الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وقت آخر للفرح محمود شقير وشيراز عنّاب بقلم:رائد الحواري

تاريخ النشر : 2020-08-30
وقت آخر للفرح
محمود شقير وشيراز عنّاب
رائد محمد الحواري
من المهم أن يكون للأديب مشروع ثقافي، وأن يبحث عن النواقص/الاحتياجات الأدبية ويعمل على تأمينها للقراء، تكاد تفتقد المكتبة العربية لرسائل أدبية للفتيان، وعلى صعيد شخصي لم أقرأ رسائل أدبية متعلقة بالفتيان سوى ما تعلمناه في المدارس "رسائل إلى ولدي" لأحمد أمين، ولم يقتصر الأمر على الفتيان فحسب، بل حتى أننا نفتقد أدب الرسائل حتى للراشدين، فما تم نشرة من رسائل أدبية محدود جدا، "رسائل جبران إلى مي زيادة، رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان، رسائل فدوى طوقان إلى سامي حداد"، وهناك مشروع رسائل يقوم بإعداده الشاعر "فراس حج محمد"، من هنا تكمن أهمية "وقت آخر للفرح" فهو يسد (ثغرة)، ويفتح باب جديدا أمام الآخرين ليتقدموا من هذا النوع الأدبي.
وإذا اخذنا طبيعة أدب الرسائل، فسنجد هناك أدباء وأديبات قاموا بإنتاج هذه الرسائل، وهي رسائل حقيقية، غير متخيلة، تحمل مشاعر وأحاسيس الأدباء ورؤيتهم، لكن في "وقت آخر للفرح"، نجدها رسائل متخيلة، فقد تقمص "محمود شقير" دور الفتى "يزيد" "وشيراز عناب" دور الفتاة "نجلاء"، فهما يعيان الحاجة الملحة لهذا النوع الأدبي، لهذا نقول أن هذه الرسائل (متعبة) للأدباء، فليس من السهل التخلي عن عقود من العمر، (وتقمص) أدوار الفتيان.
الرسائل تتم بين "يزيد ونجلاء" وهذا يجعلنا أمام لغتين/صوتين/شخصيتين تتباين في لغتها وفي طبيعة حياتها الاجتماعية، بمعنى ان ظروف حياة "نجلاء" في نابلس، تختلف عن ظرف حياة "يزيد" في القدس، وبما أنهما فتى وفتاة، فان الحرية التي يتمتع بها الفتى "يزيد" انعكست على لغة رسائله وعلى لغته، فكان أكثر (اتزانا) من "نجلاء"، فهو يعتمد/يستند على قول معلمه ورؤيته لتجاوز عقبات الحياة: "ولطالما ردد معلم التاريخ في مدرستي القول "نحن نعيش فترة انتقال حرجة، ولهذا السبب تظهر الازدواجية في سلوكنا...علينا أن نفتح عيوننا على كل اتجاه، علينا أن نفتح نوافذنا على كل الجهات، فلا نبقى أسرى لضيق الأفق والتزمت والتعصب والانغلاق" ص22و23" بينما نجد "نجلا" والتي مرت بظروف صعبة، فحياة جدتها القاسية بعد حرب 67 وهروب الجد إلى الأردن، انعكس على الجدة ثم على نجلاء" فنجد بعض التوتر فيما تكتبه: " ... كان بودي لو أجيبها: لا ربيع يا صديقتي، فالسماء لا تمطر والغيوم ما زالت في السماء ترقص والريح تزمهر، ومن العار أن عيش الربيع وبه نحتفل ونحن منذ النكبة نعيش الخريف" ص19و20، وهذا التباين في اللغة والرؤية جعل الرسائل مثيرة، فهي ليست بلغة واحدة ولا بصوت واحد ولا بفكرة متفق عليها.
وفي هذه الرسائل نجد متطلبات وأفكار وحاجات الفتيات، تحدثنا "نجلاء" عن رؤيتها للحجاب من خلال قول صديقتها "صفاء" أنا لست ضد الحجاب، أنا ضد أن يفرض علي الحجاب" ص22، من هنا تكمن أهمية الرسائل، فهي تحمل رسائل فكرية، ورؤى جديدة للحياة، للسلوك.
ولم يغفل "يزيد ونجلاء" الحديث عن الاحتلال الذي كان أحد أهم المعضلات امام الحياة السوية/الطبيعية، فهو يقف حجر عثرة أمام الفلسطيني، يحدثنا "يزيد" عن: "فرقة للفن الشعبي،.. تجمعوا في سوق الدباغة قريبا من كنسية القيامة، هناك عزف العازفون وارتفع صوت الموسيقى وانطلق أفراد الفرقة يرقصون، كانت الفتيات يرتدين الأثواب الفلسطينية المطرزة، والفتيان يرتدون سراويل شبيهة بما يرتديه فلاحو فلسطين... جاءت دورية من جنود الاحتلال.. تقدم الجنود نحو العلم وحاولوا إنزال، فلم يستطيعوا، أطلق أحد الجنود طلقة في الهواء، جاءت مجموعة أخرى من الجنود أطلقوا قنابل الغاز، وانهالوا بالضرب على رؤوس الراقصين والراقصات" ص70-72، وهذا ما يحسب للرسائل، تقديم واقع الفلسطيني ومعاناته بصورة غير مباشرة، من خلال رسائل أدبية، فطبيعة الرسائل لم تتناول فكرة بعينها، بل تناولت العديد من المسائل المتعلقة بحياة الفلسطيني.
وبما ان الرسائل بين فتى وفتاة، فإن هذا يقربها من جمهور المتلقين/الفتيان، الذين يجدون فيها متنفس من الحرية، فهناك رسائل بين فتى وفتاة، وهذا بحد ذاته يمثل حالة انفتاح وكسر للمقولات والدعوات التي (تحرم/تجرم) الحديث بين الفتى والفتاة، وهذا يفتح آفاقا جديدة، امام وجود جيل يحسن التعامل الاجتماعي، وينظر بعقلية إلى طبيعية تكوين المجتمع، بعيدا عن التحريم والتجريم، فيكون هناك مجتمع اكثر اتزانا.
الرسائل من منشورات مكتبة كل شيء، حيفا، الطبعة الأولى 2020.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف