الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تجلّيات الشّاعر أحمد محمّد مدلج بقلم حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2020-08-15
تجلّيات الشّاعر أحمد محمّد مدلج  بقلم حسين أحمد سليم
تجلّيات الشّاعر أحمد محمّد مدلج
حروف على أجنحة الوفاء

بقلم الكاتب الفنّان التّشكيلي اللبناني حسين أحمد سليم

الكتابة في الفنون الشّعريّة، إبداع إنساني مميّز، يتفتق من روحيّة المرء، ليتجلّى من خلالها سرّ الله, الذي أودعه في عقول و قلوب و دفائن بعض النّاس , من ذكر و أنثى , و الإبداع الشّعري، أكبر من أن يعرّف بحروف أو كلمات أو أقوال أو قصائد أو خواطر, و أوسع من أن يحدّ بكتاب, أو موسوعة... أو حتّى بترجمة مادّية, أو يحصر بمشاعر شعريّة رقيقة...
و نبقى عاجزين إلى حدّ ما، عن أيفاء الشّعر بنبضه العارم, و الإخلاص لنبضات العقول العاشقة, و الدّخول إلى حنايا الأفكار, و الإبحار في شفافيّة الرّوح, و التّحليق في طورها و سحرها اللانهائي, خارج حدود الزّمان, و أبعد من محدوديّة المكان, و من الصّعب إعطاء الشّعر حقّه من الجمال, العذوبة, التّسامي, اللوعة, الحقّ, الخلق و الجنون الشّعري... لأنّه هو الإبداع و هو الخلق و هو الجنون و هو الكتابة الفنّيّة الشعريّة...
و الشّعر عند الشّاعر أحمد محمّد مدلج نبضات روحيّة إنسانيّة بتجلّيات طيفيّة كونيّة, و خيوط فضيّة لامعة و مكوكبة, و ذبذبات بأطياف ماورائيّة موغلة في البعد اللانهائي, مشدودة من نبض الفصول, مخضرّة الأوراق من تفتّح الزّهور, و تفتّق الورود, لترسم ماهية الحياة, سرّ الوجود ...
فالشّعر سرّ الله الدّافق, الجارف, المتأجّج دوما في حنايانا, تللك القوّة الخارقة, التي تحوّل قلوبنا, إلى جمر... السّلطة القاهرة التي تحوّل عيوننا إلى قناديل, و السّحر المميّز الذي ينقل بسماتنا إلى أقمار, و وجودنا المادّي إلى طاقة معطاء دون قيد أو شرط... فتولد اللوحة الكتابية الفنّية قصيدة شعرية أو قصيدة نثرية حالمة...
تلك اللوحة الكتابيّة الفنيّة الشّعريّة بكلّ معالمها, و رغم الألم اللذيذ الذي يعانيه الشّاعر أحمد محمّد مدلج, ينثر من عناصرها وجع الشّجوّ العالق في أوتار الأحاسيس, الذي يضمّخ حركة اهتزاز المشاعر, بعبق اللون الفنّي الحروفي الشّعري, لتنهل قريحة الشّاعر مدلج من مكامن الذّكريات, خواطر الماضي, في أفق الحاضر لرسم معالم المستقبل... فإذا الكون بإمداداته المتّسعة و فضاءاته اللامتناهية في متناول الشّاعر مدلج ليقدّم لوحة أعماقه على صفحة من ضوء، مرسومة بالحروف و الكلمات و المقاطع و البحور و العروض... و بقدرة عجيبة تجترح فعل التّماس البعد الفنّي لبناء هرميّة النّصّ في قصيدة شعريّة في مكانها و زمانها المناسبين... هذا الوحي العجيب الذي يخلقه الافتتان بالأشياء, له القدرة على تحويل الأحاسيس إلى صور لها خصوصيّة تعكس فعل التّفرّد في منهجيّة التّعبير, عما يجول في النّفس, من انفعالات شتّى تفتح النّوافذ على مساحات الرّؤى الفكريّة الفنّية, أمام ناظري الشّاعر مدلج... و كلّما ازدادت تلك الأحاسيس... بفعل حركة الشّعر الرّحويّة, كلّما كانت الولادة الشّعريّة الفنية عند الشّاعر أحمد علي مدلج...
هي حركة الكتابة الشّعريّة, نرشف من معينها, و نرتوي بلقاء الحروف و الكلمات مع الفكرة, و نجن بالكتابة الشّعريّة كلّما سمونا بها صعدا... هو التّأليف الشّعري بكافة أشكاله و ألوانه و فنونه قصائد حب, دائما و أبدا اللعبة الفكريّة الكتابيّة تقضّ مضاجعنا, تسرقنا من أنفسنا , من ذواتنا, من هدأتنا, من سكوننا, تفتح جروحنا, تفلج أنيننا, تضمّخ حياتنا بالآهات الحرّى, فتبارحنا قوانا, و تجافينا كينونتنا, و تغيب عنّا كلّ اللغات لتسود لغة الكتابة الشعريّة بكافّة فنونها, فنحبوا أمام النّصّ الشّعري, كما الأطفال, ننحني للحروف و الكلمات بخشوع, و نستسلم لرحلة الفنّ الشّعري دون مقاومة, و ننقاد في دروب الرّسم الشّعري, نغنّي الجمال طوعا, نعزف على شعيرات الرّيشة الشّعريّة هياما, في المدى, حيث لا زمان, و حيث لا مكان, و حيث لا أحد, و حيث لا ألم, و لا ضيق, و لا قسوة, بل عالم آخر... عالم الفنّ الشّعري الرّحب, المتضمّخ بالجمال, بالسّحر بالحبّ, بالحنان, بالمودّة, بالرّحمة...
ففي هدأة السّكون, المنفلتة من قيود المكان, من فعل حركة الزّمان, تولد لحظة الخلق و الإبداع... و في تلك الفضاءات الخياليّة, الموغلة في الإتّساع, هناك, على ذمّة القدر, تبتدئ اللحظة اللامحدودة, التي تحمل السّرّ الدّفين, سمة الإستمرار في كنه الحياة... من ذلك المغمور, تنطلق الخيوط الفضّية, بالاهتزازات الأثيريّة, لتتولّد الأحاسيس, و تتكاثر المشاعر, و تقترن ببعضها, فعل مودّة و رحمة, فتنهمر من السّحب الفكريّة اللامتناهية, معالم البوح, انهمار المطر فوق الأرض العطشى... فعل حب و عشق عند الشّاعر اللبناني أحمد محمّد مدلج.
من هذا المنطلق الرّوحي، الإنساني... ينهمر الإبداع, و بانهماره تتجلّى لوحة الفن في شعر أحمد محمّد مدلج واضحة المعالم, ترسم الوجه الآخر, في حروفية كتابية شعريّة, كما اللوحة الفنّية التّشكيليّة, قطعة موسومة في نقاط و خطوط و ألوان و أشكال كلمات و قصائد, تعكس المعاناة بكلّ شفافيّتها و عذوبتها, في تلك اللحظة الخاطفة, حيث يرتسم البوح, فعل انهمار الوحي من كنه البعد الآخر, مبتدئا من عمق الخيال, ماضيا في تدفّقه, عبر موجات الأثير الفكري في حركة تأجّج, تشق طريقها في ثنايا الضّوء الفضّي للمعرفة, نحو حدود تلمس الإشتياق من وحي الأحاسيس, وصولا حتّى مصبّ المشاعر في حنايا النّفس, لتحرّك خلجات الفؤاد, فإذا النّقاط و الألوان و الخطوط حروف ومضات بارقة تتمازج لتؤلّف اللوحة الكتابية الفنية الشّعريّة, في رحلة تحوّل عبر مراحل الخلق و الإبداع, لتصنع العبارات الموسيقية بالرّؤى المتموّجة بين ذبذبات الحروف و توزيعها في اللوحة الكتابية الشّعريّة...
فمقولة السّمفونية الشّعريّة المتفاعلة, تومض في أرجاء فضاءات الذّاكرة الإنسانيّة, تحرّض البوح الفنّي للحروف في تدفّق غزير, يندفع بقوّة السّحر, نحو ملامس الفراغ المطلق, عند حدود الاشتياق الأقصى, ليجتاح كلّ المظاهر المعلومة, حتّى تصل الوحدات الوامضة بالأسرار، إلى حنايا النّفس, و تذوب في شغاف القلب, فتحرّك الخلجات الهائمة, في مطاوي الفؤاد, لتولد اللوحة النّصيّة الفنّية قصيدة سمفونيّة, من رحم الأحاسيس, من رحم الحبّ, عند الشّاعر أحمد محمّد مدلج...
في هذا الجو الآخر من العطاء, كلّما سمت النّفس, كلّما ارتقت و زادت لديها, زادت الإمكانيّة المعطاءة لدى الشّاعر أحمد محمّد مدلج, و ازدادت قدرته على الانتقال من فعل التّصوير إلى فعل الرّسم إلى فعل النّحت على جدران القلب بالحروف العاشقة و الكلمات الحالمة و النّصوص الهائمة و الأشعار المموسقة...
ففي رحاب عالم الفنون الشّعريّة, تتبرعم من نسغ الخلق و الإبداع, معالم فن تشكيلي شعري آخر, فنّ يخرج بوشاح الكتابة و النّظم, و يجوس بلوحته الشعريّة متاهات الحلم, ليرسم الغد المأمول, في اندفاع من جوهر معين, يحمل كل أشكال الخصوصيّة الشعريّة, في حروف و كلمات و لوحات و مشاهد أناشيد و قصائد و منظومات للشّعر لدى الشّاعر أحمد محمّد مدلج في ومضات فكرية تشكيليّة تحاكي الخواطر الموسيقية العذبة, اللطيفة في مجموعته حروف على أجنحة الوفاء...
في تلك الحالة, من ماورائيات حروف على أجنحة الوفاء, تتجسّد معالم الخلق, و ترتسم حالات الإبداع عند الشّاعر مدلج, من فعل حركة الإلهام, و يتشكّل الوحي, لتتحوّل أثيريّة المشاعر و الأحاسيس, إلى حروف و كلمات و خواطر عاشقة, تتحوّل بحكم الحبّ, الحبّ المطلق, إلى ورود مختلفة الألوان, متعدّدة الأشكال, تغدو في المكان و الزّمان, فعل مزارات مقدّسة, لفراشات الفرح الزّاهية, اللاتي ولدن من ألوان الطّيف... فإذا الكلمات الفنّية الشّعريّة اللونيّة الولهة, تتزاوج في العبارات العاشقة, الهائمة في فراغات الرّوح, و ثنايا النّفس, لتصطبغ بحركة الرّؤى, المتموّجة بحكم الجاذبيّة البشريّة, بين الفضاءات الفكريّة, و المعالم المعرفيّة, المتوالدة من كنه الأحاسيس و المشاعر... تلك الهائمة طوعا, بين ثنايا الأثير, لتفصل بين مظاهر النّور و الظّلام, و تفرّق بين معالم الحقّ و الباطل, و تميّز بين فعل الواقع و حركة مرايا الخيال... في عالم الفن الشّعري, الذي هو عالم الحب الأسمى, في رؤى الشّاعر أحمد محمّد مدلج...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف