الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تشكيل فني بقلم: حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2020-08-22
تشكيل فني بقلم: حسين أحمد سليم
تشكيل فني
بقلم: حسين أحمد سليم
كاتب و فنّان تشكيي عربي من لبنان

جوهر الأسرار الهندسيّة, مشيئة الخالق، مودعة في كنه النّقطة... تتحرّك النّقطة, بحكم الطّاقة الذّاتيّة, المودعة قدرا فيها، فيتكوّن في الإمتداد الفضائي المطل و المحدود, شكل الخطّ, و تتولّد من رحم عناصر الخطّ, كلّ الأشكال, في معالمها الهندسيّة, الظّاهرة و الخفيّة. فتغدو النّقطة, نواة الإبتكار الفنّي المطلق, و رمز الخلق و الإبداع, و سرّ التّكوين الشّامل, و الكنه الهندسي المغمور , في جوهر الرّمز المدّس أمل الأمل، و في البداية, و في النّهاية ...
تتمحور في النّقطة, معالم الحركة الدّوريّة, و تتجسّد بها, عودة الأصل الهندسيّ, إلى الذّات الأحاديّة... فإذا هي نواة الكون, النّقطة النّورانيّة, التي تشكّل المحور الأساسي, للحركة الرّحويّة, لوتر الهندسة الإبداعيّة, في البعد الكوني, و إذا هي, مكوّنات عناصر الوتر الفلكي, في قطر التّكوين اللانهائيّ الممتدّ...
في قلب النّقطة, نقطة كلّ الأشياء و المخلوقات, حيث تشرق الأنوار القدسيّة, من الفلك العقلي, لتدثّر بهالتها الوامضة, فلك النّفس الكلّيّة, في كنه النّظام الكونيّ, و الذي قوام كينونته, أوّلا و آخر, ماضيّا, حاضرا و مستقبلا, ظاهرا و باطنا, أمدا, أبدا, أزلا... " الله نور السّماوات و الأرض "...
النّقطة, هي البدء, في كينونة الأشياء, و هي البدء في صيرورة الموجودات... النّقطة هي, في الإشراقة الأولى لأطياف النّور, منها تشعّ في كلّ الإتّجاهات, كلّ المعالم المنظورة, في رحلتها الوجوديّة... و من جوهر الطّيف الأبيض تنبثق كلّ الألوان، تتجلّى في حزم قوس الله في السّماء...
تعدّديّة النّقطة, في تتابع منتظم, يرتسم شكل الخطّ مستقيما أفقيّا, أو عموديّا, أو مائلا, ذات اليمين, أو ذات اليسار, أو متعدّدا في انكساراته و اتّجاهاته, أو منعطفا بانتظام على محور ما, بنسبة ميل دائريّ ما أو خلافه... لتتكوّن من حركته الدّائريّة و الكرويّة, ما يرمز إلى الشّكل الكونيّ, الممتدّ, المتّسع, اللامتناهي... مركز النّقطة، محور الوجود...
النّقطة, رمز السّرّ الأعظم في كنه الوجود, أصل الحياة, في محور ذات قطبين, دلالة على الإستمرار... شاء الله تعالى أن يعمر الدّنيا, فكان أمره للشّيء, كن, فكان... فإذا البداية البشريّة, آدم و حوّاء, و تنبض الأشياء, كلّ الأشياء, بالسّرّ الأعظم المقدّس, من إشراقة الأصل... النّقطة النّورانيّة...
و تعود النّقطة, تتجلّى في الإشراقة النّورانيّة مجدّدا, فيهيم العقل البشريّ في تجلّياتها, و تصفو النّفس الإنسانيّة في أنوارها القدسيّة... فإذا الإنسان, يمارس شفافيّة السّموّ, في حركة الفعل الحياتيّ, و يعمر قلبه الصّغير, بكنه الإيمان الكبير, و يضيء صدره بالنّور الحقّ... فيتمكّن من مشاهدة, مرآة ذاته, انطلاقا من نقطة الإشراق المقدّسة, التي تتولّد منها حزم الضّوء الفضّي... تنتشر في كلّ اتّجاه, فيقرأ الإنسان تحسّسا, ما ترتعش له الحواس و الجوارح, و تخرّ له الأجسام, كلّ الأجسام المخلوقة, جمادا و حركة و أثيرا... ساجدة, خاشعة, مغشيّا عليها, من خشية الله تعالى...
من النّواة, أصل كلّ الأشياء, تنفلق معالم الحركة, لتتولّد الحياة, و تستمر كلّ المظاهر... تندرج من الأسفل إلى الأعلى, حتّى بلوغ سدرة المعرفة... و آخرون يتدرّجون, بحكم سرّ النّقطة النّورانيّة, من الأعلى إلى الأسفل فالأدنى, حتّى بلوغ أبسط المستويات العقليّة... ليخاطبوا النّاس على قدر عقولهم, و مساعدة العالم التّرابيّ على فعل الإرتقاء و السّموّ... و ممارسة حركة الصّفاء المطلق, فيقرؤون معالم الصّفاء الذّاتيّ, سرّ الأصل في الذّات, و يتلمّسون كنه النّواة الإلهيّة, و يستجلون أسرار النّقطة الإشراقيّة في كينونة الوجود الكونيّ... من خلال تحسّسهم, علوم ما فوق الحواسّ, و إدراك تسلسل الخلق و الإبداع الرّوحيّ, و التّكوين المادّيّ... الذي أراده القادر, من اللاشيء, فكانت النّقطة الإلهيّة, من نواة خلق الكون, حتّى نهايات حدوده في النّواة... فتتجلّى عظمة الله في عظمة الخلق, و تتراءى وحدة الله في وحدة نواة الخلق... النّواة الإلهيّة... نقطة الإشراق السّرمديّة... " الله نور السّماوات و الأرض "...
قدرا تقترن النّقطة بالنّقطة لتولّد النّقطة الأكبر و الأوسع... و قدرا روحيّا أسجن جنينا في قلب النّقطة الرّحم, و قدرا آخر أحيا في قلب النّقطة الكرة الأرضيّة, و قدرا فلسفيّا أفكّر بالسّرّ المودع في النّقطة... أرسم النّقطة قمرا مأمولا بالأمل في لوحة فنّيّة تشكيليّة, تجريديّة, سورياليّة, رمزيّة... تكرز فيها الألوان الشّفيفة بالسّحر و الجمال, و تتحابب النّقاط و تتعاشق مودّة و رحمة بحكم الإمتداد الفنّي, لتتوالد الخطوط و الأشكال و الرّموز, فإذا العناصر المختلفة تتفاعل مع بعضها لتنطق بالحبّ، أمل الأمل، الكوكب الإشراقيّ في زمن حداثة ما بعد حداثة الحداثة...
النّقطة سرّ العولمة ما قبل العولمة المفتعلة, سرّ العولمة الفنّيّة و الهندسيّة و التّكوينيّة... سرّ الوجود و الخلق... و أنا بفعل الأنا العنفوانيّة الخاضعة إيمانا لله تعالى, فنّا و فكرا و عطاء, أتوّج النّقطة، الأمل، ملكة في مملكة الوجود زمانا و مكانا، إنطلاقا من كنه و جوهر الرّحمة و المودّة، تتماهى بها الفنون التّشكيليّة و التّكوينيّة و التّطبيقيّة, و الفنون الأدبيّة, و أنا ككاتب أمسك بالقلم, و رسّام أمسّد الرّيشة و نحّات أحفر بالإزميل... خادم الملكة الأمل و المملكة الأمل في مسارات إمتدادات الحياة من منطلق الشّبكة العنكبوتيّة الممتدّة في العالم الرّقمي... و خادم الأخوّة و الأصدقاء و الزّملاء و المواقع و المدوّنات...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف