الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لندعو للسلام ..بقلم : أحمد مطلق أبو صفية

تاريخ النشر : 2020-08-12
لندعو للسلام ...

لنصمت دقيقة على روح السلام , الذي نرفع أيدينا للسماء خاشعين , متضرعين السلام جل علاه يوميا لأجله .
ولم نُرزق به يوما . فلا ننام إلا على أوجاع وأشباه حرب , قصف وتفجير , إعتقال وأسر , إحتلال وإستعمار تكميم أفواه ولعنة حكم غير عادل , وحكام لهم دينهم ولنا دين .
ونأمل يوما أن نُرزق بالسلام , فلأجله تُوقع الإتفاقيات , تُعقد الصفقات, ُتشرع القوانين جبرا , تُخرس الألسنة العاقلة , تُتسجن الأفئدة الثائرة الحرة وتُكسر الأقلام الناقدة , وتُحرق أوراق الآيات والصراط وتذهب في مهب الرياح.
نرضخ ونعفو لأجل السلام الذي لم يحل يوما علينا نحن الشعوب , فتُخلق وتنزل علينا أمطار الحروب وزعزعة أمننا بإسم السلام المقدس , فترسل لنا قوات حفظ السلام الشيطانية ! ويتدخل كل من له أطماع ومصالح بتوقيعات وإتصالات وإتفاقيات خاصة
فتتدخل بلاد السلام الكاذب لتطبيق ذاك السلام المدعو ..
فنمكث في دوامة لا خروج منها , نغرق بالظلام بإسم السلام , نُقتل بإسم السلام نُسجن بإسم السلام , تُعذب وتُهان وتُغتصب تلك بإسم السلام , يُسجن بإسم السلام , تُحتل بلادنا بإسم السلام , تُقصف مساجدنا , كنائسنا , منازلنا بإسم السلام , تُحرق حدائقنا بإسم السلام , يثكلن ويرملن ويغتصبن بإسم السلام , تُقام الثورات والمظاهرات لأجل السلام , تُنكس الإعلام لأجل السلام , نُصلب ونُرجم لأجل السلام , يُزال حكم , ويسجن رئيس ويذهب ملك ويأتي من بعده ليكمل مخطط السلام ... ولكن لم يأت السلام أبدا ..
فغزة ما زالت أسيرة محاصرة ونسمع أنينها كل ليل , وضفتنا كأرملة تمسح دموعها وحيدة بلا بعل , وقدسنا تخطو عليه أقدام محتل , سمائنا حزينة منذ سنين لم تبتسم , وتزأر رعدا و حزنا وتبرق غضبا فتمطر دمعا صرخات دمشق تقشعر لها الأبدان , تربت على كتفها حلب النازفة أن إطمأني وقري عينا , ويمننا غير سعيد باك بقصف أطفاله ونسائه من أخاه , يستيقظ جائعا ينام صائما ويحمد الله , وألحان فيروز تلاشت بإنفجار قطع نياط أفئدتنا , فلطمتنا أمواجا سوداء وبكينا عليها دما كإستشهاد الحسين .
ومصر أم الدنيا عطشة تستغيث وذلها من بعد عزها فريق أول !
والسوادن منفصل كحالتنا , وليبيا لم تشرق عليها الشمس فكل الأيادي تحجب عنه النور, مبهم بلا معالم , وأردننا يرتدي ثوب الكمال تعففا أمامنا ويدعي الإله سرا ويناجي , وعراقنا يتيم حزين بلا أب .
ونجري خلف الظالم معصبين الأعين والعقول ونردد : أعطنا سلاما ..رجاءا
لقد فعلنا كل ما أمرتنا به !
أي ذل وهوان وخضوع عشناه بسببهم ؟ أين ذاك السلام الذي نرتجيه منهم ؟!
وقعت إتفقيات غابنة ظالمة ونأمل من الذّباح أن يسقط سيفه ولا يحز رقابنا !
فيدفعوا بأموالنا وشعوبنا وأوطاننا وأطفالنا لهم : أرجوك أرسل لنا السلام الآن .
وحافظ على عرشي والكرسي , فلتأخر دروي قليلا ..
شعوبنا ضائعة , حزينة كالصحابة بعد موت النبي ولا نجد أبا بكر بأوطننا , ليطمئننا ويخبرنا " ألا مَنْ كان يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت . ويأخذ بأيدينا نحو الخلاص والسلام كعيسى ابن مريم .. ويغمرنا بالمحبة ..
نحن الشعوب ندعو للسلام فتحضننا صورايخ محبة , ندعو السلام فترسل الدبابات لتدمر وتخرب بصبوة , ندعو للسلام فتقصفنا طائرات ليل نهار , ويطلق علينا كل ما صنع من شر وطاب من رصاص , ونحن تجارب لأسلحة ممنوعة وغير ممنوعة , وقنابل عنقودية تزين شوارعنا , ونعطرها بأسلحتهم الكيميائية فندهنا بياضا بالفسفور الأبيض .
ندعو للسلام فنحتل ونهجر ونصبح نازحين بلا مأوى بلا أمل .ونعيش أجانب قهرا مبعدين مرغمين ونحن الوطن والموطن ..
يغفو أطفالنا على لحن القصف , ويلعبون تحت راشق من الرصاص .
ونعلم يقينا أن لا أمل من صناع القرار بأوطننا بأن يصنعوا السلام ويقدموه لنا ! فلن يشعروا بفقرك وهم في رغد , لن يشعروا بإستشهادنا وهم في مأمن , لم يفقدوا , لم يجرحوا , لم يسجنوا , لم يعتقلوا , لم يذوقوا مر الفقر والنزوح والتهجير , لم يشردوا , لم تقصف منازلهم ليلا , لم تعذب نسائهم ,لم ولم ....
فلماذا يطالبون بالسلام الكاذب ويخدعوننا وهم في أمان ومأمن ؟!

ولكن نحن الشعوب سندعو للسلام , سندعو حتى يزول الظلم و ترحل عصور الظلام وتشرق شمس الحرية بكل الأقطاب وتعلن أن الشعوب أصل السلام , أن الإنسان مهد السلام ونتأسف عن كل حزن مررنا به ونلعن كل سجان وحاكم جلب لنا الحرب وأودعنا بأكفان . ونحاسب كل من فرقنا . وسنحتفل بدمشق بعودتها فرحة والقدس حر طليق واليمن يعود سعيدا حقا ويعلن إبتسامة في صنعاء , وتعود أمجاد بلاد الرافدين , ومروج ليبيا , ونستمع إلى ألحان فيروز ونشرب القهوة على شواطئ النيل بمصر والسودان , ويزهر السلام بنا ونعمر السلام بمساجدنا وكنائسنا ونحتفل بعصور بلا حرب وطغيان وأمن وأمان ونكون كما قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم:
تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى ..

بقلم الكاتب المحامي : أحمد مطلق أبو صفية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف