الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إسعاف البورنو - وداعاً سنظل نذكرك بقلم نعمان فيصل

تاريخ النشر : 2020-08-13
إسعاف البورنو - وداعاً سنظل نذكرك بقلم نعمان فيصل
إسعاف البورنو – وداعاً سنظل نذكرك
بقلم/ نعمان فيصل

حين يتعلق الأمر برحيل قامة وطنية مناضلة بحجم إسعاف البورنو، تتوقف الحروف على موانئ الكلمات في حيرة. ترجلت هذه الأيقونة الوطنية التي حظيت طوال مشوارها الطويل باحترام كل مَن عرفها، والتقدير من كل مَن تعامل معها، أو تعاملت معه، ففي غزة مسقط رأسها ما أن يذكر اسم إسعاف البورنو، حتى تسمع عبارات الثناء والمدح.

رحلت هذه النحلة التي امتصت رحيقها من أشجار وزهور التربية والتعليم، ومن ثم الخدمة كمتطوعة في مؤسسات العمل الأهلي بقطاع غزة، مرسخة مفهوم العمل التطوعي بأكمل معانيه لخدمة المواطنين، وهو ما نفتقده هذه الأيام، حيث يتسابق المتسلقون إلى تحقيق مصالحهم الشخصية، ولا يهتمون بهموم الآخرين.

ولقد تسنى لي مقابلتها مرتين في مكتبها بـ (جمعية الاتحاد النسائي الفلسطيني) في مدينة غزة عام 2016م، وأنا أواصل الجهد لأنهي كتابي: (د. حيدر عبد الشافي: الرجل والقضية)، وكم كنت مرتاحاً لمقابلتها آنذاك، فقدرت فيها مزاياها الكريمة، وخصالها الحسنة، خاصة عند حديثها معي عن مواقف الدكتور عبد الشافي، حيث قالت لي: (إن الدكتور حيدر عبد الشافي من الأسماء الكريمة التي تتذكرها جمعية الاتحاد النسائي الفلسطيني بغزة، وكان كلما لاح مشروع فيه الخير والخدمة العامة والمصلحة الوطنية يقدم لنا المعونة دون منٍّ، أو منفعة، أو تطلع لشهرة).

ولدت المناضلة إسعاف عبد الرؤوف البورنو بمدينة غزة في 25 أيلول/ سبتمبر عام 1941م، والتحقت بمعهد التربية التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ودرست الرياضيات، وفور عودتها إلى غزة عام 1959م عملت معلمة للرياضيات لطالبات المرحلة الاعدادية في مدارس وكالة الغوث، وفي عام 1973م عينت ناظرة مدرسة في مدارس الوكالة في مناطق عدة في قطاع غزة بالشجاعية، والدرج، والشاطئ، حتى أُحيلت للتقاعد عام 1995م لبلوغها السن القانونية.
وهنا، لا بدَّ أن أذكر أن قانون التقاعد فيه الكثير من الظلم؛ لأنه يوقف الإنسان عن العمل في وقت يكون قد تكاملت فيه خبرته، وامتلأت جوانحه رغبة في العطاء، مع علمنا أن الشمس حين تغيب من مكان، فإنما تفعل ذلك لتشرق في مكان آخر هو أحوج ما يكون لدفئها.

وامتد نشاط المرحومة إسعاف البورنو إلى ميادين شتى في العمل الأهلي والوطني، فكانت عضواً في الهيئة الإدارية لجمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة خلال الفترة (1975 – 2002م)، وعملت مؤازرة للقائد الوطني الكبير الدكتور حيدر عبد الشافي، وعلى إثر واقعة إحراق جمعية الهلال الأحمر عام 1980 م، ووسط أنواء هذه الحالة السيئة الجارفة، كانت إسعاف البورنو ضمن الوفد الذي أرسله الدكتور حيدر عبد الشافي، والمكون من الصيدلي محمد زين الدين، وليلى قليبو؛ ليجوب كل مدن الأرض المحتلة في الضفة الغربية والقدس، والاتصال بالمؤسسات، والجمعيات، والبلديات الحكومية والأهلية؛ لتقديم عرض دقيق لما حدث، وتوجيه أنظارهم نحو حقيقة الموقف، وجمع التبرعات، وتَطَلَّب هذا العمل مجهوداً جباراً ومتواصلاً، حيث أسهب الوفد في شرح الدور التي تقوم به جمعية الهلال الأحمر بالحجة القوية، والدعوة إلى التضامن بين القوى الفلسطينية على اختلاف توجهاتها، وإزالة الأحقاد الحزبية من النفوس، وجمع الكلمة التي تتحطم على صخرتها كل دسائس المؤامرات التي يدبرها المحتل الإسرائيلي؛ لتمزيق الجبهة الفلسطينية الداخلية على أساس (فرق تسد).

كما شاركت المرحومة إسعاف البورنو مع يسرى البربري، وليلى قليبو في النهوض بجمعية الاتحاد النسائي الفلسطيني، وعملت منذ عام 2009م أمينة صندوق للجمعية، حتى رحيلها، وساهمت بشكل ملموس مع بعض الشخصيات الوازنة في مدينة غزة من أمثال: الدكتور حيدر عبد الشافي بتأسيس (جمعية صندوق خليل عويضة للطلاب المتفوقين) التي تأسست بعد وفاة المربي الوطني الكبير خليل عويضة، مدير التعليم في وكالة الغوث بقطاع غزة، طبقاً لوصيته بأن تُنفق تركته المالية على اثنين من الطلاب المتفوقين في الثانوية العامة في كل عام؛ لإتمام تعليمهم الجامعي في مختلف التخصصات، كهبة منه لتشجيع التفوق العلمي الجامعي في قطاع غزة، وكان مقرها المؤقت في جمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة في مدينة غزة.

رحلت إسعاف البورنو عنا جسداً، لكنها ستظل خالدة في الوجدان، نراها في كل ركن من أركان الحياة في غزة، وفي كل حي وحارة من شوارعها، وفي ذاكرة كل من عرفها.
رحمك الله أيتها المربية المناضلة، وأسكنك فسيح جناته.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف