الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وجوه لا تنسى! - ميسون كحيل

تاريخ النشر : 2020-08-20
وجوه لا تنسى!  - ميسون كحيل

وجوه لا تنسى!

شكله الذي يميل إلى الوقار والفقر معاً لافت للانتباه، ورغم أنه رجل كبير في السن تقريباً إلا أنه يقف بكل هدوء منتظراً كما ينتظر الجميع في المكان أن يفتح البنك أبوابه، استغرق الوقت تقريباً ما يقارب عشر دقائق والجميع في حالة انتظار، وخلال هذه المدة القصيرة مر في ذهني عدد كبير من الأسئلة تلك التي تتعلق بمعاناة الناس و مشاكلهم وظروفهم الصعبة، وما أن فتح البنك أبوابه كنت قد نسيت لماذا أنا هنا!؟ وحاولت أن أعرف هدف هذا الرجل من الحضور للبنك، وقد طال وقوفه أمام موظف البنك ولاحظت حواراً طويلاً بينهما لم أسمع ولم أفهم لكني لمست الضيق في عيون الرجل، بعد وقت أنهى ما أراده وغادر بوقار أيضاً. أما أنا فغادرت بعده مباشرة دون أن أنجز ما جئت بسببه إلى البنك! ولحقت بالرجل دون استيعاب سبب اهتمامي وسار مسافة طويلة على قدميه، وكنت قد شعرت بالتعب مع درجة الحرارة العالية وللحقيقة لم يغب عنه الوقار أيضاً أثناء السير، وفجأة شعرت بالشجاعة والقوة واتجهت إليه مباشرة وألقيت عليه التحية ورد بأحسن منها، قلت يا والدي أنا صحفية وأعمل بحث خاص فهل يمكنك مساعدتي في إجراء هذا التقرير؟ أجاب وبماذا أفيدك؟ قلت له أريد أن ألقى الضوء على صعوبة الحياة والظروف التي تمر على البلاد، فضحك ضحكة ليس لها ثمن! ثم قال وهل الموضوع بحاجة إلى شرح؟ انظري فقط إلى وجوه الناس، اسمعي صوت حناجرهم وأنينها، اقتربي من دقات قلوب صدورهم المتعرجة، تعرفين وحدك الظروف، لا أريد أن أطيل عليك يا والدي، ولكني شاهدتك في البنك هذا الصباح فهل لي أن أعرف السبب؟ رد باستغراب هل أنت صحفية أم من الأمن؟ قلت لا والدي فأنا لا أكذب، لقد كنت أنا أيضاً في البنك، ولاحظت أيضاً حوارك الطويل مع الموظف، فأحببت معرفة السبب، رفض ولمحت في عينيه دموعاً تساوي كل أموال بنوك العالم، وألقى التحية واعتذر ثم غادر، ووقفت أنظر إليه وكأنني مسمار في الأرض ثم وبأعلى صوتي قلت أنا متأسفة يابا، رفع يده دون أن يلتفت وكأنه يقول لا عليك. وتذكرت والدي رحمه الله وشقاء حياته، و كل كلمة كانت تخرج من لسانه وفمه واصراره على أن نتعلم لأن القادم أصعب، ولا أخفي عليكم أن صورة هذا الرجل لم تغب عني لحظة منذ أن رأيته أول مرة ففي هذه الحياه وجوه لا تنسى.

كاتم الصوت : فضولي قادني إلى إيجاد مدخل لموظف البنك، وتمكنت من معرفة ما كان يريده الرجل الذي يستحق أن أقبل رأسه ويديه!

كلام في سرك: الأب صدر الحياة و راحتها والأم نورها وامتدادها، فاحذر أن لا تضيع وقتك بعيداً عنهما.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف