
حين تعمّدتُ السّذاجة..
عطا الله شاهين
أذكر ذات مساء مكفهّر، وبينما كنت أتنزّه في حديقة عامة، تعبتُ من سيْري، وجلستُ على مقعد خشبي، وتناولت سيجارة ورحت أدخنها بنهم .. كانت أمامي تجلس امرأة، وفي يديها رواية، وبدا لي بأنها مستمتعة من قراءتها لتلك الرواية، وفجأة تناولتْ المرأة عُلبةَ سجائرها من شنطتها، وراحت تبحثُ عن ولّاعتها، ولكنها لم تجدها، فتناولتُ ولاعتي وأشعلت لها سيجارتها، وشكرتني، وراحتْ تتناول أطراف الحديث معي، وعلمتْ من ملامح وجهي بأنني لستُ محليّا، وعلمت بأنني طالب قادمٌ من بلد بعيدة بهدف التعليم، وبدتْ لي بأنها ترغب في التعرف عليّ أكثر، لكنني كنت أردّ على أسئلتها بسذاجة.. هي كانت امرأة لبقة في الحديث، وأسئلتها واضحة وسهلة للإجابة عليها، لكن بعض الأسئلة التي كانت تسألها أربكتني، وتعمّدت حينها بأن أكون ساذجا أمامها، رغم أنها كانت تهزّ رأسها، وفجأة استأذنت مني، وقالت: لقد تأخّرت، فحان وقتُ العودة للبيت، فقلت لها: وأنا سأغادر حالا، لقد تعبتُ اليوم من محاضراتي، وعليّ الاستراحة، فقالت: أنت شابٌّ تعمّدت السذاجة، حين كنت أسألك عن أي شيء، ولكنّ عينيك تكذبان، فابتسمتُ لها، وقلت لها: أتريدينني أن أكون متهوّرا من أول لقاء، فقالت: كلا طبعا، ولكنني أراكَ عنيفا في الحُبِّ، فقلت لها: أنتِ لم تعرفيني بعد، فابتسمتْ، وقالتْ بصوت منخفض: ومتى سأعرفكَ على حقيقتك؟ فرددتُ عليها: هذا يعتمد عليكِ...
عطا الله شاهين
أذكر ذات مساء مكفهّر، وبينما كنت أتنزّه في حديقة عامة، تعبتُ من سيْري، وجلستُ على مقعد خشبي، وتناولت سيجارة ورحت أدخنها بنهم .. كانت أمامي تجلس امرأة، وفي يديها رواية، وبدا لي بأنها مستمتعة من قراءتها لتلك الرواية، وفجأة تناولتْ المرأة عُلبةَ سجائرها من شنطتها، وراحت تبحثُ عن ولّاعتها، ولكنها لم تجدها، فتناولتُ ولاعتي وأشعلت لها سيجارتها، وشكرتني، وراحتْ تتناول أطراف الحديث معي، وعلمتْ من ملامح وجهي بأنني لستُ محليّا، وعلمت بأنني طالب قادمٌ من بلد بعيدة بهدف التعليم، وبدتْ لي بأنها ترغب في التعرف عليّ أكثر، لكنني كنت أردّ على أسئلتها بسذاجة.. هي كانت امرأة لبقة في الحديث، وأسئلتها واضحة وسهلة للإجابة عليها، لكن بعض الأسئلة التي كانت تسألها أربكتني، وتعمّدت حينها بأن أكون ساذجا أمامها، رغم أنها كانت تهزّ رأسها، وفجأة استأذنت مني، وقالت: لقد تأخّرت، فحان وقتُ العودة للبيت، فقلت لها: وأنا سأغادر حالا، لقد تعبتُ اليوم من محاضراتي، وعليّ الاستراحة، فقالت: أنت شابٌّ تعمّدت السذاجة، حين كنت أسألك عن أي شيء، ولكنّ عينيك تكذبان، فابتسمتُ لها، وقلت لها: أتريدينني أن أكون متهوّرا من أول لقاء، فقالت: كلا طبعا، ولكنني أراكَ عنيفا في الحُبِّ، فقلت لها: أنتِ لم تعرفيني بعد، فابتسمتْ، وقالتْ بصوت منخفض: ومتى سأعرفكَ على حقيقتك؟ فرددتُ عليها: هذا يعتمد عليكِ...