الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تل الزعتر 6 بقلم:محمد قدورة

تاريخ النشر : 2020-08-13
 اه ايتها الذكرى 44 لاستششهاد مخيم الصمود

فانت جرح لا يبرا يا مخيم الفقراء يا تل الزعتر

سبقتك مجازر و تلتك مجازر و شعب ايوب يابى الاستسلام

 فكما يؤلمنا جرح دير ياسين و قبية و غيرها من المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، شتيرن، الهاغاناة و غيرهما و التي تنتمي لها قيادات الكيان الاسرائيلي المتعاقبة, هذا الكيان الذي حاز زورا و بهتانا على لقب " واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط " من قبل الغرب الاستعماري, آلمنا و لا يزال جرح تل الزعتر اكثر لانه صنع بخنجر عربي مسموم، ارادوا به  اسكات اي صوت مقاوم للنظام العربي الخانع امام الترتيبات الامريكية الساعية الى تنصيب اسرائيل الدولة العظمى في الشرق الاوسط، يدور في فلكها انظمة عربية متهالكة تقدم فرائض الطاعة اليها. ذلك المخيم الذي تربع على المرتفعات الشرقية لمدينة بيروت و في حالة من البؤس الشديد عاش سكانه على امتداد سني الهجرة منذ ان اعترف به كمخيم للاجئين عام 1949 و حتى ارتكاب المجزرة ضد سكانه و الذي بلغ عددهم  في سنة المجزرة حوالي 31 الف نسمة منهم ما يقارب 17 الف فلسطيني و 14 الف لبناني في 13 آب عام 1976 ، تلك المجزرة البشعة التي نفذتها اياد جبانة من القوات الطائفية، العنصرية اللبنانية و بتغطية و صمت عربي، تلك القوى بزعامة حزب الكتائب  التي كانت و لا زالت مدعومة من الكيان الاسرائيلي الطائفي الشبيه، القائم على العنصرية الدينية و التي ارادت لبنان شيعا و طوائف كيف لا تبدو اسرائيل نظاما طائفيا عنصريا وحيدا في المنطقة. و للتاكيد على هذا الهدف جاء الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 لتقطع الشك باليقين، فتخرج المقاومة الفلسطينية من لبنان و تشل القوى الديمقراطية و تعيد نظام حظائر الطوائف،حيث توج  شارون غزوته بتنصيب عميل لهم على راس النظام في لبنان  تحت حراب جنود الغزاة الصهاينة الذين احتلوا عاصمة الثقافة و النضال العربي بيروت و اوعزوا لصنائعهم بزعامة حبيقة لالحاق صبرا و شاتيلا بسجل مجزرة تل الزعتر.

و بعد حصار شامل لتل الزعتر دام 52 يوما، حيث نفذت كل المواد الغذائية التي كانت موجودة في المخيم , ونفذ كل ما كان يدب على اربع من الحيوانات الاليفة و الشاردة و غدت مناهل المياه مصائد للفلسطينيات اللات غامرن بحياتهن في محاولة لدرء الموت عن اطفالهن العطشى, حيث كان يتعرض المخيم لشتى انواع القصف و القنص طوال فترة الحصار, ففي يوم 7/ آب 1976 وقع سكان المخيم في فخ ابشع عملية غدر بهم، فبناء على اتفاق يقضي بخروج المدنيين من سكان المخيم، الا ان القوات الانعزالية فتحت النار على العزل من السلاح على بوابات المخيم و من   نجا منهم و تمكنوا من الصعود الى العربات، اوقفت العربات على حواجز حيث افرغت حمولتها و قتلوهم بابشع الطرق و الوسائل الوحشية و ذهب ضحية ذاك اليوم المشؤوم مئات من الضحايا. ان القصف الذي كان يهطل على بيوت المخيم كالمطر قد اباد عائلات باكملها و معظم العائلات الاخرى قد فقدت اولياء امورها و فلذات اكبادها لانهم كانوا يتناوبون على حماية تخوم المخيم في موقف يفوق اعلى درجات الشهامة وصفا, دفاعا عن اسرهم. وفي اليوم الاخير في 14 / /8 /  1976دخلت قوات الكتائب و قوات ماتسمى " النمور " بقيادة داني كميل شمعون المخيم. ثم قاموا بمسح المخيم بالجرافات عن بكرة ابيه ليصبح اثرا بعد عين. و تراوح حصاد الارواح حسب مختلف المصادر حوالي 3000  ما بين شهيد و جريح على اقل تقدير.

و لم تقف المجازر هناك و انما طالت فيما بعد, صبرا و شاتيلا , ثم مخيم جنين, وبعدها اغتيل مخيم النهر البارد و طالت يد المنون و التهجير مخيم اليرموك في دمشق, بعد ان ابيد مخيم حندرات الوادع القابع في شمال مدينة حلب و روع وهجر ابناء مخيماتنا من مخيم درعا و صولا الى مخيم النيرب في حلب. ان الخيط الرابط بين كل هذا و ذاك هو ان الشعب الفلسطيني مستهدف بالابادة و تهجير من طال عمره في مخطط لايعرف الاستراحة، و ذلك من اجل اقامة دولة اسرائيل اليهودية ولتحقيق هذا الهدف كان لا بد من استهداف المخيمات تمهيدا مباشرا و غير مباشر لابادتها  و فرض هجرة و لجوء مركب جديد لالغاء حواضن التمسك بحق العودة، ان كل ذلك ارتكب على يد قوى طائفية عنصرية دينية و ان تنوعت انتماءاتها و ولاءاتها لكنها تصب في الطاحونة ذاتها التى تساهم في طمس الحقوق المشروعة لابناء شعبنا.

و اليوم فان هذه القوى الطائفية الانعزالية ذاتها  تحاول ان تستثمر بابشع كارثة المت ببيروت على اثر الانفجار الساحق الماحق للبشر و الحجر التي وقعت في العنبر رقم 12 في مرفا بيروت، عبر تزوير ارادة الشعب اللبناني الحر بتضليل بعض المجموعات لتدعوا الى عودة الانتداب الفرنسي الى لبنان الشقيق. و قد ركب الرئيس الفرنسي ماكرون تلك الموجة مكلفا من الادارة الامريكية، فدعا من جهة الى مؤتمر دولي لدعم الشعب اللبناني و قد تمخض عن عشرات ملايين الدولارات التي بالكاد تقدم لاحد جواسيسهم، و السؤال المطروح على النظام العربي و الاسلامي: اتيم بترامب الى الرياض و بايعتموه اماما عليكم، كما بايع غيركم اردوغان خليفة لهم و منحتوه400  مليار دولار الا تستحق لبنان يا حامي الحرمين فتاتا من ملياراتكم؟!! لكن من جهة اخرى تحركت حاملة الطائرات الفرنسية ترافقها مدمرة بريطانية باتجاه بيروت، فهل يحملون على متنها ورودا؟! و قد مهد لكل هذا الحراك الاستعماري بالدعوة المشبوهة الى حياد لبنان!! لكن هذا الحياد المنشود عن من؟ اظن ان هذا الحياد هو عن الشعب اللبناني الشقيق. و هذا تؤشر عليه بعض القوى الطائفية عبر المطالبة بلجنة تحقيق دولية، اي انها دعوة صريحة للتدخل الخارجي. ففاقد الوطنية لن تهز مشاعره نكبة تحل بالوطن!ّ   

و لمزيد من الاسف فان البعض من القوى الفلسطينية لم يستوعب مقولة الناي بالذات عن  المحاور و الصراعات الجارية في المنطقة و التي باتت تتوضح اكثر مع اشتداد الصراع و تعدد منابع دعمه و الحفاظ على ديمومته على انها، اي هذه القوى التي تقوم بالتدمير سواء المحلية منها او المستوردة بالبترودولار و التعبئة الطائفية الارهابية ما هي الا ادوات لتحقيق نظرية " الفوضى الخلاقة " و الوقوع في فخ الانقسامات الطائفية المتناقضة مع التعايش الموزييكي الذي كان قائما بين كافة المجموعات الاثنية و الدينية المتآلفة على امتداد تاريخ طويل، تصون الاوطان و تحميها جغرافيا و اجتماعيا. كما ان الانقسام الفلسطيني الذي استمرأ اصحابه في ادامته و الحفاظ على النتائج المخزية التي نجمت عن تلك الحرب الفئوية الطائفية التي ادت الى التشظي الفلسطيني الذي لا زلنا نعيشه الى الان!!! بل و ان  تغذيته المسمومة على يد محاور عربية مرتهنة لارادة و اوامر البيت الابيض الامريكي و حلفائه الغربيين الذين لا هم لهم الا اعلاء ما يسمونه حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها و تغطية كل عدواناتها و حمايتها من فرض اية عقوبات دولية عليها..

و في ظل كل ذلك الضعف و تراجع مكانة قضيتنا على كافة الصعد المحلية و الاقليمية و الدولية, و في ظل تجارب المفاوضات العبثية مع الاحتلال على امتداد عقدين و نصف و التي لم تنتج الا مزيدا من التراجع و مزيدا من التمادي الاسرائيلي في تنفيذ مخططات اقامة دولة اسرائيل اليهودية و ما تشكله من خطورة في الاعداد لطرد حوالي مليون و نصف المليون من اهلنا ممن تشبثوا بالارض الفلسطينية المحتلة منذ 1948 عبر بركات " لجنة المتابعة العربية " التي تطوعت باضافة ما سمي بتبادل الاراضي على مبادرتهم الميتة اصلا، بل اتبعها امراء و ملوك عربان الخليج باسوا و اوسع ظاهرة تطبيع علنية مع الكيان المحتل و تطوعت ابواقهم الاعلامية و الدبلوماسية  بالغزل بحضارة و ديمقراطية الكيان الاسرائيلي  و امعنوا في التنظير لانهاء العداوة مع هذا الكيان و شن حملة تشويه غير مسبوقة للتاريخ النضالي للشعب الفلسطيني و هذا طبعا ما يشجع اسرائيل على اصرارها على عدم التراجع عن مزيد من مصادرة الاراضي و بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية بل ازدادوا شراهة في عهد الرئيس الامريكي المتصهين  دونالد ترامب الذي اعترف بان القدس الموحدة عاصمة ابدية للكيان الصهيوني و قام بنقل سفارة بلاده اليها، بل ازداد سفاهة بمباركة الخطوات التهويدية لنتنياهو الذي اتبع اقرار الكنيست لقانون القومية العنصري باعلانه عن عزمه بضم اجزاء من الضفة الغربية و غور نهر الاردن الى اراضي دولة الاحتلال، و ما كل تلك الاجراءات الا خطوات تطبيقية لما سمي بصفقة القرن الترامبية  و مع ذلك لم تتعظ القيادة الفلسطينية من الوقوع في اشراك المغفلين التي تنصبها لهم الادارة الامريكية حتى اليوم. و من تجارب الوقوع بين مخالب العدوانية الاسرائيلية و استشراء الاستيطان الذي قطع اوصال الوطن المحتل و انتشار الحواجز العسكرية و هدم منازل المقدسيين و تهجيرهم من مدينتهم تحت ذرائع مختلفة. فتستمر السلطة الفلسطينية منفردة ضاربة عرض الحائط اعتراضات كل القوى الفلسطينية و مطالباتها بالغاء العلاقة مع الاحتلال و لا سيما الغاء التنسيق الامني معه في رفض عملي لصفقة القرن الترامبية بعد ان اتضح للاعمى و للبصيرانحياز الادارة الامريكية الفاضح للعدوانية الاسرائيلية. و بات امام الجميع خيار واحد و هو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية من دون اخضاعها الى الحسابات الطائفية و المحسوبيات قصيرة النظر وكل ذلك على ارضية برنامج مقاوم للاحتلال و للمشاريع الامريكية و فضح سياسة التطبيع العربية مع الاحتلال و الصامتة على ما يجري من انتهاكات صهيونية.

و في ذكرى مجزرة تل الزعتر الخلود لشهدائنا الابرار , و التمسك بمخيماتنا, لا حبا باللجوء و انما باعتبارها حاضنة للاصرار على حق العودة الى ديارنا حسب قرارات الشرعية الدولية و الحفاظ على ان نناى بشعبنا عن توريطه في صراعات لا ناقة لنا فيها و لا جمل.

محمد قدورة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف