الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التوتو بقلم:على حزين

تاريخ النشر : 2020-08-10
التوتو بقلم:على حزين
     "  التوتو "

قصة قصيرة ..                                    

                                           بقلم / على حزين 

في الصباح يستيقظ الجميع .. يجلس كل واحد مكانه .. علي فرشته  مستعد ومتأهب لسماع صوت سقط أقدام بيش شاويش سجان .. وهو يصيح مد صوته الجهوري

ــ صباح الخير يا حراميه يا حلوين .؟

عرفت فيما بعد.. آن هذه الجملة التي يقولها " البش سجان" للحرامية ما هي إلا إشارة .. أو سيم فيما بينهم .. على انه كله تمام .. وما في تفتيش من إدارة المصلحة .. أو من فرقة مكافحة شغب السجون .. وأن الأمن مستتب ...

دوران المفتاح في القفل .. لا يشعر به الا من جرب السجن ..

ما أن ينفتح الباب حتى تنطلق على إثرها أصوات المساجين .. أسمع أحدهم يقول.

ــ  يا عم سيبها علي الله ..  يا عم قول يا رب .. يا عم سيبها علي الله ..  يا عم قول يا رب  ..

ويظل هكذا يدور ويردد .. في كل ممرات العنبر .. بأدوار السجن الأربع حتى يخرج من باب الكبير ...

وآخر ينادي ..

ـــ أشغال .. الأشغال بسرعة .. الأشغال .. الأشغال بسرعة ..

وثالث ينادي : وهو يطرق على أبواب الزنازين .. ومعه صفيحة الفول .. وسبت العيش ..

ــ  الفطار ..  الجراية .. يالله الفطور .. الجراية ..

يقترب صوت الشاويش من الزنزانة التي أنا فيها .. أدار المفتاح في القفل الحديدي وكأن المفتاح لا يريد أن يفتح .. وأخيراً فتح بصعوبة بالغة .. ربما لأن الأقفال قد صدئت .. فلا تفتح إلا بصعوبة بالغة.. يرمي الصباح علينا.. ويمضي ليفتح زنزانة أخرى.. وهكذا دواليك, يندفع كل من في الزنزانة للخارج .. للحاق بمكان في طابور التشطيف بالحمامات المزدحمة .. أما أنا قادتني قدماي إلى خارج الزنزانة .. عبر الممر الضيق .. وقفت .. لأرى وأسمع عجب العجاب .. ازدحام رهيب في المبنى المكون من أربعة طوابق ــ فقط لا غير ــ كل طابق به ما يقرب من ستة عشر زنزانة .. إما تأديب .. أو تحقيقات بلبسهم الأبيض المميز.. وإما حبس احتياطي .. وقد قسمت هذه الزنازين إلى أقسام .. زنازين قتل .. مخدرات ..  دعارة .. شيكات بدون رصيد .. الخ ....

وقفت أمام دورة المياه .. التي بجوار زنزانتي .. كانت مزدحمة علي الأخر .. الناس واقفون فيها شبه طابور .. في انتظار قضاء الحاجة .. وطابور لتشطيف وغسل الوجه , والوضوء كذلك .. هرج , ومرج .. يملأ المكان .. والكل يتدافع ويتعارك .. ليأخذ مكان غيره .. بحجة أنه محصور.. ومنهم من يدق علي باب الحمام أكثر من مرة .. ومن بالداخل يتنحنح له ليستحثه على الصبر.. والآخر لا يستطيع الانتظار أكثر من ذلك .. انتظرت حتى خف الناس .. وبقي النذر اليسير .. أخذت  دوري في الطابور.. نظرة في ساعة معصمي .. كانت تشير إلى الساعة التاسعة  صباحاً .. حاولت أن أبحث عن أحد أعرفه .. واحد من الواقفين بجواري تعرف علي .. وعرف أني مستجد .. وامتد التعارف بيننا إلى أن جاء دوري .. الحمام يشبه بركة مجاري .. القاذورات  طافحة .. القوالب وضعت في الماء .. بعضها غرق .. تخطيت فوق الطوب .. لم أطق المنظر .. ولا الرائحة الكريهة .. خرجت مسرعاً .. فوجدت طابور التشطيف قد انتهى .. غسلت يداي , توضأت وخرجت .. دخلت الزنزانة التي سُكنت فيها .. فردت بشكيري وصليت .. ثم جلست في مكاني .. عزم على أحدهم بكوب شاي ساخن .. كنت في أشد الحاجة إليه.. أخذته وشكرته .. أشعلت سيجارة كيلوباترا على إثرها .. ثم سألته

ــ كيف احصل علي هذا الكائن .. الذي تصنعون عليه الشاي ..؟؟

ضحك أحدهم وهو يقول لي ..

ــ  " التوتو "  واحد من المساجين بيصنعه هنا في داخل السجن ..

ــ ......

ــ " كل جاحه عوزها هـ تلقيها بتتباع هنا ..؟ 

دهشت  لكلامه .. ثم سألته مرة أخرى ..

ــ  " كيف " .. ؟!

ــ الذين في السجن أهليهم بيجيبوا لهم اللي يحتاجونه وهم يبيعونه داخل السجن

ــ كل المساجين

 ــ لا, ولكن من يريد أن يفعل ذلك ...

وأنا لم أزال أتكلم مع الرجل .. الذي أعطاني كوب الشاي .. والذي عرفته فيما بعد انه عم " سيد".. سمعت من يناديني بالخارج .. خرجت لأستبين وأستوضح الأمر.. فوجدت " الباش شاويش " السجن .. بيده حزمة من الملفات الورقية .. يقرأ منها الأسماء .. ومعه المساجين الذين حضر معي ليلة أمس .. اقتربت منه لا خبره أني صاحب الاسم الذي كان يُنادي عليه .. فوجدته يقول لي بنبرة حادة ....

ــ  عرض الإيراد على مأمور .... 

واصطحبنا إلي مكتب المأمور ..أوقفنا طابور أمام المكتب .. طلب منا الصمت , والهدوء .. حتى يستطيع كل واحد منا يسمع اسمه عندما ينادي عليه .. أشعلت سيجارة أخيرة كانت في جيبي .. ونظرت إلي خارج السجن .. من خلال شباك حديد كبير .. فجاءني المشهد قوي .. ورحت أتذكر تفاصيله ..

" تدخل علينا بيت أخي من الخارج .. منهارة , مضروبة وهي تبكي .. سألتها أمها .. بعدما اقتربت منها .. وهزتها بعنف .. "

ــ ما بك ..؟! .. ولماذا تأخرتِ حتى الآن ..؟!!..  

فذاد نحيبها .. وأجهشت بالبكاء .. وعندما ضغطنا عليها .. أخبرتنا بما حدث معها

 ــ  بعض الشباب كل يوم ..  يقفون على ناصية الشارع .. يعاكسون البنات ... واليوم تحرشوا بي .. فشتمتهم .. فضربوني ...

حينها جن جنوني .. وطار عقلي من رأسي .. عندما سمعت منها هذا الكلام .. ولم أنتظر أن تكمل الحكاية .. قمت مندفعاً كالثور الهائج .. طلبت منها أن تأتي معي .. لترينهم , هؤلاء الأوغاد.. فكيف يجرؤون على ذلك .. تبا لكم وألف تب.. ألا يعلمون من تكون هذه .. إنها ابنة أخي ..الويل لهم والثبور.. حاول بعض إفراد أقاربي بأن يمنعوني من الذهاب إليهم بمفردي .. ولكني رفضت ذلك .. و أصررت على ملاقاتهم وحدي .. حتى أعطيهم درسا في الأخلاق .. لا ولم لن ينسونه أبداً " . 

يغمزني  من بجواري .. يأتيني الصوت في أذني قوياُ ..  ينادي على اسمي ..

ـــ  .......

ـــ أفندم

ـــ ما ترد يا بن الكـ ......"

ـــ لامؤاخذة يا فندم ...

ادخل خلفه إلى مكتب المأمور .. فأشعر بدفء التكيف .. حدَّ جني بنظرة حادة وفاحصة .. وأنا أنظر في الأرض .. برهة غرس فيها عينيه في الأوراق .. التي أمامه على المكتب .. بدافع الفضول.. سرقت بعض النظرات.. تلفت حولي لاستطلاع مكتب المأمور .. وهو منشغل يتنقل بعض الصفحات فوق المكتب .. برهة صمت كئيبة .. لا يقطعها إلا صوت التكيف الهادئ .. وأصوات المساجين القادمة من بعيد .. عاد فيها المشهد من جديد .. وتسلل إلي رأسي ..

" كانوا لا يزالوا واقفون في مكانهم .. اقتربت منهم وكلي حنق وغضب .. أخذت أنصحتهم .. وأبين لهم أن هذا الذي يفعلونه.. لا يصح .. ولا يجوز .. وأنه عيب.. وأنه غير أخلاقي .. فنظر بعضهم إلى بعض .. ثم انفلتوا بالضحك .. فبدأت اذكرهم بعقاب الله .. وان هذا حرام.. وانه كما تدين تدان .. فازداد ضحكهم وسخريتهم مني ,  فكلت لهم الشتائم والسباب.. تشابكنا.. وما أن مددت يدي علي واحدٍ منهم لأضربه حتى تجمعوا علي كالكلاب المسعورة.. وضربوني حتى وقعت على الأرض .. وسال الدم من وجهي  "..   

 يأتيني صوت جهوري فجاءت .. بنبرة حادة وقوية .. يسألني 

ـــ أسمك ..؟.

ـــ  .........

ــ عمرك .. ؟.

ــ .......

ــ تهمتك .. ؟.

ـــ  قتل أفضي إلي موت 

ـــ كنت بتشتغل إيه بره , ..؟.

ــ  طالب جامعي ..

ــ تخزين .. انصراف .. غيره ..

يأخذني الشاويش من يدي .. يذهب بي حيث ما كنت .. خارج المكتب ..

ــ اجلس مكانك لما نخلص العرض

يسألني أحدهم بشيء من الاهتمام .. والفضول .. 

ــ ماذا قال لك ؟.

ــ  تخزين

ــ بختك يا عم ..

نظرت إليه باستغراب .. واندهاش لما قال .. فجاء السؤال في هذه المرة من أحد غيره ؟

ــ أنت كنت بتشتغل إيه بره ؟ 

ــ .........

اجلس في صمت .. استدعى المشهد من جديد.. لأكمل تفاصيل الحكاية ..

" تدخل بعض المارة .. خلصوني من بين أيديهم .. وأبنت أخي تصرخ .. قمت من على الأرض .. لأكتشف أن ثيابي تمزقت بأيديهم .. والدم يسيل من على وجهي .. وبعض أماكن من جسدي .. فبعضهم كان معه سلاح أبيض .. وأخر بيده خاتم به فص من حديد.. لون الدم الذي رأيته يسيل مني .. وصراخ بنت أخي .. وضحكهم على , واستهزائهم بي .. جعلني أثور عليهم .. وأغضب من جديد .. أمسكت بقطعة من الخشب .. وجريت علي اثنين منهم .. وما أن هويت عليهما حتى كانت المفاجئة الرهيبة , الصادمة.. طفلة صغيرة كانت تتوسط هم .. وقعت ضربتي عليها بالخطأ.. جلست مكاني مبهوتاً .. مذهولاً من هول الصدمة .. ألقيت ما في يدي .. ووضعت يدي على وجهي .. في محاولة لاستيعاب ما جرى .. فأقبلوا على فازعين.. يريدون أن يفتكوا بي .. لولا تدخل بعض المارة.. وأنقذوني من بين أيديهم بأعجوبة .. وبالعافية أخذوني منهم .. "

 يهزني بعنف من بجواري .. حتى انتبه .. ليقول ليّ

ــ اصحي .. فوق .. العرض خلص خلاص

يعود بنا الشاويش إلي العنبر .. ماراً  بنا على حديقة السجن الخارجية .. وما أن دخلت العنبر حتى أسمع من يقول

ــ  يا عم سيبها لله ... يا عم قول يا رب

هذا صوت " حسن كلبه " هكذا يسمونه المساجين .. يدور في ممرات وردهات السجن .. كل يوم يوقظهم بهذه الكلمات.. ينتظرونه كل صباح .. ليتهيئوا ويستعدوا للخروج من الزنازين .. والذهاب إلى الحمامات .. هكذا صار طقساً يومياً .. ألفته واعتدت عليه.. اسمع صوت عم " حسين " وهو يرد خلفه.. متهكماً منه وساخراً.

ــ يا عم سيبها لله يا عم قول يا رب .. يا عم سيبها لله يا عم قول يا رب 

ـــ أُمال هنسيبها علي مين .. يا بن الـ ..... " عليك أنت يا حسن كلبة "..

إذاً هذا الصوت صوت " حسن كلبه ".. أنا لا أدري لماذا سموه بهذا الاسم ..  منذ أتيت إلى السجن .. وأنا أسمعهم ينادونه به هكذا " حسن كلبة "....

حتماً ولابد أن لأسمه حكاية طريفة .. أجهلها ــ بالتأكيد ــ ولا أعلمها ..

وما أن يقترب صوته من زنزانتي .. حتى أتهيأ للخروج .. والذهاب إلى الحمام .. وبيدي ركوة من صفيح .....

" علبة مربة " كبيرة .. قسمتها نصفين .. بعدما أفرغت ما بداخلها  .. صنعت منها إناء لطهي الطعام .. والنصف الآخر لأسخن فيه الماء .. كل صباح حتى أتمكن من قضاء حاجتي " .. 

سماع دوران المفتاح في القفل .. لا يشعر به لا المساجين ..

وما أن ينفتح الباب.. حتى يتدافع المساجين نحو الحمامات.. أقف في أحد الطوابير المصطفة أمام الحمامات الطافحة.. والروائح الكريهة .. تعودت انفي عليها.. أنتظر دوري في الدخول .. اسمع الأصوات وهي تتداخل .. وتعلو في عراك وشجار .. من له الحق في الدخول أولاً .. فأقوم بالصلح والتوافق بين الجميع .. وعندما يأتي دوري في الدخول .. عليّ أن أمشي بحذر .. وحيطة على بعض الطوب الغارق في الماء .. حتى لا أسبح في لجة الفضلات السابحة على وجه الماء .. اسمع من يطرق باب الحمام بقوة .. وعنف ليستحثني علي الانتهاء سريعاً .. لأنه لا يستطيع أن ينتظر , أو يتحمل أكثر ذلك .. 

ــ  حاضر .. انتظر قليلا .. حاضر ..

حتى صار طقس يومي ممل , وخانق , ومميتاً .. أسرع في قضاء حاجتي ــ في بضع دقائق ــ حتى يتمكن غيري من الدخول .. ليقضي حاجته هو أيضاً ...

أخرج من الحمام .. وفي يدي الركوة.. وبها قليل من الماء الساخن .. أبقيته حتى أغسل وجهي , وأتوضأ .. أنتظر دوري في الطابور الأخر طويل .. الذي هو على حوض الحنفيات ..

ادخل الزنزانة التي أسكن فيها .. أفترش شيئا نظيفا أصلي عليه .. اقرأ وردي اليومي .. وعندما افرغ من القراءة .. أشعر بالجوع يفترس أحشائي .. فرائحة الطعمية الساخنة وهي تطش في الزيت تغريني .. أخرج وقد وضعت علبة سجائر في جيبي .. فهذه هي العملة المعتمدة في السجن ..

" من يضبط معه نقود , أو عملة غيرها.. يحرر له محضر بذلك .. بمعرفة إدارة السجن .. ويلقي في التأديب .. في السجن الانفرادي..  "  

 تقودني قدماي حيث .. يجلس بائع الطعمية .. في زاوية بالممر .. بجوار زنزانة الشيكات.. وقد تجمع حوله بعض المساجين ليشتروا منه.. وهو لا " يُلآهم "عليهم

ــ الطعمية   الوحدة  بسيجارتين .؟.

ــ أعطني خمس طعميات لو سمحت ..

أخذهم وأعود أدراجي ..اجلس على  فراشي " النمرة " أضعهم أمامه.. مع جراية السجن .. وهي عبارة عن " ثلاث أرغفة بلدي" وغرفة فول مدمس.. لم يتم طهيه جيداً.. أغسله من المواد الحافظة.. ثم أقشره بالوحدة.. وأضعه في  قليل من الماء والزيت .. في نصف العلبة الصفيح .. وأقوم بوضعها على نار" التوتو " ..

" عبارة عن وَبُوُر شرطان .. يُصنع ويُباع في السجن خلسة و في الخفاء .. وله أشكال وأحجام مختلفة .. وكل وآحد بثمنه "  ..

اشتريته من غرفة اللصوص .. بأربعة علب سجائر .. وزجاجة زيت بها سولار مخلوط بالماء .. بعلبتين سجائر أيضاً ..  

أتناول إفطاري وحدي .. وأشرب الشاي الذي صنعته لنفسي علي " التوتو ".. ثم أشعل سيجارتي ألأخيرة .. بعدما أقوم بلم بقايا الطعام .. وما يلزم غسيله إذا ما عدت من " التريض "

" والتريض , عبارة عن  مكان خارج السجن .. حول المبنى القديم المتهالك .. يشبه فناء مدرسة .. مفروش بأشعة الشمس .. ومزروع  ببعض الأشجار .. يسمحوا لنا بالخروج إليه .. وفتح باب العنبر .. لمدة ساعة أو ساعتين على حد أقصي .. لنقوم ببعض التمارين السويدي .. كالمشي .. والجري .. وربما القفز أيضاً .. المهم .. تأخذ حمام شمس .. حتى لا تصاب عظامنا بالهشاشة .. ويلتقي بعض المساجين  الذين ليسوا في العنبر .. بالعنابر والزنزانات الأخرى .. وما أن تسمع صوت السفارة.. حتى ينتهي كل شيء.. وندخل إلي العنبر.. الذي لا يري الشمس"

طويت فرشتي بعضها لي بعض .. حتى لا يدوسها أحد في غيابي .. ثم نزلت مسرعاً إلى " الحوش للتريض ".. ولِأمارس بعض التمرينات الصباحية ... السويدي ... وأستمتع بأشعة الشمس الدافئة ....

****

 على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ـــ مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف