فلسفة الألوان
بقلم: حسين أحمد سليم
كاتب و فنّان تشكيلي عربي من لبنان
الحياة مليئة بالألوان، و الحياة بدون ألوان قد تصعب جدّا، و الألوان موجودة في كلّ شيء من حولنا في الطّبيعة، و سوف نتناول تفاصيل أكثر حول تعريف اللون، و الدّلالات المختلفة للكثير من الألوان الموجودة في حياتنا.
أنّ ما ننعم به من جمال الكون و جلال الطّبيعة يرجع إلى ما فيها من ألوان بديعة تمتزج مع بعضها و تكوّن مجموعات جذّابة لا تعد و لا تحصى, و ما كنّا لنشعر أو نحسّ بهذا الجمال كلّه لولا تلك العين التي وهبها الله تعالى لنا لتمييز ألوف الألوان و المركبات اللونيّة.
فإذا نظرنا حولنا رأينا أنّ لكلّ شئ لونا خاصّا، و إن كان العلم يقول أنّ هذه الأشياء لا لون لها، و لكنّها تمتصّ بعض إشعاعات الطّيف و تعكس البعض الأخر فيكتسب كلّ شئ لون الإشعاع الذي يعكسه، بذلك يمكننا أن نعرّف اللون بأنّه الموادّ التي تستعمل للتّلوين، كما تبدوا على سطوح الأشياء .
الضّوء
يتألّف الضّوء الأبيض من مزيج الألوان المختلفة التي تشكّل الطّيف الشّمسي. و قد تبيّن بالتّجربة التي قام بها العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن (1643-1727) أنّ الضّوء الأبيض إذا نفذ من منشور زجاجي تفكّك إلى سبعة ألوان هي: الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلي، البنفسجي. هذه الألوان هي نفسها نراها في (قوس قزح)، حيث الطّيف الشّمسي عندما يخترق قطرات المطر المتساقطة، و هي في هذه الحالة كالمنشور، ينفصل إلى مجموعة من الألوان يتكوّن كلّ منها من زاوية انعكاس مختلفة اختلافا بسيطا عن زوايا الألوان الأخرى .
أمّا اللون الذي نبصره في الأجسام فهو إحساس أعيننا بالأشعّة التي تعكسها هذه الأجسام، فهي عندما تتلقّى الضّوء تمتصّ أجزاء منه و تعكس الباقي. و بعبارة أخرى تتحدّد ألوان الأجسام، أيّ أنّ الألوان ليست من خواصّ الأجسام و إنّما هي ترتبط بالضّوء كلّ الارتباط...
الألوان
هي عبارة عن الصّفة التي يحملها الجسم، من السّواد و البياض و الحمرة و غيرها، و التي تميّزه عن غيره من الأجسام الأخرى من نفس النّوع، و يتمّ تعريف الألوان فيزيائيّاً بأنّها ما تراه شبكيّة عيوننا من انعكاس الضّوء عن أيّ جسم أو مادّة صبغيّة ملوّنة لهذا الجسم.
و اللون هو أثر فيسيولوجي ينتج في شبكيّة العين، حيث يمكن للخلايا المخروطيّة القيام بتحليل ثلاثيّ اللون للمشاهد، سواء كان اللون ناتجاً عن المادّة الصّبغيّة الملوّنة أو عن الضّوء الملوّن.
و اللون هو الإنعكاس الذي تحدثه العين عند النّظر إلى الشّيء، و يتمّ ذلك من خلال تحليل اللون الأبيض و هي أحد الصّفات التي تنتج من شبكيّة العين، التي تقوم بتحليل اللون إلى ثلاثة ألوان.
هناك بعض الألوان تسبّب تلوّث بصريّ بسبب عدم تناسقها مع بعضها أو بسبب عدم ملائمتها للتّصميم الذي توجد فيه، و هناك بعض الألوان هي التي تبرز جمال الشّيء، و تعطي راحة نفسيّة عند النّظر إلى اللون.
من الألوان الطّبيعية المريحة الموجودة من حولنا هو لون السّماء الأزرق، و لون الزّرع الأخضر، و الزّهور المختلفة الألوان، و تساعد الألوان المختلفة على التّميّز للأشياء من حولنا.
علم اللون
و يسمّى أحيانا لونيّات و يتضمّن المقدرة على الإدراك الحسّي للّون بالعين البشريّة، و أصل الألوان في المواد، و نظريّة اللون في الفنّ و أيضا فيزياء اللون في الطّيف الكهرمغناطيسي. فللَّون القدرة على تغيير نفسيّة الإنسان؛ ذلك لأنّ كلَّ لون من الألوان مرتبط بمفهومات معيّنة و يملك دلالات خاصّة. و عن طريق "اختبارات الألوان" يمكن بيان الحالات العاطفيّة و الفكريّة للإنسان... فمثلا الأبيض يمثّل العفّة و الأسود يمثّل الحزن و هكذا...
التّسمية
اللون هو ظاهرة فيزيائيّة للضوء، أو هو الإدراك البصري الذي يتركه الضّوء عند سقوطه على العين. و هو إحساس و ليس مادّة ملوّنة و لا حتّى ناتج تحليل الضّوء الأبيض. إنّه الإحساس المنقول إلى الدّماغ المتولّد من رؤية جسم ملوّن مضاء...
و تدخل في التّعريف الدّقيق لّلون ثلاثة عناصر ضروريّة: نظام الاستقبال المرئي- طبيعة الجسم- الإضاءة التي تضيئه. و لون جسم ما يرتبط بالضّوء الذي ينيره، إذ تبدو برتقالة بنّيّة اللون إذا أُنيرت بضوء أخضر على سبيل المثال...
إرتباط الألوان بحياتنا
أوضحت الدّراسات بأنّ للألوان تأثير كبير على حياتنا، حيث إنّها تؤثّر بشكل كبير على نفسيّتنا و طريقة شعورنا، حيث تمّ استخدامها لتفسير و دراسة الإنسان و تحديد ميوله و شخصيّته، و حتّى تمّ استخدامها في علاجه، فينصح الأشخاص المكتئبين مثلاً بالتّركيز على ارتداء الألوان الفاتحة، و تجنّب الغوامق لما له من أثر كبير في تعديل المزاج، كما قاموا بالاعتماد عليها في عمليّة تصميم المنازل، فهناك ألوان يفضّل أن يتمّ استخدامها في غرف النّوم كالأخضر لأنّه يرمز إلى التّكاثر و الخصوبة، و الأحمر الذي يرمز للحيويّة و الحبّ، و هناك ألوان مناسبة للمدارس و مكاتب العمل كالأزرق؛ لأنّها تشجّع على التّفكير الخلاّق و الإبداع، و غيرها من الألوان الأخرى، كما تمّ الاعتماد عليها في الإعلانات التّلفزيونيّة لجذب انتباه المشاهد، فمن الأمثلة على ذلك أنّ أصحاب المنتجات يستخدمون اللون البنفسجي للتّرويج لبضائعهم الجديدة لأنّه يدلّ على التّغيير و الغرابة و التّميّز...
كيفية إدراك الألوان
إنّ الضّوء بحدّ ذاته هو مزيج من العديد من الألوان و لكن بأطوال موجيّة مختلفة، و حتّى نتمكّن من إدراك أيّ لون، فإنّه يجب أن يكون ضمن طول موجي و تردّد معيّن لتتمكّن الشّبكيّة من امتصاصه و عكسه إلى الدّماغ لتحليله، حيث يعتمد الدّماغ على طول الموجة الصّادرة من انعكاس الضّوء عن الجسم و تردّدها، أو بما يعرف بالإشعاع الكهرومغناطيسي، لتحديد ما هو اللون، فعندما يسقط الضّوء على جسم معيّن لونه أصفر مثلاً، فيقوم هذا الجسم بامتصاص جميع الألوان و عكس اللون الأصفر الذي تمتصّه عيوننا، فنرى بذلك اللون الأصفر و هكذا، مع العلم بأنّ اللون الأبيض يعكس جميع الألوان و اللون الأسود يمتص جميع الألوان، و من شروط تمكنّنا من رؤية لون معيّن، أنّه يجب أن يكون إشعاع هذا اللون من ضمن الطّيف المرئي و الذي تتراوح أطوال موجاته ما بين 400 نانومتر إلى 740 نانومتر...
دلالات الألوان المختلفة على حياتنا
أظهرت الدراسات أن الألوان لها تأثير كبير على حياتنا، لأنّها تؤثّر على علم النّفس و شعورنا ، لأنّها تستخدم لشرح و دراسة شخص و جسم. ميله و شخصيّته ، و حتّى يتمّ استخدامها في علاجه، لذلك ينصح الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بارتداء الظّلام. التّأثيرات الكبيرة على التّحكّم في الحالة المزاجيّة، لأنّها تعتمد على عمليّة تصميم المنزل، لها ألوان تستخدم في غرف النّوم مثل الأخضر لأنّها ترمز إلى التّكاثر و الخصوبة، و الأحمر يمثّل الحيويّة و الحبّ، و هناك ألوان مناسبة للمدارس و المكاتب مثل الأزرق ؛ P التّفكير الإبداعي و الإبداعي، و الألوان الأخرى، و مصداقيّة في الإعلان التّلفزيوني لجذب انتباه المشاهدين ، هو مثال، أصحاب المنتجات استخدام الأرجواني ل التّرويج لسلع جديدة، لأنّها تظهر التّغيير و الغرابة و التّميّز.
اللون الأحمر
يدلّ على حيويّة زائدة و عصبيّة، و يدلّ على حاجة الطّفل إلى التّنفيس عن الكبت العاطفي الذي يعيشه.
اللون البرتقالي
يعتبر اللون الأحمر و اللون الأصفر هما اللونين الأساسيّان، أمّا اللون البرتقالي فهو ينتج من دمج اللون الأحمر مع اللون الأصفر. و يكتشف مدى الرّغبة في النّجاح و حبّ الحياة و الانفتاح على الآخر ...
الألوان الدّافئة الموجودة في حياتنا مثل اللون الأحمر، البرتقالي، الأصفر، و هذه الألوان مثل ألوان أوراق الخريف، غروب الشّمس، شروق الشّمس، هذه الألوان تدلّ على الطّاقة و الحيويّة، و النّشاط، و العاطفة، و الإيجابيّة.
الأزرق
يعتبر اللون الأزرق من الألوان الهادئة التي تجعل الشّخص يشعر بالرّاحة و الهدوء، هو يوصف بأنّه لون السّلام و الأمان، و هو في الغالب يدلّ على الاستقرار و الثّقة، كما أنّ اللون الأزرق من الألوان التي تؤثّر على جسم الإنسان و تساعد على خفض النّبض و درجة حرارة الجسم. و هو لون الهدوء و السّكينة و الرّاحة و الإسترخاء و يدلّ استخدام اللون الأزرق مراراً على الطّبع الحسّاس و سعيه لاستيعاب حاجات الآخرين.
الأصفر
اللون الأصفر من الألوان التي تدلّ على المرح و التّفاؤل و السّعادة، و هو يرتبط بالوضوح الذّهني، و يستخدم في الغالب للتّحذير أو الإنذار، و لهذا نجده في الغالب يستخدم في سترات النّجاة، أو في الشّرائط التي تحاوط منطقة الحمل من باب الحذر، أو في المناطق الخطرة. و هو أكثر الألوان إشراقاً و يوحى بالنّشاط و يدلّ على القدرة بالتّفاعل مع الآخرين.
الأخضر
اللون الأخضر من الألوان التي توجد في الطّبيعة و البيئة، و هي لون الحياة النّباتيّة، و هو يدل على الثّروة و المال و الاستقرار المادّي. يكتشف عن مدى تقدير الطّفل لذاته و تقديره للآخرين .
الأبيض
يوحى بالنّظافة، و يعطي المساحات الاكبر و يعكس أكبر قدر من الأشعّة السّاقطة و يستخدم لإبراز قيمة الألوان الأخرى، و يعتبر لون أساسي فى تكوين و تركيب معظم الألوان الثّانويّة.
و اللون الأبيض هو لون الإنتعاش و النّظافة، و هو من الألوان التي ترتبط بالعذريّة و الخير، و البراءة، و بعض النّاس تعتبر أنّ اللون الأبيض لون الكمال.
الأسود
اللون الأسود من الألوان الغامضة و المثيرة، و هو من أكثر الألوان فخامة، و بعض النّاس تعتبر هذا اللون مصدر للشّؤم، و هو يستخدم لرمز الشّرّ و السّحر، و هو يشير في العديد من الثّقافات أنّه لون مرتبط بالحداد و الموت. و يرمز إلى الحزن و فقدان الأمل والقلق ويعبّر عن الميل الى هذا اللون عن الرّفض للواقع...
بعض الألوان الفرعية
اللون البنفسجي هو مزيج بين اللون الأزرق و الأحمر، و هو لون يدلّ على الغنى و كثرة المال، و هو يشير إلى الغموض و الرّوحانيّة. و هو لون الوقار و الحزن و اللون الفاتح منه يعطى جمالاً خاصّاً.
اللون البرتقالي هو مزيج من اللون الأحمر و الأصفر، و هو يعبر عن الحماس و الحيويّة.
اللون الوردي هو لون من الألوان المهدّئ للأعصاب، و هو يدلّ على العواطف و الانسجام. و يمثّل الحنان و السّلام، التّوازن النّفسي و الانسجام و هو يحتوي على الاحمر و يرمز الى العاطفة المجرّدة من الشّغف و العدوانيّة المتّصقة بمحبّي الاحمر...
اللون البنّي، هو من الألوان التّقليديّة و المحايدة، و هو يدلّ على المرونة، الأمان، الشّعور بالقوّة، و في بعض الأحيان يدلّ اللون البنّي على الوحدة و الشّعور بالحزن. و هو لون المتانة و لون الطّبقة العليا ، يدلّ على الفرديّة ، و يدلّ على الرّسميّة و الموثوقيّة و الأمان وهو يرمز الى لون الأرض .
الألوان الثّانويّة
و هى الألوان التى تنتج من خلط الألوان الأساسيّة بعضها ببعض بنسب مختلفة مع اللون الأبيض مثل اللون
الموف و السّماوي و الوردي و الكريم و الرّوز... و فيما يلى أمثلة لبعض الألوان الثّانويّة و طريقة عملها:
الأبيض + الأسـود = الرمادى الأبيض + الأزرق = السماوى الأبيض + الأصفر = الكريم
الأبيض + الأحمر = الروز الأبيض + الأخضر = بستاج الأبيض + البنـى = البيج
الأصفر + الأحمـر = البرتقالي الأحمر + الأزرق = البنفسجى الأصفر + الأزرق = الأخضر
و حسب النّسب التى يتمّ بها خلط هذه الألوان تنتج عدّة درجات للألوان الثّانويّة منها الفاتح و الغامق.
بقلم: حسين أحمد سليم
كاتب و فنّان تشكيلي عربي من لبنان
الحياة مليئة بالألوان، و الحياة بدون ألوان قد تصعب جدّا، و الألوان موجودة في كلّ شيء من حولنا في الطّبيعة، و سوف نتناول تفاصيل أكثر حول تعريف اللون، و الدّلالات المختلفة للكثير من الألوان الموجودة في حياتنا.
أنّ ما ننعم به من جمال الكون و جلال الطّبيعة يرجع إلى ما فيها من ألوان بديعة تمتزج مع بعضها و تكوّن مجموعات جذّابة لا تعد و لا تحصى, و ما كنّا لنشعر أو نحسّ بهذا الجمال كلّه لولا تلك العين التي وهبها الله تعالى لنا لتمييز ألوف الألوان و المركبات اللونيّة.
فإذا نظرنا حولنا رأينا أنّ لكلّ شئ لونا خاصّا، و إن كان العلم يقول أنّ هذه الأشياء لا لون لها، و لكنّها تمتصّ بعض إشعاعات الطّيف و تعكس البعض الأخر فيكتسب كلّ شئ لون الإشعاع الذي يعكسه، بذلك يمكننا أن نعرّف اللون بأنّه الموادّ التي تستعمل للتّلوين، كما تبدوا على سطوح الأشياء .
الضّوء
يتألّف الضّوء الأبيض من مزيج الألوان المختلفة التي تشكّل الطّيف الشّمسي. و قد تبيّن بالتّجربة التي قام بها العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن (1643-1727) أنّ الضّوء الأبيض إذا نفذ من منشور زجاجي تفكّك إلى سبعة ألوان هي: الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلي، البنفسجي. هذه الألوان هي نفسها نراها في (قوس قزح)، حيث الطّيف الشّمسي عندما يخترق قطرات المطر المتساقطة، و هي في هذه الحالة كالمنشور، ينفصل إلى مجموعة من الألوان يتكوّن كلّ منها من زاوية انعكاس مختلفة اختلافا بسيطا عن زوايا الألوان الأخرى .
أمّا اللون الذي نبصره في الأجسام فهو إحساس أعيننا بالأشعّة التي تعكسها هذه الأجسام، فهي عندما تتلقّى الضّوء تمتصّ أجزاء منه و تعكس الباقي. و بعبارة أخرى تتحدّد ألوان الأجسام، أيّ أنّ الألوان ليست من خواصّ الأجسام و إنّما هي ترتبط بالضّوء كلّ الارتباط...
الألوان
هي عبارة عن الصّفة التي يحملها الجسم، من السّواد و البياض و الحمرة و غيرها، و التي تميّزه عن غيره من الأجسام الأخرى من نفس النّوع، و يتمّ تعريف الألوان فيزيائيّاً بأنّها ما تراه شبكيّة عيوننا من انعكاس الضّوء عن أيّ جسم أو مادّة صبغيّة ملوّنة لهذا الجسم.
و اللون هو أثر فيسيولوجي ينتج في شبكيّة العين، حيث يمكن للخلايا المخروطيّة القيام بتحليل ثلاثيّ اللون للمشاهد، سواء كان اللون ناتجاً عن المادّة الصّبغيّة الملوّنة أو عن الضّوء الملوّن.
و اللون هو الإنعكاس الذي تحدثه العين عند النّظر إلى الشّيء، و يتمّ ذلك من خلال تحليل اللون الأبيض و هي أحد الصّفات التي تنتج من شبكيّة العين، التي تقوم بتحليل اللون إلى ثلاثة ألوان.
هناك بعض الألوان تسبّب تلوّث بصريّ بسبب عدم تناسقها مع بعضها أو بسبب عدم ملائمتها للتّصميم الذي توجد فيه، و هناك بعض الألوان هي التي تبرز جمال الشّيء، و تعطي راحة نفسيّة عند النّظر إلى اللون.
من الألوان الطّبيعية المريحة الموجودة من حولنا هو لون السّماء الأزرق، و لون الزّرع الأخضر، و الزّهور المختلفة الألوان، و تساعد الألوان المختلفة على التّميّز للأشياء من حولنا.
علم اللون
و يسمّى أحيانا لونيّات و يتضمّن المقدرة على الإدراك الحسّي للّون بالعين البشريّة، و أصل الألوان في المواد، و نظريّة اللون في الفنّ و أيضا فيزياء اللون في الطّيف الكهرمغناطيسي. فللَّون القدرة على تغيير نفسيّة الإنسان؛ ذلك لأنّ كلَّ لون من الألوان مرتبط بمفهومات معيّنة و يملك دلالات خاصّة. و عن طريق "اختبارات الألوان" يمكن بيان الحالات العاطفيّة و الفكريّة للإنسان... فمثلا الأبيض يمثّل العفّة و الأسود يمثّل الحزن و هكذا...
التّسمية
اللون هو ظاهرة فيزيائيّة للضوء، أو هو الإدراك البصري الذي يتركه الضّوء عند سقوطه على العين. و هو إحساس و ليس مادّة ملوّنة و لا حتّى ناتج تحليل الضّوء الأبيض. إنّه الإحساس المنقول إلى الدّماغ المتولّد من رؤية جسم ملوّن مضاء...
و تدخل في التّعريف الدّقيق لّلون ثلاثة عناصر ضروريّة: نظام الاستقبال المرئي- طبيعة الجسم- الإضاءة التي تضيئه. و لون جسم ما يرتبط بالضّوء الذي ينيره، إذ تبدو برتقالة بنّيّة اللون إذا أُنيرت بضوء أخضر على سبيل المثال...
إرتباط الألوان بحياتنا
أوضحت الدّراسات بأنّ للألوان تأثير كبير على حياتنا، حيث إنّها تؤثّر بشكل كبير على نفسيّتنا و طريقة شعورنا، حيث تمّ استخدامها لتفسير و دراسة الإنسان و تحديد ميوله و شخصيّته، و حتّى تمّ استخدامها في علاجه، فينصح الأشخاص المكتئبين مثلاً بالتّركيز على ارتداء الألوان الفاتحة، و تجنّب الغوامق لما له من أثر كبير في تعديل المزاج، كما قاموا بالاعتماد عليها في عمليّة تصميم المنازل، فهناك ألوان يفضّل أن يتمّ استخدامها في غرف النّوم كالأخضر لأنّه يرمز إلى التّكاثر و الخصوبة، و الأحمر الذي يرمز للحيويّة و الحبّ، و هناك ألوان مناسبة للمدارس و مكاتب العمل كالأزرق؛ لأنّها تشجّع على التّفكير الخلاّق و الإبداع، و غيرها من الألوان الأخرى، كما تمّ الاعتماد عليها في الإعلانات التّلفزيونيّة لجذب انتباه المشاهد، فمن الأمثلة على ذلك أنّ أصحاب المنتجات يستخدمون اللون البنفسجي للتّرويج لبضائعهم الجديدة لأنّه يدلّ على التّغيير و الغرابة و التّميّز...
كيفية إدراك الألوان
إنّ الضّوء بحدّ ذاته هو مزيج من العديد من الألوان و لكن بأطوال موجيّة مختلفة، و حتّى نتمكّن من إدراك أيّ لون، فإنّه يجب أن يكون ضمن طول موجي و تردّد معيّن لتتمكّن الشّبكيّة من امتصاصه و عكسه إلى الدّماغ لتحليله، حيث يعتمد الدّماغ على طول الموجة الصّادرة من انعكاس الضّوء عن الجسم و تردّدها، أو بما يعرف بالإشعاع الكهرومغناطيسي، لتحديد ما هو اللون، فعندما يسقط الضّوء على جسم معيّن لونه أصفر مثلاً، فيقوم هذا الجسم بامتصاص جميع الألوان و عكس اللون الأصفر الذي تمتصّه عيوننا، فنرى بذلك اللون الأصفر و هكذا، مع العلم بأنّ اللون الأبيض يعكس جميع الألوان و اللون الأسود يمتص جميع الألوان، و من شروط تمكنّنا من رؤية لون معيّن، أنّه يجب أن يكون إشعاع هذا اللون من ضمن الطّيف المرئي و الذي تتراوح أطوال موجاته ما بين 400 نانومتر إلى 740 نانومتر...
دلالات الألوان المختلفة على حياتنا
أظهرت الدراسات أن الألوان لها تأثير كبير على حياتنا، لأنّها تؤثّر على علم النّفس و شعورنا ، لأنّها تستخدم لشرح و دراسة شخص و جسم. ميله و شخصيّته ، و حتّى يتمّ استخدامها في علاجه، لذلك ينصح الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بارتداء الظّلام. التّأثيرات الكبيرة على التّحكّم في الحالة المزاجيّة، لأنّها تعتمد على عمليّة تصميم المنزل، لها ألوان تستخدم في غرف النّوم مثل الأخضر لأنّها ترمز إلى التّكاثر و الخصوبة، و الأحمر يمثّل الحيويّة و الحبّ، و هناك ألوان مناسبة للمدارس و المكاتب مثل الأزرق ؛ P التّفكير الإبداعي و الإبداعي، و الألوان الأخرى، و مصداقيّة في الإعلان التّلفزيوني لجذب انتباه المشاهدين ، هو مثال، أصحاب المنتجات استخدام الأرجواني ل التّرويج لسلع جديدة، لأنّها تظهر التّغيير و الغرابة و التّميّز.
اللون الأحمر
يدلّ على حيويّة زائدة و عصبيّة، و يدلّ على حاجة الطّفل إلى التّنفيس عن الكبت العاطفي الذي يعيشه.
اللون البرتقالي
يعتبر اللون الأحمر و اللون الأصفر هما اللونين الأساسيّان، أمّا اللون البرتقالي فهو ينتج من دمج اللون الأحمر مع اللون الأصفر. و يكتشف مدى الرّغبة في النّجاح و حبّ الحياة و الانفتاح على الآخر ...
الألوان الدّافئة الموجودة في حياتنا مثل اللون الأحمر، البرتقالي، الأصفر، و هذه الألوان مثل ألوان أوراق الخريف، غروب الشّمس، شروق الشّمس، هذه الألوان تدلّ على الطّاقة و الحيويّة، و النّشاط، و العاطفة، و الإيجابيّة.
الأزرق
يعتبر اللون الأزرق من الألوان الهادئة التي تجعل الشّخص يشعر بالرّاحة و الهدوء، هو يوصف بأنّه لون السّلام و الأمان، و هو في الغالب يدلّ على الاستقرار و الثّقة، كما أنّ اللون الأزرق من الألوان التي تؤثّر على جسم الإنسان و تساعد على خفض النّبض و درجة حرارة الجسم. و هو لون الهدوء و السّكينة و الرّاحة و الإسترخاء و يدلّ استخدام اللون الأزرق مراراً على الطّبع الحسّاس و سعيه لاستيعاب حاجات الآخرين.
الأصفر
اللون الأصفر من الألوان التي تدلّ على المرح و التّفاؤل و السّعادة، و هو يرتبط بالوضوح الذّهني، و يستخدم في الغالب للتّحذير أو الإنذار، و لهذا نجده في الغالب يستخدم في سترات النّجاة، أو في الشّرائط التي تحاوط منطقة الحمل من باب الحذر، أو في المناطق الخطرة. و هو أكثر الألوان إشراقاً و يوحى بالنّشاط و يدلّ على القدرة بالتّفاعل مع الآخرين.
الأخضر
اللون الأخضر من الألوان التي توجد في الطّبيعة و البيئة، و هي لون الحياة النّباتيّة، و هو يدل على الثّروة و المال و الاستقرار المادّي. يكتشف عن مدى تقدير الطّفل لذاته و تقديره للآخرين .
الأبيض
يوحى بالنّظافة، و يعطي المساحات الاكبر و يعكس أكبر قدر من الأشعّة السّاقطة و يستخدم لإبراز قيمة الألوان الأخرى، و يعتبر لون أساسي فى تكوين و تركيب معظم الألوان الثّانويّة.
و اللون الأبيض هو لون الإنتعاش و النّظافة، و هو من الألوان التي ترتبط بالعذريّة و الخير، و البراءة، و بعض النّاس تعتبر أنّ اللون الأبيض لون الكمال.
الأسود
اللون الأسود من الألوان الغامضة و المثيرة، و هو من أكثر الألوان فخامة، و بعض النّاس تعتبر هذا اللون مصدر للشّؤم، و هو يستخدم لرمز الشّرّ و السّحر، و هو يشير في العديد من الثّقافات أنّه لون مرتبط بالحداد و الموت. و يرمز إلى الحزن و فقدان الأمل والقلق ويعبّر عن الميل الى هذا اللون عن الرّفض للواقع...
بعض الألوان الفرعية
اللون البنفسجي هو مزيج بين اللون الأزرق و الأحمر، و هو لون يدلّ على الغنى و كثرة المال، و هو يشير إلى الغموض و الرّوحانيّة. و هو لون الوقار و الحزن و اللون الفاتح منه يعطى جمالاً خاصّاً.
اللون البرتقالي هو مزيج من اللون الأحمر و الأصفر، و هو يعبر عن الحماس و الحيويّة.
اللون الوردي هو لون من الألوان المهدّئ للأعصاب، و هو يدلّ على العواطف و الانسجام. و يمثّل الحنان و السّلام، التّوازن النّفسي و الانسجام و هو يحتوي على الاحمر و يرمز الى العاطفة المجرّدة من الشّغف و العدوانيّة المتّصقة بمحبّي الاحمر...
اللون البنّي، هو من الألوان التّقليديّة و المحايدة، و هو يدلّ على المرونة، الأمان، الشّعور بالقوّة، و في بعض الأحيان يدلّ اللون البنّي على الوحدة و الشّعور بالحزن. و هو لون المتانة و لون الطّبقة العليا ، يدلّ على الفرديّة ، و يدلّ على الرّسميّة و الموثوقيّة و الأمان وهو يرمز الى لون الأرض .
الألوان الثّانويّة
و هى الألوان التى تنتج من خلط الألوان الأساسيّة بعضها ببعض بنسب مختلفة مع اللون الأبيض مثل اللون
الموف و السّماوي و الوردي و الكريم و الرّوز... و فيما يلى أمثلة لبعض الألوان الثّانويّة و طريقة عملها:
الأبيض + الأسـود = الرمادى الأبيض + الأزرق = السماوى الأبيض + الأصفر = الكريم
الأبيض + الأحمر = الروز الأبيض + الأخضر = بستاج الأبيض + البنـى = البيج
الأصفر + الأحمـر = البرتقالي الأحمر + الأزرق = البنفسجى الأصفر + الأزرق = الأخضر
و حسب النّسب التى يتمّ بها خلط هذه الألوان تنتج عدّة درجات للألوان الثّانويّة منها الفاتح و الغامق.
