الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حاكمٌ صهيونيّ بقلم: إبتهال خليليّة

تاريخ النشر : 2020-08-10
حاكمٌ صهيونيّ بقلم: إبتهال خليليّة
حاكمٌ صهيونيّ
بقلم: إبتهال خليليّة

أنا فتاتُ الخبزِ المنثورِ للحمام، أنا إبنُ بلادِ الخيرِ والسَّلام،أنا المقيّدُ حتى في أطيافِ الأحلام، أنا الفلسطينيُّ أيّها الحكّام!
جئتُ أقصُّ عليكم قضيتي، وأشاوركم عن عدلٍ أبحث عنهُ لشعبي ورعيتي.
بدأت قصتنا قبلَ سبع عقودٍ وأيام، في ذاتِ ليلةٍ أبى بها القمرَ أن يسطع، وصمتت بها كلّ أصواتِ الأمان.ليلةٌ حالكةُ الظلّام ، أبادت كلّ روحٍ تحيا بكرامةٍ وسلام. ساعاتٍ قليلة غيّرت مجرى حياتنا، وأبأست تقاويمَ تواريخنا.
دوهمت بلادنا وهُجِّرت، وكلُّ النفوسِ البريئةِ قَتَّلَّت، وأبسطَ حقوقِ الحياةِ سلبت.ليلةً غيّرت الخرائطَ و الجغرافيا، غيّرت ماءنا وهواءنا وبلادنا،أصبحنا سائحونَ كهواءِ الشّتاء لا وطنٌ لنا، لا منزل، لا طعامٌ ولا دواء.
أرأيتَ حالَ العاجزِ الخاسرِ اليائسِ من كلّ شيء ؟ كانَ هذا حالُ الآباءِ في بلادي، كانوا لا يستطيعونَ تغييرَ شيءٍ سوى إقناعِ أطفالهم أنّنا سنعود، سنعودُ بعد يومين أو أسبوعين لا أكثر! نعود لنُسقي زيتوننا حُبَّنا قبلَ الماء،وها نحنُ نكملُ الاثنانِ والسبعونَ عاماً ولم نعود! بل أصبحنا نسيرُ على خطّ أعمارنا ننتظرُ طلقةً، أو ملفّاً يَسجننا، أصبحنا نسيرُ بخطى صامدةٍ ذو عزيمةٍ نحوَ حتفتا.
نعيشُ دورَ الخائنينَ الذينَ باعوا أراضيهم لا دورَ المظلومين البُؤساء! فالمظلوم هنا محتلُّ أراضينا يا سيّدي! كيف لسارقِ فرحةِ صغارنا بالعيدِ أنْ يكونَ مظلوماً؟! كيفَ لعُراةِ الضميرِ أن يُظلموا يا سيّدي؟!
تظنُّ أنتَ سيّدي أنّ النهارَ يطلُّ علينا كُلّ صباح لكن، أيُّ صباح؟
نحنُ منذُ تلكَ الليلة الكئيبة نحيا في ظلامٍ دامسٍ لا نهايةَ له! انظر لترهلّاتِ السوّاد أسفلَ عيون أمّهات الأسرى، انظر لظلامِ البهحةِ في صدرِ أخِ الشهيدِ، حتى لمعةَ عيونِ الأطفال انطفأت! وتنتظرُ الفجرَ لينيرها، وتنيرُ معه القدسُ بعودتنا، لتُنيرَ معه عروبةُ خريطتنا.
أتعلمُ سيّدي أنّّ قضيتي أكثرَ بؤساً،وذلّاً،وانتهاكاً من كُلّ تلكَ القضايا المدسوسةِ في دساتيركم وكتبكم والملفات؟ أتعلمُ كم بحرَ دماءٍ تحوي؟ وكم عَبَرَةٍ، وصرخةٍ ضربت أعماقَ البحار ولم تصغي لها آذانكم!! ها أنتَ صامتٌ لا تجيب! كمئاتِ الحكّام الذين نظروا لقضيتي ولم يجيبوا، كآلافِ القُضاةِ الذينَ نفوني من محاكمهم أنا وغربتي وقضيتي!
اسمع سيّدي وسجّل في ملفاتك:هذا الفلسطينيُّ أقوى من كلّ ظلمكَ و حُماتك،وأقوى من محتلّه ولصوص سعادتهِ! هذا الفلسطينيُّ سيبقى يطوفُ بقضيتهِ الأعدل والأبأسَ والأحقَّ بالإنتصار حتى يعودَ بهويتهِ وخريطته،سيعودُ ينثرُ من ورودِ الدماء قصائدَ حريّة، وموسوعاتِ صبرٍ تعلِّم الأجيال، سيعودُ يكفكف كلّ المدامعِ ويأخذك لترقبهُ يصلّي في أقصاه بعد شوقٍ مُوحشٍ عجيب، سيعودُ يَرجمكم بأصدافِ بحارنا ويُخرجكم غريقينَ الإستسلامَ قبلَ الدِّماء!
ستنظر أنتَ ومحتلّي، وكلَّ من تخلّى عن بؤسي وقضيتي مهزومين، سأجعلكم تَبصمونَ لي بخسارتكم أنَّ صاحبَ الحقِّ لا يخشى سوى ربِّ الحق! وها هوَ انتصر! صاحبُ الحق لا يخشى قنابلاً ولا إتفاقيّات، وهذهِ الأرض ليست لأولادِ الراقصات!
هي لنا أو لنا ولو بعدَ قرونٍ وسنوات.
فلترقدُ وطني الغالي بأكثرَ ألوانِ الرّاحةِ سلاماً ولتبقى غصةً عالقةً في أحناكهم تسرقُ نومهم والغفوات.
سيّدي،
أظّنني أشغلتكَ عن شُكاةٍ أكثرَ أرباحاً من بؤسي فدعني أغادر .

#ابتهال_خليلية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف