الأخبار
20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حلقات عقود الفقر (بائع الماء)بقلم:سعيد مقدم أبو شروق

تاريخ النشر : 2020-09-05
حلقات عقود الفقر (بائع الماء)بقلم:سعيد مقدم أبو شروق
كان الوقت أصيلا، وهو يصوّت بأعلى صوته:
ماء مصفى ... ماء مصفى ...

صاحت له امرأة: قف واملأ لنا هذه (الدبة). والدبة قنينة بلاستيكية حجمها 20 ليترا.
لكنه بدل أن يوجه المقود نحو المرأة، أدار ذراع التسارع إلى الخلف كي يتدفق وقود محرك دراجته النارية ذات الثلاث عجلات والتي يسميها (ستوتة) ليسرع نحو الرجل الذي حاول أن يغير مسيره ليدخل في الشارع الثاني!
رجل يكفي أن تلمحه بنظرة لتعرف مدى فاقته، دشداشة متآكلة، وكوفية بالية.
عندما بلغتْه الدراجةُ واقتربت منه إلى حد ظن أنها تكاد أن تدهسه، رجع متعثرا في دشداشته فتدارك نفسه من السقوط.

- أين تتخفى؟! وإلى إين تفر اليوم من يدي؟! ما لك من مناص! ...وها أنا قد لحقت بك. عاهدتني أن تسدد اليوم دينك؛ 20 دبة ماء، كل يوم تؤجله إلى غده، اليوم نفدت المهلة الأخيرة، وصبري أيضا.
إن لم تدفع لي اليوم، عاركتك. أخرجُ صباحا لأرجع عصرا بالمال لزوجتي وأطفالي، لا أن أفض الماء لثواب أبي.

قال الرجل وقد بدا مكسور الخاطر:
لم أستلم راتبي بعد، أربعة أشهر ولم يعطوني راتبا؛ أخذت منهم خمسة ملايين مساعدة ووزعتها على الدكاكين.

- أدري أنك مطلوب للجميع، حياتك أمست دينا في دين! هذا من سوء تدبيرك.
- كنت قد عزلت لك 300 ألفا، لكن رحى ابنتي بدأت بالوجع! حاولت تجاهلها، لكن البنت ظلت تعوي طوال الليل من شدة الألم!

كان الدكتور قد قال له إن الرحى هذه دائمة، ووصل تسوسها إلى العصب، ولم يكلفه إزالة العصب وحشو الرحى سوى 8 ملايين.
ولكن أنّى له أن يدبرها؟! فترجى الطبيب أن يخلعها.

صاح به بائع الماء وهو يترجل من دراجته وكأنه ناوٍ على شر:
يا رجل، ادفع دينك بدل أن تدخن ... بالله قل لي، كيف تدخن وأنت مدين؟! أليس هذا من سوء تدبيرك؟!

قال وهو يتراجع خطوة بعد خطوة:
والله البارحة اشتريت 6 خبزات أكل كل منا خبزة وغمسناها بالماء... عيشتنا متقشفة.

رد البائع بنبرة غير متعاطفة:
وهل أنا حكومة لتتشكى إلي؟! تلك الحكومة اذهب واشك حالك لعلك تحصل على بعض حقوقك. أو طالب الرئيس ليدفع لك رواتبك المتأخرة... اسمع، هذه الأشياء لا تخصني؛ اليوم سأصنع منك نقودا.

وصمّ يده ورفعها ليضرب عامل البلدية لولا الرجل الصالح الذي وصل في أوانه وحلّ القضية بطريقته المعهودة.

سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف