إلى هذا المكان الذي تصدره في زعامة البلاد بعد ثورة 1919 ، واتخذ الشيخ الإمام / محمد عبده مكان الصدارة في الدعوة الدينية المستنيرة الوسطية .
وقد كان هؤلاء الأعلام يجدون في هذا الصالون متنفسًا للفكر والرأي في اتجاه واضح ، وهو اتجاه محاسبة أو مهادنة المستعمر الإنجليزي الغاصب ، والسير إلى منتصف الطريق للالتقاء به ، والرضاء بالأمر الواقع ، وكذلك محاولة تحسين الأوضاع من ناحية الثقافة والتعليم واللغة ، ومخاصمة أولئك الذين يتطرفون في الدعوة إلى الوطنية ، ويرتضون سبيل الصيحة العاطفية المزلزلة ، والتي أكد التاريخ على مر العصور أنه لا جدوى منها ، وأذكرك هنا إنه من هذا الخيط ألاعتدالي بدأ أستاذ الجيل / أحمد لطفي السيد دعوته في صحيفته اللبرالية (الجريدة) .
ويمكن لك عزيزي القارئ أن تراجع إذا أردت الاستزادة حول هذه الجزئية ، ما كتبه الأستاذ / أنور الجندي ، في كتابه (أضواء على الأدب العربي المعاصر ) ، ص 265 ، وما بعدها ، ومهما كان اتفاقك معه أو اختلافك ، فإن ما كتبه سيكون مفيدًا لك دون شك
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف