مفهوم الغباء عند فحول الشعراء العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للغباء معانٍ ودلالات؛ منها: الخفاء من الأرض، الغُبار، والترابُ يُجْعَلُ فوق الشيء ليواريه... فضلا عن المعنى الشائع: عدم الفطنة، البلاهة، الحمق، الغفلة، وفساد العقل؛ وهاهو الشاعر الشريف المرتضى يبادر بتوجيه التحية لنجوم ندوتنا (الافتراضية)؛ بقوله:
يا أنجمًا يُهْدَى من اللهِ نورُها *** وإن حالَ عنها بالغبيِّ غباءُ
ـ فيبادله الشاعر ابن الرومي التحية؛ قائلا:
قد سُئل الحساد عنك بأسرهم *** فقالوا وما حابوا بوزن نَقير
مُهذَّبُ أخلاقٍ مشرَّفُ همّةٍ *** مثقّفُ آراءٍ مُمرُّ مرير
ـ فيرثي الشاعر سبط ابن التعاويذي حظه؛ قائلا:
ما للحظِّ يَحجُبُني أَرِيباً *** وَقَدْ دَخَلَ الْغَبِيُّ بِغَيْرِ إذْنِ
ـ فيضيف الشاعر ابن شهاب:
أسير للحوادث بين قوم *** شعارهم تراجيع الغناء
يرون المجد في الإنسان عارا *** وأن الفضل تطريز القباء
إلى الرحمن أشكو سوء حظي *** وحبسي في غمار الأغبياء
ـ فيرد الشاعر ابن دارج القسطلي:
ما أنت إلا الشمس تطلع للعدى *** فظلهم حتما بنورك زائل
كرمت فما يعيا بحمدك مفحم *** وسدت فما يغبى بقدرك جاهل
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
يَعشى عنِ المَجْدِ الغَبيُّ، وَلَنْ تَرَى *** في سُؤدَدٍ أرَباً لغَيرِ أرِيبِ
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
قد كان يرتاب الغبيُّ بفطنتي *** ويريبني بالعجز فرطُ تلوُّمي
ـ فيقول الشاعر ابن خفاجة:
طايب وداعِبْ ولاعِبْ، *** و دعْ سجايا البداوهْ
فإنّ أوحَشَ شَيءٍ *** جساوة ٌ في غباوه
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
ليس يؤتى الخصمانِ من جَنَفٍ في *** ك ولا من جهالة ٍ وغباءِ
ـ فيرد الشاعر المتنبي:
بذي الغَباوَةِ مِنْ إنْشادِها ضَرَرٌ *** كمَا تُضِرّ رِياحُ الوَرْدِ بالجُعَلِ
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
عالَمٌ قُلَّبٌ وَأَحلامُ خَلقٍ *** تَتَبارى غَباوَةً وَفَطانَه
ورب معلِّمٍ تلقاه فظَّا *** غليظ القلبِ أَو فَدْماً غَبيّا
ـ فيقول الشاعر حيدر بن سليمان الحلي؛ متحسرا:
أكرِّر الطرف لا أرى أبداً *** إلا غبيّاً أنّى تلفَّتُ
ـ فيرد الشاعر ابن الرومي:
ما القومُ بالجهّال بل أهل سؤددٍ *** تغابوا ولاحوهم على ذاك جهل جهالُ
ـ فيضيف الشاعر صفي الدين الحلي:
لاحَ إعراضُكُم، ولَستُ غَبيّاً *** بقِلاكمُ، لكِنّني أتَغابَى
ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:
يتغابَى لهم وليس لمُوقٍ *** بل لِلُبٍّ يفوقُ لبَّ اللبيب
ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:
لا لوم للدهر ولا عنابا *** تغاب ان الجلد من تغابا
ـ ويضيف الشاعر أبو تمام:
لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيد في قَوْمِهِ *** لكنَّ سيِّد قومهِ المُتغابي
ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
تغابيتُ عنْ قومي فظنوا غباوة ً*** بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصى ًوَتُرَابُ
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
عدتني العوادي لم تكن بي غباوة *** ولكنني كنت امرأ متغابيا
ـ فيقول الشاعر عماد الدين الأصبهاني:
يفيد العاقل اليقظ التغابي *** ليدرك في الغنى حظ الغبي
ـ فيكمل الشاعر الشريف المرتضى:
فما نالَ المُنى في العيشِ إلاّ *** غَبيُّ القومِ أو فَطِنٌ تَغابَى
ـ فيضيف الشاعر عماد الدين الأصبهاني:
أرى ربحي إذا أنفقت مالي *** وما أنا بالغبي ولا الغبين
ـ فيكمل الشاعر الشريف المرتضى:
وظنّك لا هياً عنه ويُرمى *** قَديمًا بالغَباوة ِ مَن تَغابى
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
مالي و للأخلاق يغمر سرّها *** عنت الغبيّ و خدعة المتغابي
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
فطنتُ لخلقه فزهدتُ فيه *** وبعضُ القوم يحسبني غبيَّا
وقد مَزجوا دَهاءً بالتَّداهي *** كما خلطوا الغباوة بالتّغابي
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
لَيْس يدري من الغباوة أين ال *** بأسُ منه وأين مَوْضِعُ وَهْنه
ـ فيضيف الشاعر الفرزدق:
سارَ وقدْ كانَتْ عليْهِ غَبَاوَةٌ، *** يَخَالُ حُزُونَ الأرْضِ سَهلاً وَوَاديا
جَعَلوا مَشيئَتَهُ الغَبِيَّةَ سُلَّمًا *** نَحوَ الأُمورِ لِمَن أَرادَ صُعودا
ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:
دفع ادعاءهم وأبطل زعمهم *** زمن طوى تحت الغباوة ظلمهم
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
الغَبنُ كَوني في الحَياةِ مصوَّراً، *** فمنَ الغَباوَة خِيفَتي أن أُغبَنا
ـ فيضيف الشاعر الشريف المرتضى:
و ما خفية ُ الإنسان إلاّ غباوة ٌ *** وخوفُ الرَّدى للمرءِ شرٌّ منَ الرَّدى
ولخيرٌ من أنْ تعيش غبيّاً *** باخسَ الحظِّ أن تموت كريما
ـ فيقول الشاعر علي بن محمد التهامي:
ذو العلم من ذي الفهم في كلّ راحة *** ولكنه من ذي الغباوة في جهد
ـ فيضيف الشاعر الشريف الرضي:
وما عفة الانسان الا غباوة *** اذا لم يكافح داء وجد مغالب
ـ ويكمل الشاعر ابن شهاب:
ضحكت لنا الأيام وهو مثبط *** لا يستطيع غباوة ًأن ينهضا
يخالون من فرط الغباوة أنهم *** من المهيع المحمود بالغاية القصوى
ـ فيكمل الشاعر البحتري:
قَطَعُوا أمرَهمْ، وَهو حِمارٌ *** مُوقَرٌ مِنْ بَلادَةٍ وَغَبَاءِ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
أعمى عن المزحِ غبيّاً غافلاً *** يُلزمُني الجهلَ ولستُ جاهلا
ـ فيضيف الشاعر الشريف المرتضى:
أنتَ ألحقتَ بالذكىّ غبيّاً *** في اصطلامٍ وبالدّنىّ هماما
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
لم يصفُ عيشُك لكنْ *** عيشُ الغَبِيِّ هَني
ـ فيضيف الشاعر أسامة بن منقذ:
يعطى الغبي ويحرم الندب الفتى *** كالديك توج والبزاة عواطل
ـ ويقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
رويدَكَ! لم تَبلُغْ، من الدّهرِ، لذّةً، *** إذا لم تَعِشْ عيشَ الغبيّ المذَمَّم
ـ فيقول الشاعر بشار بن برد:
لا تك كالشاكي مضائض حاجة ٍ *** غَبِيًّا فلمَّا مَاتَ قيل له بُعْدَا
ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:
غَباوَة ُهاجرِ الدّنيا، وَكَيدٌ *** وَلا كَيْدُ الفَوَاجِرِ وَالبَغَايَا
ضممت يدي منه وكانت غباوة *** على ضرب مردود من الورق زائف
ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:
ذي فطنة ٍ في الشكر راغبة ٍ*** وغباوة ٍ بجوالب الشكرِ
ـ فيقول الشاعر جرير:
عَنِ النّكْرَاء كُلّهُمُ غَبيُّ، *** وَبالمَعْرُوفِ كُلّهُمُ بَصِيرُ
ـ ويقول الشاعر أحمد شوقي:
وما جهلَ العتيقَ الحرَّ منها *** ولا غَبِيَ المُقَلّدَ والدَّعِيَّا
ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:
وإني لأستصبي الغبي وأزدري *** أخا المال لا علمٌ لديه ولا فضل
كم نعمة نعم الغبي بنيلها *** من حيث جللها أسى وشقاء
ـ فيقول الشاعر البحتري:
لو تَغَابَى مُسامِحاً، فَكثِيراً *** ما أرَانَا الغِنَى تَغَابي الكَرِيمِ
ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:
يرمي بحكمته النفوس إذا التوت *** ورمى الغبي بمكره ودهائه
ـ فيقول الشاعر ابن الخياط:
إني هجرتُ العالمين إلى الذي *** هجرَ الغبيَّ إلى الأبي صفاؤُهُ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
بل أطعت النهى ففزت بحظ *** قصرت عنه فطنة الأغبياء
ـ فيقول الشاعر ابن نباتة المصري:
أيها العاذل الغبيّ تأمل *** من غدا في صفاته القلب ذائب
ـ فيضيف الشاعر ابن نباتة المصري:
تفهمه قلبي الشجيّ فهاما *** ولم يره طرف الغبيّ فلاما
ـ ويقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
خفيتْ على الغبيّ مقاصد *** فيها وما عرف المرام بليد
ـ فيضيف الشاعر حيدر بن سليمان الحلي:
فويلُ القريض لقد أصبحتْ *** به أغبياء الورى تدَّعي
بقية ُعارٍ دنيّ الهجاء *** ترفَّع عن قدرها الأوضع
ـ فيقول الشاعر السري الرفاء:
نُبِّئْتُ أنَّ الأغبياءَ تَوثَّبوا *** سَفَهاً عليَّ مع الزَّمانِ الواثبِ
و كلُّ غَبيٍّ لو يُباشِرُ بَرْدُهُ *** لظَى النَّارِ أَضحَى حرَّها و هو بارِدُ
ـ ويضيف الشاعر ابن الرومي:
سيُكشفُ عن قلبِ الغبيِّ غطاؤه *** إذا حتفُه يوماً على صدره جثم
وظنونُ الذكي أَنْفذ في الحقْ *** قِ سهاماً من رؤية الأغبياء
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
وَطارَ الّذي لا خيرَ فيه كأنّه *** عقيبَ اِنبلاجِ الصّبح طيفُ مَنامِ
وحقّكمُ في النّاس ما كان خافياً *** ولكنْ تغابٍ دونه وتعامِ
ـ فيضيف الشاعر بشار بن برد:
غَبِيُّ الْعَيْنِ عَنْ طَلَب الْمَعَالِي *** وفي السَّوآتِ شَيْطَانٌ مَريد
ـ فيقول الشاعر البوصيري:
كيف يهدي الله منهم عنيداً *** كلما أَبْصَرَ حقّاً تَغَابى
ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
ما في النّاسِ أجهَلُ من غَبيٍّ، *** يَدومُ لهُ، إلى الدّنيا، رُكُون
تَزَوّجَ، دُنياهُ، الغبيُّ بجهلِه، *** فقد نَشَزَتْ من بعد ما قُبِضَ المهر
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
إن أغبى الناس في الدنيا لمن *** يذكر الأولى وينسى الآخرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للغباء معانٍ ودلالات؛ منها: الخفاء من الأرض، الغُبار، والترابُ يُجْعَلُ فوق الشيء ليواريه... فضلا عن المعنى الشائع: عدم الفطنة، البلاهة، الحمق، الغفلة، وفساد العقل؛ وهاهو الشاعر الشريف المرتضى يبادر بتوجيه التحية لنجوم ندوتنا (الافتراضية)؛ بقوله:
يا أنجمًا يُهْدَى من اللهِ نورُها *** وإن حالَ عنها بالغبيِّ غباءُ
ـ فيبادله الشاعر ابن الرومي التحية؛ قائلا:
قد سُئل الحساد عنك بأسرهم *** فقالوا وما حابوا بوزن نَقير
مُهذَّبُ أخلاقٍ مشرَّفُ همّةٍ *** مثقّفُ آراءٍ مُمرُّ مرير
ـ فيرثي الشاعر سبط ابن التعاويذي حظه؛ قائلا:
ما للحظِّ يَحجُبُني أَرِيباً *** وَقَدْ دَخَلَ الْغَبِيُّ بِغَيْرِ إذْنِ
ـ فيضيف الشاعر ابن شهاب:
أسير للحوادث بين قوم *** شعارهم تراجيع الغناء
يرون المجد في الإنسان عارا *** وأن الفضل تطريز القباء
إلى الرحمن أشكو سوء حظي *** وحبسي في غمار الأغبياء
ـ فيرد الشاعر ابن دارج القسطلي:
ما أنت إلا الشمس تطلع للعدى *** فظلهم حتما بنورك زائل
كرمت فما يعيا بحمدك مفحم *** وسدت فما يغبى بقدرك جاهل
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
يَعشى عنِ المَجْدِ الغَبيُّ، وَلَنْ تَرَى *** في سُؤدَدٍ أرَباً لغَيرِ أرِيبِ
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
قد كان يرتاب الغبيُّ بفطنتي *** ويريبني بالعجز فرطُ تلوُّمي
ـ فيقول الشاعر ابن خفاجة:
طايب وداعِبْ ولاعِبْ، *** و دعْ سجايا البداوهْ
فإنّ أوحَشَ شَيءٍ *** جساوة ٌ في غباوه
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
ليس يؤتى الخصمانِ من جَنَفٍ في *** ك ولا من جهالة ٍ وغباءِ
ـ فيرد الشاعر المتنبي:
بذي الغَباوَةِ مِنْ إنْشادِها ضَرَرٌ *** كمَا تُضِرّ رِياحُ الوَرْدِ بالجُعَلِ
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
عالَمٌ قُلَّبٌ وَأَحلامُ خَلقٍ *** تَتَبارى غَباوَةً وَفَطانَه
ورب معلِّمٍ تلقاه فظَّا *** غليظ القلبِ أَو فَدْماً غَبيّا
ـ فيقول الشاعر حيدر بن سليمان الحلي؛ متحسرا:
أكرِّر الطرف لا أرى أبداً *** إلا غبيّاً أنّى تلفَّتُ
ـ فيرد الشاعر ابن الرومي:
ما القومُ بالجهّال بل أهل سؤددٍ *** تغابوا ولاحوهم على ذاك جهل جهالُ
ـ فيضيف الشاعر صفي الدين الحلي:
لاحَ إعراضُكُم، ولَستُ غَبيّاً *** بقِلاكمُ، لكِنّني أتَغابَى
ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:
يتغابَى لهم وليس لمُوقٍ *** بل لِلُبٍّ يفوقُ لبَّ اللبيب
ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:
لا لوم للدهر ولا عنابا *** تغاب ان الجلد من تغابا
ـ ويضيف الشاعر أبو تمام:
لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيد في قَوْمِهِ *** لكنَّ سيِّد قومهِ المُتغابي
ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
تغابيتُ عنْ قومي فظنوا غباوة ً*** بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصى ًوَتُرَابُ
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
عدتني العوادي لم تكن بي غباوة *** ولكنني كنت امرأ متغابيا
ـ فيقول الشاعر عماد الدين الأصبهاني:
يفيد العاقل اليقظ التغابي *** ليدرك في الغنى حظ الغبي
ـ فيكمل الشاعر الشريف المرتضى:
فما نالَ المُنى في العيشِ إلاّ *** غَبيُّ القومِ أو فَطِنٌ تَغابَى
ـ فيضيف الشاعر عماد الدين الأصبهاني:
أرى ربحي إذا أنفقت مالي *** وما أنا بالغبي ولا الغبين
ـ فيكمل الشاعر الشريف المرتضى:
وظنّك لا هياً عنه ويُرمى *** قَديمًا بالغَباوة ِ مَن تَغابى
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
مالي و للأخلاق يغمر سرّها *** عنت الغبيّ و خدعة المتغابي
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
فطنتُ لخلقه فزهدتُ فيه *** وبعضُ القوم يحسبني غبيَّا
وقد مَزجوا دَهاءً بالتَّداهي *** كما خلطوا الغباوة بالتّغابي
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
لَيْس يدري من الغباوة أين ال *** بأسُ منه وأين مَوْضِعُ وَهْنه
ـ فيضيف الشاعر الفرزدق:
سارَ وقدْ كانَتْ عليْهِ غَبَاوَةٌ، *** يَخَالُ حُزُونَ الأرْضِ سَهلاً وَوَاديا
جَعَلوا مَشيئَتَهُ الغَبِيَّةَ سُلَّمًا *** نَحوَ الأُمورِ لِمَن أَرادَ صُعودا
ـ فيكمل الشاعر جبران خليل جبران:
دفع ادعاءهم وأبطل زعمهم *** زمن طوى تحت الغباوة ظلمهم
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
الغَبنُ كَوني في الحَياةِ مصوَّراً، *** فمنَ الغَباوَة خِيفَتي أن أُغبَنا
ـ فيضيف الشاعر الشريف المرتضى:
و ما خفية ُ الإنسان إلاّ غباوة ٌ *** وخوفُ الرَّدى للمرءِ شرٌّ منَ الرَّدى
ولخيرٌ من أنْ تعيش غبيّاً *** باخسَ الحظِّ أن تموت كريما
ـ فيقول الشاعر علي بن محمد التهامي:
ذو العلم من ذي الفهم في كلّ راحة *** ولكنه من ذي الغباوة في جهد
ـ فيضيف الشاعر الشريف الرضي:
وما عفة الانسان الا غباوة *** اذا لم يكافح داء وجد مغالب
ـ ويكمل الشاعر ابن شهاب:
ضحكت لنا الأيام وهو مثبط *** لا يستطيع غباوة ًأن ينهضا
يخالون من فرط الغباوة أنهم *** من المهيع المحمود بالغاية القصوى
ـ فيكمل الشاعر البحتري:
قَطَعُوا أمرَهمْ، وَهو حِمارٌ *** مُوقَرٌ مِنْ بَلادَةٍ وَغَبَاءِ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
أعمى عن المزحِ غبيّاً غافلاً *** يُلزمُني الجهلَ ولستُ جاهلا
ـ فيضيف الشاعر الشريف المرتضى:
أنتَ ألحقتَ بالذكىّ غبيّاً *** في اصطلامٍ وبالدّنىّ هماما
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
لم يصفُ عيشُك لكنْ *** عيشُ الغَبِيِّ هَني
ـ فيضيف الشاعر أسامة بن منقذ:
يعطى الغبي ويحرم الندب الفتى *** كالديك توج والبزاة عواطل
ـ ويقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
رويدَكَ! لم تَبلُغْ، من الدّهرِ، لذّةً، *** إذا لم تَعِشْ عيشَ الغبيّ المذَمَّم
ـ فيقول الشاعر بشار بن برد:
لا تك كالشاكي مضائض حاجة ٍ *** غَبِيًّا فلمَّا مَاتَ قيل له بُعْدَا
ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:
غَباوَة ُهاجرِ الدّنيا، وَكَيدٌ *** وَلا كَيْدُ الفَوَاجِرِ وَالبَغَايَا
ضممت يدي منه وكانت غباوة *** على ضرب مردود من الورق زائف
ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:
ذي فطنة ٍ في الشكر راغبة ٍ*** وغباوة ٍ بجوالب الشكرِ
ـ فيقول الشاعر جرير:
عَنِ النّكْرَاء كُلّهُمُ غَبيُّ، *** وَبالمَعْرُوفِ كُلّهُمُ بَصِيرُ
ـ ويقول الشاعر أحمد شوقي:
وما جهلَ العتيقَ الحرَّ منها *** ولا غَبِيَ المُقَلّدَ والدَّعِيَّا
ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:
وإني لأستصبي الغبي وأزدري *** أخا المال لا علمٌ لديه ولا فضل
كم نعمة نعم الغبي بنيلها *** من حيث جللها أسى وشقاء
ـ فيقول الشاعر البحتري:
لو تَغَابَى مُسامِحاً، فَكثِيراً *** ما أرَانَا الغِنَى تَغَابي الكَرِيمِ
ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:
يرمي بحكمته النفوس إذا التوت *** ورمى الغبي بمكره ودهائه
ـ فيقول الشاعر ابن الخياط:
إني هجرتُ العالمين إلى الذي *** هجرَ الغبيَّ إلى الأبي صفاؤُهُ
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
بل أطعت النهى ففزت بحظ *** قصرت عنه فطنة الأغبياء
ـ فيقول الشاعر ابن نباتة المصري:
أيها العاذل الغبيّ تأمل *** من غدا في صفاته القلب ذائب
ـ فيضيف الشاعر ابن نباتة المصري:
تفهمه قلبي الشجيّ فهاما *** ولم يره طرف الغبيّ فلاما
ـ ويقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
خفيتْ على الغبيّ مقاصد *** فيها وما عرف المرام بليد
ـ فيضيف الشاعر حيدر بن سليمان الحلي:
فويلُ القريض لقد أصبحتْ *** به أغبياء الورى تدَّعي
بقية ُعارٍ دنيّ الهجاء *** ترفَّع عن قدرها الأوضع
ـ فيقول الشاعر السري الرفاء:
نُبِّئْتُ أنَّ الأغبياءَ تَوثَّبوا *** سَفَهاً عليَّ مع الزَّمانِ الواثبِ
و كلُّ غَبيٍّ لو يُباشِرُ بَرْدُهُ *** لظَى النَّارِ أَضحَى حرَّها و هو بارِدُ
ـ ويضيف الشاعر ابن الرومي:
سيُكشفُ عن قلبِ الغبيِّ غطاؤه *** إذا حتفُه يوماً على صدره جثم
وظنونُ الذكي أَنْفذ في الحقْ *** قِ سهاماً من رؤية الأغبياء
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
وَطارَ الّذي لا خيرَ فيه كأنّه *** عقيبَ اِنبلاجِ الصّبح طيفُ مَنامِ
وحقّكمُ في النّاس ما كان خافياً *** ولكنْ تغابٍ دونه وتعامِ
ـ فيضيف الشاعر بشار بن برد:
غَبِيُّ الْعَيْنِ عَنْ طَلَب الْمَعَالِي *** وفي السَّوآتِ شَيْطَانٌ مَريد
ـ فيقول الشاعر البوصيري:
كيف يهدي الله منهم عنيداً *** كلما أَبْصَرَ حقّاً تَغَابى
ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
ما في النّاسِ أجهَلُ من غَبيٍّ، *** يَدومُ لهُ، إلى الدّنيا، رُكُون
تَزَوّجَ، دُنياهُ، الغبيُّ بجهلِه، *** فقد نَشَزَتْ من بعد ما قُبِضَ المهر
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
إن أغبى الناس في الدنيا لمن *** يذكر الأولى وينسى الآخرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر