حاكمٌ صهيونيّ
بقلم: إبتهال خليليّة
أنا فتاتُ الخبزِ المنثورِ للحمام، أنا إبنُ بلادِ الخيرِ والسَّلام،أنا المقيّدُ حتى في أطيافِ الأحلام، أنا الفلسطينيُّ أيّها الحكّام!
جئتُ أقصُّ عليكم قضيتي، وأشاوركم عن عدلٍ أبحث عنهُ لشعبي ورعيتي.
بدأت قصتنا قبلَ سبع عقودٍ وأيام، في ذاتِ ليلةٍ أبى بها القمرَ أن يسطع، وصمتت بها كلّ أصواتِ الأمان.ليلةٌ حالكةُ الظلّام ، أبادت كلّ روحٍ تحيا بكرامةٍ وسلام. ساعاتٍ قليلة غيّرت مجرى حياتنا، وأبأست تقاويمَ تواريخنا.
دوهمت بلادنا وهُجِّرت، وكلُّ النفوسِ البريئةِ قَتَّلَّت، وأبسطَ حقوقِ الحياةِ سلبت.ليلةً غيّرت الخرائطَ و الجغرافيا، غيّرت ماءنا وهواءنا وبلادنا،أصبحنا سائحونَ كهواءِ الشّتاء لا وطنٌ لنا، لا منزل، لا طعامٌ ولا دواء.
أرأيتَ حالَ العاجزِ الخاسرِ اليائسِ من كلّ شيء ؟ كانَ هذا حالُ الآباءِ في بلادي، كانوا لا يستطيعونَ تغييرَ شيءٍ سوى إقناعِ أطفالهم أنّنا سنعود، سنعودُ بعد يومين أو أسبوعين لا أكثر! نعود لنُسقي زيتوننا حُبَّنا قبلَ الماء،وها نحنُ نكملُ الاثنانِ والسبعونَ عاماً ولم نعود! بل أصبحنا نسيرُ على خطّ أعمارنا ننتظرُ طلقةً، أو ملفّاً يَسجننا، أصبحنا نسيرُ بخطى صامدةٍ ذو عزيمةٍ نحوَ حتفتا.
نعيشُ دورَ الخائنينَ الذينَ باعوا أراضيهم لا دورَ المظلومين البُؤساء! فالمظلوم هنا محتلُّ أراضينا يا سيّدي! كيف لسارقِ فرحةِ صغارنا بالعيدِ أنْ يكونَ مظلوماً؟! كيفَ لعُراةِ الضميرِ أن يُظلموا يا سيّدي؟!
تظنُّ أنتَ سيّدي أنّ النهارَ يطلُّ علينا كُلّ صباح لكن، أيُّ صباح؟
نحنُ منذُ تلكَ الليلة الكئيبة نحيا في ظلامٍ دامسٍ لا نهايةَ له! انظر لترهلّاتِ السوّاد أسفلَ عيون أمّهات الأسرى، انظر لظلامِ البهحةِ في صدرِ أخِ الشهيدِ، حتى لمعةَ عيونِ الأطفال انطفأت! وتنتظرُ الفجرَ لينيرها، وتنيرُ معه القدسُ بعودتنا، لتُنيرَ معه عروبةُ خريطتنا.
أتعلمُ سيّدي أنّّ قضيتي أكثرَ بؤساً،وذلّاً،وانتهاكاً من كُلّ تلكَ القضايا المدسوسةِ في دساتيركم وكتبكم والملفات؟ أتعلمُ كم بحرَ دماءٍ تحوي؟ وكم عَبَرَةٍ، وصرخةٍ ضربت أعماقَ البحار ولم تصغي لها آذانكم!! ها أنتَ صامتٌ لا تجيب! كمئاتِ الحكّام الذين نظروا لقضيتي ولم يجيبوا، كآلافِ القُضاةِ الذينَ نفوني من محاكمهم أنا وغربتي وقضيتي!
اسمع سيّدي وسجّل في ملفاتك:هذا الفلسطينيُّ أقوى من كلّ ظلمكَ و حُماتك،وأقوى من محتلّه ولصوص سعادتهِ! هذا الفلسطينيُّ سيبقى يطوفُ بقضيتهِ الأعدل والأبأسَ والأحقَّ بالإنتصار حتى يعودَ بهويتهِ وخريطته،سيعودُ ينثرُ من ورودِ الدماء قصائدَ حريّة، وموسوعاتِ صبرٍ تعلِّم الأجيال، سيعودُ يكفكف كلّ المدامعِ ويأخذك لترقبهُ يصلّي في أقصاه بعد شوقٍ مُوحشٍ عجيب، سيعودُ يَرجمكم بأصدافِ بحارنا ويُخرجكم غريقينَ الإستسلامَ قبلَ الدِّماء!
ستنظر أنتَ ومحتلّي، وكلَّ من تخلّى عن بؤسي وقضيتي مهزومين، سأجعلكم تَبصمونَ لي بخسارتكم أنَّ صاحبَ الحقِّ لا يخشى سوى ربِّ الحق! وها هوَ انتصر! صاحبُ الحق لا يخشى قنابلاً ولا إتفاقيّات، وهذهِ الأرض ليست لأولادِ الراقصات!
هي لنا أو لنا ولو بعدَ قرونٍ وسنوات.
فلترقدُ وطني الغالي بأكثرَ ألوانِ الرّاحةِ سلاماً ولتبقى غصةً عالقةً في أحناكهم تسرقُ نومهم والغفوات.
سيّدي،
أظّنني أشغلتكَ عن شُكاةٍ أكثرَ أرباحاً من بؤسي فدعني أغادر .
#ابتهال_خليلية
بقلم: إبتهال خليليّة
أنا فتاتُ الخبزِ المنثورِ للحمام، أنا إبنُ بلادِ الخيرِ والسَّلام،أنا المقيّدُ حتى في أطيافِ الأحلام، أنا الفلسطينيُّ أيّها الحكّام!
جئتُ أقصُّ عليكم قضيتي، وأشاوركم عن عدلٍ أبحث عنهُ لشعبي ورعيتي.
بدأت قصتنا قبلَ سبع عقودٍ وأيام، في ذاتِ ليلةٍ أبى بها القمرَ أن يسطع، وصمتت بها كلّ أصواتِ الأمان.ليلةٌ حالكةُ الظلّام ، أبادت كلّ روحٍ تحيا بكرامةٍ وسلام. ساعاتٍ قليلة غيّرت مجرى حياتنا، وأبأست تقاويمَ تواريخنا.
دوهمت بلادنا وهُجِّرت، وكلُّ النفوسِ البريئةِ قَتَّلَّت، وأبسطَ حقوقِ الحياةِ سلبت.ليلةً غيّرت الخرائطَ و الجغرافيا، غيّرت ماءنا وهواءنا وبلادنا،أصبحنا سائحونَ كهواءِ الشّتاء لا وطنٌ لنا، لا منزل، لا طعامٌ ولا دواء.
أرأيتَ حالَ العاجزِ الخاسرِ اليائسِ من كلّ شيء ؟ كانَ هذا حالُ الآباءِ في بلادي، كانوا لا يستطيعونَ تغييرَ شيءٍ سوى إقناعِ أطفالهم أنّنا سنعود، سنعودُ بعد يومين أو أسبوعين لا أكثر! نعود لنُسقي زيتوننا حُبَّنا قبلَ الماء،وها نحنُ نكملُ الاثنانِ والسبعونَ عاماً ولم نعود! بل أصبحنا نسيرُ على خطّ أعمارنا ننتظرُ طلقةً، أو ملفّاً يَسجننا، أصبحنا نسيرُ بخطى صامدةٍ ذو عزيمةٍ نحوَ حتفتا.
نعيشُ دورَ الخائنينَ الذينَ باعوا أراضيهم لا دورَ المظلومين البُؤساء! فالمظلوم هنا محتلُّ أراضينا يا سيّدي! كيف لسارقِ فرحةِ صغارنا بالعيدِ أنْ يكونَ مظلوماً؟! كيفَ لعُراةِ الضميرِ أن يُظلموا يا سيّدي؟!
تظنُّ أنتَ سيّدي أنّ النهارَ يطلُّ علينا كُلّ صباح لكن، أيُّ صباح؟
نحنُ منذُ تلكَ الليلة الكئيبة نحيا في ظلامٍ دامسٍ لا نهايةَ له! انظر لترهلّاتِ السوّاد أسفلَ عيون أمّهات الأسرى، انظر لظلامِ البهحةِ في صدرِ أخِ الشهيدِ، حتى لمعةَ عيونِ الأطفال انطفأت! وتنتظرُ الفجرَ لينيرها، وتنيرُ معه القدسُ بعودتنا، لتُنيرَ معه عروبةُ خريطتنا.
أتعلمُ سيّدي أنّّ قضيتي أكثرَ بؤساً،وذلّاً،وانتهاكاً من كُلّ تلكَ القضايا المدسوسةِ في دساتيركم وكتبكم والملفات؟ أتعلمُ كم بحرَ دماءٍ تحوي؟ وكم عَبَرَةٍ، وصرخةٍ ضربت أعماقَ البحار ولم تصغي لها آذانكم!! ها أنتَ صامتٌ لا تجيب! كمئاتِ الحكّام الذين نظروا لقضيتي ولم يجيبوا، كآلافِ القُضاةِ الذينَ نفوني من محاكمهم أنا وغربتي وقضيتي!
اسمع سيّدي وسجّل في ملفاتك:هذا الفلسطينيُّ أقوى من كلّ ظلمكَ و حُماتك،وأقوى من محتلّه ولصوص سعادتهِ! هذا الفلسطينيُّ سيبقى يطوفُ بقضيتهِ الأعدل والأبأسَ والأحقَّ بالإنتصار حتى يعودَ بهويتهِ وخريطته،سيعودُ ينثرُ من ورودِ الدماء قصائدَ حريّة، وموسوعاتِ صبرٍ تعلِّم الأجيال، سيعودُ يكفكف كلّ المدامعِ ويأخذك لترقبهُ يصلّي في أقصاه بعد شوقٍ مُوحشٍ عجيب، سيعودُ يَرجمكم بأصدافِ بحارنا ويُخرجكم غريقينَ الإستسلامَ قبلَ الدِّماء!
ستنظر أنتَ ومحتلّي، وكلَّ من تخلّى عن بؤسي وقضيتي مهزومين، سأجعلكم تَبصمونَ لي بخسارتكم أنَّ صاحبَ الحقِّ لا يخشى سوى ربِّ الحق! وها هوَ انتصر! صاحبُ الحق لا يخشى قنابلاً ولا إتفاقيّات، وهذهِ الأرض ليست لأولادِ الراقصات!
هي لنا أو لنا ولو بعدَ قرونٍ وسنوات.
فلترقدُ وطني الغالي بأكثرَ ألوانِ الرّاحةِ سلاماً ولتبقى غصةً عالقةً في أحناكهم تسرقُ نومهم والغفوات.
سيّدي،
أظّنني أشغلتكَ عن شُكاةٍ أكثرَ أرباحاً من بؤسي فدعني أغادر .
#ابتهال_خليلية