الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تأملات في نصوص "نثرات روح" للشاعرة نهى عودة (ج1) بقلم:ظاهر صالح

تاريخ النشر : 2020-08-13
تأملات في نصوص "نثرات روح" للشاعرة نهى عودة (ج1)  بقلم:ظاهر صالح
ظاهر صالح

قرأت لأسابيع خلت نصوص نثرية من كتاب "نثرات روح" للشاعرة الفلسطينية نهى عودة، الصادر عن دار أمجد للنشر والتوزيع في عمان، استوقفتني تلك النصوص، ولم تكن مجرد خواطر، بل كانت نظرة على الواقع ومحاولة سلوك دروب الاستكشاف والوعي بالمحيط من خلال كل ما يُرى ويُقرأ.
يتمايز فن الأدب بنثره وشعره، عن سائر الفنون الأخرى المعروفة، باعتباره شكلاً من أشكال الفن التعبيري يقوم على الصيغ الكلامية ذات المداليل الزمانية في الماضي الحاضر والآتي، يأخذ خاصيته من تلك الديمومة الإنسانية القائمة في طبيعة الفعل، ومن لغته العاطفية التي هي لغة خاصة ضمن لغة الناس العامة، تستمد منها قدرتها على التعبير في الوحدة الأصلية التي تجمع الشاعر بالناس، فمهمة الشاعر ليست مهمة جمالية فحسب، بل هي فوق ذلك مهمة ثقافية وحضارية لها مساس بحياة الناس وسبل عيشهم ومستقبلهم، واسهامه الحقيقي في تطوير المجتمع، و لا نبالغ في القول، أن اهل الشعر هم الوسط الأكثر حساسية وانفعالاً وتأثراً، والاقتراب من ساحتهم والولوج إلى أعماق ذواتهم صعب وأمر خطير، والتجول في مفارق دروبهم وتباريح أرواحهم أمر بالغ الخطورة، لا نستطيع احتواءه بوصفه المساحة الأكثر انفتاحاً وتدفقاً ومتنفساً لعواطفه وارتقاءاً للمشاعر الصادقة التي تعانق الانسانية كلها من خلال قيم الجمال التي تترفع عن الجسد إلى الروح لتلتقي في كل النفوس بذور الخير والسعادة، وتفعيل الحراك الشعري من عتبة العنونة إلى مفاصل النصوص التي تتوهج بماء آخر غير كل المياه، ماء يروي عطاشى الفكر والحب والحياة، ماء يرطب حنجرة الشعر والكلمة كي يجعل نطقهما ليناً ومستساغاً.
المتابع للنصوص النثرية في كتاب "نثرات روح" لابد أن يلحظ تنوّع النصوص وتطورها بين مرحلة وأخرى، ما يكسب المشهد حيوية وتحفيز على القراءة، نظراً لما تمتلكه تلك النصوص من قيمة جمالية وحدس شعري مبدع، بين نص وآخر تذهب الشاعرة نهى بالنصوص نحو تخوم جديدة في جدل الذات والمجتمع والعالم، وهي تحاول استنطاق صمت الأشياء في محيطها واستفزازه ومواجهته الصريحة.

حب الوطن ومرارة اللجوء
كتبت عن حب الوطن ومرارة اللجوء والحرمان، وعن الأسرى، وعن الحب والعتب والخذلان، وعن الآلام والأحلام، ولزوماً الإعتراف أن هذه الدراسة ليست احاطة كاملة بكل جوانب التجربة عند الشاعرة عودة، وإنما التركيز على تجربة النصوص النثرية في كتاب "نثرات روح"، لا سيما على مستوى الاسلوب والتعبير أو البنية الشعرية لبعض النصوص.

القراءة الأولية لعناوين الكتاب تدل على مستوى ومزيج متجانس بين العنوان والنص، ولما كان العنوان على مستوى وظيفته الشعرية يحيل على لغة النص ويقيم تعالقه معه، نظراً لكونه يعبر عن الفكرة الرئيسية بإسلوب بسيط وتدفق عاطفي وخصب وجداني لدى الشاعرة عودة، كما في وصفها حب الوطن والانتماء والوفاء له من خلال صورة فلسطين في نصها، صورة تتعدى فكرة المكان وتنفتح على فضاء كتابة نوعية يصعب فك التباسها، صورة لا تكتفي بالتصوير والتدليل والإحالة، بل تمتد وتتشظى وتتسع وتنفلت كي تتحول إلى مشهدية لاذعة من القريبين والأشقاء، جراء حرمان اللاجئ الفلسطيني من أبسط حقوقه الإنسانية والمدنية .
مارسوا فينا وعلينا كل أنواع الظلم، الاضطهاد والقهر
استشهد الملايين من ابناء شعبي وما زالوا يدفعون أرواحهم ثمن الحفاظ على الوطن. ص128
ألم يكفنا أن الحياة تحتاج كل ما نملك من قوة ورباطة جأش، حتى نستمر بها ليأتي حرماننا من وطننا فيكمل علينا، وينهش قلوبنا ويستفزنا الحنين مرارا ومرارا، حيث أننا تشدنا لوطن أذاقنا لوعة التهجير بحرقة وحرفية عالية، لم يعهد لها مثيل وسلب منا أقلّ حقوقنا متجاهلا أي مقياس كحد أدنى للإنسانية تحت إطار حجة واهية، نحن فقط من يدفع ثمنها .. ص82
فلسطين رغم هذا العمر والألم أنت في ثنايا قلبي.. وطني الأول والأخير ليس هناك حنين ولا حنين ولا حب ولا انتماء لوطن سواك حتى يضم جسدي التراب . ص82
ومن الصور الموفقة وصفها للظلم الواقع على الشعب الفلسطيني في قولها:
ليس هناك ظلم يمكن أن يصيب الانسان أكثر من حرمانه وطنه.
يولد ويموت ولم يشم رائحة هوائه قط ..
وقولها عبارة استلهام واتكاء: ومجدداً يا درويشنا أقول: أن تكون فلسطينياً يعني أن تصاب بلعنة الحب والأسى الذي لا شفاء منه. ص83

المرأة والعاطفة
وللحب تلك العاطفة المشتركة بين البشر والتي لم يجف فيها قلم الشاعرة منذ أن نبضت القلوب، نجد أن المرأة في النصوص هي محور دوران لعجلة النصوص سواءاً كانت موجودة في (ضمير المخاطب) أو وراء (ضمير الغائب) وهذا ما يبدو في حالها، عاشقة أو معشوقة أو رمزاً تتسلل الشاعرة من خلاله لتوصيل رسالتها، التي تحمل تلك العاطفة المشتركة بين البشر، والتي لم يجف فيها قلم الشاعرة نهى عودة، فنجد الشاعرة رقيقة وراقية في البوح والعواطف لدرجة الهيام والجنون ونهر من الحنان المتدفق في عاطفة جياشة ترقى لتعانق الإنسانية من خلال قيم الجمال التي تترفع عن الجسد إلى الروح وتباريحها الدافئة :
قد كان لي من إسمي نصيب في كل شيء
إلاّ بحبك أنت ..

أحببتك بكامل جنوني ! ص21
استبقت ذراعاه القهوة لكن دون احتضان ..عطره يأخذه إلى عالم التيه ص24
أي مشاعر تحمل الفتاة بين ثنايا قلبها، أهو ما يطلق عليه الوتين! ص23
لقد ارتضت الشاعرة من حبها بالعشق، ولم تخرج عن ذلك الإطار العفيف الذي نجده في بؤس القلب وتقلبات المزاج.
هذا الحب لا غرابة فيه، لأن الشاعرة هي من دم وأحاسيس تتنوع كل يوم وتتجدد.
سلسلتك التي أهديتها إياها، أضاعتها كلماتك لم تعد تتذكرها أو تبتسم لها كما في السابق، ملامحك غدت غريبة تستحضر ذاكرتها جيدا لتعرفك خفقات قلبها لم تعد تتزايد عند رؤيتك، لمعة عيناها تلاشت
أيا رجلا .. تتساءل ما بها !
ألم تفهم بأن الخذلان يعيث بالحب فسادا، يتآكل، فتغدو كأنك لم تمر من خلال نبض قلبها يوما. ص20
ومن يحتمل بؤس قلبك / تقلبات مزاجك / أشياءك التافهة / فرحك المجنون / سرمدية عشقك / لا يشاطرك نبضه أحد. ص26 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف