البخيلة الخفيّة
السفير منجد صالح
تسكن في حيّنا
سيّدة خفيّة
ليس لها يد
ولا رجل
ولا قوام
ولا رأس
لأنّها تتخفّى بطاقيّة
*****
تُلاعبُك بالبيضة والحجر
وتُنزل الفارس الهُمام
عن حصانه
في وضح النهار
ووقت العصر
تُخرج من فمها
قداسة معسولة
تخالها بلفّة بيضاء معصومة
لكنّها في كُنهها مسكُونة
بحب الماس والجواهر والتبر
*****
لا نعيمة لديها ولا جليلة
ولا عزيزة ولا دليلة
وإنّما جورجيت وألين وجوليا
وسوزي وروزا وروز
تُجادلك في التقشّف والزُهد
سنين ودُهورا
وتكنز في "خابيتها" التفّاح والموز
وقُفّتين من الفستق الحلبي والجوز
*****
تقبض على مناسكها بأصابعها
وتمسك بنواجذها على دراهمها
وتغوصُ في عمق عميق مياهها
تصطاد اللؤلؤ والمرجان وتوابعها
وتدعو لجيرانها وجيران جيرانها
أن يُجنّبهم العلي القدير نقمة العوز
وأن تغدو حياتهم وجيرانهم بطعم اللوز
وأن تبقى جيوبها متخمة
"مدبوزة" بالكنوز
*****
فمها يُعاكس أداء يديها
فهو كريم مدرار ثرثار
ويداها تقبضان حتى
على الغُبار
ولا "تنزّان" لا درهما ولا دينار
كأنّها عاشت جُلّ زمانها
في القفار
*****
لم تُوقد في حياتها لا موقدا
ولا نار
ولم تسمع بذي الكرم
ذاك الحاتم بالقنطار
ولا بزيد ولا بعمر ولا بعمّار
ولا بمسكين ولا يتيم ولا فقير وقفار
كُنوزها بقيت بعيدة عن ضوء النهار
وغاصت بها ومعها في أعماق البحار
*****
لكم الله أيها المساكين الفقراء
الكبار منكم والصغار
ما دام على وجه البسيطة الغرّاء
مثل هذه البخيلة الغبراء.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني
السفير منجد صالح
تسكن في حيّنا
سيّدة خفيّة
ليس لها يد
ولا رجل
ولا قوام
ولا رأس
لأنّها تتخفّى بطاقيّة
*****
تُلاعبُك بالبيضة والحجر
وتُنزل الفارس الهُمام
عن حصانه
في وضح النهار
ووقت العصر
تُخرج من فمها
قداسة معسولة
تخالها بلفّة بيضاء معصومة
لكنّها في كُنهها مسكُونة
بحب الماس والجواهر والتبر
*****
لا نعيمة لديها ولا جليلة
ولا عزيزة ولا دليلة
وإنّما جورجيت وألين وجوليا
وسوزي وروزا وروز
تُجادلك في التقشّف والزُهد
سنين ودُهورا
وتكنز في "خابيتها" التفّاح والموز
وقُفّتين من الفستق الحلبي والجوز
*****
تقبض على مناسكها بأصابعها
وتمسك بنواجذها على دراهمها
وتغوصُ في عمق عميق مياهها
تصطاد اللؤلؤ والمرجان وتوابعها
وتدعو لجيرانها وجيران جيرانها
أن يُجنّبهم العلي القدير نقمة العوز
وأن تغدو حياتهم وجيرانهم بطعم اللوز
وأن تبقى جيوبها متخمة
"مدبوزة" بالكنوز
*****
فمها يُعاكس أداء يديها
فهو كريم مدرار ثرثار
ويداها تقبضان حتى
على الغُبار
ولا "تنزّان" لا درهما ولا دينار
كأنّها عاشت جُلّ زمانها
في القفار
*****
لم تُوقد في حياتها لا موقدا
ولا نار
ولم تسمع بذي الكرم
ذاك الحاتم بالقنطار
ولا بزيد ولا بعمر ولا بعمّار
ولا بمسكين ولا يتيم ولا فقير وقفار
كُنوزها بقيت بعيدة عن ضوء النهار
وغاصت بها ومعها في أعماق البحار
*****
لكم الله أيها المساكين الفقراء
الكبار منكم والصغار
ما دام على وجه البسيطة الغرّاء
مثل هذه البخيلة الغبراء.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني