الأخبار
الإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفة
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مفهوم التهوين عند فحول الشعراء العرب بقلم: مجدي شلبي

تاريخ النشر : 2020-09-08
مفهوم التهوين عند فحول الشعراء العرب  بقلم: مجدي شلبي
ثنائية التهوين والتهويل من منظور شعري
مفهوم التهوين عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضيف ندوتنا (الافتراضية) اليوم؛ هو إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي إبراهيم القصبجي (الشاعر إبراهيم ناجي/ شاعر الأطلال)، وهو يتجه (افتراضيا) الآن نحو المنصة؛ قائلا:
دعوت فلبينا ودارك كعبة *** بها انعقد الإخلاص والحب طوَّفا
خميلتنا تهفو إليها قلوبنا *** وأي فؤاد للخميلة ما هفا
فيا ندوة السمار هل من مسجل *** يدوّن إعجاز القرائح منصفا
ليشهد أن الشعر شيء مشى بنا *** مع الطبع جل الطبع أن يتكلفا
وفي دمنا يجري به متواصلا *** مع النفس الجاري وينساب مرهفا
فهل ناقل عني الغداة وناشر *** مقالة صدق قد أبت أن تحرّفا
ـ فيحييه الشاعر ابن الرومي، ثم يبادر بإلقاء أبيات من شعره حول موضوع ندوتنا (التهوين عند فحول الشعراء العرب):
يا مَنْ هواه من القلوب مَكينُ *** والماءُ في الوَجَنات منه مَعينُ
فكِّر وقل لهُمُ مقالةَ صادقٍ *** يحتجُّ عند مقاله ويُبين
إنا نُكاد ولا نَكيد عدوَّنا *** ثقةً بكيد اللَّه وهو متين
يا من يُهَوِّن أن يخون أمانةً *** أقسمتُ أن سَيُهينك التهوين
ولعل ذا جهل يقول بجهله *** إن المُعاتِبَ في الطفيف مَهين
ـ فيكمل الشاعر عبد الغني النابلسي:
تراهم للشر في تهوين *** وتراهم للخير في تصعيب
أنطقوا كل بومة بهواهم *** وأرادوا السكوت للعندليب
حاولوا يطفئون بالزور نوري *** ويذلون عز قدري المهيب
فرأوا من عناية الله بي ما *** أصبحوا منه في أسى ونحيب
وإلى الله قد توسلت فيهم *** وعليهم رب العباد حسيبي
ـ ثم يضيف:
إني توسلت في الدنيا إليك بمن *** جعلته سبباً في كل تدوين
أن تشرح الصدر من ضيق ومن حرج *** وتفرج الهم من صعب بتهوين
ولا تدعني أمد الكف في طلب *** ممن سواك على ظن وتخمين
ـ فيكمل الشاعر البوصيري:
مَنْ لِشَيْخٍ ذِي عِلَّةٍ وعِيالٍ *** ثَقَّلَتْ ظَهْرَهُ بِغَيرِ ظَهيرِ
أَثْقَلُوهُ وَكَلَّفوهُ مَسيراً *** ومِنَ المُسْتَحيلِ سَيْرُ ثَبيرُ
حَسِبَتْ عِلَّتِي تَزُولُ فقالتْ *** يا كَثِيرَ التَّهْوينِ وَالتَّهْوِيرِ
وَاقْتَضَتْنِي الشِّوارَ بَغْياً عَلَى *** مَنْ بيتُهُ ليسَ فيهِ غير حَصِيرِ
وأَبَوْا أنْ يُساعِدُونِي عَلَى قُو *** تِ عِيالِي بُخْلاً بِكَيْلِ بَعِيرِ
فَسَيُغْنِيني الإلهِ عنهمِ بِجَدْوَى *** خيْرِ مَولىً لَنا وخيرِ نَصِيرِ
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
يا طَيرُ كَدرُ العَيشِ لَو تَدري *** في صَفوِهِ وَالصَفوُ في الكَدرِ
وإذا الأُمورُ استُصعِبَتْ صَعُبَتْ *** ويهون ما هوّنتَ من أَمر
يا طَيرُ لَو لُذنا بِمُصطَبَرٍ *** فَلَعَلَّ روحَ اللَهِ في الصَبرِ
ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:
و زاحمْ على باب العلا ضاغطا *** لا بدّ أن تدخُلَ بين الزحامْ
بهمّةٌ أيسرُ ما ترتقِي *** إليه تهوينُ الأمورِ العِظامْ
من طلبَ الغايةَ خطواً على *** ظهر الهوينا رامَ صعبَ المرامْ
ـ فيقول الشاعر أبو العتاهية:
هَوَّن عَلَيكَ الأُمورَ وَاِعلَم *** أَنَّ لَها مَورِداً وَمَصدَر
وَاِصبِر إِذا ما بُليتَ يَوماً *** فَإِنَّ ما قَد سَلِمتَ أَكثَر
ـ فيكمل الشاعر ابن قلاقس:
هوّنْ عليكَ وكنْ للخطبِ مُصْطَبِرا *** فذو النُهى لنزولِ الخطبِ يصطبرُ
ـ فيضيف الشاعر أبو زيد الفازازي:
هوّن إذا هولت واعلم إنما *** تقوى على التهويل بالتهوين
لم يأت في الإِبداع فناً واحداً *** إلاَّ أتى من بعده بفنون
ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:
فن بذلت له الحياة مثابرا *** في حومة الآلام والآمال
يجني المنى كالورد من أشواكه *** ويهون الآلام بالآمال
ـ فيقول الشاعر البحتري:
أَطِل جَفوَةَ الدُنيا وَتَهوينَ شَأنِها *** فَما العاقِلُ المَغرورُ مِنها بِعاقِلِ
وَلَيسَ الأَماني في البَقاءِ وَإِن مَضَت *** بِها عادَةٌ إِلّا أَحاديثُ باطِلِ
ـ فيقول الشاعر الأرجاني:
لا تسَلْ أنْ أَقُصَّ ما كان منها *** وأجِرْ إنْ أطقْتَ مِمّا يكون
كم تُرجَّي تَعَلُّلاً بالأماني *** أنْ سيُقْضَى لصَعْبِه تَهْوين
فيكَ يا دهرُ مُقْعدي ومُقيمي *** أمَلٌ جامحٌ وحَظٌّ حَرون
طَرْفيَ الدّهرَ مُقْفِرٌ من وفيٍّ *** وفؤادي من حبِّه مَسْكون
ـ فيكمل الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
أخاف عليك الناس أن يلهجوا بنا *** وأكتم حتى عنك سرى وأبعد
وهون عندي ما أعاني من الجوى *** يعقيني أن البعد أحجى وأرشد
ـ فيقول الشاعر أبو زيد الفازازي:
هوّن إذا هولت واعلم إنما *** تقوى على التهويل بالتهوين
ولكم عذول قد رددت مقاله *** ردَّ المقيم على مقام الهون
يكفيك من بحر الغرام وعصفه *** دمع الهوى وتنفس المحزون
ـ فيضيف الشاعر بدوي الجبل:
و تسري الصّبا من بعيد إليها *** و قد هوّن الحبّ حزن الطريق
إلى أن تمرّ عليها فتاة *** فتنزعها نزع برّ رفيق
و تنزلها منزلا هانئا *** على النّور لا يشتكى فيه ضيق
ـ فيقول الشاعر لسان الدين الخطيب:
هون عليك فما الشكوى بنافعة *** وكل صعب إذا هونته هانا
ـ فيكمل الشاعر أبو العلاء المعري:
هَوِّن عَلَيكَ فَما الدُنيا بِدائِمَةٍ *** وَإِنَّما أَنتَ مِثلُ الناسِ مَغرورُ
جيب الزمان على الآفات مزرور *** ما فيهِ إِلّا شَقِيُّ الجَدِّ مَضرورُ
وَلَو تَصَوَّرَ أَهلُ الدَهرِ صورَتَهُ *** لَم يُمسِ مِنهُم لَبيبٌ وَهوَ مَسرورُ
ـ فيضيف الشاعر محمد مهدي الجواهري:
حراجةٌ لو يُرى حمدٌ يرافقها *** هانتْ وقد يُدَّرى خطبٌ بتهوين
لكنْ رأيتُ سِماتِ الخيرِ ضائعةً *** في الشرِّ كاللثغِ بين السينِ والشين
ما أضيعَ الماسَ مصنوعاً ومتطَبِعاً *** حتى لدى أهلِ تمييزٍ وتثمين
فيكمل الشاعر يوسف النبهاني:
فَقَد بُليتُ بعصرٍ كلّه فتنٌ *** فيهِ أخو الحقّ مغلوبٌ ومغلولُ
عَصرٌ على الخيرِ صالَ الشرّ فيه ولا *** تهوينَ إلّا علاه فيه تهويلُ
هذا الزمانُ الّذي بيّنت شدّتهُ *** فكلُّ ما قلتَ فيه اليوم مفعولُ
ـ فيقول الشاعر ابن النبيه:
فلا رعى الله زماني لقد *** هون من أمري ما لا يهون
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
لا مطلب اليوم إلا الحق نكبره *** عن أن يهون وأن يرمى بنقصان
ظلت تهون على الأيام قيمته *** حتى ترفع عنه الترب والخشب
ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:
لا تُلزِمَنّي بالهَوانِ وحَملهِ *** إن احتمال الهون ثقل مرهق
ـ فيرد الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني؛ قائلا:
ما أنا خيراً منك حالاً وإنما *** أعالج ما ألقى عساه يهون
ـ فيضيف الشاعر أبو تمام:
لانَت مَهَزَّتُهُ فَعَزَّ وَإِنَّما *** يَشتَدُّ بَأسُ الرُمحِ حينَ يَلينُ
وتَرَى الكَرِيمَ يَعِزُّ حينَ يَهُونُ *** وتَرَى اللئيمَ يَهُونُ حينَ يَهُونُ
ـ فيكمل الشاعر خليل مطران:
انَّكَ مُحْرِزٌ قَصَبَ المَعَالِي *** بِحَيْثُ غَدَتْ ذُرَاهَا لا تُرَامُ
وأنك إن يضم للناس جار *** فجارك لا يهون ولا يضام
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
ضرب الضربة التي هونت كل *** شكاة وأخرست من يقول
فليدر في مداره الفكر حيران *** ويجمد بالناظرين الذهول
كل ود يدول لكن ودي *** لك ما دمت ثابت لا يدول
ـ فيقول علي بن أبي طالب:
هوِّنِ الأَمْرَ تَعِشْ في راحَة ٍ *** كُلَّما هَوَّنْتَ إلاَّ سَيَهُونُ
لَيسَ أَمرُ المَرءِ سَهلاً كُلّهُ *** إِنَّما الأَمرُ سَهولٌ وَحَزونُ
تَطلُبُ الراحَةَ في دارِ العَنا *** خابَ مِن يَطلُبُ شَيئاً لا يَكونُ
ـ فيضيف الشاعر أبو العلاء المعري:
هَوِّن عَلَيكَ وَلا تُبالِ بِحادِثٍ *** يُشجيكَ فَالأَيّامُ سائِرَةٌ بِنا
ـ فيكمل الشاعر ابن علوي الحداد:
هون عليك نائب الدهر *** يهن عليك كل ما يجري
وكن للطف اللَه منتظراً *** من حيث لا تدريه أو تدري
فكم له من فرج عاجل *** يكشف للبأساء والضر
ـ فيضيف الشاعر ابن زهر الحفيد:
هَوِّن عَلَيكَ فَهذا لا بَقاءَ لَهُ *** أَما تَرى العُشبَ يَفني بَعدَما نَبَتا
كانَ الغَواني يَقُلنَ يا أَخي فَقَد *** صارَ الغَواني يَقُلنَ اليَومَ يا أَبَتا
ـ فيقول الشاعر لسان الدين بن الخطيب:
هوِّنْ على النّفْسِ النّفيسَةِ أمْرَها *** وإذا سلِمْتَ فلا تُرَعْ لفَقيدِ
لمْ يأتِ صرْفُ الدّهْرِ بِدْعاً مُحْدَثاً *** كمْ منْ يَزيدٍ قد مضى ويَزيدِ
ـ فيضيف الشاعر العباس بن الأحنف:
تعَزَّ وَهَوِّن عَلَيكَ الأُمورا *** عَساكَ تَرى بَعدَ حُزنٍ سُرورا
لَعَلَّ الَّذي بِيَدَيهِ الأُمورا *** سَيَجعَلُ في الكُرهِ خَيراً كَثيراً
ـ فيكمل علي بن أبي طالب:
هَوِّن عَلَيكَ فَإِنَّ الأُمورَ *** بِكَفِّ الإِلَهِ مَقاديرُها
فَلَيسَ بِآتيكَ مَنهِيُّها *** وَلا قاصِرٌ عَنكَ مَأمورُها
ـ فيضيف الشاعر أبو العتاهية:
هَوِّن عَلَيكَ العَيشَ صَفحاً يَهُن *** لَقَلَّما سَكَّنتَ إِلّا سَكَن
اقبَل مِنَ العَيشِ تَصاريفَهُ *** وَارضَ بِهِ إِن لانَ أَو إِن خَشُن
كَم لَذَّةٍ في ساعَةٍ نِلتَها *** كانَت فَوَلَّت فَكَأَن لَم تَكُن
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
هوِّن عليك المُقطَعاتِ ولا تكن *** بنصيحة ٍ من مخلص مُتهاونا
وَانْظُرْ إِلَى الرَّوْضِ إِذْ هَـبَّتـْ مُحَدِّدَةً *** طَلاَئِعُ الرِّيحِ كَيْفَ اهْتَزَّ وَازْدَانَا
ـ فيختتم الشاعر د/ سلطان السبهان ندوتنا (الافتراضية) بأبيات من قصيدته (هون عليك)؛ منشدا:
هوّن عليكَ فلست أولَ صادقٍ *** يرميهِ إحسان الظنون بمأزق
هوّن عليكَ وقُل خطيئة محسن *** رامَ الوفاءَ فكانَ غيرَ موفق
وتحسّس الندمَ الذي بجفونهم *** لو أنصفوكَ لآثروك بما بَقي
الدمعُ أثقل ما ترقرق في المدى *** إن ذرفته محاجرٌ لم تلتقِ
هوّن عليك وكُن لآخر لحظة *** متمسّكاً بالصدق والحلم النَّقي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف