الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة متعجلة في ديوان "تنبؤ الأقدام" بقلم:محمد المحسن

تاريخ النشر : 2020-08-22
قراءة متعجلة في ديوان "تنبؤ الأقدام" بقلم:محمد المحسن
قراءة – متعجلة- في ديوان:” تنبؤ الأقدام” للشاعر السوري القدير محمد مجيد حسين : ضراوة الغربة… ووجع السؤال


“تنبؤ الأقدام”.. ابحار في سراديب الذات، ومصباح في زجاجة من الأرق والألم، والقلق، والسؤال، إنّه ايغال في واقعنا الحاضر
لا يملأه إلا الفضاء، وهو أيضا بحث عن دفء الرغبة في ظل سكون، وصمت رهيبين يقلان صخب الرعشة والحلم.
تطلّ علينا هذه النفس المتشظية والهادرة من عتبة هذا المجموع الشعري (قصيدة واحدة في شكل ديوان شعري مغايرة للمألوف)،وعتبته عنوانه، وعنوانه يؤجج الإحساس فينا بوجع صاخب يهجع خلف الشغاف..
إنّ صيغة عنوان هذه القراءة النقدية لنصوص هذه التجربة الشعرية، مستوحاة في جوهرها ممّا تتأسّس على تلك النصوص الشعرية من مرجعيات كتابة وأسئلة متن ومستويات كلام تُسهم مجتمعة في تشكيل الكون الشعري وتحديد المفيد من سماته الفكرية وخصائصه الجمالية. فالذاكرة حاضرة بكثافة في تشكيل مُجمل نصوص هذا العمل الشعري.. نصوص تستعيد الذاكرة أفق خلاص من حرائق الراهن، ترتحل عبرها إلى زمن ماض يبدو أرحم وأرحب..
هي ذاكرة فرد: الذات الشاعر، وهي ذاكرة جمع: مجتمعة، وهي ذاكرة الإنسان: الإنسانية…فالشعر خطاب يتجاوز حدود الذات الضيّقة، ليعبّر عن هموم الجماعة قبل أن يصوغ أوجاع الإنسان في المطلق..
ويبقى الشعر رسما بالحروف والكلمات.. ينفتح على الرسم التشكيلي فيستعير بعض ألوانه وأشكاله ورؤاه الجمالية تشكيلا بصريا للكتابة الشعرية على بياض ورقة الكتابة ..بعد أن تداعت الحدود بين الفنون فتداخلت التخوم..
تتثاءب الحروف. ..وتتململ الكلمات كي تتشكّل ابداعا شعريا يلامس نرجس القلب، وذلك في شكل فضاءات دالة على ما يشكل هذا العمل الشعري من عوالم إبداع.. يتقاطع فيها وَجِدُ العشق بوجَع الحصار…
تتعدد المداخل إلى النص الشعري المعاصر وتتنوع، بحكم أنّه يبقى قابلا لأكثر من صورة تأويل، ومنفتحا على أكثر من شكل احتمال للمُمكن والتوقع للكامن .فمدار الإبداع عامة والشعر منه خاصة، بحث يسكنه الإرتحال إلى المجهول من الآفاق، والقصي من جماليات الكتابة ودلالات الفكر توقا لتحقيق المغايرة للسائد الشعري..
وتبدو ملامسة تخوم الكون الشعري الذي تنحته نصوص هذه المجموعة مدعاة للتأمّل عبر عنوانها :تنبؤ الأقدام بإعتبار أنّ مثل هذا العنوان قد يختزل مُجمل العلامات الدالة على أسئلة متنه الشعري وجماليات صياغتها. فالعنوان، رغم ما يشي به- بعده المجازي-إلاّ أنّه يُضمر كتابة دلالية تجعل منه أحد المفاتيح الأساس لفتح مغالق النّص الشعري، والكشف عمّا تبطنه من دلائل لا تخلو من علامات غموض وتعتيم، وتتوسّل به من أدوات كتابة سحرية، تبقى دوما متغيرة، ومتحوّلة من تجربة إلى أخرى، وحتى من نص إلى آخر داخل التجربة الشعرية الواحدة فجوهر الإبداع تجاوز ينبغي دوما أن يدرك المدى الذي لا يُدرك، للكائن من الأشكال، والراهن من أسئلة الشعر..
قد لا أبالغ إذا قلت أنّي لست من الذين يتناولون المجاميع بأنامل الرّحمة ويفتحون أقلامهم أبواقا لمناصرة كلّ من ادّعى كتابة الشعر، إلاّ أنّي وجدت نفسي في تناغم خلاّق مع هذا الخطاب الشعري الذي فيه كثير من التعبيرية وقليل من المباشرة والتجريد يغري متلقيه بجسور التواصل معه، مما يشجع على المزيد من التفاعل، ومعاودة القراءة والقول، فكان ما كان في هذه الصفحة من مقاربة-متعجلة- سعت إلى الكشف عن بعض جماليات هذا الخطاب مربوطة بالبنية اللغوية التي عبّرت عنها، كما سعت إلى تلمُّس معالم الرؤيا في هذا الخطاب الذي تراءت معالم رؤياه غربة فكرية تعاني وتعاين وتحلم، ولكنّها لا تهرب، بل تواجه بغير قليل من الصمود، وبغير قليل من المعاناة تماهيا مع وجدان تعتمل في داخله الأحاسيس وتحتدم المشاعر..
لنرقص معا على إيقاع هذه الشذرات من ديوان “تنبؤ الأقدام” للشاعر السوري القدير محمد مجيد حسين:
ارهاصات
الأقدام في مهدها تتشاور
ما من خليلٍ للظلام
ومن سيخلف النار !
الأقدام متنبئة
بنتائجَ راضخة
باحثة عن صفاءٍ
متناسبٍ طرداً
مع الأحلام المسترسلة
في فضاءٍ
لا يتسعُ سوى
لرائحةِ القهر
ıı
أنسكبُ في وحدتي
منادياً
ينبثقُ نبعٌ يرسل
إيميلاتٍ تشكو
الوجهَ السفلي
أحلام الشَفّة السُفلى
راسخة تنشرُ أنباءً
تنفجرُ الحروف ُ
في الرمق الزائر
زياراتٌ عميقة
تبعثرُ هندسة الانتماء
موسيقا الفراغ
مسعفة شهورَ النسيان
الآلامُ بتفرّعاتها
المعاهداتُ الذكورية
التظليلُ
نقيضُ الظلِّ
الكائناتُ
والاسترسالُ العمودي
النهرُ
متجاوزاً فُسحة الاشتياق
وحرارةَ العِناق
مع أشعة الشمس
مثابراً
في المسير
وثراءُ التراب
عروس القافلة
الجبلُ
متضامنٌ مع ذاته
مستوعباً زوّارَه
وفي أعلاهُ ذئبٌ
يستوعبُ
حماقة العاصفة..
لنا عودة إلى هذا الإبداع المدهش الذي يطلّ علينا من نافذة سوريا الشامخة..
تحية مني إليك يا دمشق.. وإليك يا ابن سوريا الصامدة في وجه الليالي العاصفات محمد مجيد حسين

(محمد المحسن (شاعر،وناقد تونسي
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف