تعيشُ غزة وتأكلُ بصواريخِها
معتز عبد العاطي- كاتب وصحفي فلسطيني
انطلقتْ الاثنين الموافق للعاشر من آب / 2020 أكثر من ثماني صواريخ نحو البَحرِ، فيما يعرفُه الفلسطينيون بالصواريخ التجريبية، لكنّها اليوم باتتْ أقربُ للتحذيريةِ، في ظل مماطلة الاحتلال في تنفيذ تفاهماتِه مع المقاومة، بتخفيف الحصارِ على قطاع غزة والمفروض منذ حزيران 2017.
في أغلب المرّات الماضية، كانت الصواريخُ تنطلقُ على نحوٍ متفرقٍ تجاه البَحرِ، بلا موعدٍ محدّدٍ، والملفت في انطلاقها اليوم، يأتي بعد قرار عودة الأدوات الخشنة المتمثلة بالبالونات المفخخة نحو غلاف غزة، والتي يتم تعبئتها بالغاز الخفيف وربطها بعبوةٍ صغيرةٍ متفجرةٍ بطرقٍ عديدةٍ، وانطلاقها من على طول الشريط الحدودي الشرقي لقطاع غزة، وبعد تهديد قادة الاحتلال الإسرائيلي، بأنهم لن يصبروا على وضع سكان الغلاف الإسرائيليين وأنهم سيردون على البالونات وإن كلف الأمر تصعيدًا كبيرًا.
قطاع غزة الذي يُعاني من الفقرِ المُدقع والبطالة العالية والعقوبات، وتردي في الصحة والتعليم، وعجز معظم أهاليه عن توفير أدنى متطلبات الحياة، ألا يحق له أن يُقاتل من أجل لقمةِ عيشِه، ويحاربُ من أجلِ التخفيف عن أطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه، وينتزع رغيف الخبز انتزاعًا من يدِ جلادِّه ومغتصبِ أرضه؟ في ظل تواطؤٍ عالمي وعربي ومحلي عليه.
قد يعافُ البعضُ ربط المقاومةِ برغيف الخبز وحتى بالدّولارِ القطري، ومنحةٍ هنا وهناك، ومنهم من يطلقُ مصطلح الدولار والمال على المقاومة، والغريب في الأمرِ أن هؤلاء الأشخاص الذين يستهزؤون بالمقاومة وضغطها من أجل تنفيذ التفاهمات وتخفيف الحصار، كانوا ضد المقاومة أيضًا قبل المنح والدولارات التي تصل غزة.
صواريخُ اليومِ تحملُ رسائل نارية من عيارٍ ثقيلٍ، أنّ غزة لن تصبرَ على فقرِها وضعفِها وقلة حيلتها، أمامَ عدوٍّ مُبتزٍ، يريدُ التضييق على أهلِها، وجعلهم يفقدون الثقة بالمقاومة، ولزرع الضعف والوهن في نفوسهم، وأن من يقاوم الاحتلال هو إرهابيٌ لكم قبل أن يكون للاحتلال، فهو يقتلكم ويفقركم ويضيّق عليكم حياتكم، في حين أنّكم لو تخليتم عن المقاومة فستنعمون بالخير الكثير وبالأموال الطائلة التي ستحل لكم جميع مشاكلكم، وهم كاذبُون.
وحيثُ يعتقدُ العدو الإسرائيلي، أن التضييق على غزة، سيفتحُ له أبوابَ تجنيد مزيدٍ من العملاءِ، ومساومة ضعاف النفوسِ على ثمنٍ بخسٍ، من أجل التعاون معه ضد المقاومةِ، ولا سيما بعد ضربات المقاومة الاستخباراتية والتي كان آخرها ضربات سرايا القدس، فيما يعرف ببيت العنكبوت.
فما العيبُ أن تعيش غزة بصواريخها؟، التي هي في الأصل لصناعة الحياةِ وليس الموت، صناعة حياة العزة والكرامةَ لشعبنا، والذود عنه في الحروبِ والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بحق كل شيءٍ ينبض بالحياةِ على هذه الأرضِ.
إنّنا أمام أيامٍ عصيبةٍ وصعبةٍ، فإما تنفيذ التفاهمات وتخفيف الحصار، وإما أن تغير صواريخ غزة وجهتها من الانطلاق نحو الغربِ إلى الشّرقِ والشّمال، في رسالةٍ واضحةٍ ناريةٍ للاحتلالِ، أن صبرها غزة نفد.
معتز عبد العاطي- كاتب وصحفي فلسطيني
انطلقتْ الاثنين الموافق للعاشر من آب / 2020 أكثر من ثماني صواريخ نحو البَحرِ، فيما يعرفُه الفلسطينيون بالصواريخ التجريبية، لكنّها اليوم باتتْ أقربُ للتحذيريةِ، في ظل مماطلة الاحتلال في تنفيذ تفاهماتِه مع المقاومة، بتخفيف الحصارِ على قطاع غزة والمفروض منذ حزيران 2017.
في أغلب المرّات الماضية، كانت الصواريخُ تنطلقُ على نحوٍ متفرقٍ تجاه البَحرِ، بلا موعدٍ محدّدٍ، والملفت في انطلاقها اليوم، يأتي بعد قرار عودة الأدوات الخشنة المتمثلة بالبالونات المفخخة نحو غلاف غزة، والتي يتم تعبئتها بالغاز الخفيف وربطها بعبوةٍ صغيرةٍ متفجرةٍ بطرقٍ عديدةٍ، وانطلاقها من على طول الشريط الحدودي الشرقي لقطاع غزة، وبعد تهديد قادة الاحتلال الإسرائيلي، بأنهم لن يصبروا على وضع سكان الغلاف الإسرائيليين وأنهم سيردون على البالونات وإن كلف الأمر تصعيدًا كبيرًا.
قطاع غزة الذي يُعاني من الفقرِ المُدقع والبطالة العالية والعقوبات، وتردي في الصحة والتعليم، وعجز معظم أهاليه عن توفير أدنى متطلبات الحياة، ألا يحق له أن يُقاتل من أجل لقمةِ عيشِه، ويحاربُ من أجلِ التخفيف عن أطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه، وينتزع رغيف الخبز انتزاعًا من يدِ جلادِّه ومغتصبِ أرضه؟ في ظل تواطؤٍ عالمي وعربي ومحلي عليه.
قد يعافُ البعضُ ربط المقاومةِ برغيف الخبز وحتى بالدّولارِ القطري، ومنحةٍ هنا وهناك، ومنهم من يطلقُ مصطلح الدولار والمال على المقاومة، والغريب في الأمرِ أن هؤلاء الأشخاص الذين يستهزؤون بالمقاومة وضغطها من أجل تنفيذ التفاهمات وتخفيف الحصار، كانوا ضد المقاومة أيضًا قبل المنح والدولارات التي تصل غزة.
صواريخُ اليومِ تحملُ رسائل نارية من عيارٍ ثقيلٍ، أنّ غزة لن تصبرَ على فقرِها وضعفِها وقلة حيلتها، أمامَ عدوٍّ مُبتزٍ، يريدُ التضييق على أهلِها، وجعلهم يفقدون الثقة بالمقاومة، ولزرع الضعف والوهن في نفوسهم، وأن من يقاوم الاحتلال هو إرهابيٌ لكم قبل أن يكون للاحتلال، فهو يقتلكم ويفقركم ويضيّق عليكم حياتكم، في حين أنّكم لو تخليتم عن المقاومة فستنعمون بالخير الكثير وبالأموال الطائلة التي ستحل لكم جميع مشاكلكم، وهم كاذبُون.
وحيثُ يعتقدُ العدو الإسرائيلي، أن التضييق على غزة، سيفتحُ له أبوابَ تجنيد مزيدٍ من العملاءِ، ومساومة ضعاف النفوسِ على ثمنٍ بخسٍ، من أجل التعاون معه ضد المقاومةِ، ولا سيما بعد ضربات المقاومة الاستخباراتية والتي كان آخرها ضربات سرايا القدس، فيما يعرف ببيت العنكبوت.
فما العيبُ أن تعيش غزة بصواريخها؟، التي هي في الأصل لصناعة الحياةِ وليس الموت، صناعة حياة العزة والكرامةَ لشعبنا، والذود عنه في الحروبِ والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بحق كل شيءٍ ينبض بالحياةِ على هذه الأرضِ.
إنّنا أمام أيامٍ عصيبةٍ وصعبةٍ، فإما تنفيذ التفاهمات وتخفيف الحصار، وإما أن تغير صواريخ غزة وجهتها من الانطلاق نحو الغربِ إلى الشّرقِ والشّمال، في رسالةٍ واضحةٍ ناريةٍ للاحتلالِ، أن صبرها غزة نفد.