الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شاعرة الحب/ وسام الأصفر بقلم: يونس عودة

تاريخ النشر : 2020-09-03
الشاعرة وسام الأصفر
(شاعرةُ الحبِّ)


بقلم: يونس عودة / سلطنة عُمان
ولا يزيدُك القربُ من أهلِ الحبِّ إلا جَمالا
ولا يزيدُ اللهُ المتحابينَ إلا نورًا
عُصفورةٌ رقيقةٌ دائبةُ التحليقِ في عالمِ العشقِ والحُبِ النزيهِ الطاهرِ العفيف. نشأتْ ودرجتْ خُطواتِها الاولى على احترامِ الاخر ومراعاةِ شعورهِ ورأيه؛ تكرهُ؛ بلْ لا تطيقُ البتةَ، أي حِجْر على العقل البشري؛ تؤمنُ بِحريةِ التفكير، والإنفتاح والحوارِ البناءِ والصريحِ مع كل ذي فكرٍ نيِّر. تعشقُ كلمة " الحب"، وتعملُ على نشرِها في ربوعِ الكونِ الواسع، متخطيةً السُّهولَ والجبالَ والوهدان، حتى أطلقَ عليها المقربون لقب : " وسامُ الحب" و " مليكةَ الحرفِ الذهب" و" رفيقةُ الحرفِ والمشاعر"، أما من جهتها، فهيَ تتوقُ لِبُرجٍ غيرِ عاديٍّ ولا اعتياديٍ يحملُ اسمها: "برجُ الحبِّ".
إنها الأديبةُ، والشاعرةُ، وكاتبةُ الرسائلِ، والمدونةُ، وكاتبةُ المذكراتِ وسام خليل الأصفر: يافاويةَ الهوى، اردنيةَ الوطنِ، لبنانيةَ الأمِّ والخالِ، وسعوديةَ المولدِ والمنشأ.
كانَ، وما يزالُ، عِشقُها الأبدي اللغةَ العربيةَ بكلِّيتها، وكانت قابَ قوسين او أدنى من اتخاذِها تخصصًا يتماهى معَ إبداعاتها الأدبية؛ ولكنَّ جامعةَ الملك سعود في الرياض ارتأت أن ترشِّحَها لِدراسةِ مادةِ الكيمياء كونُها كانتْ متفوقةً في الموادِّ العلميةِ بشكلٍ لافت.
نالتْ شهادتَها الجامعيةَ في الكيمياء، ثمَّ انخرطَتْ في مجالِ مهنةِ الانبياء لعامينِ اكاديميينِ فقط؛ كانتْ أحلامُها وطموحاتُها أكبر بكثيرٍ من أن تُحجر بين أربعةِ جدران، تحتَ قيودٍ ملزمة، منْ حضورٍ وانصرافٍ وتحضيرٍ ومختبراتٍ كيميائية، وغيرها.
وإذا كانت النفوس كِبارًا تَعبتْ في مُرادِها الأجسامُ
لمْ يكنْ عشقُ شاعرةِ الحبِّ للثقافةِ والمعرفةِ والكتابةِ ضَربةَ حظٍ أو خبطَ عَشواء؛ بلْ مَرَدُّهُ لطفولةٍ يانعةٍ مُزهِرة؛ ففي سنِّ الثالثةَ عشرة، انطلقتْ تَعُبُّ منْ معينِ الأدب، سواءٌ العربيُّ منهُ أم العالمي. التَهمتْ وتمثَّلتْ كلَّ ما وقعتْ عليهِ يداها: قَرأت الرواياتِ العالميةَ المترجمة : سومرست موم، ديكنز، همنجوي على سبيلِ السَّردِ لا الحَصر. كما قَرأتْ وتاثَّرْتْ بنصيرِ الفقراءِ والمعوزين عبد الوهاب مطاوع، اضافةً الى فاروق جويدة والكثير الكثير.
هيَ موسوعةٌ بشريةٌ تَدبُّ على قدمينِ راسختينِ في ميدانِ المعرفة. فقدْ حَباها المولى عزَّ وجلَّ بشخصيةٍ مستقلةٍ ذات فكرٍ نيِّرٍ ثاقب، تحاورُ وتناقشُ مستندةً إلى موروثٍ معرفيٍّ قويٍ لمْ ولنْ يَخذلها أبدًا. أبلغُ مافي شخصيتِها الصمتُ عنْ سفائفِ الأمور، ولكنَّها حينَ تنطقُ، تجدُ الكلَّ متلهفًا لسماعِ الإبداعِ والسَّبكِ اللغويِ والمعرفيِ الذي تَهدِله، كيفَ لا وهيَ خريجةُ الكيمياءِ الماهرةُ في مزجِ التراكيبِ اللغويةِ وتقديمِها لُقْمةً مُستساغةً لِمنْ حَولَها مْنْ أصْحابِ المعرفةِ والذائقةِ العاليةِ وروادِ الفكر.
ازدادَ طموحُ وسام الأصفر حتى انطلقتْ بأعلى وتيرةٍ أشبهَ بمُصْلحةٍ إجتماعيةٍ ميدانُها البيئةُ المحليُّةُ تحضُّها على إعمالِ الفكرِ في كلِّ ما حولَها من قضايا هامة. فقدْ انخرطتْ في مؤسَّساتِ المجتمعِ المدنيِّ، مؤسِّسَةً تارةً، ومشارِكَةً تارةً أخرى.
مِما يُحسبُ لقامةٍ عِملاقةٍ بحجم الأصفر، أنَّها أسهمتْ وبكفاءةٍ عَزَّ نظيرُها في تأسيسِ فرعٍ ل "صناع الحياة" في العاصمةِ السعوديةِ الرياض الذي كانَ يَتبع انذاكَ للداعيةِ عمرو خالد. ولمّا وجدتْ أن غِراسَها المجتمعيةَ لاقتْ الترحيبَ والإفادة، فقدْ اتسعَ الطموحُ واتى أكله؛ فقدْ ارتأتْ أن تنخرطَ متطوعةً في جمعياتٍ متعددةٍ كان ابرزها جمعيةُ مكافحةِ التدخينِ وأضرارِه على االفردِ، الأسرة، والمجتمعِ بأسره.
وسامُ الاصفر متعددةُ الإهتمامات، وَترى في خِدمةِ البشريةِ نوعًا من الحُبور والسرورِ الثَّر؛ هاهيَ تجدُ ضالَّتها بالإشتراكِ مع صديقَتها " نادية الحلواني" لتؤسسا معًا نادي الكتاب الأدبي في مدينة الرياض. فاغتنمتْ هذهِ الفرصةَ السانحة، وقامتْ بتأليفِ ونشرِ كتابينِ منْ انتاجِها الغزيرِ القيم: " رفيفُ الخاطر" و "من رسائلي إليه"، كَما عَمدتْ إلى ترؤس وإدارةِ امسياتٍ شعريةٍ كثيرةٍ جدًا، حيثُ التقتْ شعراءَ من صفوةِ شعراءِ وشواعرِ العَرب.
فَحيثما حلَّتْ وارتحلَت، لا تفتأ تنثُرُ عبيرَ الحبِّ والتفاهمِ في كلِّ أطيافِ المجتمع، فأصبحتْ تعقدُ الدوراتِ تلوَ الدورات، وتُلقي المحاضراتِ متخذة الحبَ رسالةً يجبُ تعميمُها بينَ البشر. لقيتْ رواجًا كبيرًا في هذا المجالِ حتى اصبحَ شعارًا لَها ولمنْ يحضرُ دوراتِها منْ كلِّ فئاتِ المجتمع؛ صغارًا وكبارًا، حتى يصبحَ الحبُّ ظاهرةً متفشيةً وقاسمًا مشتركًا بينَ الجميعِ .
المتتبعُ لكتاباتِ " وسام الأصفر" يجدُها جميعًا- من الفها الى يائها- تحضُّ على الودِّ والتفاهمِ تحتَ مظلةِ الحب: كتاباتُها ذاتِ صبغةٍ ايجابيةٍ مفعمةٍ بالمشاعرِ الجياّشة، جُلُّ أعضاءِ صَفحاتِها على وسائل التواصلِ الاجتماعيِّ أصابتهمْ مسحةُ الحب؛ فظهرَ ذلك جليًا في ردودهم وتعليقاتهم، بلْ أصبحوا يَحضُّونَ على نشرِ المشاعرِ الجميلةِ بينَ المجتمعاتِ، وهذا دليلٌ على نجاحِ رسالتِها في الحياة.
وكما يقالُ في الامثال:" بائعُ الوردِ لا بدَّ وأن تكونَ رائِحَتُه زكية". فَكما تحضُّ الغيرَ على فضائلِ الأعمالِ واستقلاليةِ الشخصيَّة، فشاعرتُنا تدعو الجميعَ إلى الإنعتاقَ والتحرُّرَ من القيودِ المهينةِ القاتلةِ التي تورِثُ العبودية؛ تُراها تدعو للتحليقِ والتفكُّر في ملكوتِ اللهِ عزَّ وجل، وتدعو إلى مكارمِ الأخلاقِ والفضائلِ والسَّجايا الطيِّبة. تُراها تُطبِّق كلَّ ما تدعو إليه من حُسن الكَلِم، كَبائعِ الوردِ أو حاملِ المسك. فَخبرتُها في الحياةِ منْ خلالِ قراءاتها المكثَّفة، ومحاضراتِها القيِّمة، كلُّ ذلكَ أسهمَ ايجابًا في صقلِ شخصيَّتها وزادَ منْ فُهمها لشخصياتِ البشرِ؛ وهذا أسهمَ كذلكَ في مقدرتِها على فهمِ الاخرِ واحتوائِه، ولكنَّها في المُقابل تمتلكُ شخصيةً عصيَّة على الإحتواء.
لمْ تكنْ لتصلَ الى هذه المكانةِ المرموقةِ من التميُّز والتألقِ والنجاحِ إلا بعديد الدوراتِ التي شاركتْ فيها والتي تنوفُ عن المئة.
الاصفر، وبعيدًا عن دوراتِ تكوينِ الذاتِ والمؤتمراتِ والأمسيات والأصبوحات الشعرية، هيَ ربَّةُ منزلٍ من الطِّرازِ الأول؛ فبيتُها هو مَملكتُها الاولى والاخيرة، حيثُ يعم الحبُّ والتفاهُم والوئامُ والودُّ بينَ الجميع. ابناؤها أصدقاؤها، ولمْ يؤخذْ عليها يومًا أن نَهَرت أحدًا او قرَّعتهُ باسلوبٍ غليظٍ قاسٍ فظ. هي مثالُ يُحتذى كذلكَ في التربية، إذ استطاعتْ أن توازن ما بين كونِها شخصيةً مجتمعيةً عامَّة ، وامًا ناجحةً.
وسامُ الأصفر قامَةً سامِقةً، وكوكبٌ برّاقًقٌ في عالَمِ الأدب والمعرفة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف